قلمُ تسجيل، بطلٌ مُضطرب يروي روايات تشبهه، امرأة مجهولة، وحكايات لا يكتمل استقرارها السّرديّ إلاّ بتشظّي معماريّتها المألوفة. هذا كلّ ما تحتاجه رواية قصيرة جيّدة لتؤسّس أفقًا سرديًا معرفيًا يكسر أفق التوقّعات النمطيّة للقارىء على أشكاله.
أسئلة ومساءلات كثيرة حول واقع الرواية، بنيتها، آفاقها ووجهتها، تطرحها رواية ليل طنجة للكاتب المغربي محمّد سعيد احجيوج، في تمرين جديد يفتحُ إطار مدوّنة السّرد الروائيّ العربيّ الجديد على مفهوم الكتابة وإعادة النّظر في هيئة الرواية وما يجب أن يكون أو لا يكون.
رواية مونوفونيّة هذه المرة، تخالف الباراديغم الروائيّ السائد. صوتٌ واحِد يترنّح بين الخيال والواقع، يكتب ويسجّل ويتحرّك أمامَ نفسه في حواسّه الخَمس التي يسندها قالب الماتريوشكا السرديّ- الحكايات الموضوعة داخل حكايات، لتصير الرواية فرزًا لإمكانية كتابة تفكّر في ضخّ التشويش في مساحات الوحدات السردية الصغرى والكبرى.
- ريم غنايم. ناقدة فلسطينية.
* * *
في "ليل طنجة"، يخوض الروائي المغربي "محمد سعيد أحجيوج" مغامرةً تجريبية متعددة المناحي، فهو إذ يستقرئ مدينةً مرتبكة في بحثها عن هوية، يخلق أشخاصاً يصلح كلٌ منهم لأن يكون لافتةً لاغترابها، من حميدة لجواد، ومن كريم لإدريس، بل إن شخوصًا مثل فرانز كافكا وإسحاق نيوتن لن تعدم لنفسها مكاناً في الواقع الروائي.
مرضٌ وفقد، هجراتٌ موّارة تُبدِّد سكون الإقامة، أنقاضُ تاريخٍ تُعانقُ رمادَ الحاضر، ورحيلٌ لا يتوقف في المكان والزمن: هكذا تتشكل "ليل طنجة" مثل جرحٍ سردي في جسدِ مدينةٍ تبحث عن بعث، بين حروب الواقع ومعارك الذهن التي يعجز عن إخمادها بحرٌ ومحيط تطل عليهما "طنجة" كأنها تشرف على صحراء.
في القلب من هذا كله، ثمة رؤية "ميتاسردية"، تؤاخي بين الإيهام وتحطيم الإيهام، ولا تملّ زعزعة استقرار الحكاية بتدخلاَّت المؤلف الواعية، كي يناقش الفعلُ الروائي نفسه في نصٍ ذاتي الانعكاس، مجترئاً على الزج بالنظري والنقدي في لحم الحكائي.. ولنجد أنفسنا في الأخير أمام "نوفيلا" ثرية، حد أنها تبدو "ألف روايةٍ ورواية".
- طارق إمام. روائي مصري.
* * *
فاز مخطوط المسودة الأولى لهذه الرواية بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل (2019). قالت لجنة التحكيم عن الرواية: رواية تقدم أسلوبا روائيا يمزج الدراما بالسخرية، والتاريخ بالراهن المعاصر، في أجواء لا تخلو من كابوسية، ويقترح أدوات سردية جديدة تعتمد الميتافيكشن أسلوبا يمتلك الكاتب أدواته ويوجهها بين الواقع والخيال ببراعة. وتلقي الضوء على مشكلات المواطن العربي المعاصر ومأزقه الوجودي في عالم يشهد تغييرات عاصفة.
Mohammed Said Hjiouij (born April 1, 1982) is a Moroccan Novelist. His novel "By Night in Tangier" won the Inaugural Ismail Fahd Ismail Prize (2019). His second novel, "The Riddle of Edmond Amran El Maleh," has been shortlisted for "The Ghassan Kanafani Prize for Arabic Fiction (2022)", and the Hebrew translation is coming soon. "Kafka in Tangier" has been translated into Kurmanji and English and excerpts into Hebrew and Italian.
