"من بعيد لمح ظلاً بشرياً غريباً! يروح ويجيء، كأنه شبح خرج من عقله! تولدت في داخله رغبة قاهرة لاتقاوم، وجعلته يركز بنظره عليه. أحس فجأة بخوف يملاً قلبه، ويخضه بعنف، وكأنه ارتكب خطيئة كبيرة مكشوفة قد تودي بحياته! بعد دقائق من الحديث مع الحاج فيصل، وتفقد الآثار، وصلا إلى شجرة الزيزفون. وقف آدم جامداً يتأمل بذهول وذعر! ما عاد يسمع شيئاً من حديث الحاج فيصل. كان غارقاً مصعوقاً! هي الشجرة ذاتها في المنام..."
د. محمود حسن الجاسم سوريا- جامعة قطر كلية الآداب والعلوم –قسم اللغة العربية. وجامعة حلب- كلية الآداب والعلوم الإنسانية سابقًا و قد التحق للعمل في كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر العام الدارسي الحالي 3103-3102. أستاذ مشارك بتخصص النحو والصرف في اللغة العربية، وقد أمضى اثنتي عشرة سنة في تدريس النحو والصرف، واللغة العربية لغير المختصين ولغير الناطقين بها، وله العديد من المؤلفات والبحوث العلمية المحَّكمة، ونائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية للشؤون العلمية بجامعة حلب (سابقًا) ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة الباحة بالمملكة العربية السعودية سابقًا. 0-الشهادات العلمية وشهادات الخبرة: -الإجازة في اللغة العربية وآدابها -جامعة حلب 0990م. -دبلوم الدارسات العليا اللغوية –جامعة حلب 0993م. -ماجستير في النحو والصرف بعنوان: "التأويل النحوي حتى نهاية القرن الثالث الهجري" جامعة حلب 0991م. -تعدد الأوجه في التحليل النحوي عند الزمخشري وأبي حيان وابن هشام" جامعة حلب 0999م.  3-دّرس النحو والصرف وعلوم العربية من فقه لغة وبلاغة وعروض وتحرير كتابي ومهاارت لغوية في كلية المعلمين بالباحة لمدة ست سنوات متواصلة، وقد حصل على تقدير امتياز بنهاية خدمته3111-3112. 3- كما درس اللغة العربية في المعهد العالي لتعليم اللغات، واللغة العربية لغير الناطقين بها في المعهد الثقافي الفرنسي لدارسات الشرق الأدنى من عام 3119 إلى عام 3100 2-كما درس منذ عام 3112 إلى الآن ما ّدة النحو والصرف في جامعة حلب وجامعة الف ارت، كما درس مادة علوم اللغة العربية في الماجستير التمهيدي –اللغويات قسم اللغة العربية جامعة حلب، فضلاً عن إش ارفه على العديد من رسائل الماجستير والدكتو اره في الجامعة المذكورة.
رواية "مزار محي الدين" لمحمود حسن الجاسم: رواية مشلّعة الأبواب والنوافذ
أُصاب بالخيبة عندما أقرأ رواية جيّدة لكاتب، ثمّ أقرأ رواية أخرى لنفس الكاتب وتكون سيّئة. هذا ما حصل لي تمامًا مع السوري محمود حسن الجاسم. فبعد أن قرأت رائعته "نزوح مريم"، تفاجأت حقيقةً بالمستوى المتدنّي لرواية "مزار محي الدين". الفكرة بمجملها تتلخّص بجملة واحدة: شخص بريطاني يؤمن بالدروشة العربيّة وبالخرافات المقدّسة. على صعيد المنطق، لم أفهم السبب وراء كون هذا المتدروش بريطاني؟ وكما لم أفهم علاقة أن يكون هذا الشخص منقّب آثار يعمل في تهريبها في دول عربيّة مثل سوريّة والعراق؟ الرواية لم تعالج مثلًا موضوع تهريب الآثار العربيّة السائد في تلك المنطقة وتحديدًا بعد احتلال العراق سنة 2003 وبعد الثورة السوريّة سنة 2011 كما ولم تكن ثمّة معالجة لموضوع الإيمان بالخرافات. كلّ ما رأيناه في الرواية كان عبارة عن مقالة طويلة وسمجة تنتقد الدين من جهة وتقدّسه من جهة في تراشق حوارات لا طائل منه إلّا الحشو والإطناب. شخصيّات العمل لم تُبنى بشكلٍ حِرفيٍ، فلم تترك الشخصيّات أيّة آثار لا على سير العمل ولا في نفسي كقارئ. الجدير بالذكر هو أنّ كان للكاتب خامة جيّدة لكتابة رواية مقبولة في أسوأ ظنّ، لكنّه أخذ الأحداث إلى مناحٍ ضبابيّة فيها الكثير من الغشاوة "والسذاجة" كأن ينقّب الفريق عن الآثار في مزار الدرويش وعندما يجدون الماء الذي كان آدم يبحث عنه ليشرب ويشفى من السرطان يذهبون إلى الفندق ومن بعدها بيوم يذهبون لجلب الماء! كما وأنّ آدم لا يموت إلّا بعد إتمام الحفر وشربه الماء المقدّس بنظره! حتّى فكرة إيمانه تلك لم تكن مبرّرة ولم تستند على مسند ثابت، فلم نفهم سرّ قناعاته تلك إلّا بالحلم الذي رأى فيه جدّته تقول له أن يشرب من ماء عند صخرة! ولم نفهم ماذا حصل لمايكل والمهرّبة السوريّة صديقته؟ ولم نفهم ماذا كان مصير عمليّة التهريب تلك؟ ولم نفهم من كان المتواطئ في تهريب تلك الآثار المزعومة؟ أهي الدولة أم العصابات؟ سذاجة منقوعة بمحلول سذاجة. ثقافة التسطيح والاستغباء والاستسهال في الرواية العربيّة باتت مثيرة للحنق على الكتّاب، ومثيرة للشفقة على القارئ اليتيم الذي يذبح خروفًا كلّما وجد رواية جيّدة بين كلّ مئة رواية، ومثيرة للغضب على ما آلت إليه الرواية اليوم.