هذه الرواية هي ولائم من خيبات، ودموع، وحب مهزوم. جغرافيًّا تتوزع على أراضٍ شاسعة بحجم الآلام البشرية، تمتد من مناطق الإمبراطورية العثمانية الآفلة، وحتى مصر. تختلط الأنساب، تتجاور القوميات والهويات لتتصالح وتتناحر
زمن يمتد لأكثر من قرن وربع، تختصره هذه الملحمة على لسان شخوصها، فنقرأ عن الإبادة الجماعية للأرمن، كما عن التاريخ الكردي. تُظهِر الرواية أن السياسة تفسد حياة الشعوب والأديان، فيصبح لكل قومية أو دين أنياب ومخالب، ينشبها في لحم الآخرين المختلفين.
رضوى فاضل الأسود، كاتبة و روائية وناقدة مصرية ولدت في مصر بحى الزيتون بالقاهرة , فى 20 يناير 1974, الإبنة الكبرى للناقد و الباحث والسينارست د. فاضل الأسود.
Radwa Fadel El Aswad, an Egyptian writer and novelist, born in Egypt in the Zeitoun neighborhood of Cairo, on January 20, 1974, the eldest daughter of the critic, researcher and scriptwriter "Dr. Fadel El Aswad".
وجدت نفسي هنا أمام تجربة أدبية جديدة ومختلفة .. ثرية في تفاصيلها ، غنية بالمشاعر الإنسانية .. أسلوب سرد جذاب وممتع .. لغة بديعة وصور وتعبيرات مدهشة .. استمتعت بها جدا ولكن لابد أن أعترف أن سر انجذابي ورغبتي بقراءتها هو العنوان الفرعي " حكاية الأرمن والكرد"فالمواطنين الأرمن سواء في مصر أو الشام .. لهم سمات مميزة ، هم يجمعون بين قدرة مدهشة على الاندماج في المجتمع الذين أتوا إليه إثر تهجير قسري - واجهوا فيه أبشع ألون التعذيب والمهانة ، - وبين احتفاظهم بطابعهم الأوروآسيوي .. من ناحية اللغة وأسلوب الحياة ونمط التفكير والمعاملات التي تتسم بطابع أوروبي واضح ومعلن .. مما أكسبهم طابعا فريدا .. فهم محبوبون وعن تجربة شخصية لي في طفولتي بالخارج لمست من خلال جارتنا المحبة واحترام الآخرين ، هم مسالمون جدا ووودودون ، يحافظون على طابعهم الأوروبي في احتفالاتهم الدينية " رغم انتمائهم للطائفة الأرثوذكسية حسب اعتقادي .. نعود للرواية والتي جذبني فيها أنها تبدأ بداية ممتلئة بالشجن ومفعمة بمشاعر الندم من قبل الراوية التي هي إحدى بطلات الرواية " ليلى " التي تعطينا مقدمة عن علاقتها بصديقتها المقربة لها "لوسي" والحب المشترك بينهما " مالك".يشتعل داخل ليلى صراع محتدم بين رغبتها في أن ترى صديقتها التي تقاسمت معها أجمل ذكريات المراهقة والشباب ، ومن فرط قربهما لبعضهما البعض أحبتا نفس الشخص .. ثم تنتقل الأحداث إلى تلك الحقبة التي كنت إلى وقت قريب أجهلها تماماً ، وذلك في إطار سرد تاريخ عائلة لوسي ونزوحها إلى مصر في أوائل القرن العشرين بالتزامن مع أجواء الحرب العالمية الثانية ، لتعود بنا الكاتبة رضوى الأسود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحديدا ( 1868 - 1915) لنعيش مع أسرة الجد كروان تاريخ عائلته بالتفصيل منذ نشأة الأب سالار فرهد منديكانلي الكردي في بلدة آمد وعلاقته الوطيدة الأشبه بالأخوة الروحية بجاره ورفيق طفولته آرام آرشاج منديكانيان .. بداية انقلاب الحكم العثماني " تحديدا السلطان عبد الحميد الثاني " على الأرمن وخطتهم الدامية لمحوهم من على الأرض بالقتل وةالتدمير وإحراق البيوت لدرجة وصلت لحرق قرى بأكملها ، كانت نقطة تحول في تاريخ الإنسانية .. ربما يجهلها الكثيرون وأنا منهم لتغافل التاريخ عنها عن عمد إرضاء لمصالح دول كبرى تعمدت التخاذل وترك مواطنين عزل يواحهون مصيرا بشعا ولا إنسانيا لا لسبب إلا لأن السلطان العثماني آنذاك أراد توحيد كل الولايات التابعة له للحكم الإسلامي وتطهيرها من كل ما يخالف ذلك ، وهنا وصفت الكاتبة هذه المرحلة من خلال هذين البطلين وصفاً مفصلاً ، تقشعر له الأبدان .. حتى أنني بكيت من فرط قسوة بعض المشاهد ، ومن جهة أخرى لمسني بشدة موقف سالار الذي اضطر للانضمام للفرقة الحميدية التي عرف عنها أنها المنفذة لتلك المذابح المروعة ، لكنه ينجح بالحيلة في إنقاذ جيرانه وترحيل ابنه كروان وحبيبته بيروز ثم يختار لنفسه مصيراً شجاعا حتى لا ينخرط في المزيد من الجرائم .. نعود مجددا للوسي حفيدة كروان وبيروز .. وقصة حب عجيبة ، ولكني رأيت في الواقع قصصا أعجب ، لذا ملت لتصديقها ومعايشة طرائفها ومآسيها التي روتها على لسان الأبطال الثلاثة المقيمين في أحياء الزيتون ومصر الجديدة ، وصف الحالة والأحداث المصاحبة لها رائع .. ففي ذلك الوقت كانت مشاعر البشر أصدق وأعمق من عصرنا هذا .. وصف الحالة المعيشية لعائلات الأبطال أتى صادقاً جدا ومذهلاً .. كأني أرى أمامي مشاهد سينمائية لمصر في أواخر السبعينيات واوائل الثمانينات ليس أروع من وصف لوسي لحبها لمالك التي تقاسمته مع أختها الروحية ليلى " أحسست من نظراته لليلى أن إطار حكايتي معه لن ينغلق علينا فحسب ، بل ثمة مكاناً شاغراً يتسع لثالث ، ترى حبي لها قد تفوق عليّ وجعلني لا آبه بفتح باب أعلم أنه سيأتي بريح شديدة ؟ أم أنه القدر الذي يلعب بنا ويدفعنا للمارسة ألعابه الخطرة ، لنصبح ولائمه الدسمة التي يتفنن في إعدادها ليقتات عليها " الاغرب والأعجب هي المفاجأة والصدمة التي ادخرها القدر لمالك ممثلة في والده وطباعه الغريبة المتوافقة مع مهنته .. لتجد أن لها جذورا في تاريخ مذابح العثمانيين للأرمن .. ربما بعض الصدف هنا نجدها أشبه بمصادفات الدراما والأفلام العربية ، لكن من خلال تجربتي الشخصية وتكرار مصادفات وتصاريف القدر مع الأجيال ، لم تكن دهشتي كبيرة ، ففي الحياة كنوز من الدروس والمواقف الدرامية بامتياز التي تتفوق على مصادفات وحبكات الروايات الجميل هو التكامل والتناقض بين شخصيتي البطلتين ، ليلى تربيتها مصرية أشرف عليها أب متسلط وأم تقليدية مغلوبة على أمرها ، ولوسي المنفتحة على العالم والحياة بنت الأم ميرا الواعية التي لا تخجل من الحديث مع ابنتها والرد على أسئلتها المحرجة كأي فتاة في مرحلة المراهقة .. مما أكسب لوسي جرأة أكبر وشجاعة في الإعلان والتعبير عن مشاعرها دون تحفظ ، مما أوقع مالك تحت سيطرتها هي أولاً ، فهي لم تدخر عاطفة ولا رغبة في سبيل إرضاء طوفان الحب الهادر بداخلها نحوه .. فاستسلم تتابع الأحداث سريعة ومتلاحقة في الفصول ما قبل النهاية ، وفي الربع الأخير من الرواية . وتعود بنا رضوى للتاريخ مجددا ، فمن ناحية يكتشف مالك الحقيقة الصادمة عن والده وجده ، ومن ناحية أخرى تنجرف لوسي في تيار البحث عن حقوق الأرمن ، ونزع الاعتراف بأعجوبة حول المذابح الدامية التي واجهها الأرمن ، وأنكرت عليهم معظم الدول حقهم وأنا أطالع الجزء الأخير تمنيت لو أن النهاية توقفت عند هذه النقطة وتركت مفتوحة ، ليظل مالك حائراً ولأترك نفسي للاستنتاجات التي تروقني .. ولكن رضوى فضلت استكمال تفاصيل البحث عن الحقيقة رغم ذلك لا أنكر إعجابي بالرواية والتأكيد على أنها تركت في أثرا وتعلمت منها الكثير وأعجبتني جملة على لسان ليلى " إن تجارب البشر كبصمات الأصابع، ليس هناك أنملة مثل أخرى ، حتى بين التوائم ... لا يوجد ، وحتى إن تشابه الشكل الخارجي فيظل الداخلي ممهوراً ببراءة اختراع صاحبه"
طبعا الكتاب لن يعجب انصار الاتراك علي الاطلاق رغم ان في مليون ارميني قتلوا الشاعر والمترجم الكردي السوري جان دوست.. واصفًا إياها بـ"مجموعة ولائم من خيبات ودموع وحب مهزوم جغرافيا وفيها تتوزع تلك الخيبات على أراض شاسعة بحجم الآلام البشرية، تمتد من مناطق الإمبراطورية العثمانية الآفلة، وحتى مصر، وتختلط الأنساب بل وتتجاوز القوميات والهويات لتتصالح وتتناحر، كذلك يمتد الزمن في الرواية لأكثر من قرن وربع وتختصر هذه الملحمة على لسان شخوصها، لنقرأ عن الإبادة الجماعية للأرمن والكرد مع إظهار سياسات أفسدت حياة الشعوب مستخدمة الدين في الغزو والتنكيل لكل القوميات والهويات والأعراق الرواية تتوغل في ماهيات وطرق السطو التي قامت بها الدول العظمى وكذلك غالبية الإمبراطوريات وتحديدا العثمانية فيما يخص التنكيل والتشريد وسفك بل واستحلال دماء المسلمين والمسيحيين والأرمن من خلال التعرض أو التوقف عند أحداث وتواريخ ومواقع بعينها. شكرا رضوي الاسود
"باسم الدين، تساق التبريرات للأعمال الطائفية، وتخرس الألسنة بأوامر إلهية تسبغ القدسية على عمليات نحر لا تنتهي، وتحظى بأكبر عدد للأتباع مستعدون لبذل أنفسهم في سبيل الله ونصرة الحق!."