ليل طنجة – محمد سعيد احجيوج لكل قارئ عالمه الخاص، ورغم سعينا الدائم نحو تنوع المقروئية، وبحثنا المستمر عن طرق أبواب التجارب السردية المختلفة، إلا أن الذائقة تهفو دوما نحو ما يروقها، وتتعامل بحذر مع ما يعاكس هواها، وحدها النصوص الممتازة التي تمتلك القدرة على "جرك" نحو عالمها رغما عنك، وهذا ما نجحت فيه رواية "ليل طنجة" باقتدار. ينظر القارئ العربي -عموما- إلى التجريب بعين الريبة، أولا للصعوبة التي يواجهها في الفصل بين "الرواية" و "الحكاية"، وثانيا لما ارتكبه بعض الكتاب في تجنيهم على تجريب أدب "ما بعد الحداثة" (المصطلح الذي جرى تمييعه إلى حد لا يطاق، وهذا موضوع آخر)، وذلك بتحويله إلى تخريب، يكاد يطابق (على سبيل التشبيه الساخر) القصة الشهيرة للغراب الذي سعى إلى تقليد مشية الحمامة، فنسي مشيته هو، وفقد بالتالي هويته الأصلية. "ليل طنجة" رواية كتابة بامتياز، لا يتجاوز عدد صفحاتها ال 150، مع انتصار احجيوج للنوفيلا وامتلاكه لأدوات إتقانها، لكنها نوفيلا متفردة، لا تمنح كل أسرارها للقارئ دفعة واحدة، وهي أبعد ما تكون عن نموذج "استلق وتدثر بأغطيتك وسلم نفسك للسرد"، بل على العكس من ذلك، فمحمد سعيد يضعك أمام تحد صعب، يشبه مستويات لعبة فيديو، لابد من تجاوز مطبات كل مستوى قبل المرور إلى الذي يليه، بعدما تلاعب بكل البديهيات التي تشكل مثلث السرد (من؟ ماذا؟ لماذا؟)، فالمطلوب منك أولا أن تفرق بين المؤلف والسارد والشخصية، وتطرح سؤال "من يكتب؟"، بعدما أفلح الكاتب في خلط أوراق هذا الثلاثي، قبل نقلك إلى مستوى ثان، هو القبض على إجابة لسؤال "ماذا يكتب؟"، فالباحث هنا عن "الحكاية" سيجد حكايات، كما الباحث عن "الرواية" الذي سيتشتت بين روايات، أو بالأحرى "مسودات" روايات، يزرع الكاتب بذورها، تاركا للقارئ مهمة حصادها، والبحث فيها عن "الواقعي" و"الخيالي" و"ما يتأرجح بينهما"، وصولا إلى المستوى الأخير "لماذا يكتب؟"، هل ليشخص ليل طنجة (أو بالأحرى ما يجري ويدور خلف أبوابها المغلقة وبين أزقتها الضيقة والمظلمة)؟ أم ليبث هموم وشكوى ضحايا السرطان الذي يفتك بعدد كبير من أبناء الشمال، مذ تفتق ذهن شيطان إسباني عن قصف قرى الريف الصامد بغاز الخردل، ردا على الهزيمة الشنعاء في أنوال؟ هل كتبها ليعري حقيقة الواقع الثقافي الطنجاوي والمغربي، مشيرا إلى تجربة مجلة أدبية انطلقت بمجهود ذاتي وكابدت كل أنواع الصعوبات؟ أم ليأخذ بيد القارئ مستعرضا أمامه تشكيلة متنوعة من "أواني" مطبخ الكتابة؟ وكل هذا ضمن إطار شكلي يقدم الرواية كاملة ك "دفقة" واحدة، لا تهتم بالتقسيم التقليدي للفصول، وتستدعي تقنية التداعي أو تيار الوعي لتوظفها بذكاء قادر على تحريك البوصلة، بين أعلى درجات سمو النفس البشرية، وأسفل دركات بذاءتها. "ليل طنجة – الرواية الأخيرة" عمل جميل استمتعت بقراءته، بعد "استيلائي" المؤقت على النسخة الوحيدة المتوفرة حاليا بالمغرب، متمنيا وصولها إلى المكتبات في أقرب وقت، واطلاع القراء (كما النقاد) على تجربة كاتب له أسلوبه ورؤيته الخاصة للرواية، رؤية يرفض الاستسلام لكل "مغريات" التخلي عنها...
