الكتاب هو سلسلة حوارات أجراها الناقد والفنان فجر يعقوب مع المخرج والكاتب حاتم علي على مدار أربع سنوات. لكنّ الكتاب، كما جاء في مقدمة بشار ابراهيم، هو أكثر من مجرّد حوارات، بل هو «نبش في الذات والآخر، اشتغال على الذاكرة، ومسامرة في قواسمها العميقة، ما بين مبدع ومبدع، جمعهما حيّز زماني، وهما قد ولدا في وقت متقارب، وجمعهما حيّز مكاني، وقد عاشا في ظلال المخيّم ذاته».
يغوص فجر يعقوب عميقاً في ذات حاتم علي كما في أعماله. حوارات تتخللها نصوص يكتبها يعقوب متذكراً لقاءً هنا أو حادثة هناك. استجواب مدفوع بحب، بإعجاب، بتقدير لرجل تجاوز ضيق المكان الذي خرج منه ليصنع عالماً كبيراً بثقافة واسعة ومخيلة عبقرية.
خريج المعهد العالي للسينما - صوفيا،بلغاريا - قسم الإخراج السينمائي 1993. يعمل منذ ذلك الوقت مخرجاً في المؤسسة العامة للسينما بدمشق و القطاع الخاص حيث قدم أكثر من سبعة أفلام روائية قصيرة منها:(خدعة ربيعية 1993)،(سراب 1998)،(البطريق 2005) و (السيدة المجهولة 2009) الحائز على جائزة الصقر الذهبي كأفضل فيلم روائي قصير في مهرجان روتردام للفيلم العربي في هولندا. إلى جانب ذلك أخرج فجر يعقوب عدداً من الأفلام التسجيلية منها:(تغريبة ثقافية)،(عراقيون في المنفى)،(وراء الكاميرا)،(القاهرة تردد أبريل) و أفلام أخرى. يكتب السيناريو و النقد السينمائي و له دواوين شعر مطبوعة و عدة مؤلفات في السينما منها:(جماليات الإنسان الأرضي)،(مصنع الأحلام) و غيرها.
في سوريا الجميلة التعيسة كعظمة بين فكيّ كلب كما يصفها رياض الصالح الحسين، لا شكّ أننا نمتلك وعيًا جمعيًا واضحَ الأثر على كلٍّ منّا، حياة مشتركة تورّث جيلًا بعد جيل؛ تحديدًا لأولئك الذين لم يتأتى لهم ممارسة هذا "العيش المشترك" فيُناقلها كُثر كنبوءة وتميمة تحفظ الخصوصية والتميز.
عشنا حياة يصفها من عايشوها بالحياة المميزة حتى بشكلها المؤلم أو المعلّب، إذ دائمًا ما يتندّر عليها السوريين، متناسين محاولة تقشير رثّها عن ثمينها ومن بعد ذلك إعادة معاينة هذا الإرث الجميل! بعين الناقد الحقيقية البعيدة عن التجميل ونظرة "النوستالجيا".
وللحديث قليلًا عمّا هو ناعم وجميل في هذه الحياة الجمعية المشتركة جدًا في سوريا لا يُمكننا أن نشطح بعيدًا وتجاهل حجم الصُنع الفردي بها، وذلك يتمخض من خلال تجارب تجابه بجهدها وأهميتها مؤسسات مترهلة ومتقاعسة عن المواكبة الحقيقية أو الدور الفاعل.
حاتم علي، لا يمكن إغفال ما تضمنه وعينا الجمعي كسوريين بالتلفزيون وصنّاعه، هؤلاء الأفراد الذين ولّدوا لنا الكثير، ولّدوا لنا إنسانية نُهبت وسُلبت منا بشكل فجّ أو بالتدريج. الدراما السورية التي لطالما كانت كينونة وحافظة للإنسان السوري المهدور، الذي متى ما انفرد مع هذه الشاشة الصغيرة حتى ينفصلُ عن عالم الظلم والانسحاق، ليتمكن من تبادل الحديث المفيد أو أقلّه الحديث الندّي واللغة المشتركة التي تمثل صوت للشارع حتى ولو كان مجرد صدىً لذاك الهدر والإنسحاق، الواقعية التي لطالما تميّز بها المُنتج الدرامي السوري.
"يدرك جيدًا كيفية التجريب في صناعة خطرة، يتهددها المنتج، بالقدر نفسه الذي يتهددها فيه نبع الثقافة العربية (الماضوية)"
الكتاب ممتاز من ناحية أنه اختار حاتم علي للحوار فكان الاختيار رائعاً .. حيث القى الضوء على جوانب من حياة هذا المخرج العظيم لا بد انها تهم المعجبين بفنه وابداعه .يظهر حاتم علي كما ابداً عميقاً مثقفاً ذو نظرة ثاقبة ولكن مع الاسف رغم ان فجر يعقوب حصل على هذه الفرصة الفريدة والمميزة ولكنه لم يستغلها أفضل استغلال ! يوجد الكثير من الحشو ولم يوفق باختيار الاسئلة المطروحة او التعبير عنها احيانا. طريقته المزخرفة بالكتابة غير مفهومة وان كانت كتابته ادت اي غرض على الاطلاق فهو برأيي أن تجاورها مع آراء حاتم علي زاد من جمالية طريقة حاتم علي في التعبير عن نفسه وعن افكاره بسلاسة فهو لجأ للبساطة في تقديم آراءه دون الحاجة للظهور بمظهر المثقف او زخرفة كلامه بشكل مصطنع
أحد أروع المحاورات التي قرأتها لأرباب الفن التلفزي والسينمائي إن صح التعبير ، وبرغم كوني لا أقرأ في مجالات النقد الفني والسينمائي ولا محاوراته أو حتى مقالاته فقد شدني في هذا الكتاب شيئان : عنوانه المثير و الشخصية المتحاور معها ..