تصحبنا الرواية في رحلة زمكانية شيقة؛ تحكي فيها عن معاناة الأرمن وتتنقل برشاقة مابين ولاية آمد أو ديار بكر في نهاية القرن التاسع عشر، وبورسعيد في بدايات القرن العشرين، مرورًا بقاهرة السبعينات والثمانينات، حتى تحط الرحال في القاهرة وبداية الألفية الجديدة.
الفصول التي حكت عن تطوع "سالاهار" للانضمام للفرق الحميدية حماية لأسرته وأصدقائه الأرمن، والتي شارك فيها الأتراك خطتهم الدامية لمحو وإبادة الأرمن بالقتل والتدمير وإحراق قرى بأكملها، كانت ممتعة لغة وأسلوبا، جعلتنا نرافق "سالاهار" في مشاعره المتضاربة من خوف افتضاح أمره وشجاعته في إختيار مصيره، أيضًا نرتجف مع "كيروان" و"بيروز" كلما إختبئا من فرق الموت، التي كانت تحصد أرواح الأبرياء بلا رحمة، حتى نجحا في الوصول لبر الأمان على شاطيء بورسعيد، ولا نصدق إختيار "كيروان" للزواج من "بيروز" حتى مات على دين الحب.
تجربة مختلفة 👏 تتحدث عن طائفة عاشت مضطهدة، فارة ومهاجرة من مكان إلى آخر، انتزع منها أبسط حقوقها الإنسانية؛ حق الحياة، فقط لأنهم أرمن! #بالأمس_كنت_ميتا
الجوهر الحقيقى للدين هو الإنسانية ، إختلافنا مع الآخر يكمل ما بنا من نواقص. فقد خلقنا الله مختلفون ، لنكمل بعضنا البعض ، لنعمر الأرض بما تحثه علينا الديانات السماوية ، لا بمنطق التطرف ، والتشدد و العنف. إنها جريمة فى حق البشرية ، ومأساة دفع ثمنها الأرمن. هذا ما تناولته رواية "بالأمس كنت ميتا" ، لا استطيع القول إنها رواية تاريخية فقط، بل إنها رواية إنسانية من الدرجة الأولى. تحكى الرواية عن فترة زمنية لا يعرفها الكثير ،بل إنها جريمة حرب ارتكبت فى حق طائفة ، ذنبها الوحيد هو ديانتها و اختلافها ، إنهم الأرمن. تناولت الرواية علاقة توحد الأرمن بالكرد ، فى حقبة زمنية مهمشة إلى حد ما ، لا نعلم عنها الكثير. ثم يتفرقوا ، وتعرض الأرمن لإبادة جماعية ، ووحشية مدمرة من قبل الدولة العثمانية. أتقنت الكاتبة "رضوى الأسود" فى أسلوبها بالرواية ، مفردات اللغة عميقة ، قريبة من القلب ، قادرة على إيصال المعنى للقارئ فى سهولة ، مع اعتمادها على الفصحى فى الجمل الحو��رية ، جعلنى اقترب من ابطال الرواية أكثر ، و أتعمق فى دواخلهم النفسية ، بالإضافة إلى أن سردها غاية فى الروعة كتحفة فنية مميزة ، غربية الأطوار ، تجذب كل من يراها. نجحت "رضوى" بإمتياز مع مرتبة الشرف فى وصف مشاعر الرجل ، كما برعت فى وصف علاقات الحب ، الخذلان ، اللهفة و الاشتياق. تعدد الرواة فى الرواية اصابنى بشئ من التشتت ، حيث كان من الافضل أن يحكى كل راوى على لسانه ،ما حدث له. تنقسم الرواية إلى فترتين زمنيتن مختلفتين ،وربطت"رضوى" بينهما بشكل عبقرى ، يشعر القارئ أنه يقرأ رواية واحدة ، مترابطة ، كل فترة مكملة للفترة الأخرى. ابدعت "رضوى" فى خلق حالة من المتعة ، و الاستمتاع ، و الترحال للتعرف على فلسفات ، و عادات شعوب ، وتقاليد مجتمعات وذلك من خلال رحلة "مالك" ، لتبث رسالة غير مباشرة للقارئ ، وهى الشغف ، و استمرار البحث عنه ،أينما كان ، ومهما تكلف ثمنه ، بل طرحت رسالة أخرى مهمة، وهى التساؤل فى كل ما يدور حول الإنسان ، خلال رحلته على الأرض ، مع محاولة البحث عن إجابات لتلك الأسئلة. أحببت ابطال الرواية "ليلى" ،" مالك" و "لوسى" ، على الرغم من اللامنطقية فى علاقتهم ، حيث أنها أقرب إلى الخيال من الواقع ، بل إنها مثيرة للدهشة ، لكنها علاقة من المستحيل أن تتواجد فى تلك الأيام. لكنها تدعو للتساؤل ، وتحرك خيال من يقرأها ، وهذا ما نجحت فيه "رضوى الأسود" بشدة. "بالأمس كنت ميتا" رواية عن حقبة زمنية ، تاريخية مهمة ،عن طائفة عاشت مهمشة ، مضطهدة ، مهاجرة من مكان إلى آخر ، انتهك منها حق الحياة ، والإستقرار. تعرضهم للظلم فقط ، لأنهم أرمن ، هى رواية تخلد فى العقل ، تستقر بالقلب ، وتتجدد منها الروح.
" الإنسانية اختيار، لكن هناك من يصرّ على ألا يكون إنسانا، وأن يكون فقط بشرًا ضمن مئات الملايين من بني آدم، الذين يزدحم الكون بنفاياتهم الجسدية والنفسية، الذين يلوثون الكون بأنفاسهم وأفعالهم، إنهم أولئك الذين يعيشون ويموتون جيفة".
رواية عن الأرمن والكرد، الأرمن الإسم الذي بات يتردد كثيرا مؤخرا في التجمعات الدولية والتناحرات السياسية.
هل ننكر المجزرة؟! لا نستطيع. لقد تعرض الأرمن إلى أبشع المجازر في العالم على يد العثمانيين لكنهم لم ينتزعوا إلى الآن اعترافا كاملا من الدول الأخرى بما تعرضوا إليه. في هذه الرواية تعرض لنا الكاتبة المصرية رضوى الأسود على لسان شخصياتها مشاهد وصور من هذه المجزرة منذ بدايتها حتى النهاية التي أتت على شعب أعزل. زمن شاسع من الخيبات والدموع والتشرد والذبح والإغتصاب. زمن شاسع من سياسة أفسدت الفطرة وقوميات تنشب مخالبها في لحم كل مختلف عنها.
قرأت سابقا روايات عن المأساة الأرمينية، لكن هذه الرواية جاءت مختلفة، أعمق وأوجع.