أولا و قبل كل شئ : رواية كابوسية بلغة و أدوات ليست تقليدية . "طنجة/قلم تسجيل /كاتب /واقع المشهد الأدبي في المغرب/ الجوائز الأدبية/قصص و شذرات مبتورة /انتحار/حبية شبه خائنة /حرب كيميائية على شمال المغرب /الصراع العربي الإسرائيلي هل نسيت شئا اخر ؟ أجل : محمد سعيد احجيوح صديق السارد هو كاتب لرواية عن صديق آخر: جواد الإدريسي الحاضر في الحكاية و في النص الذي كتبه السارد " هذه هي قائمتي التي كتبتها أثناء قراءتي للعمل. الأحداث المتداخلة و المنفتحة على الواقع و المتخيل و المحكي لا يمكن نقلها و الا ستكون خيانة للنص و قتل لمتعة فض سرها لهذا أدعوكم لقراءتها و اكتشاف أجواءها بأنفسكم . العمل يمكن وضعه داخل إطار أدبي تجريبي يتجاوز البناء الحكائي التقليدي الآمن إلى مخاطبة القارئ وجعله جزء من مآمرة القراءة و التي تظهر منذ الصفحة الأولى كجملة مقلوبة يحتاج القارئ الى مرآة لقراءتها . العمل قائم على حضور السارد و البطل كوجهان لنفس الوجود و الكينونة و التي تتراوح بين ذهاب و إياب بين الخيال و الواقع في إطار تناسل عجيب للحكايات المتداخلة مثل الدمى الروسية و في تناص مع نصوص لكاتب العمل الرئيسي " محمد سعيد احجيوج" الذي أشرت إليه في لائحتي أعلاه كجزء من الحكاية و ذلك بأدوات سردية تميل إلى الميتافيكشن (بهدف تعرية الواقع و انصاف شعب لا حول له و لا قوة تعرض لحرب كيميائية ) حيث ظهور الكاتب كجزء من متنه الحكائي حاضر و بقوة و الانفتاح وتعرية العالم الداخلي لأبطال العمل سواء السارد او البطل او الكاتب بذاته. يمكن الإشارة إلى أن اللغة الحاضرة في النص يمكن مقاربتها على أكثر من مستوى: لغة النص عموما و اللغة داخل الشذرات المكتوبة فبالنسبة للأولى فقد كتبت بلغة ساخرة و ساحرة في نفس الوقت تعبر عن تركيبة السارد/الشخصية الرئيسية و عن عالمه الداخلي المتشضي بالمرض و الموت و الهجران و بالتأتأة bégaiement التي تظهر أثناء كتابة بعض الكلمات او الأسماء و هو ما جعل طابعا حقيقيا لشخصية السارد و بالنسبة للثانية فهي نصوص كتبت بخط يختلف في حجمه و شكله عن باقي النص و فيه شطب و إلغاء و محو لجمل باعتبار هذه الشذرات مسودات لاعمال من المفروض أنها مشروع البطل الأدبي التي يكتبها بالموازاة مع الأحداث و مع تسجيل السارد لمجريات يومه بواسطة القلم الالكتروني او كما تم تسميته من قبل الشخصية " السايكلوب" و طبعا وجبت الإشارة لوجود مقاطع من رواية "كافكا في طنجة " للكاتب محمد سعيد احجيوج صديق السارد كجزء من المتن الحكائي .
أخيرا و مرة أخرى العمل على قصره فهو كثيف في أفكاره و في جرأته على تشريح و استخراج القيح من بثور المجتمع الممثل في مدينة طنجة ، العمل بكل بساطة يستحق القراءة و القراءة ثم القراءة.