فحاتم علي ليس مجرد مخرج عادي ، فهو علامة فارقة وشخصية مؤثرة في جيلي كان له دور بارز في توجيه جيل كامل ، وهذا ليس استنتاج وإنما مشاهدة ومحاولة استقرائية ... لقد تعرفنا على حاتم علي من خلال مسلسله العظيم الزير سالم وبرغم كل السخط الذي صببناه على رأسه بعد النهاية المؤسفة الغادرة لأبي ليلى المهلهل والتي ألقتنا من علياء الفخر والعزة والشموخ بالأجداد إلى ضحضاح الخزي والعار وانهيار الأحلام .. برغم كل هذا لا زالت كلمات الزير تصدح في أذني وحكم ابن عباد تسكب عليا ماء باردا كالثلج ومصاب جبير يثلب دما ... أما الثلاثية الأندلسية فحدث ولا حرج ، من صقر قريش عبد الرحمن الداخل الذي أحيا الأمل لجيلي أن عظائم الأمور كائنة للمريد ولصاحب العزم والإصرار وأن المستحيل ممكن وما ذلك على الله بعزيز ، ومع المنصور بن أبي عامر تتأكد الحكاية وبداخلها الكثير من التفاصيل فالملك يحتاج الدهاء والمكر و الغاية تعظم بعظمة صاحبها وليس بغير ذلك ، فكما أن الملك عقيم فالنصر له ألف أب و الخيانة أقرب إليك من حبل الوريد ، لقد كان ومازال المنصور ابن أبي عامر جزء من كيان جيل كامل ساهم في ثورات الربيع العربي و سيقودها قريبا لبر النجاة ، ثم تأتي ثالثة الأثافي ملوك الطوائف وبرغم بديهية الفكرة بأن التشرذم مهلكة والفرقة عذاب إلا أن مشاهدتها حية متحركة نابضة بالحياة والشخوص باسلوب حاتم علي المميز له وقع آخر في القلوب ...
رحمك الله يا حاتم وأسكنك فسيح جناته وعوضنا فيك خيرا فوحدك من برهنت أن الفن قد يكون راقيا هادفا بدون فسق وفجور وأن الصورة قد تربي جيلا دون عري وقد تغرس قيما قتلها الخنى والنوكى ..
أما الأستاذ المحاور بكسر الواو فإنه وإن لم يكن معروفا بالنسبة لي فقد كان مبدعا بحق في اختيار العنوان ، وراقيا في لغته ومحاورته ، ومبدعا في ختامه فتمنياتي له بالتوفيق والمزيد من العطاء
مع أنّني لست ممّن يتابعون أيّ نوع من المسلسلات والبرامج التلفزيونية، لكن بالنظر إلى كمية السفه والسخف، التي تخرج بها مسلسلات اليوم، لا يسعك إلّا أن تقول: يرحم الله مسلسلات حاتم علي!.
لم أكن مهتمة كثيراً بالأسئلة المطروحة في هذه الحوارات، قدر اهتمامي بأجوبة حاتم علي. رغبت طوال قراءتي للكتاب بأن يتكلم فقط، عن أفكاره، عن فلسفته، عن آراءه وأعماله.
هو أحد الأشخاص الذين ترغب بالجلوس معهم في مقهى شعبي بسيط، في إحدى حارات الشام القديمة، والاستماع إلى أحاديثه فحسب، حتى لو لم تكن موافقه في كلّ ما يقول.
إنّ من أصدق وأغرب ما قاله فجر يعقوب لحاتم في هذا الكتاب هو شبهه بالممثلين في أعماله. وهذا حقيقة!، عندما أشاهد مسلسل -الفصول الأربعة- وأنظر إلى وجوه الممثلين وعفويتهم، لكأني أنظر إلى وجه حاتم علي رحمه الله، كأنّ بينه وبينهم صلة قرابة غير منقطعة!.
إحدى وجهات النظر التي أختلف فيها مع حاتم ومع كثير مثله، هي فكرة إباحة شيء معين تحت مسمى (الفن)، فتجد البعض يبرر تجاوز حدوده فيما يفعل بأنّ هذا هو الفن، وأنّ الناس الرجعية لا تفهم الفن، ولا تقدّره، وما إلى ذلك من الكلام الفارغ.
أنا أؤمن أننا نحن العرب المسلمين، لدينا محظورات، وخطوط حمراء مقدسة، يمنع المساس بها في ديننا وحضراتنا تحت مسمى (فن).