نولد جميعا أحرارا و في أقل من ثانية واحدة تفرقنا الأديان و السياسات و القوانين و يحكم عليك بإخيارات ليس لك أي يد فيها رغم خصوصيتها فيهبونا نهاية بدلا من بداية ولا يسعك إلا أن تصبح مجبورا في نهاية الأمر. ليس هذا فقط؛ و لكن حتي جغرافيتنا التي قدر لها أن تكون هبات ممنوحة و سبب نعيم نحيا عليه و به نتناحر و نتنازع ناسيين أنها وهبت لنا دون عناء فيتلبسنا جشع و طمع أخذها عنوة دون وجه حق و نساق زاهقيين أرواح بأسم الله.. و بستار الدين نفتعل التبريرات. رواية تحمل كل المعاني الإنسانية في طياتها و أجزم أنك تسمع دقات قلبك تنبض و تخفق مرارا و تكرارا ألما علي ما أصاب طبيعتنا الإنسانية و تحولنا الي وحوش بشرية شاهدين علي طمث أسمي المعاني داخلنا و تحولها الي رماد و عند هذه النقطة لا يسعنا إلا أن نقف محتجبين صمتا عن ظلم التاريخ الذي يفتك بنا و يسحق أدميتنا رويدا رويدا؛ و لكن من قال أن المنتصر هو من دوما يكتب التاريخ؟ فنحن هنا أمام قصة شعب كانت هزائمهم هي أعظم إنتصارات الإنسانية؛ كانت هزائمهم وصمة عار دائمة تلاحق منتصريها إلي أبد الأبدين. أجادت "رضوي الأسود" اللعبة تماما و كأنني اقرأ قصة لشاهدة بعينها علي ما أصاب الشعب الأرميني من ظلم و خيبات و ميتات و دموع و شُتات علي أيدي العثمانيين؛ و ضربت بيد من حديد علي صحوة الضمائر الغائبة؛ ليس فقط هذا و لكنها برعت تماما في السرد و اللغة و رسم الشخصيات بكامل مشاعرهم و إظهار الجوهر الحقيقي لجميع الأديان. و أخيرا لا يسعني إلا أن أقول ان هذه الرواية هي واحدة من أعظم الروايات الإنسانية التي يجب أن تقرأ أكثر من مرة حتي نعي تماما ما وصلنا اليه من تفريط في إنسانيتنا. فإذا كنت بالأمس ميتا؛ فأتمني أن تحيا غدا بالإنسانية.
نولد ونرى العالم كما لو أنه كان على ما هو عليه، نعرف أصدقاء أرمينيين من اهلنا في مصر ونتعامل معهم كمصريين طبعا، ونتعرف على أصدقاء أكراد من سوريا أو غيرها، ايضا لكننا لا نعرف شيئا عن مأساتهم حتى تأتي رواية جميلة كهذه لتشرح كل شيء بدقة وبسرد يجمع التاريخ بالخيال وتربط الماضي بالحاضر كما هذه الرواية المحكمة الجميلة، التي لا بد من الكتابة عنها قريبا. هي أيضا إضافة جديدة في السرد المصري الذي يلقي الضوء على الآخر كاشفا ما فعله العثمانيون ضد الأرمن والأكراد. تحية للكاتبة رضوى الأسود على الجهد المبذول في هذا العمل المهم.
في البداية تشجعت للرواية لأنَّها من إصدارات الدار المصرية اللبنانية، لكنَّها خيَّبت أملي ابتداءا من الصفحة 80 تقريبًا... للأمانة لغة الروائية قوية وغلاف الرواية رائع.
لما بدأت قراءة الرواية مكنتش اعرف الكاتبة ولا سمعت عنها من قبل انما كان الكتاب ترشيح من اصدقاء لييا بثق فى ارائهم و ذوقهم جدا فالبداية كانت الرواية تقليدية و تسلسل الاحداث بسيط و هادىء و رتيب نوعا ما، بيحكى عن طبيعة حياة اجيال من الارمن و الكرد ممثلة فى شخوص الرواية و معيشتهم اليومية و العمل و حتى مأكولاتهم و رقصاتهم ثم تأتى الى سرد مأساة الارمن فتختلف كثيرا عما قرأت من قبل فالعديد من الكتب و الروايات التاريخية من حيث دقة شرح التحول التدريجى فى تصرفات الدولة العثمانية اتجاه الارمن و الدفع المجتمعى لاقليات اخرى كالكرد لتغيير موقفهم و نظرتهم لجيرانهم و اصدقائهم الارمن تغييرا جذريا و الذى انتهى بإبادتهم و طردهم من ديارهم، لكن مع مرور الوقت وجدت الكاتبة بتخرج بره إطار الرواية سواء للتعبير عن احساس او وجهة نظر و كان الطبيعى انى اتضايق من الاستطراد و الخروج عن تسلسل الاحداث اللى عادة بيسبب املال و يقطع التشويق و يضعف الترابط بين اجزاء الرواية لكن حقيقة انا كنت مستمتع جدا فالاجزاء دى اكتر من الرواية نفسها، و هيه حاجة غريبة جدا ان اكتر ما يعجبنى فالقصة يكون لا علاقة له بالاحداث ولا الخط العام للقصة لكن الكاتبة افكارها كافكار مجردة افكار ذكية و بديعه و جذابة جدا لدرجة انى ببقى عايز اتوقف عن القراءة لمجرد انى اقول انى اتفق معاكى تماما فى تفكيرك و ارائك الصائبة لذلك اعجبت بالكاتبة جدا و علمها و سعة مداركها و اطلاعها و ثقافتها اكتر بكتير جدا من مجرد رواية اعجبتنى، الكاتبة موهوبة جدا و لديها اسلوب فريد لعرض ارائها و تحليلها و التعبير عنها بطريقة بليغه و لغة عربية رائعة و استخدام المفردات اللغوية و التعبيرات اكثر من رائع و ابداع غير طبيعى فى وصف المشاعر و احساس ابطال القصة نحو بعضهم البعض و تعبيرهم عن تصريفات القدر الاسلوب الذى استخدمته فالسرد عن طريق عرض جوانب من الاحداث من كل طرف على حده حسب مشاركته و وجهة نظره و دوافعه و ميوله ثم ربطهم سويا عن طريق سرد الاحداث من شخص اخر و هكذا... كان اسلوب متفرد جدا و يجعل القارىء ينسجم مع الشخصيات و يتعرف على طبائعهم و ميولهم و اهدافهم من تعبيراتهم و رؤيتهم للاحداث و ان كنت الوم عليها قليلا لضعف الربط بين الاحداث مما يؤثر على سلاسة القراءة الجزء اللى بيتكلم عن لجوء الناس بمختلف انتماءاتهم للدعاء و التوسل لله وقت الشدة ثم إعراضهم وقت الرخاء و المشهد التخيلى لعامة الناس اللى بيدعوا ربنا فى السيدة زينب و يتباركوا بها لتحقيق مرادهم ثم آخرين بيضعوا قصاصات الورق فالفتحات فالحجرة الصغيرة بكنيسة مار جرجس لتحقيق امنياتهم، الجزء ده بالذات اقل ما يقل عنه انه عبقرى اللى امتعنى و اسعدنى اكتر من الرواية نفسها هوه اكتشاف كاتبة موهوبة و متميزة للدرجة دى و عندها سعة علم و درايه و اطلاع كبير جدا و ثقافة متنوعة فى امور كثيرة تتشعب فى مجالات عديدة لتبدو اقرب ما يكون لفهم ذكى متعمق يعرض فلسفة و رؤية خلابة للحياة و وجهات نظر تعبر عن حكمة بالغة و ذكاء متوقد و حتى الامور التى قد تبدو عادية استطاعت الكاتبة تجريدها من ظاهرها و إظهارها و التعبير المفصل جدا عن مضمونها و المعنى الحقيقى لها بصورة لم تخطر على بال القارىء و بذكاء و حكمة من خبرت الحياة و عرفت اهم ما فيها و فسرتها بطريقة متفرده و غير مسبوقه بناء على كم معلومات رهيب و ميول صوفيه عبرت عنها بلغة بديعة و بأسلوب يأسر النفس و الروح سواء بالتعبير السردى او باستخدام الابيات الرائعه لسمنون المحب او بإستخدام اقوال و آراء لمتصوفه عظام، تلك الاجزاء اللى ركزت فيها على الصوفية و رؤيتها للنفس البشرية و ارتباطها بربنا و نقاء القلب اللى بيؤدى لسمو الروح و صلاح النفس اجزاء تمس القلب جدا و امتعتنى جدا و الاجزاء اللى بتتكلم عن رحلة البطل حول العالم جميلة جدا و قدرت انها تثري الرواية بطريقة متميزه للغاية و قصة الحب الرومانسية الرقيقة على غرابتها و وصف المشاعر و لحظات لقاء الحبيبين تمس المشاعر جدا و مرهفة الحس جدا و غاية فى الجمال و الرقة، كل ده اضاف للرواية روحانيات و سمو بالمشاعر لتتوغل فى الروح و تترفع عن الجسد و ش��واته فتسلب لب القارىء لدرجة ان الابداع فالوصف و التعبير يتجاوز اى تخيل للقارىء و رغم ان الاطار العام للرواية يدور حول مذابح و مأساة الارمن و الكرد لكن فالحقيقة لب الرواية هوه حكاية العشق البديعه بين ابطال الرواية الكتاب إجمالا يستحق كل تقدير و إشادة و الكاتبة اذا استمرت على نفس المنوال سيكون لها شأن عظيم بين الكتاب الروائيين المعاصرين
/b/ نحن أمام روايتين: رواية تاريخية وأخرى معاصرة, لكنني وجدت لغة السرد في الرواية التاريخية أقوى من لغته في المعاصرة. الرواية نقلة نوعية في مسيرة رضوى الأسود. وسأكتفي ببعض الاقتباسات التي تُظهر جمال الرواية وعوالمها:
أنا الآن فى الثلاثين من عمرى، شابة بالمقاييس الأوروبية، لكن بعد عشرة أعوام من الآن سأكون من القواعد من النساء بالمقاييس العربية الإسلامية. لكنى منذ الآن، وفى حالتى هذه، أرحب تماماً بتلك المقاييس التى تحترف قتل الشباب فى عنفوانه.
