عن الكتاب: "تشكِّل الحرب الطائفية في العراق بصخبها وضجيجها وضحاياها العالم المرجعي الذي تُحيل إليه رواية "لمبعوثون: ترنيمة القيامة" للكاتبة غِيد آل غَرَبْ، وتفعل ذلك من خلال رسم حياة موازية لأبطالها تارة من داخل زمن الحرب، وتارة من خارجه، وتتماهى داخلها الحدود بين الواقعي والمتخيل، فما بين الماضي والحاضر والمستقبل يقبع أبطال هذه الرواية في حركة زمنية ومكانية دائرية ممتدة ما بين العراق ولبنان وقطر ودبي وألمانيا وأمريكا، ويتم فيها تغيير أسماء الشخصيات وجنسياتها وأشكالها ومهامها، وهذا يعني أن ثيمات الرواية ترتكز على رؤية سردية متخيلة تحاول القول بوجود حياة سابقة ولاحقة، ربما يكون المقصد الروائي محاولة لإثبات أن الأرواح لا تفنى، وإنما تهلك أجساد المخلوقات فقط، فالأرواح تنتقل من جسد إلى آخر، وليس شرطًا أن يكون مثيلًا لما سبقه، ولا أن يحلّ في جسد من نفس السلالة، ولا حتى العرق أو الجنس. قصة "الوليد" الذي لا يعرف عدد النساء اللاتي التقى وأغرم بهن، والزواج مشروع مؤجل حتى ينتهي من عقده النفسية فيما يخص النساء، حتى التقى في بلد من البلدان التي عمل فيها ب"آنيا" المولودة في وارسو وتعمل في الدوحة؛ فتنشأ بينهما قصة حب لا تشبه غيرها من قصص الحب، فهذا الثنائي لم يكن لقاؤهما وحبهما وليد الصدفة، هذا ما أخبرت به "آنيا" وليدها بأنهما كانا متزوجين، ولم تكن حياةً واحدةً، فوفقًا لما تذكره كانتا حياتين. الأولى عاشاها في ألمانيا والثانية في لبنان، في الحياة الأولى كان أسم الوليد "بيتر" وكان اسم آنيا "كرستينا"، أما في الحياة الثانية فكان اسم الوليد "غسان" وكان اسم آنيا "مَي". في لبنان كانت هي مسلمة وكان هو مسيحيًا. هو ولد في جونيه، وهي ولدت في بيروت. وعن حياتهما في ألمانيا فقد ولدت هي في بولندا وعاشت في ألمانيا وبدأت علاقتهما منذ الحرب العالمية الثانية، وعلى مدى عقود ما تزال تبحث عنه، وتحبه، وشاء القدر أن يلتقيا في حياة ثالثة في الدوحة يسألان أنفسهما عن سبب تلك اللهفة تجاه بعضهما البعض؟ - من أجواء الرواية نقرأ: "... خرجنا من المستشفى، لأننا لا نحتاج البقاء هناك، أنا سعيدة جدًا، لا بل سأطير من الفرح، أنا أحمل كائنًا في أحشائي منكَ أنتَ. لأول مرة وعلى مدى ثلاث حيوات عشناها معًا هذه أول مرة ننجز مهمة ارتباطنا! الوليد حبيبي، مهمتنا في هذه الحياة انتهت، ربما لن تعود مرة أخرى، ربما ستذهب إلى المكان الذي تجمع به الأرواح السعيدة الطيبة النظيفة، ربما ستلتقي بوالدك لأول مرة ويجتمع شملك بجدك الحبيب على أمل أن نلقاك أنا وولي عهدك".
روائية عراقية من مواليد بغداد 1986 مقيمة في قطر حيث أعمل مدرسة لغة عربية للناطقين بغيرها.
- لمبعوثون: ترنيمة القيامة الصادرة عن دار ثقافة أبو ظبي 2019. - سكرة: مزامير الدَّم الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية في دروتها السابعة 2021 فئة الروايات غير المنشورة.
رواية مشوقة ومليئة بتفاصيل ثرية. وظفت الكاتبة فكرة تناسخ الأرواح بمهارة عالية فجاء السرد في ثلاث خطوط أو بالأحرى في ثلاث حيوات متوازية لكنها لنفس الأشخاص. أعجبتني كثيرا شخصية البطل في نسخته الأخيرة (شخصية وليد بغدادي)؛ أعتقد أن الكاتبة استطاعت أن ترسم ملامحه النفسية بحرفية ودقة. الاشكالات النفسية التي واجهها في طفولته انعكست عليه بوضوح تام، تجسد ذلك في قرارات متهورة وتصرفات لا معقولة وعشوائية فوضوية في أسلوب الحياة. استطاعت الكاتبة أيضا أن توظف رائحة القداح التي تكررت كثيمة في الرواية بنوع من الرمزية الشفافة، رائحة لاشك أنها ترمز للوطن والطفولة وتلك الأشياء التي نحملها في ذاكرتنا من بقايا حياة أخرى. أريد أن أشيد أيضا بتنوع الشخصيات النسائية في الرواية وبعدها عن التنميط رغم واقعيتها. شخصية الأم وهي رمز للسيدة العراقية البسيطة التي تفقد زوجها فتنكب بكل طاقتها على تربية الأبناء، ويصبح هذا هو همها وشاغلها الوحيد. شخصية آنيا؛ البولندية المكافحة التي يستنزفها العمل والكدح لكنها لا تكف عن الحلم بالحب. وشخصية مسرة؛ تلك الشابة العراقية التي تختار مصيرها بكل واقعية وبرود رغم اغراءات الحب وسخونته. النهاية كانت صادمة ومفاجئة، وهي في رأيي أحد عناصر قوة الرواية.
استمتعت جداً بالرواية وتعلقت بشخصياتها وعشت معهم كل لحظه بحزنها وفرحها قصة البطل تجسد واقع حال كل شخص يطمح لمستقبل افضل بعد ان يقرر مغادرة الوطن الأم رغماً عنه والصعوبات التي قد يعيشها. لغة الكاتبة مميزة جدا وطريقة السرد رائعة والتنقل الزمني يشد القارئ لمتابعة احداث الرواية وتطوراتها، واحزنتني النهايه الغير متوقعة كثيراً رواية رائعة وأشجع الجميع على قرائتها
رواية جدا ممتعة و مشوقة .. تبادل الاحداث وانسجامها والتنقلات الزمنية كافية ان تشد القارئ لاكمال الرواية .. الصراحة بيومين اتمتت الرواية واصابني شعور بالحزن لما انتهيت من قرائتها حسيت خرجت من عالم جميل جدا تمنيت ابقى فيه اكثر .. جدا احببتها ❤️