أقول هذا مع أنني لا أعلّق على حاتم علي شخصياً. بالنسبة لي لا أبيح أمراً مقدساً في معتقدنا لأيّ أسباب فنية، إن كان رأي الشرع فيه مضادّاً.
ما لم يُعجبني بالكتاب، هو أنّ فجر يعقوب -نوعاً ما- كان كلامه متفلسفاً -هكذا شعرت-. تمّت.
كتاب جميل شعرت من خلاله أني في جلسة حوارية مباشرة مع المخرج الراحل حاتم علي رحمه الله.
بالرغم من إعجابي بالكتاب، إلا أنني طمعت بأكثر مما تم نقاشه في هذه الحوارات القصيرة نوعاً ما. وتمنيت أن يتشعب الكاتب أكثر في حواره مع الراحل عن فيلم الليل الطويل والصعوبات التي واجهته في عمليات الإنتاج.
وعلى أية حال، كان الكتاب محاولة جميلة للتعرف على حاتم علي كإنسان ذو رؤية ثقافية وفنية عالية
مقاله او سرد صحفي يكشف جزء صغير من الشخصيه الابداعية للراحل حاتم علي كلنا نعرف أنه كان ذو شخصيه خجوله وانه شخص مبدع وصاحب رؤية فنية مذهله ولكنا تعرفنا من خلال هذا الكتاب على تفاصيل اضافيه من شخصيته رحمه الله عليك ياحاتم المبدع الذي لن يتكرر
حاتم علي ابو عمرو - رحمه الله - كان معلمي الروحي حيث أني تربيت على أعماله وكثير من القيم والمبادئ في حياتي استقيتها منه , ولطالما حمدت الله أني ولدت في جيل التسعينات حيث أني كبرت مع المسلسسلات السورية المميزه وخصوصا مع مسلسلات أبو التاريخ العظيم حاتم علي ... ما اعجبت فيه بهذا الكتاب أنه تم التطرق للجوانب الشخصية في حياة الراحل حيث أن أغلب المقابلات كانت ترتكز على الجوانب الفنية ففي هذا الكتاب تحدث عن نزوحه من الجولان وتحدث عن علاقته بوالده - حيث أنه اضطر يتحمل صعاب حتى يشتري لحاتم التلفاز ( تذكرت أدهم أبو عمار حينما تكلم عن تأثير وفاة والد حاتم عليه ) وتحدث أيضا عن رؤيته للبث الاسرائيلي عندما قام بزيارة أعمامه في درعا وكيف كان يتصور أنهم وحوش وتحدث عن تأثير قضية فلسطين عليه وكيف أنه عاش معاناة قريبة لهذا الأمر حينما نزح من الجولان
سعيدة بهذا الكتاب لأنه أعطانا نبذة عن فكر حاتم علي هذا المخرج السوري العربي الذي نقل صناعة الدراما العربية إلى مستوى رفيع جدا أرجو أن لا يتراجع برحيله. لم أفاجأ بالثقافة الجمة والوعي والعميق والفكر الراقي للمخرج المبدع كيف لا وأعماله تعكس عن تجذر هذه الصفات فيه وأكثر ... العرب متعطشون جدا لفن راقي يخاطب عقولهم لا غرائزهم ولذلك جاء حز ن الجماهير كبيرا على المخرج عند رحيله المبكر... أؤمن فعلا أن الفكر الراقي هو القوة الناعمة التي يمكن لها أن تدخل في عقر دار الاستبداد وتنتصر عليه دون أن تحدث أية خسائر وهذا ما استطاع حاتم فعله في كثير من أعماله...
حوارات صحفية لطيفة من الاستاذ فجر ولو كانت قصيرة ولكنها عميقة الى حد ما تظهر بعض جوانب شخصية حاتم علي وحدسه وذوقه الأدبي والفني ولكن لا بد من قراءته .. واعلم صديقي القارئ إن كنت تريد الغوص أكثر في عالم حاتم علي فعليك أن تقرئ مقالات حاتم علي ولقائته واعماله الفنيه بالإضافة للاستبداد المفرح لتصل نوعاً ما لشخص حاتم علي .. الرحمة لروحه
لا أدري لماذا هذه اللغة "الفنية" - إن صحت التسمية- الحداثية المتقعرة التي كتب بها هذا الكتاب!! وهو بالمناسبة لايكشف الا القليل عن شخصية المخرج حاتم علي. أفضل مافيه تحليل حاتم علي لبعض شخصيات التغريبة الفلسطينية...
الكتاب غير كافي ابدا للافصاح عن داخل حاتم علي، غير مكتمل في فلسفته، يتحدث في جوانب تقنية في بعض الاحيان، صغير وبسيط وجميل. أفهمني التغريبة اكثر أنصح به
اسئله فنية بين الكاتب و حاتم علي حول اعماله من الجميل ان ترى العمل الفني من وراء الكاميرا و تفهم اليه الاخراج و كيف يكون بناء العمل ليكون عملا له اثر وجب التنويه انه ليس كتاب مذكرات