هنا، في الحد الفاصل بين كل شيء، بين العبقرية والجنون، الليل والنهار، خط الأفق، الضياء والظلام، الخير والشر، الثقلَيْن، الثقة والخيانة، الحب والكره، الشعرة الرفيعة التي لا تُرى، بين ذبذبات واهتزازات الأوتار الفائقة، في منتصف الأبعاد والعوالم الموازية، ملتقى الأرواح حين منام أجسادها، على حافة ثقب أسود أتحاشى التحول إلى )إسباجيتي(... ما ترونه أنتم حبلً فولاذيًّا يسير عليه فنان سيرك على ارتفاع كبير، فتضعون أيديكم على قلوبكم من الخوف، أراه أنا مساحة رحبة للمراقبة، لا شيء هنا سوى سواد، وآلاف الأبواب التي تطل على العوالم... كل باب خلفه قصص، مهمتي أن أراقبها وأدوِّن، ثم أجلبها لكم لتقرؤوها... لكن ليس وحدكم... ها قد حذرتكم... الآن هو وقت التراجع عن القراءة إن كان لديكم بقية من قلب... لا تخافوا عليَّ، ففي البرزخ أمان لأمثالي...
بإمكانك أن تخرج من هذه الأبواب بشرطٍ واحد: أن تتقبّلها كما هي وتعطيها الأمان بأنك لن تخبر عنها أحدًا.. كن يقظًا! ستلاحق ذاكرتك أحداثها إذا لم توصدها جيدًا بعد فرارك منها! من أغرب الإصدارات الأدبية التي قرأتها، من خيالٍ جريء شاسع المدى لا يحدّه خوفٌ أو أدنى قلق، وأبواب ذات تكوين مختلف سخيّة بالمفاجآت، تخطفك إلى عوالم أخرى لتمنحها فرصة التعارف والتقبّل والتصالح مع وجودها أو اختبائها. وتهديك سُلّمًا لتركض من خلاله هربًا إلى أزمنةٍ مختلفه. تلك الأبواب ليست هيّنةً أبدًا! لذلك عليك أن تحسن قراءتها ونقدها حتى لا تخطفك :) عند الجملة الأخيرة التفتّ حولي هاربة من نفسي🤭 وهنا أيقنت تميُّز الكتاب وكاتبه والقدرة الهائلة "ما شاء الله" على صنع الدهشة ونثر العناصر المفاجِئة المشوّقة في كل القصص من أولها لآخرها، وكأن أحدهم كان يهمس في أذنك وصاح فجأة!
من أجل جرعة من الأدرينالين من الغموض المحير والإثارة التي تدفعك لمعرفة مصير شخصيات القصص في الأبواب التي أشاحت النظر بعيدًا عما يحدث بداخلها وشعور الخوف اللذيذ الذي يعتري الشعيرات الدقيقة في ساعديك فتقشعر هذه دعوة مني لك صديقي القارئ لأن تستمتع 👽 😈 🙏🏼 أو ابق بعيداً عن الأبواب 🙃