ولعل القارئ العربي يشاركني الرأي بأن الأرجاني شاعر كبير يستحق الاهتمام، وقد ظلمته الأيام حين ألقت به على رف الغمرة قروناً عديدة. هو شاعر تقليدي في كثير من جوانبه: معشوقته ليلى، ويقف على الأطلال ويناجيها، ويقطع الفيافي إلى الممدوح، ويتزلف إلى الكبراء والوزراء، ولكنه في مواضع أخرى: يحتج على قيوده، ويصور لنا الحياة كمأساة يتجنى فيها الظالم، دون أن يملك القاضي أو نائب القاضي مثله، إقامة ميزان العدل على أتم ما يرام..