تتبدل الأماكن كما أحوال البشر، فمع مرور الزمن، هناك أماكن يرتفع شأنها ومكانتها، وأخرى تنحدر من علٍ بنفس قوة وسرعة صخرة جبلية ضخمة انفصلت عن مكانها بفعل قوة أكبر منها، تنقلب الأماكن رأساً على عقب تماماً كأحوال الثرى من بعد فقر، والفقير من بعد ثراء. حينما أنضجتنى الحياة بنارها المتقدة على الدوام، اكتشفت حجم خطيئة إختراع الأحاديث لتبرير الفشل، وجريمة إختلاق حيلة الشيطان لإجازة النزوات والضعف، وبشاعة الإستشهاد بآيات قرآنية كإشارة البدء لتشغيل آلة القتل والتدمير.
هناك أناساً يمارسون الجنس دون أن يخلعوا ملابسهم، وآخرون يعيشون ويتناسلون ويموتون دون أن يصلوا لذروة المتعة، دون أن يتيهوا بحثاً فى جغرافية الشريك، دون أن يُجَنّوا شغفاً بتلك المناطق النائية الوعرة الملغزَّة بأسرار الجنس البشرى منذ خَلقِ آدم، دون أن يجرِّبوا معنى بدء الخلق وفناءه ثم إحياءه من جديد، دون قضمة واحدة من الثمرة غير المحرمة، دون أن يكونوا ذرة من الإنفجار البشرى الكبير، تتشظى بعيداً بعيداً ثم تقترب رويداً وريداً من مثيلاتها لتكوَّن لُحمة واحدة غير قابلة للتَكَسُر.
باسم الدين، تُساق التبريرات للأعمال الطائفية، وتصطخب الخطب بالعنصرية، وتُخرَس الألسنة بأوامر إلهية تُسَبغ القدسية على عمليات نحر لا تنتهى، وتَحظَى بأكبر عدد للأتباع مستعدون لبذل أنفسهم فى سبيل الله ونصرة الحق! أعياد أضحى يومية، تستبدل الشياه بالبشر على مذبح الكراهية.
فى الحرب إما أن تَقتُل أو تُقتَل، إما أن تنجو بنفسك أو تقطع أوصالك وتخرج أحشاءك على يد من فَرَضوه عليك عدواً، لا يهم إن كان صديق الأمس يقف اليوم فى الجيش المقابل لك فى ساحة المعركة، إن توقف عقلك ثانية ليفكر فى عُهرِ الحياة، ستكون ميتاً. فى تلك الأوقات التى يتوقف فيها العقل عن التفكير، يصبح الإنسان آلة
كل شىء يهتز .. المركب، العقول، القلوب، الإيمان، شىء واحد يقوى ويثبُت .. حب كِروان لبيروز.
يقولون أن الولع بالمعرفة ما هو سوى ولع بالحياة يبدو أن هناك شىء خفى ما فى الإنسان .. شىء يقبع فى الظل .. فى أغوار الروح، على دراية بكل ما سيحدث .. يحاول أن ينبئنا به، وهو يعلم تماماً أنه لا سلطان على القدر. يقولون أن الحب لغز بلا إجابة، لكنه فى الواقع إجابة وليس سؤالاً.
لكل واحد منا ثلاث حيوات، حياة شخصية، وحياة عامة، وحياة سرية، يمشى جميعهم فى توازى دون أن يلتقيا، ولا تلغى إحداها الأخرى، وإن أثَّرت عليها بشكل ما.
حين نتحدث عن أحدهم ونريد وصفه بالأمانة والإلتزام والصدق، نعتبره أجنبياً، نعترف بغرابة وغربة تلك الصفات عنا، وكأننا خلُصنا إلى أن أصحاب تلك الصفات الحميدة ليسوا منا، وكأننا ضمنياً استقرينا ورضينا بكوننا لا نمت بصلة قربى لتلك الصفات، أصبحت منظومتنا الأخلاقية مفرغة من الداخل بفعل مرض الفصام المستشرى فى مجتمع كامل يصلى ويصوم ويقرأ القرآن، ثم يرتشى ويكذب ويسرق ويخوض فى الأعراض، مجتمع لا يرى رجاله أى غضاضة فى ممارسة العلاقات الجنسية المفتوحة، لكن يحرمها على نسائه، يدمن الأفلام الإباحية ويُحرِّم مشاهدتها، يجرم ترك الصلاة ولا يجرم الكذب، يفرض الصوم عن الطعام، ولا يبالى بالصوم عن الإساءة للغير، مجتمع نجد فيه صاحب متجر لا يكف عن تشغيل أشرطة القرآن ليلاً نهاراً وهو يسرق التيار الكهربى ويسطو بوضع اليد والبلطجة على جزء من الطريق العام، مجتمع يحترف فيه علماء الدين زرع الكراهية والتحريض على قتل المخالف. قرأت مرة أن المجتمعات المتخلفة حينما أيقنت أنها اصبحت خارج التاريخ، باتت تدمر نفسها بنفسها. ويبدو أننا نعيش مرحلة تدمير ذاتى كامل الأركان.
للفاكهة المحرمة طعم مختلف يكمن فى المذاق الحار للخطيئة. فأجمل القبلات، المسروق منها، وأروع الجنس، ما خفى منه، فبلوغ الكمال فى الفعل يكون شرطه الوحيد حرية الفاعل، لكن حينما تُفرَض الإلتزامات، تلغى تلك الحرية، لتفقد أجمل الأشياء بهائها وعفويتها. /b/
كان السؤال الذي يدق رأسي طوال قرائتي للنصف الأول من هذه الرواية البديعة هو كيف يكتب شخص ما عن زمن ليس زمنه و شعب ليس شعبه و مأساة لم يحيا ألمها بكل هذا الصدق، بل و يزرعني في وسط حقول حبهم و صداقتهم لأنمو بينهم فردًا عاشقًا متوحدًا مع إيمانهم و صدقهم و حلمهم في حياة بدون شر، كنت بين سطور الرواية كردية و أرمينية و صوفية مؤمنة بدين الحق و الرحمة و الحب ، كنت إنسانة دون إضافات و دون رتوش أحارب التعصب و العنصرية و القبح البشري المستأسد. و بينما كان هذا السؤال يدور في خلدي في النصف الأول فقد تم استبداله في الجزء الثاني بعظمة اختيار رضوى الأسود في استخدام قوة التضاد لإبراز معنى الرواية فعلى خلاف الظلم و القهر و الكراهية و الإبادة التي كانت محور القصة الا أنها آثرت أن تبرز الحب و الرحمة و التضحية التي جمعت بين الأصدقاء الثلاث لتقص علينا الكاتبة قصة حب من النعيم، حيث كان الحب هو الأصل و المسار و نقطة الوصول.
شكرًا رضوى الأسود على خطك السردي البديع و على استخدام أنسب الطرق في مثل هذه القصص (الراوي المتعدد) و الفصول القصيرة التي جعلتني في قمة اليقظة و قمة الانسجام طوال صفحات عملك الرائع. تعارفنا الأول يؤكد على أنني سأصبح أسيرة قلمك الذي كنت أسير معه على الحبال فلا وقعت في فخ الإسفاف و لا وقعت في فخ الملل.
كان السؤال الذي يدق رأسي طوال قرائتي للنصف الأول من هذه الرواية البديعة هو كيف يكتب شخص ما عن زمن ليس زمنه و شعب ليس شعبه و مأساة لم يحيا ألمها بكل هذا الصدق، بل و يزرعني في وسط حقول حبهم و صداقتهم لأنمو بينهم فردًا عاشقًا متوحدًا مع إيمانهم و صدقهم و حلمهم في حياة بدون شر، كنت بين سطور الرواية كردية و أرمينية و صوفية مؤمنة بدين الحق و الرحمة و الحب ، كنت إنسانة دون إضافات و دون رتوش أحارب التعصب و العنصرية و القبح البشري المستأسد. و بينما كان هذا السؤال يدور في خلدي في النصف الأول فقد تم استبداله في الجزء الثاني بعظمة اختيار رضوى الأسود في استخدام قوة التضاد لإبراز معنى الرواية فعلى خلاف الظلم و القهر و الكراهية و الإبادة التي كانت محور القصة الا أنها آثرت أن تبرز الحب و الرحمة و التضحية التي جمعت بين الأصدقاء الثلاث لتقص علينا الكاتبة قصة حب من النعيم، حيث كان الحب هو الأصل و المسار و نقطة الوصول.
شكرًا رضوى الأسود على خطك السردي البديع و على استخدام أنسب الطرق في مثل هذه القصص (الراوي المتعدد) و الفصول القصيرة التي جعلتني في قمة اليقظة و قمة الانسجام طوال صفحات عملك الرائع. تعارفنا الأول يؤكد على أنني سأصبح أسيرة قلمك الذي كنت أسير معه على الحبال فلا وقعت في فخ الإسفاف و لا وقعت في فخ الملل.