محمد سعيد إحجيوج ليس أفضل مني. أنا أيضا يمكنني كتابة رواية. سأكتب رواية أفضل منه. أفضل منه كثيراً. للوهلة الأولى سيظن الجميع أنه رأي في رواية #ليل_طنجة، لكن هذا ليس صحيح عزيزي القارئ هي عبارة كتبت بالمقلوب في مقدمة الرواية يمكنك بانعكاس ضوء هاتفك أن تقرأها بسهولة، فمفادها ليس سهولة كتابة الرواية بل يقصد محمد السعيد إحجيوج هنا بأنه يمكن لأي كاتب أن يتميز ويكتب بأسلوبه الخاص دون أن يقلد أو يقتبس كتابات أحدهم بحجة العبقرية، السعيد هنا يسخر من الرواية مابعد الحداثية التي ساهمت في إنحطاط الرواية العربية وجرها للهاوية. #ليل_طنجة هي رواية الفخ والفساد والانحطاط الأخلاقي.. فخ من حجمها الصغير(153 صفحة) الذي يظن القارئ أنها تلتهم في جلسة واحدة مع هضم ما جاء فيها... أكرر إنها فخ هههه قد تلتهمها في جلسة واحدة لكن هضمها عسير يستغرق منك وقت كبير جدا وقد يستلزم شرب بعض التيزانات حتى تحافظ على تركيزك لآخر لحظة مع الرواية أسلوبا وموضوعا وسردا حتى تميز بين الكاتب والراوي وبطل الرواية.. ههههه ليل طنجة يليق بها لقب #حكايات_ألف_ليلة_وليلة لأننا نقف مع سردية متميزة كتبت بعناية فائقة حتى يبذل القارئ مجهودا لفهمها وكأن محمد السعيد إحجيوج يخبر القارئ: قم وقف وأنت بتكلمني فكتاباتي ليست مروحة للكسالى النائمين!!! ثيمة ليل طنجة اجتماعية تاريخية نفسية حيث جمعت بين التربية والتعليم وما وصل إليه من الدرك الأسفل وأنجب لنا جيل مريض نفسيا يعاني من عقد واضطرابات لا أمل في شفاءها مع مساهمة الأسرة في هذا طبعا، هذا يشبه تماما مرض السرطان الذي استفحل في منطقة طنجة بسبب قصف الإسبان للريف المغربي بغاز الخردل ردا على الأحداث التاريخية لمنطقة أنوال... وتطرق أيضا لمشكلة فساد الأخلاق وتداعياتها بحجة الحضارة ومواكبة العصر(خيانات زوجية، المثلية، المخدرات والأقراص المهلوسة، الهجرة وما ينجر عنها من فقدان الكرامة...)، ودس السعيد أيضا بين طيات ليل طنجة مشاكل وتحديات التي تواجه الكُتاب وما يعانونه في نشر إصداراتهم على البروز في الساحة الثقافية(المجلة الثقافية التي أصدرها جواد الإدريسي مع أصدقاءه ). ليل طنجة رواية نقلت الكثير والكثير من الواقع الممزوج بالخيال المغربي الذي خص بها هنا الكاتب طنجة كعينة،لكن للأسف سيدي الكاتب أخبرك ليس طنجة فقط تعاني هذا فما أكثر الطنجوات في عالمنا العربي الذي بات يدق ناقوس الطوارئ كل يوم ويعلن عن موت محتم لهذه الأمة. #ليل_طنجة رواية أكثر من رااائعة تستحق عناء القراءة والتركيز معها لأنها لن تبوح بأسرارها من الوهلة الأولى فعليك أن تجتهد في فك شفراتها حتى تجتاز كل الفخاخ التي نصبها إحجيوج بعناية فائقة.
ليل طنجة والكتابة ... قرأت للكاتب المغربي محمد سعيد أحجيوح كل أعماله، ولأنني نشرت في السابق مقالا عن روايته« إدمون عمران المالح»، فلن أعاود الكتابة عنه في الجرائد،(أعيد الكتابة عن الأعمال التي استخدمها في الدراسة )، في المقابل أريد أن أشير إلى تجربته السردية بشكل عام فهو كاتب جيد، يعرف كيف يكتب نصا جيدا من ناحية البناء الروائي ضمن ما يسمح به الأدب ولا يأتي بحكايات ذات سرد مستفيض يخرج عن نطاق الرواية كفن له ضوابطه التي تختلف عن الحكاية، فالكتابة والقراءة لا تصنعان كاتبا جيدا، إن لم يكن بالأصل موهوبا. يقول يوسا: "لا يمكن لأحد أن يعلم أحدًا الإبداع. وأقصى ما يمكن تعليمه هو القراءة والكتابة. وما تبقى يعلمه المرء لنفسه بنفسه، وهو يتعثر، ويسقط وينهض دون توقف." وعودة لأحجيوج فأفضل عمل قرأته له هو "إدمون عمران المالح"وهذا لا يعني أن أعماله الأخرى ليست جيدة وإنما آراؤنا في الأدب تختلف من رواية لأخرى بحسب طبيعة ما نرى أنه يناسب