ما هو الحب؟ ما هو الموت؟ ما هو الفقد؟ ما هي الأمومة؟ ما هي الوحدة؟ ما هي الثورة؟ ما هي النشوة؟ ما هي الذاكرة؟ ما هو الكتاب؟ ما هو الوسيط؟ في "محاولة لتذكر وجهي" تفكر سلمى الطرزي في هذه الأسئلة وغيرها.
قراية متأخرة شوية. أظن إن الخناقة الكبيرة كانت على إزاي المطبعة تقدر تحط الصفحات المختلفة دي في الكتاب؟ زي الصفحة اللي باين فيها علامات الكتر على أرضية الأوضة، وإزاي هانعمل الغلاف بالشكل دا؟ وليه كل التعب دا أصلا؟ لكن الواحد محتاج بتاع 3 ثواني عشان يوصله ليه التعب دا كله. العيب الوحيد بالنسبة ليا هو ترقيم الصفحات، حاجة زي دي مش محتاجة تترقم أصلا. دا كتاب عن الميتيين، سلمى بتطلع ميتينها وميتين اللي بيقرا. بتكلمهم وبتخلي القارئ يفكر إنه يكلم ميتينه، يمكن مش كله هاينجح بس هي نجحت. أظن إن الانطباع اللي هايتبقى في دماغي بعد شهور هو الاعتيادية (ويمكن الألفة) اللي سلمى بتتعامل بيها مع السواد اللي جواها.
كأنك تحدّق في العدم، تُساءل الفقد. تذوب الكلمات، فتأتي اللغة المحكية. بأصدق ما تكون. تحضر الذاكرة، فتفتح بابها، وتنثر أشياءها. ما الذي بقي من ذاك اليوم الذي توقف بعده كل شيء! جثامين.. جثامين.. جثامين..
واقع تحت صدمة، تحاول أن تتذكر وجهك، تبدأ بلمس الغلاف، شبه مرآة. تجتهد في أن تراك. ولا ترى إلا وجهًا غائمًا. تمضي بين الصفحات. خائفًا، من شيء لا تعرف ما هو.
هذه التجربة ربما تكون مجرد اعتذار، أو محاولة وضع ضمادة على سنوات مضت من العمر دون أن يُرى وجهها.
من أكثر الكتب التي أدهشتني في هذا العام.. شكرًا سلمى
(ساعات بأفكر إن لو الإنسان له حصة محددة من الحياة متوزعة على سنين عمره فيمكن احنا استنفذنا الحصة دي كلها في لحظات الحياة المكثفة اللي كنا بنتعاطاها بجشع. بجنون. استنشقناها. دخناها. شربانها. خدناها حقن. أكلناها. اتمرمغنا فيها لحد ما خلصناها، وكل اللي فاضل لنا دلوقتي هو شوية بخار حياة يمشينا اللي فاضل من عمرنا..) - سلمى الطرزي
بصراحة، عرفت سلمى كفنانة بعد لوحة "دائرة الجحيم" التي تصف حادثة الاعتداءات الجماعية في ميدان التحرير. ثم تابعتُ أعمالها الفنية بعدها. "محاولة لتذكر وجهي" عنوان جذّاب لكتاب غير تقليدي. ليس كتابًا بالمعنى الحرفي لكلمة كتاب، إنما أجده عملًا فنيًا وحسب. محاولة إبداعية للتغلب على المفاهيم التقليدية للفن والكتابة. أعتقد أن هدف الفن الأساسي هو التغلب على كل حواجز التعبير، وإيصال المعنى بأكثر الطرق إيجازًا، دون إغفال حق المرء في الدهشة. وهذا العمل مُدهش.. مُدهش إلى الحد الذي يجعلك تسبح في عمق المشاعر.. ولا تغرق. عمل مبهر، لسيدة مبهرة. وسعيدة ومحظوظة إني اقتنيته.