"أمسيت ميتا، فأصبحت حيا" وهي العبارة التي قالها جلال الدين الرومي يصف بها حاله بعد معرفته بمعلمه شمس التبريزي. وهي الجملة التي إختارتها الكاتبة رضوى الأسود لتجعلها عنوانا لكتابها وحكايتها عن الأرمن
سالار وأرام، كروان ونيروز، ليلي ومالك ولوسي. ثلاث علاقات مختلفة مترابطة بشكل ما، كلا منهما كانت تمثل علاقات جسدت أقوى وأرقي قيم الترابط الإنساني والروحي. علاقات إمتدت من أواخر القرن التاسع عشر للزمن الحالي، حكاية الأرمن والكرد والمذابح القاسية التي كانت في حق الأرمن من العثمانيين.
الرواية تنقسم في نظري لثلاث أقسام أو لنقل أضلاع ، مثلها كمثل المثلث الروحي الذي كان يتمثل في علاقة ليلى ومالك ولوسي فهم أضلاع علاقة لا ينسجمان إلا بوجود الثلاثة معا، هكذا الرواية تنقسم إلي الجزء الأول وهي حكاية الأرمن والكرد، والجزء الثاني وكان عن حكاية أبطاله الثلاثة وعلاقاتهم ببعض المعقدة المتشابكة، وكان النصيب الأكبر في هذا الجزء لخطابات مالك لهما، والجزء الثالث وهو ما جمع هاتان الحكاياتان معا عن طريق لوسي وما حدث لها وموتها بين أيدهما.
الرواية جميلة، ولكن شعرت ببعض التفكك في وسط الرواية وفقدت الإنسجام المطلوب، شعرت أن الخطابات كانت أكثر من اللازم أعجبني أكثر ورجعت الرواية للتناغم في الجزء الأخير تأثرت به أكثر بكثير من الجزء الأول.
روايتك تستحق الخمس نجوم نظرا لتكاملها من حيث اللغة والأسلوب وفهم جوانب الموضوع علي كل المستويات: الاجتماعية والنفسية والسياسية .. طرقت الكاتبة موضوعا مسكوتا عنه وجاءت بكل الأصول التي تثبت شرعية المناقشة وكان تميزها واضحا في معايشة كل شخصيات الرواية والتدقيق في أبعادها اجتماعيا ونفسيا .. حقائق تاريخية عرجت عليها بالتفصيل مما أضاف معرفة واسعة بالتاريخ والجغرافيا لبيئة الأحداث .. نجحت الكاتبة في عمل اسقاطات سياسية ربطت فيها الماضي بالحاضر بوعي وذكاء ودهاء للتعبير عن الواقع المعاش وقضاياه .. حاولت ونجحت في إضفاء مصداقية عالية عند صياغتها للأحداث التاريخية حيث بذلت جهدا كبيرا في التدقيق والتحريات من خلال قراءتها الكثير من المراجع التاريخية والمصادر الموثقة .. ناهينا عن جزالة الأسلوب وجاذبيته وبلاغة التعبير ودقتة وصدق المعلومة وتوثيقها .. الأمر الذي يفرض علي القاريء قراءة الرواية في نفس واحد دون انقطاع .. بالأمس كنت ميتا .. من وجهة نظري كسينمائي لا ناقدا أدبيا تحفل الرواية بكل عناصر العمل الدرامي العالية وتذخر بالاحداث والشخصيات التي تخلق منها فيلما لو تم تنفيذه كما يجب لدخلت به مصر اكبر المهرجانات السينمائية والاوسكار لتفرد موضوعه وجمال صياغته وعظمة أحداثه .. بلا ادني مجاملة رواية بالأمس كنت ميتا .. تفرض علينا الانحناء احتراما للكاتبة رضوي الأسود .. ويارب الرواية ال 100 وتحياتي
وجدت الكاتبة المصرية رضوى الأسود في الصدمة وسيلة فنية لافتتاح المجال السردي لروايتها الجديدة، بداية من عنوانها "بالأمس كنت ميتًا" الذي يُحيل لنبرة من زمن ماضِ، مصحوبة بطعم الموت المغدور، وكأنها عبر عتبة العنوان تفتح الباب على مصرعيه أمام صاحب الموت القابع خلف باب موصود منذ زمن، ليبدأ من داخل برزخه في سرد حكايته المُرة، مُحدثًا بين الحياة والموت جلبة من الأزمنة والتأويلات، التي اختارت رضوى الأسود أن تُمهّد بها إلى ما هو أبعد من العنوان. تتجاوز الصدمة عنوان الرواية وصولًا إلى أولى مشاهدها، التي تبدأ في غرفة مستشفى تسري منها رائحة الكحول، ومع ذلك تتزين فيها بطلة الرواية نزيلة المستشفى بالمكياج وهي تغني بصوت مُختنق أغنية عُرس، تُلون أظافر يديها وقدميها قبل أن تستسلم لغرس "الكانيولا" المُعلقة بجوارها، لتجعل الكاتبة من تلك التناقضات مُفتتحًا لرائحة الحزن التي ستسود عالم الرواية وسيرة أبطالها، الذين وصلوا لحافة الصدمة ولازالوا يتكئون على أبسط الأسباب لمواصلة الحكاية، فالحياة رواية مثيرة كما تقول إحدى بطلات الرواية، وهي العبارة التي تحمل كثيرًا من مقاصد الكتابة لدى رضوى الأسود.
رواية ملحمية رائعة للكاتبة المبدعة "رضوى الأسود"، فيها حكايات الحب والكراهية، وفيها تَّوق العقول والقلوب إلى الجمال، وفيها حنين النفوس إلى معاني الإنسانية، وفيها ملامح معركة بدأت ولم تنته، معركة يبدو أنه مازال علينا خوض غِمارِها، عن الرواية البديعة "بالأمس كنتُ ميتًا" أتحدث.
"بالأمس كنتُ ميتًا - حكاية عن الأرمن والكرد"، هي رواية تحمل رحلة وجدانية عقلية معرفية كاشفة من الماضي إلى الحاضر، هي سِكِّين يَفُض مظاريف قضايا مؤلمة وشائكة وملغومة، هي سفينة تَخوض بحرًا وقف التفكير بساحلِه وتجمدت متون السرد على شاطئِه.
🔹️ في الزمن القديم، قبل منتصف القرن التاسع عشر، نبتت جذور حكاية الفتاة الأرمنية بيروز آرام آرشاج منديكانيان، والشاب الكردي كِراون سالار فِرهَد منديكانيلي، الذَيِّن نزحا إلى مصر في وقت كارثة الإبادة الجماعية، لحظة سبقتها سنوات وعقود من صداقة أبوّيهما ومن قبلهما جدّيهما، في ظلال تاريخ العيش المشترك، والفُرقة والاضطهاد والدم والموت، تحت لواء الأتراك العثمانيين، وكانت فيها سنوات الأزمة تمد يديها لتُدوِّن صفحات سوداء في كتاب التاريخ.
عائلتيّ منديكانيان الأرمنية ومنديكانيلي الكردية كانتا عائلة واحدة كما تشي الأسماء، انقسمت بعد الزرادشتية بين المسيحية والإسلام، كالكثير من العائلات في ذلك الزمان والمكان، مثل باجرانونيان وباجرانيلي وغيرها، منديكانيان ومنديكانيلي، عاشوا أيامهم معًا، وتقاسموا أحلامهم وآلامهم معًا، وتبادلوا الود والحب ونبض الحياة، حتى قررت الدولة العثمانية تصفية أقلياتها مثلما ترائى لخفافيش الظلام.
شهدنا عندما وصل سالار إلى منتهى التنافر المعرفي: ❞ كان خطاب كراهية يزلزل بيت الحب.. بيت الله! وكان آخر يوم لي في المسجد. ❝
وعندما لحق به آرام حين طرح سؤال معضلة الشر: ❞ كيف يستقيم وجود الإله الكامل مع نقصان هذا العالم؟ ❝
ذاقوا طعم الحب، وذاقوا طعم الخوف والشقاء في وقت الأزمة، في زمن الحرب والكراهية، وشهدوا في يوم المأساة احتراق البيوت بساكنيها: ❞ مع كل بيت يُحرق بساكنيه، فتندلع منه ألسنة لهب سوداء تطول عنان السماء، تصرخ في الإله: أين أنت؟! ❝
أنهت الكاتبة هذا الزمن بعد سنوات من العذاب والألم، بوصول بيروز وكِراون إلى أرض مصر واستقرارهم بها في العقد الثاني من القرن العشرين.
🔹️ في الزمن الحديث، في نهاية القرن العشرين، كانت بقايا ذلك التاريخ تطل برأسها في حكاية لوسي حفيدة بيروز وكِراون، فتاة يملؤها الشغف، شعلة من الأمل والحلم وحب الحياة، مع ليلى المصرية الوديعة، ومالك الشاب المنفتح، الذي عثر على مذكرات جده الأكبر طلعت باشا، الذي كان المسؤول الأول عن عمليات الإبادة الجماعية للأرمن في أراضي الدولة العثمانية، كانت ليلى ولوسي هما الحياة بعرضِها الواسع وطَيفِها الكامل ونَفَسِها الجميل.
