صحيح أن المعراج لم يشغل في النص القرآني سوى آية واحدة هي على الأرجح آية الإسراء 17/1 كما يقول الكثيرون، أو بضع آيات في أحسن تقدير، وفقاً لفرضية بعض المفسّرين القائلة إنّ عدداً من آيات سورة النجم يتناول المعراج.
ولكن إذا كان المعراج لم يشغل في المصحف سوى هذه المساحة الضئيلة فذاك لم يمنعه من أن يملأ الوجدان الإسلامي والمخيلة والفنون ويشغلها منذ قرون وإلى اليوم.
والتوسّع والتعمّق في دراسته ونشر نصوصه، قلنا ونكرر، مدخل لفهم تطوّر العقيدة والتفسير وعلوم الحديث وغيرها في الإسلام. لذا فأربعة بل عشرات المجلدات قد لا تفي هذا الموضع حقه
لويس صليبا كاتب وباحث لبناني في الأديان المقارنة والمسيحية والإسلام والديانات المشرقية ، ولد في مدينة جبيل، وحصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها وفي العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية عام 1984، وعلى إجازة في الإعلام والتوثيق من الجامعة نفسها عام 1985. نال الدكتوراه من جامعة السوربون عام 2005 على أطروحته: الاختبار الصوفي عند أبي يزيد البسطامي. وأقام في باريس لمدّة 12 عاماً دارساً ومدرّساً، وفي الهند ستة أعوام دارسا أديانها، وفي مصر حيث درس في الأزهر. وهو اليوم أستاذ وباحث في علوم الأديان المقارنة، يدرّس ويُلقي المحاضرات في لبنان وباريس والهند.
له 47 كتاباً في الدراسات الإسلامية والهندية والفيدية واليهودية والمسيحية والتصوّف، منها: الهندوسية وأثرها في الفكر الإسلامي بحسب البيروني، بحث في جذور النظرة الذكورية إلى المرأة في الثقافة الإسلامية، النساطرة والإسلام، الصمت في الهندوسية واليوغا، من تاريخ الصهيونية في أرض الإسلام، المعراج في الوجدان الشعبي، الصمت في المسيحية. ولديه أيضا العديد من المقالات والأبحاث ودار بيبالون للنشر.
سلسلة ممتازة وغطت الموضوع من كل جوانبه.. أتمنى من الدكتور صليبا أن يبسط كتاباً خاصة بالتأثير المصري على الإسلام، ليس هناك من هو أنسب منه لهذه المهمة، خاصة وقد قطع شوطاً يمهد لذلك من خلال اليهودية والمسيحية كوسيط لهذا التأثير.