"بدأ مالك بتدخين السيجار، وكان صديقه المحامي ملازمًا الصمت، قال مالك: - تخيل لو أن هذه المحادثة قد دُونت في كتاب واطلع عليها المحامون. ابتسم صديقه المحامي بسخرية وقال: - المحامون! سوف يرجمونني بالحجارة كما رجموا النبي محمدًا، وسيحاكمونني كما حاكموا سقراط، وسيصلبونني كما صلبوا المسيح، لأني قلت لهم الحقيقة فقط."
ثكنة رأسمالية” ليست رواية تقليدية، بل عمل أدبي-اجتماعي يضع مهنة المحاماة تحت المجهر، من خلال عدسة نقدية حادة وصادقة.
الرواية تتناول تجربة محامٍ شاب يُدعى مالك، يحمل توجهًا شيوعيًا صريحًا، لكنه يجد نفسه مضطرًا للعمل في مكتب يدافع عن المؤسسات المالية. المفارقة واضحة:
يحمل البيان الشيوعي في حقيبته، ويوقّع صحف الدعاوى القضائية للمؤسسات المالية بيده.
مالك – أو كما يلقّبه زملاؤه “مالكس” – يعيش تمزقًا داخليًا بين الفكر والممارسة، بين المبدأ والحاجة، بين الحلم والواقع.
الرواية تسلط الضوء على تفاصيل دقيقة في بيئة العمل القانوني في الخليج، بدءًا من: • ضعف أجور المحامين المتدربين، • غياب القضايا التي تتطلب مرافعات فعلية، • تحوّل مكاتب المحاماة إلى مشاريع تجارية تصنّف إلى “هايبرماركتات” و”بقالات”، • وصولًا إلى البيروقراطية القاتلة في قسم التنفيذ الذي شبّهه الكاتب بـ”مقبرة الأحكام”.
شخصية عائشة تمثل البُعد الإيماني والأخلاقي، وهي زميلة مالك في المكتب. العلاقة بينهما جميلة، لكنها أيضًا رمزية: صراع بين العقل والإيمان، الواقعية والمثالية، الثبات والتكيّف.
إيجابيات: • لغة مباشرة ومهنية دون ابتذال. • جرأة في الطرح، خصوصًا في انتقاد واقع المهنة والنقابة. • رمزية واضحة وموفقة في العنوان والمضمون.
سلبيات بسيطة: • تسارع بعض الأحداث بسبب القفزات الزمنية. • غياب المشاهد القانونية الحيّة أو المرافعات المحكمة.
الخاتمة:
الرواية تنتهي نهاية مفتوحة، لأن القضايا التي تطرحها لا تُحل بسهولة. إنها دعوة للتفكير، وليست حلاً جاهزًا.
📌 أنصح بها بشدة للمحامين، والمتدرّبين، والمهتمين ببيئة العمل القانونية في الخليج. إذا كنت تظن أن المحاماة مهنة نُبل… اقرأ ثكنة رأسمالية، واكتشف كيف تتحوّل المبادئ داخل “الثكنة”.
"ثكنَة رأسمالية" مصطلح أطلقه شخصية مالك إلى مكاتب المحاماة حيث سعى الكاتب لتصوير الوضع الحالي فيها، إذ أصبح أصحاب المكاتب يهدفون الى تحقيق الأرباح بأسرع وقت وأقل جهد معتمدين على أدوات إنتاج (المحامون) فالمحامي يُنظر كأداة إنتاج في يد الرأسمالي..
مالك أو مالكس شاب طموح درس القانون وكان يطمح ممارسة مهنته بطريقة مختلفة عن الواقع الذي وجده. تخلى عن المعتقدات الإسلامية وتبنى الفكر الشيوعي، متأثرًا بأفكار كارول ماركس وآخرين..
في كتابه، قدم الكاتب معالجة رائعة لمواضيع عديدة بأسلوب بسيط وسلس، بعيداً عن التعقيد. تناول قضايا سياسية واجتماعية متنوعة، مسلطاً الضوء على تسلل الرأسمالية بوضوح إلى حياتنا اليومية. وطرح بعض من مظاهر الحياة الاجتماعية في المجتمعات العربية المحافظة
"شيوعي وقع في غرام متدينة.. ويعملان في ثكنة رأسمالية"
تطرح الرواية أيدلوجية ليست بجديدة على العالم العربي إلا أن قمعها هو ما جعلها غير مألوفة في مجتمعاتنا. أزعجتني الصورة النمطية القاسية للشخصية الشيوعية فإن تبني الفكر لا يعني تبني الأفكار العقدية -العلمانية- لرواد هذا الفكر.
"كان يرى وجود شخص مثل مالك ضروريا ومهما، وكان يرى فيه روح الثورة والتغيير، وهو الذي ينقصه…"
أتطلع للمزيد من الروايات المماثلة المكتوبة بأيدٍ عمانية، من السار رؤية أعمال كهذه في وقتنا الحالي.
رواية رائعة✨ ، اول مرة انهي قراءة رواية في يوم واحد. السرد سلس، النقاشات مثيرة، والشخصيات كأنها مألوفة. تعلمت مصطلحات جديدة من الرواية مثل لطمة معنوية.
صدور رواية لزميل المهنة الأستاذ أحمد مرهون وهي تعتبر اول رواية عمانية في مجال أدب المحاماة والتي يعتبر جون جريشام وايرل ستانلي جاردنر من أشهر مؤسسي أدب المحاماة ونحن نتمنى كل التوفيق للزميل احمد مرهون في روايته الجديدة والتي تعتبر فاتحة في مجال أدب المحاماة
This entire review has been hidden because of spoilers.