ضمن سعي المؤسسة لتطوير قطاع أدب الأطفال الفلسطيني وترسيخ الهوية والتراث كجزء لا يتجزأ منه، وتطوير الذائقة الأدبية لأطفال فلسطين، يأتي هذا الكتاب كواحد من سلسلة قصصية ثلاثية مأخوذة من كتاب "البئر الأولى" للكاتب الفلسطيني الراحل جبرا إبراهيم جبرا، لما يمثله الكتاب من أصالة واقتراب من الذات الفلسطينية ولما تحتويه السيرة من طفولة وبراءة عالية، وما تعكسه من نمط الحياة الفلسطينية في ثلاثينيات القرن الماضي، والذي عاشه الكاتب الفلسطيني وأرخ له في سيرته الذاتية. وكما تسعى المؤسسة دائمًا إلى تقريب الأدب العالمي إلى أطفال فلسطين من خلال الترجمة، فإنها ترى أن المهمة الأولى هي أن تقوم بتقريب الأدب المحلي الفلسطيني إليهم، وترسيخه في ذاكرتهم كجزء من الهوية الفلسطينية بكتابه ورساميه ومبدعيه.
تتكون هذه السلسلة من القصص الثلاثة: - هيطلية - صندوق العجب - الإطارة المجنونة
جبرا إبراهيم جبرا هو مؤلف و رسام، و ناقد تشكيلي، فلسطيني من السريان الأرثوذكس الاصل ولد في بيت لحم في عهد الانتداب البريطاني وتوفي سنة 1994 ودفن في بغداد انتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمترجمه الماديه ، و قد ترجم عمله إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة. وكلمة جبرا آرامية الاصل تعني القوة والشدة درس في القدس وانكلترا وأمريكا ثم تنقل للعمل في جامعات العراق لتدريس الأدب الإنجليزي وهناك حيث تعرف عن قرب على النخبة المثقفة وعقد علاقات متينة مع أهم الوجوه الأدبية مثل السياب والبياتي. يعتبر جبرا من أكثر الأدباء العرب إنتاجا وتنوعا اذ عالج الرواية والشعر والنقد وخاصة الترجمة كما خدم الأدب كاداري في مؤسسات النشر. عرف في بعض الأوساط الفلسطينية بكنية "أبي سدير" التي استغلها في الكثير من مقالاته سواء بالانجليزية أو بالعربية.
قدم جبرا إبراهيم جبرا للقارئ العربي أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية «الصخب و العنف» التي نال عنها الكاتب الأميركي وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب. ولا يقل أهمية عن ترجمة هذه الرواية ذلك التقديم الهام لها، ولولا هذا التقديم لوجد قراء العربية صعوبة كبيرة في فهمها.
أعمال جبرا إبراهيم جبرا الروائية يمكن أن تقدم صورة قوية الإيحاء للتعبير عن عمق ولوجه مأساة شعبه، وإن على طريقته التي لا ترى مثلباً ولا نقيصة في تقديم رؤية تنطلق من حدقتي مثقف، مرهف وواع وقادر على فهم روح شعبه بحق. لكنه في الوقت ذاته قادر على فهم العالم المحيط به، وفهم كيفيات نظره إلى الحياة والتطورات.
قصة فيها معاني الطفولة الحقيقية من الرغبة في صنع العجائب التي يراها وأن يضاهيها ويصنع على شاكلتها ولو كلفه ذلك الكثير من أحاييل السرقة والكذب البرئ لتنفيذ مشروعه.
***
صندوق العجب أو هو اسمه صندوق الدنيا وفيه تجري الصور مكبرة بشكل مبهر قبل صناعة السينمات:
***
"يلعن أبو الكتاب، بكره بجيب غيره، بس اسكت! لا أريد أن يراك أحد يوما تبكي، فاهم!"