تعرضت مناهج النحاة العرب السابقين لانتقادات متعددة بسبب مبالغتهم في الاهتمام بالإعراب وقواعده على حساب النظر بشكل مُكافئ لأساليب الكلام، فجعلوه أهم علوم اللغة، كذلك أولوا أهمية كبيرة لـ «نظرية العامل» المستخدمة في إعراب الكلمات، بل تنازعت مدارسهم في أحوال الإعراب أحيانًا بشكل أربك المهتمين بالعربية. ومع أجواء النهضة والتحديث التي سادت العالم العربي في القرون الثلاثة الأخيرة، تعالت الأصوات المُطالبة بتيسير النحو العربي وتخليصه مما شابه من عيوب وصعوبات عبَّر عنها إجماع طلاب العلم على التبرم بالنحو والضجر بقواعده، فقرَّر المُؤلف دراسته بشكل مُتعمق — على شغفه به — ليخرج بذلك الكتاب الذي قضى سبع سنوات في العمل عليه، صانعًا ضجة توقعها هو ولم يَخْشَها إكرامًا للغة الضاد، فاستقبل النقاد والنحاة أطروحته إما بتأييد وثناء أو بهجوم عنيف؛ ليكون الرأي الأخير للقارئ.
ولد عام ١٩٨٨م وتلقى في طفولته تعليمًا دينيًّا تقليديًّا؛ حيث حفظ القرآن الكريم ثم التحق ﺑ «الأزهر الشريف»، ودرس به حتى التحق بمدرسة دار العلوم العليا (كلية دار العلوم الآن). وقد شُغف مصطفى منذ صغره بالنحو ومسائله وأظهر فيه نبوغًا وتفوقًا، حيث كان يطلق عليه أساتذته «سيبويهِ الصغير»؛ وذلك لأنه كان الأكثر حفظًا بين زملائه لمتون اللغة وفن التجويد وعلم القراءات، كما كان دائم البحث في كتب النحو والصرف ليطلع على المسائل النادرة فيها.
عمل مصطفى بعد تخرجه مدرسًا بمدارس «الجمعية الخيرية الإسلامية» حتى أصبح ناظرًا لها ومفتشًا بالتربية والتعليم بعد ذلك. ثم اختير لتدريس اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة المصرية (جامعة القاهرة الآن). وتدرج في المناصب حتى أصبح أستاذًا للنحو. وعند إنشاء كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عمل هناك أستاذًا للأدب ورئيسًا لقسم اللغة العربية، حتى وصل لدرجة وكيل الكلية. ثم أصبح عميدًا لكلية دار العلوم حتى إحالته إلى المعاش.
اهتم مصطفى بتبسيط النحو وتخليص قواعده من الصعوبات وعلل النُحاة، فأحدث ثورة في اللغة بوضعه لكتاب «إحياء النحو» الذي انتقد فيه بعض المسائل العلمية التي جعلت من النحو العربي علمًا يهتم بضبط الكلمة وإعرابها فقط، مما ضيق من حدوده الواسعة وقصر غاياته، فخرج مصطفى بآراء جديدة تهدف لتبسيط النظريات والقواعد اللغوية، حيث قابلها البعض بالترحاب وقابلها البعض الآخر بالهجوم العنيف، ليغير كتابه كثيرًا في حقل الدراسات اللغوية العربية ويفتح المجال أمام المزيد من أطروحات التبسيط والتيسير اللغوي.
توفي في عام ١٩٦٢م بعد حياة حافلة بالعطاء الأكاديمي والأدبي، ورثاه الكثير من الزملاء والأدباء الكبار ﻛ «طه حسين» والأديب «أحمد حسن الزيات».
بعد قراءتي لهذا البحث - الذي يقدمّه طه حسين - تبينت لي الكثير من المسائل النحوية التي - حسب الكاتب - اختلف فيها النحاة من بصريين وكوفيين وأخطأ حتى إمامهم سيبويه في تفسير بعضها.
الكتاب دقق على نقطة عجبتني جدا يوم قال العربية ليست فقط نحو و سبب التركيز الشديد على النحو عنده علاقة بالجانب الديني و الورطة حقت عدم التشكيل فوجدا مكيانزيم علمي يستطيعون من خلاله معرفة كل الكلمات بستخدام العلة و المعلول و المفهوم في علم الكلام و الكاتب يحاول يخرج العربية من هل الدائرة حقت الأهتمام الكبير بواخر الكلام و التركيز على مفهوم ما المقصود من الكلمة و من خلال المقصود نستشف المعنى الاعرابي بدون ما نستخدم العامل و المعمول
بصراحة الكتاب صعب جدا و اعتقد هو اطروحة يدرسونه المتخصصين في العربية , العنوان حسبته يقصد طريقة جديدة في النحو تكون اسهل نعم هذا المشروع لكن اعتقد هذا المشروع يقوم المتخصص بهضمه من ثمة تكوين مناهج في النحو اكثر من ادرسه بنفسه لكن خلاني عندي فضول اكثر اقرا في علم البيان
كنت أظن الكاتب عاجزًا عن فهم النحو، فأراد أن يسهل على نفسه وعلى الناس، ولكن الأمر ليس كذلك.
لا أنكر، بناء نحو بأصول جديدة يتطلب قدرًا من العبقرية والجهد، ولكن...
١- لا يمكن أن يترك الناسُ مئات الكتاب المؤلفة على الطريقة التقليدية المعروفة من أجل كتب آحاد على الطريقة الجديدة. أنا أومن أن نقد علم ما ينبغي أن يكون من داخله لا من خارجه. وما أحسن فعل عباس حسن في النحو الوافي، فمع سيره على طريقة النحاة، إلا أنه أنكر عليهم أشد الإنكار في عللهم وبعض أحكامهم.
٢- توجد بعد فكرة الكتاب مشاكل أخرى، من ظنٍّ بأن النحاة لا يهتمون في إعرابهم بالمعنى، ومن وقوع فيما عاب به على النحاة (العلل المتخيلة والحكم بالشذوذ)، ومن بناء بعض الأحكام على القليل المسموع عن العرب مع ترك الأكثر الغالب في لغتهم بحجة التيسير.
أظن أن تعلم النحو هكذا ينفع من أراد النطق السليم للجملة العربية (تعليم غير العرب العربية مثلًا)، ولكني لن أختار لمن أراد التوسع في درس العربية وكشف أسرارها هذه الطريقة، إطلاقًا.
كتاب رائع يفتح بابا أروع نحو تبسيط نحو اللغة العربية و ربطها بالمعنى عوضا عن الاقتصار على المبنى. أسلوب الكاتب و الأستاذ الفاضل يدل على تكمنه و سعة علمه كما يدل الجهد المبذول في تقصي الأراء و إخراج الكتاب في أقصر و أفضل حلة من غير توسع غير مفيد لمرمى الكاتب. الهدف نبيل و هو معاصر بالرغم من أنه مستخرج أصلا و فصلا من العربية إلا أنه قد يشوب نظريته بعض الشوائب فب الاستدلال و يترك مكامن للتسائل علنا نجد من يرد له أو يرد عليه.