تحدثت لوسي عن الجبر والاختيار، عن الحتمية ووهم حرية الإرادة، شهدنا نقاء ليلى وصوفيتها، ونزق لوسي وانطلاقها، ووجودية مالك وعرفانيته، ثم ترحاله للبحث عن المعنى في الأديان الهندوسية والبوذية وفلسفات الشرق القديم، وفي النهاية رأينا ما حدث لبطلتنا لوسي من فوائض الكراهية المتبقية.
عرفنا ما حل بالأكراد فيما بعد، فالتعصب القومي هو أيضًا آفة ملعونة لا تقل عن التعصب الديني، كيف جعل الناس من الدين والقومية جناحين للتعصب والكراهية، ونقيضين للحب والإنسانية. ❞ آفة الناس الجهل ❝
عندما ذكرت بطلتنا لوسي رواية "العطر" وجون باتيست، تذكرت أيضًا فيلم "لوسي" وسكارليت چوهانسون، إذا كان فيلم "لوسي" يتحدث عن أننا نستخدم قدر محدود من قدرتنا العقلية ويمكن لتلك المادة المحفزة أن تطلق بقية القدرة، وإذا كانت رواية "العطر" تتحدث عن أننا نشعر بقدر محدود من رغبتنا الحسية وممكن لذلك العطر المستخلص من أجساد النساء أن يطلق بقية الرغبة، فإن رواية "رضوى الأسود" تتحدث عن أننا نحيا بقدر محدود من طاقتنا الإنسانية ويمكن للوعي السليم والحس النقي أن يطلق بقية تلك الطاقة، ويسحق الكراهية والتعصب والجهل والشرور، ساعتها سنستمتع بفوائض العقل والقدرة، والحس والرغبة، والنفس والمتعة، وطاقة الحياة. ❞ الإنسانية اختيار، ولكن هناك من يصر على ألا يكون إنسانًا ❝
أنهت رضوى الأسود الرواية بعد أن وضعتنا وجهًا لوجه أمام الحقيقة العارية، أدركنا أن ندبات التاريخ هي بقع فاسدة يملؤها صديد عفن، تقود إلى فقدان المعنى وضياع الحقيقة وتيه العقل وتشويه الوعي، ولن تبرأ تلك الندبات ونبرأ معها، إلا إذا نكأناها ونظفناها، وفهمنا أين تقبع المشكلات، وأين توجد الحلول، وعرفنا المعلوم من الإنسانية بالضرورة، وعشنا كلمات محي الدين بن عربي التي جاءت في نهاية الرواية.
🔹️ في مسيرتها منذ بزوغ الوعي، عرفت البشرية أقوامًا وأديانًا كثيرة على مدى آلاف السنين، بدَّل كل قوم دينه مرات عديدة على مر التاريخ، وفي هذه المنطقة من العالم تحديدًا، المنطقة التي جرت فيها أحداث الرواية، ظهرت أديان مصر القديمة وسومر وبابل وكنعان، وظهرت الزرادشتية والمانوية والأيزيدية والمندائية، كما ظهرت الأديان الإبراهيمية، اليهودية والمسيحية والإسلام، علاوة على أديان الهند وشرق آسيا وغيرها الكثير، عاشت كل الأديان ومرَّت على الأرض، وبَقي الإنسان، اهتزت إنسانيته كثيرًا بسبب اضطرابات الوعي، ولكن كان هناك دائمًا من يحاول التشبث بالإنسانية، التي هي القاسم المشترك لدى جميع البشر في مسيرتهم فوق هذه الأرض، وفي رحلتهم بين دفتي كتاب الوجود، يرفعون راية تحدي العدم، ويصِّرون على بناء الحياة فوق سطح هذا الكوكب.
كنا نسير مع رضوى الأسود وفقًا لإيقاع سردي مرسوم بعناية، في البداية فصول محملة بالتفاصيل التاريخية والاجتماعية والمعرفية، السرد فيها بديع ملحميّ، عندما تحدث عن بدايات الحكاية وشخصيات أجيال الأسلاف، يحمل روح ورائحة ذلك الزمان والمكان، وفي النهاية فصول متدفقة مع سريان النفس وتجلياتها حول أسرار الإنسان والوجود، السرد فيها بَاذِخ سَخِيّ، عندما غاص في أعماق شخصيات ليلى ولوسي ومالك، وامتلك زخمًا نفسيًا وفلسفيًا ورمزيًا كثيفًا.
كانت أصوات الرواية تتبدل وتختلط، راوٍ عليم ورواة من بين شخصيات الرواية، رأينا الأحداث تجري والسنوات تمضي والمعاني تتموضع، شعرنا أنه لا يهم من يكون الراوي، ومن دون أن ندري، وجدنا أن الرواية سردت نفسها في نعومة فائقة، وإبداع فريد.
وفي يوم الإبادة، وكذلك في صفحات النهاية، كان السرد مهيبًا، يبحث عن أنفاس الحياة المتقطعة، ويتمايل مع نبضات الفزع الصاخبة، ويتداخل مع نصوص الموت في تداعٍ عظيم، ثم ينظر في عين الحقيقة البائسة بتحدٍ واثق ومن دون تردد، عندها خجلت الحقيقة واهتزت، ولم يهتز السرد.
إن رضوى الأسود ليست مجرد أدبية قديرة، ومبدعة تمتلك أساليب سردية ساحرة وتقنيات فنية مبهرة، لكنها أيضًا كاتبة ومفكرة لديها رؤية وموقف، وقلم شجاع.
هذه رواية رائعة، عن العقلانية التي يحتاجها العالم للخروج من تخبطه في دروب الجهل والتعصب، عن الحب الذي تبحث عنه الإنسانية في سعيها المتعثر صوب أحلامها، عن الجمال الذي ينشده كل من لم يُلوِث قلبه ويُسمِم عقله وباء الكراهية اللعين، الذي اجتاح الأرض والسماء، في غفلة من الإنسان.
بالأمسِ كنتُ مَيِّتاً حكاية عن الأرمن والكرد. رضوى الأسود
هل تشبه حياتنا لعبة الشطرنج؟
كنا لعبة القدر والتاريخ.
نتخيل أن الميلاد والموت هما الشيئان الوحيدان المفروضان علينا.
يقولون إن المال والسلطة مفسدتان كبيرتان واختباران عظيمان، يظهر مع كليهما أو أحدهما معدن الإنسان الحقيقي.
لا نكون انفسنا حينما نعشق.
نحن في الحقيقة حينما نعشق، نعود إلى أنفسنا، نكتشفها.
يبدو أن هناك شيئاً خفياً ما في الإنسان.. شيئاً يقبع في الظل.. في أغوار الروح، على دراية بكل ما سيحدث.. يحاول أن ينبئنا به، وهو يعلم تماماً أنه لا سلطان على القدر.
بالامس كنت لا أعلم الا القليل عن شعب تعرض لأبادة جماعية وحشية مثل ما حدث لأرمن. ويوماً ستعترف كل البلاد بما حدث له . رواية اقل ما يقال عنها جميلة . فهي اخذتني كلي من الصفحة الاولى . تدور في زمن الإمبراطورية العثمانية والزمن الحديث. والاحداث تمشي بسلاسة . رواية ادركت بعدها : *انني سأقرأ كل ما يقع تحت يدي عن الأرمن والاكراد *انا الصداقة الحقيقية تبقى للابد ولا يفرقها دين مثل ارام وسالار او لوسي وليلي *ان الحب الحقيقي يبقى للابد . شكرا لرواية عدت الروعة ستظل في القلب للابد 🥰🥰
أنا كنت متخيل إن الرواية بتتكلم عن مذابح الأرمن في عهد الدولة العثمانية طلع أقل من ربع الرواية بيتكلم بس عن اللي حصل و الب��قي بيتكلم عن أحداث معاصرة لأشخاص المفروض إنهم أحفاد ناس من اللي العثمانيين و الأرمن قصة خيالية شويتين و فيها أبعاد فلسفية شوية
هي مش سيئة خالص بس مش ذوقي برضه ولا أخدت منها اللي أنا متخيله
النجمة الخامسة للمتعة التي صاحبتني متنقلة بين الصفحات . قلمٌ متمكن ، سرد سلس متوازن يحكي عن مأساة الأرمن والأكراد .. تغريبات أخرى نسمع عنها ولانعرف إلا القليل!
برأيي ليس من السهل ابدا تسطير واقع تاريخي في رواية، خاصة لمن ليس له صلة بها. وأعتقد أن الكاتبة تمكنت من ذلك بحرفية روائية لطيفة من خلال علاقة صداقة اخوية بين أرمني وكردي بالعصر العثماني الجائر، لتستمر الحكاية في مصر من خلال ثالوث أصولها عثمانية، كردية وأرمنية جمعتهم ثلاثتهم قصة حب! ادرك بالطبع عدم منطقية الثالوث، لكنه يحدث! وقد جعلته الكاتبة تحت محمل الاخلاص والتفاني للآخر مما بدا بالنسبة لي على الأقل مقبولا طالما أنني ارتحل بين أفكار لامستني مكتوبة بإتقان .
