ابيقور، صاحب المدرسة الابيقورية، او فلسفة اللذة، اللذة الشخصية، والابتعاد عن الألم هما المحرك الاعظم للانسان، ويمكن ببساطة اقناع الاخر اذا اتفق معك على هذا الاساس، ومنه تأسيس مجتمع على ذلك الاساس يكون فيه الجميع سعداء، بدون ان تصطدم مصالح اللذة الشخصية مع لذات الاخرين، وعلى هذه الاساس وضع اساس الديمقراطية الليبرالية في الغرب، حيث بناءا على ذلك يكون كل فرد واحد في المجتمع مهم، وبحثه عن اللذة مشروع ويجب ان يحترم.
يتفق ابيقور مع المدرسة الرواقية، على ان غاية الفلسفة هي الحياة العملية، وبالغ هو في ذلك، حتى كاد ينبذ الابحاث العلمية والرياضية، ولم يقدر من فروع الفلسفة الا ما يبحث في الأخلاق ومعيارها الذي يقاس به الخير والشر، اما علم الطبيعة فهو لا يراد الا لكي يفسر لنا الاحداث الطبيعية حتى لا تلقي في نفوسنا الرعب.
لذلك فان بالاضافة الى البحث عن اللذة، كان ابيقور وضع اسس التصالح مع الخوفين الكبيرين للانسان، الالهة والموت. فأما الالهة، فبنظر ابيقور هي موجودة، لكنها لا تتدخل في حياة الانسان، وبذلك يبقى الانسان وحيدا، يدير اموره بنفسه، وبذلك وباحترام كل شخص فرد يمكن ان يعيش الانسان مع اخيه بسلام.
وأما الخوف الثاني، الموت، فان الانسان يعيش، والعيش والموت نقيضان، اذن فطالما الانسان موجود، ليس هناك موت، وعندما يأتي الموت فان الانسان يكون غير موجود، وبذلك لا داعي للخوف من الموت، الحياة هي ما نملك الان، ويجب ان نعيشها بأفضل صورة.
مع الاسف أن فلسفة ابيقور اشتهرت بطريقة خاطئة وسلبية، وأصبح الابيقوري هو الشخص التافه الذي يبحث عن اللذة الانية الحيوانية، وليس ذلك المبدأ الحقيقي للفيلسوف، لأن ابيقور كان زاهدا، وفضل اللذة السلبية، التي فيها يعيش الانسان بأبسط الوسائل، بعيدا عن الألم، وباحثا عن اللذات المعنوية من الاستمتاع بالحياة، والبحث عن المعرفة، وكذلك الصداقة، التي هي ايضا من مقومات الحياة الهادئة السعيدة. ولذلك فان اللذة طويلة الامد هي الاحسن، وفضل ابيقور الألم القصير الذي تأتي بعده لذة طويلة، على اللذة القصيرة التي تأتي بالالم من بعدها.
اعتقد أن ابيقور من أهم الفلاسفة في التاريخ، لأن فلسفته عملية وسهلة، يحتاجها خاصة الشعوب في العالم الثالث كما يسمى مع الاسف، لأن البحث عن اللذة هو المفتاح للتفاهم والعيش السعيد، وعدم السماح للمسؤولين ورجال الدين بخداع الاخرين للرضا بالقليل بالوعود بالحياة الاخرة، اذ يجب على الانسان ان يعيش كما لو انه يعيش ابدا كما يقال.