نظرتنا،ولنتفق نحن تتحدث عن الرواية التي تكون من الأساس جيدة.. فرواية أحجيوج الأخيرة « ليل طنجة» جاءت على شكل «نوفيلا» ككل أعماله السابقة، وهذا ما يميز كتاباته،التي تشعر بطريقة ما أنها تكمل بعض دون أن تلمس لذلك وجودا حقيقيا بالنص،وهذه نقطة قوة تحسب له. ليل طنجة رواية مكتوبة بطريقة تجريبية شكلا ومضمونا، إذ ليس من السهل أن يتحدث عن الكتابة والرواية داخل الرواية، ثم من خلال ذلك يعرض الكثير من الأزمات التي يعاني منها المغربي والإنسان العربي بشكل عام، قد تشتت قارئا يريد سردا مريحا وحكاية ثابتة تمكنه من فهم الموضوع. تجاوز احجيوج في هذا العمل الطريقة السائدة في عرض الرواية، إذ يطرح بداية السؤال لماذا نكتب بعدها يعرض كيفية كتابة الرواية التي كما ذكرت ستربك القارئ المتعجل ليتحدث بعد ذلك عن الموضوع الذي سنكتشفه من خلال الرواية داخل كتابة الرواية.. تطرح ليل طنجة بالموازاة مع موضوع الكتابة موضوع الشلليات الثقافية التي ساهمت بطريقة ما في تخريب الذوق العام، و تدمير كل فكرة جديدة،كالمجلة التي حاول جواد بجهد فردي أن يؤسس لها لكنها لم تستمر بسبب من يحتكر الثقافة لمصلحته الخاصة. كما أن الرواية عن ضحايا السرطان الذي تسبب فيه الغزو الاسباني للمغرب، إنها أيضا عن المبادىء المجزأة والأخلاق التي تباع بالتقسيط، والقيم التي انهارت بانهيار الأسرة والكثير من الأمور التي سيتتبع القارىء خيوطها إن عرف من البداية كيف يمسك الخيط جيدا. وكوجهة نظر خاصة الألفاظ التي وردت فيها ليس أفضل شيئ أحب أن أجده في الأدب، مع أنه لا يجب أن نحاكم ما تقوله الشخصية الروائية،لكن أميل إلى رأي هيمنغواي الذي يرى أن الأشياء بالتلميح لا التصريح، في المقابل هذه الخاصية عند احجيوح قد يقبلها القارئ الذي يرى العمل من كل الزوايا... بالنسبة لي وكما ذكرت سابقا تلك الألفاظ ليس أفضل شيء أحب قراءته، مع الأخذ بعين الاعتبار أن العمل جيد.. وأخيرا محمد سعيد احجيوج من الكتاب الذين سأنتظر أعمالهم دائماً... سارة سليم #ليل_طنجة #محمد_سعيد_احجيوج
تمرّد محمد سعيد احجيوج في روايته "ليل طنجة" الصادرة عن دار العين المصريّة (طبعة أولى 2022 ) على السياق النصي المتداول في عالم الكتابة الروائية فحرر الشخصيات من الأزمنة والأمكنة ورمى الحوار كنرد يركله السياق المرتجل من شخصية الى أخرى فضلاً على اعتماده على الشكل الخطي المتحرك من خلال تبديل ال font مما يربك المتلقي أحيانًا ويفهمه بعد تركيز جبّار معنى ودلالة كل font فضلاً عن ذلك فإن اعتماد احجيوج على تغييب علامات الوقف والترقيم باستثناء النقطة الحاضرة بقوة بين التراكيب اللغوية أظهرل ان الروائي يتمرد أيضًا على الحضور النصي الشكلي فهو يقدم لنا ورشته الإبداعية المحفوفة بالحذف والمونولوجات العفويّة والصرخات الداخلية التي تأرجحت بين حال جواد المنهار والمطوّق بكل تمظهرات الموت وبين الروائي نفسه الذي اخرج عمله السابق كافكا في طنجة كامتداد واضح يثبت فيه بشكل أو باخر بأن الروائي مهما تجاوز أعماله واخفقاته وعفويته فإنه جزء من متعلقات نصيّة أزليّة ... أمّا في المضمون فإن احجيوج حاول طرح مروحة من القضايا والظواهر المجتمعية بلون دراميّ كوميدي...فنبش ببراثن عاطفية تاريخ المغرب ليثبت أن الشعب يموت بسرطان المستمعرين الأسبان مثلاً لكن المفارقة أن صاحب رواية احجية إدمون عمران المالح وقع في فخ الدينامية السردية فغاب عنه فكرة توزيع هذه الظاهر والموضوعات توزيعًا هادئًا على كل الشخصيات أو مجملها أي أنه ألغى خصوصية كل شخصية وحصرها بين خيوط الراوي وأناه المرتبكة على مسودات كثيرة مما سبب تشتتًا وتفككًا لدى كل قارىء لا يعرف عن العبثية سوى معناها الضيق.