#هل تشبه حياتنا لعبة الشطرنج؟ استخدم صيغة الجمع حينما اتكلم عن أي أحد منا .. فكلنا واحد صحيح .. لايستطيع أي منا فصل حياته عن الآخر، فحياة كل منا قد تكون فصلا قائما بذاته، لكن من مجموعها تتألف الرواية، نعم حياتنا رواية مثيرة # التعمق تورط، لانه يقصر النظر على وجه بعينه من أوجه الحقيقة #الإنسانية اختيار، لكن هناك من يصر على ألا يكون إنساناً، وأن يكون فقط بشراً ضمن مئات الملايين من بني آدم الذين يزدحم الكون بنفاياتهم الجسدية والنفسية الذين يلوثون الكون بأنفاسهم وأفعالهم أنهم هؤلاء الذين يعيشون ويموتون جيفة
سالار وآرام.. فرهد وآرشاج.. خُجى ومريم.. صداقة مديدة رائقة.. عشنا معها، ورأينا فيها كيف يكون السفول والتردّي من قمة الرقي الإنساني إلى قاع الجهل والمقت والعنف والنحر والهمجية.. وما بين منديكانلي ومنديكانيان يكمن الوجع! تعدُّد الأصوات زاد العمل ثراءً وثِقل، وساعد القارىء على تلبُّس الشخوص والإحساس بمشاعرهم، والتفكير من منظور الأبطال الخاص، في فصولٍ رشيقةٍ معبّرة، نتقصى خلالهما حياتيّ سالار وآرام.. طفولتهما وشبابهما وسنوات صداقتهما.. ثم التفرّق. ثم نتقصى في النصف الثاني من العمل حياة لوسي ومالك وليلى.. ثلاثية العشق اللامنتهي.. أسطورة الإنسانية في أبهى صورها. فكيف تحوّل بيت الحب.. بيت الله.. إلى مستقرٍ لخطاب الكراهية! لم أستطع منع نفسي من إسقاط هذا حالنا اليوم.. كيف كنا وأينما أصبحنا عمل كبير وثقيل، استمتعت به حقًا
Radwa El Aswad انا مبهوره جدا جدا و بقراها بمنتهي الاستمتاع و احيكي علي جمال اللغه و حلاوه الوصف و نقلتيني معاكي من 1800 ل 2000 بمنتهي السلاسه و عماله اركز في اصول و فروع العيلتين و اللي مر بيهم حقيقي جميله اووووي احيانا .... يحدث عند القراءه ان تجد سطور تتحدث عنك و تآلفها كأن كاتب هذه السطور يرسمك رسما دقيقا 😍 كتاب بالامس كنت ميتا لرضوي الاسود ممتع جدا و فيه بعض اللمحات الانسانيه الرقيقه جدا و اسئله فلسفيه بما يتعلق بالدين و الهويه و القوميه مؤلم جدا تحليل السلوك الانساني العنيف و الدامي داخل مجتمعات الاقليه و معها و صراعات السلطه و البقاء
This entire review has been hidden because of spoilers.
لا أحد يدخل هذه الرواية ويخرج منها كما كان. إنها من نوعية الروايات التي تترك أثراً في أعماق النفس، يظل يتردد صداه إلى آخر نفس. تجعل العقل يطرح مئاتاً من الأسئلة يلحقها بآلافٍ من الأجوبة فتشعر وكأنك قبست أثراً من سقراط، ولامست حبر برديات الحكيم آني، وهمْتَ في فضاء ابن الرومي، شردت مع ابن عربي، وتألمت مع الحلاج، وغنيت مع ابن القارح. مع آخر سطر في الرواية، تشعر حقاً أنك "بالأمس كنت ميتاً" قبلها، بعد أن أحيت فيك شيئاً ستظل تبحث عن كنهه طول العمر. لتفصح لك الرواية أن البحث في حد ذاته هو الغاية وليس الوسيلة. فلا وصول في رحلات الأنفس الإستكشافية، إنما أفقٌ يمتد على مرمى البصيرة يبتعد عنك كلما قربت منه. إنها تخاطب الشق الملائكي من النفس البشرية لتفضح لها الشق الحيواني الذي تحويه. تأخذك في رحلة صوفية تضعك على أول طريق السمو نحو إنصهار روح المحب في جسد المحبوب. فجأةً، ترى كل ما حولك بالأبيض والأسود، تسافر بك إلى الماضي السحيق، تراه حولك، تسمع صرخات الأطفال والنساء، تشعر بآلام الأرواح وتحس بعذاب الأبدان بإحساس رائع في الوصف بكلمات وتعابير مثقلة بعذابات السنين تصل بك إلى أعماق المشهد وتفاصيله الصغيرة وكأنك جزء منه، قد عشته قبلاً. ثم تنقلك في انسيابية مدهشة إلى حاضر مُخضَّب بدماء الماضي بأرواح استسلمت لسطوته وأرواح تجاهد للتكفير عن ذنب لم تقترفه لكنها تشعر بمسئوليتها تجاهه. إن هذه الرواية مفتاح لفهم الصراع بين القوميات والعرقيات المشتتة في منطقتنا، والأقليات المهمشة والمضطهدة الآن التي كان لها بالغ الأثر في تكوين هوية هذه المنطقة في الماضي، وكيف تلاعبت التجاذبات الدولية بهم، تارة مظهرة الإنصاف، وتارة التضحية بهم في سبيل مكاسب سياسية. ومن أبدع ما في هذه الرواية هي الرمزية الرائعة في كل حدث وكل إسم وكل فعل ورد فعل، بداية بأسماء الشوارع، وما فعله الزمن بالحي وإسقاطه على ما آل إليه حال البلد، وقصة العائلتين المتحابتين، وخروج الشر من وسط فيض الحب الذي يحويهما، إلى إلقاء الضوء على أصل الفكر المتطرف في ديننا بالأحاديث المدسوسة وتغليبها على النص القرآني بلي المعاني. ولا تكتفي الرواية بسرد الآراء، بل إن رأيها على رمزيته، واضح وصريح بالدعوة إلى معالجة الخطاب الديني المتشدد على المنابر، والدعوة لمناقشة المواضيع التي لا يجرؤ أحد على الإتيان على ذكرها كزواج المسملة من غير المسلم، وقصر الجنة على أتباع دين دون سواه. تحفل الرواية بمناقشات فلسفية عن الموت، الحياه، الوجود، الحب، التضحية، الغيرة والإيثار. وصف مبهر للبلاد والأحياء والشوارع كأنك تسير فيها مع أبطال الرواية. شرح عميق للعلاج الروحي والأثر الذي تتركه تجارب التصوف بتأصيل رائع للكرامات وشرح ممتع لها وإلقاء الضوء على الموالد والندور وسحر الولع بالآثار والتاريخ المصري القديم في عهد الأسرات. وأجمل ما فيها هو رمزية ثالوث الحب، ومعالجته بطريقة مبتكرة فائقة الروعة وجديدة كليةً على مخيالنا، فالأصل في المثلث هو الإنتشار، هو السقوط من أعلى القمة والفيض على القاعدة المنبسطة، وكأنها تقول إن "الحب يسع ولا يقتصر". لا أريد أن أحرق أحداث الرواية، لكنها ليست رواية تقرأها، بل تجربة تعيشها لا بد أن تكون مهيأ لها قبل الشروع في دخولها، لأنك حتماً لن تصبح كما كنت قبلها وحقاً ستقول أنك "بالأمس كنت ميتاً".