رواية ستكون لذيذة للقراءة النخبويين العقلاء ومستفزة للقراء الكلاسيكيين تمرد فيها الكاتب على السياق وأدخل من ثغراتها الظاهرة كل ما لم يستطع قوله سرًّا أو علنًا.
أفكر بعد الانتهاء من قراءة رواية "ليل طنجة الرواية الأخيرة" عن الفرق في استيعابي لها وتمتعي بها إن كنت قد قرأت مسبقا للكاتب روايته "كافكا في طنجة" .. ذلك أن " ليل طنجة" تحتوي على مقاطع من الأولى وتتحدث عن كتابة رواية أخيرة .مرتبطة بما سبق. شخصيا و في العادة و من منطلق ذوقي الخاص ، لا أحب لعبة إقحام القارئ بلعبة بناء الرواية والحديث المباشر معه وعن كتابة الرواية بحد ذاتها. لا أستسيغ هذه الدائرة الكتابية ... ولكني عندما أعطي انطباعي برواية أعتمد على إحساسي . محمد سعيد أحجيوج كاتب موهوب ومجنون.تجرعت هلوساته في الرواية ان كان بلسانه مباشرة أو بلسان الراوي (وإن تغيّر) ...تجرعت إحساسه بمتعة . حاولت الدخول إلى رأسه.أعدت قراءة بعض المقاطع كي أفهم أكثر.. يجرّب محمد سعيد أكثر من نمط في هذه الرواية بكل جرأة ... أنصح بقراءتها والتعرف إلى عالم يستحق أن ندخله...
حقيقة لم استطع اكمالها .. رواية تحتوي اجواء قذره من البداية ربما لم تكن تلك الرواية لي .. لهذه الاجواء محبيها بالتأكيد حقاً كان مصيرها حاوية القمامه فلم اكن اريد لاحد ان يقرأها
لست من النقاد لأكتب قراءة مطولة عن هذه النوفيلا المكتوبة بطريقة لم أعهدها، لذلك سأضع اقتباسا كما جرت العادة. أظن أن يلخص الرواية ككل...
"سيكتشف حياة الليل في طنجة كما لم يعرفها من قبل «ليلًا في طنجة» سيكون عنوانًا مناسبًا للرواية يمكن الاكتفاء بعنوان «ليل طنجة» وسيكون العنوان بالإنجليزية هو By night in Tangier سيكون هناك تناصٌّ مباشر مع رواية روبرتو بولانيو «ليل تشيلي>> هي رواية جيدة. لا بأس بها. لكن النقاد في العوالم المتحدثة بالإسبانية والإنجليزية، أثنوا عليها كثيرًا وأطنبوا في حقها من كلام المديح ربما يجذبهم عنوان الرواية إلى روايتي فيقولوا عنها بعضًا من بديع مديحهم يمكن كتابة الرواية كفقرة واحدة بأسلوب تيار الوعي ما لم ألقَ حتفي هذه الليلة ويستحوذ أحدهم على قلم التسجيل ومعه روايتي. على الأرجح سيغير عنوانها لن يختار ليل طنجة ربما يختار عنوانًا على غرار ألف مُسوَّدة ومسودة أو يفضل مليون مسودة ربما يكون كفؤًا بما يكفي ليختار عنوانًا مبتكرًا مثل الرواية غير المكتملة لجواد الإدريسي لكن على الأرجح لن يعجبه، التدفق الكامل عبر فقرة واحدة ويقرر أن يكسر رتابة الحكي إلى فقرات متعددة كل شيء جائز أكره الروايات التي تكتب كفقرة واحدة أو جملة واحدة دون أي فواصل كما أكره كتابات تيار الوعي ربما الخطأ ليس في الأسلوب نفسه بل فيمن يعتمد الأسلوب دون تمكن. أرى أن طبيعة الرواية عن الجندي العائد من ويلات الحرب ستفرض ذلك الأسلوب. سأحكي الحكاية من وجهة نظره وسيتعرف ��لقارئ إلى سلسلة أفكاره المتداخلة. البطل لن يرتب الأفكار في رأسه على شكل فقرات. ستكون الرواية قصيرة ولن يفرق فيها القارئ بين الواقع وبين الهلاوس التي تمرح في عقل البطل"
ربما أعيد قراءتها لاحقا، لعلي أجد فيها ما غاب عني في هذه القراءة..