Merged review:
لا أحد يدخل هذه الرواية ويخرج منها كما كان. إنها من نوعية الروايات التي تترك أثراً في أعماق النفس، يظل يتردد صداه إلى آخر نفس. تجعل العقل يطرح مئاتاً من الأسئلة يلحقها بآلافٍ من الأجوبة فتشعر وكأنك قبست أثراً من سقراط، ولامست حبر برديات الحكيم آني، وهمْتَ في فضاء ابن الرومي، شردت مع ابن عربي، وتألمت مع الحلاج، وغنيت مع ابن القارح. مع آخر سطر في الرواية، تشعر حقاً أنك "بالأمس كنت ميتاً" قبلها، بعد أن أحيت فيك شيئاً ستظل تبحث عن كنهه طول العمر. لتفصح لك الرواية أن البحث في حد ذاته هو الغاية وليس الوسيلة. فلا وصول في رحلات الأنفس الإستكشافية، إنما أفقٌ يمتد على مرمى البصيرة يبتعد عنك كلما قربت منه. إنها تخاطب الشق الملائكي من النفس البشرية لتفضح لها الشق الحيواني الذي تحويه. تأخذك في رحلة صوفية تضعك على أول طريق السمو نحو إنصهار روح المحب في جسد المحبوب. فجأةً، ترى كل ما حولك بالأبيض والأسود، تسافر بك إلى الماضي السحيق، تراه حولك، تسمع صرخات الأطفال والنساء، تشعر بآلام الأرواح وتحس بعذاب الأبدان بإحساس رائع في الوصف بكلمات وتعابير مثقلة بعذابات السنين تصل بك إلى أعماق المشهد وتفاصيله الصغيرة وكأنك جزء منه، قد عشته قبلاً. ثم تنقلك في انسيابية مدهشة إلى حاضر مُخضَّب بدماء الماضي بأرواح استسلمت لسطوته وأرواح تجاهد للتكفير عن ذنب لم تقترفه لكنها تشعر بمسئوليتها تجاهه. إن هذه الرواية مفتاح لفهم الصراع بين القوميات والعرقيات المشتتة في منطقتنا، والأقليات المهمشة والمضطهدة الآن التي كان لها بالغ الأثر في تكوين هوية هذه المنطقة في الماضي، وكيف تلاعبت التجاذبات الدولية بهم، تارة مظهرة الإنصاف، وتارة التضحية بهم في سبيل مكاسب سياسية. ومن أبدع ما في هذه الرواية هي الرمزية الرائعة في كل حدث وكل إسم وكل فعل ورد فعل، بداية بأسماء الشوارع، وما فعله الزمن بالحي وإسقاطه على ما آل إليه حال البلد، وقصة العائلتين المتحابتين، وخروج الشر من وسط فيض الحب الذي يحويهما، إلى إلقاء الضوء على أصل الفكر المتطرف في ديننا بالأحاديث المدسوسة وتغليبها على النص القرآني بلي المعاني. ولا تكتفي الرواية بسرد الآراء، بل إن رأيها على رمزيته، واضح وصريح بالدعوة إلى معالجة الخطاب الديني المتشدد على المنابر، والدعوة لمناقشة المواضيع التي لا يجرؤ أحد على الإتيان على ذكرها كزواج المسملة من غير المسلم، وقصر الجنة على أتباع دين دون سواه. تحفل الرواية بمناقشات فلسفية عن الموت، الحياه، الوجود، الحب، التضحية، الغيرة والإيثار. وصف مبهر للبلاد والأحياء والشوارع كأنك تسير فيها مع أبطال الرواية. شرح عميق للعلاج الروحي والأثر الذي تتركه تجارب التصوف بتأصيل رائع للكرامات وشرح ممتع لها وإلقاء الضوء على الموالد والندور وسحر الولع بالآثار والتاريخ المصري القديم في عهد الأسرات. وأجمل ما فيها هو رمزية ثالوث الحب، ومعالجته بطريقة مبتكرة فائقة الروعة وجديدة كليةً على مخيالنا، فالأصل في المثلث هو الإنتشار، هو السقوط من أعلى القمة والفيض على القاعدة المنبسطة، وكأنها تقول إن "الحب يسع ولا يقتصر". لا أريد أن أحرق أحداث الرواية، ل��نها ليست رواية تقرأها، بل تجربة تعيشها لا بد أن تكون مهيأ لها قبل الشروع في دخولها، لأنك حتماً لن تصبح كما كنت قبلها وحقاً ستقول أنك "بالأمس كنت ميتاً".
رواية بالأمس كنت ميتا لكاتبتها رضوى الأسود من ابدع الرويات السردية مؤخرا لما تحمله من معنى وفكرة ومضمون حول العلاقات الاصيلة بين البشر غير السطحية .. العمق بين فكرة الدين وأليات اتباعه ومواطن الجمال بين السطور انبتت فكرة حب الله او انها ترجمت المعنى الاعم والاشمل لذلك الحب بين جميع الطوائف والأديان ومختلف الجنسيات كما احتوت على التاريخ والجغرافيا بين سطورها بشكل ممتع وغير مطول او ممل .. من اجمل قراءات العام واروعها
من أجمل وأفضل الروايات التاريخية التي قرأتها وأنصح بقراءتها رواية مليئة بالحب والوجع وآلام الفقد عما عاناه الأرمن من تشتت وفرقه شكرا للكاتبة على هذه الرواية الجميلة
بالامس كنت ميتا كتاب يتميز بالدسامة الشديدة وكم المعلومات التاريخيةالمعروضة بصورة سلسلة وممتعة عن واحدة من القضايا التى اهتم بها العالم كله وان اعترفت بها بعض الدول واخرى لم تعترف حتى الان وهى الابادة الجماعية للارمن من قبل الاتراك والجرائم الوحشية التى ارتكبت بحقهم عرض القضية بصورة روائية ذات نزعة صوفية من خلال علاقة مثيرة للجدل بين صديقتين وشاب يهيمان به حبا وهو يبادلهما كلتاهما نفس المشاعر هل هذه العلاقة تمثل عشق الانسان للحياة بصخبها والحقيقة التى تمثلها كل فتاة على حدة هل مالك ذو الاصول التركية هو الانسان الحائر الباحث على الحقيقة ولوسى ذات الاصول الارمينية الكردية هى الحياة وليلى بجذور عائلتها المتصوفة هى الروح والبصيرة هل يتوراث الابناء ميراث الاباء من خزى الظلم والقسوة ومرارة الظلم والقهر ذكرت الكاتبة تسامح الارمن المصريين ...وتفكرت فى حال مصر التى تحتضن بتسامح كل لاجئ اليها على مر العصور وتنقل روح التسامح اليه فلمصر والمصريين روح تسامح وقدرة على تقبل الاخر واضحة جلية حتى وان حاولوا تشويهها او حاولوا القضاء عليها ايضا من اكثر ماحيرنى فى الكتاب اسمه حتى وجدت الاجابة فى عبارة مولانا جلال الدين الرومى وهو يصف ماطرأ عليه من تغيير بعد مقابلته شمس التبريزى امسيت ميتا فأصبحت حيا وان التيه عن الروح حكم بالموت كذلك الكف عن التساؤل حكم بالموت اسفة على الاطالة ولكن هذا جزء بسيط مما دار فى عقلى وانا اقرأ هذه الرواية البديعة التى استمتعت بها ايما استمتاع واحقاقا للحق فهذه الرواية لابد من قراءتها اكثر من مرة للالمام بمعانيها واسرارها او هكذا شعرت وان فتحت باب الاقتباسات من كلام الرواية فلن انتهى ...... هذه الرواية كانت اولى قراءتى للاستاذة رضوى الاسود والتى لن تكون الاخيرة ان شاء الله الف شكر يا استاذة رضوى على الرواية الرائعة وعلى الجهد الواضح المبذول فيها لتمتعى قرائك وتثرى معلوماتهم [ ]
أسلوب رائع في الوصف ولغة راقية ولكن كنت أتمنى بقاء الخط الدرامي مع الأرمن واستقرارهم كما أني لم أستسغ فكرة تسامح ليلى لمشاركتها حب صديقتها لزوجها في المجمل التجربة ثرية
بالأمس كنت ميتاً للكاتبة المبدعة رضوى الأسود تجربة فريدة.. تأخذك في أزمنة و أحقاب و رحلة داخل قلوب منفصلة و أراض مسلوبة و محروقة و دماء سائلة.. كيف يمكن أن تكون ثلاث قلوب هي مفتاح لزمن مر .. هذه هي حقيقة الرواية .. ثلاث قلوب تفتح لك باب في تاريخ أكثر من مئة عام ، تاريخ الأكراد و الأرمن تحت جناح الدم في الدولة العثمانية التي تنكر حتى اليوم تركيا أفعالها
الرواية بها حب غير عادي و ألم غير عادي ، هي تجربة فريدة بحق تجعلك تتعمك كيف يستطيع البشر أن يفعلوا ما يفعلوه ببعضهم البعض دون أي وجه حق ، كيف أن البعض يساق كالنعاج و يستغل لتحقيق أغراض و مطامع ظالمة.. كيف أن كل ذلك يترجم و يخلق عالم جديد تماماً في مصر.. و كيف أن قلوبا تتقرب و تتألم ، تحب و تتنازع يمكنها أن تكون السر وراء فهم كل ما حدث في مئة عام..
رضوى الأسود تفوقت و بجدارة في إنتزاع قلبي من مكانه مع كل صفحة و أحداث روتها بمنتهى الروعة و الجمال ، حبي و عشقي للتاريخ و عدم درايتي بعمق للقضية الكردية و الأرمينية جعلت الكتاب ساحراً بكل ما يحتويه من معلومات و لكن سرد الكاتبة لم يصدمني لأنه ليس أول عمل أقراءه لها و نظراً لمعرفتي بها فأنا أعلم أو أكاد أدعي أنني أعلم كم هي متقنة لفن تحويل المشاعر إلي كلمات تنسج بها روايات تسلب العقل ..
الرواية لا تتحدث عن الدين و لكن عن إستغلال البشر لجرائمهم بأسم الدين و لدولة كثيراً ما تباهت بحمايتها للإسلام و الحقيقة أنه لم يكن دفاعاً و لكن إستغلال الدين كوسيلة لتحقيق الأهداف الخاصة ..
ثلاث ساعات غصت فيها في أعماق الرحلة عبر الأزمنة و الأمكنة .. عبر البحار و الأرض ، عبر العائلات و الإيمانات و المعتقدات ، عبر القلوب التي أحبت و تحطمت ثلاث ساعت من المتعة الخاصة لكاتبة تستحق و بجدارة أن تكون من أحسن كتاب هذه الفترة ..