رواية فريده قد يوحي لك الاسم من الوهلة الاولي انه ليس الا عنوان بإسم بطلة عاديه لكن الخيال الذي يولد من صميم الواقع هو ما جعل احداثها تختص بهذا الاسم الكائن الهجين،، خليط من إنس و جان، غياب الوازع عن فتاه في مقتبل العمر وماينتج عن ذلك من تغير في تركيبتها البريئه الانكسار الذي يصيب امرأه ما فيجعلها عرضة لاستغلال رجل قدم نفسه كبديل أفضل ، وما يلبث ان يكشف عن انيابه لتدرك فيما بعد انه شيطان اتخذ لنفسه هيئة البشر ،، حادثه مفجعه حدثت في الحرم الابراهيمي تربطها احداث دراميه نسجها عقلي لإحياء ذكراها بسياق جديد انتقام لا محيص عنه قالو ان الدم يغسل بالماء ، مساكين،، لم يتعلموا بعد ان الدم لا يغسل الا بالدم، وان الانتقام فيه شفاء للقلوب . هكذا دارت احداث فريده بين مصر و فلسطين بين الثأر و اثبات الذات بين الخير والشر لتأتي النهاية صادمه لجميع التوقعات.
تدور الأحداث ما بين مصر وفلسطين، لتروي لنا معاناة بطلة العمل "أميرة" التي تجد نفسها في لجة بحر من الأحداث المعقدة اللامنطقية الغير مفهومة، تصوغها الكاتبة بشكل محكم سلس قافزة من مشهد للآخر بإتقان مذيلة من أمامنا كل عقبات عدم الفهم بأسلوبها السينمائي الفريد
#الشخصيات
شخصيات الرواية هم كالأتي :-
* "مروان" مهندس الديكور و"مريم" الصحفية التي تصغره بخمس أعوام المتزوجان حديثًا واللذان يعانيان من مشاكل زوجية بصفة مستمرة.
* "أميرة" طالبة الجامعة، بطلة الرواية الرئيسية، وزميلها "أحمد" طالب الصيدلة، واللذان يقترنان سويًا بقصة حب في النصف الأول من الرواية
* والدة ووالد "أميرة" الغارقين في الصمت باستمرار، واللذان يخفيان سرًا يتضح في الثلث الأخير من العمل؛ ليشكل قفزة ومفاجأة كبيرة في الرواية.
* "فريدة" التي تلعب دور كبير في تحريك الأحداث، والتي ضاغتها الكاتبة بشكل متقن وفجرت مفاجأة بشأنها بعد النصف الأول من الرواية
* بالإضافة إلى عدة شخصيات ثانوية ولكنها تلعب دورًا لا يمكن الاستغناء عنه داخل العمل، وهم "عمرو" و"ناني" و"ياسمين"، و"نهاد"، ثم الجد "يعقوب" والفتاة "عبير".
#السرد
السرد في العمل أكثر من ممتاز، تم بلغة سهلة سلسة وبسيطة، أستطاعت من خلاله الكاتبة توصيل مشاعر وأفكار الأبطال إلى القاريء، بشكل ناضج ناجح، ومتقن وهو باللغة العربية الفصحى وفيما دون ذلك فالحوار باللغة العامية.
#الحوار
الحوار جيد صيغ باللغة العامية لتبسيط الأحداث، ونقل المشهد والمشاعر بسهولة ويسر.
#الوصف
اعتمدت الكاتبة على وصف الأماكن أكثر من اعتمادها على وصف ملامح الأبطال، ولكنها استطاعت ايصال المشهد للقارئ رؤي العين.
#الحبكة الدرامية أصعب ما في العمل هو الحبكة الدرامية، فمع كثرة عدد الشخصيات يصبح من العسير السيطرة عليها والتحكم فيها، وصياغتها صياغة محكمة، ولكن الكاتبة استطاعت السيطرة لتخرج الحبكة ملائمة موائمة للأحداث، تفسر ما غاب عن الذهن، وما دار سالفًا من مجريات.
#الغلاف
غلاف الرواية بسيط يظهر صورة جانبية لبطلة الرواية، شديد الشبه بالوصف الذي وصفته الكاتبة لها داخل العمل، والخط المستخدم في كتابة العنوان متناسق للغاية مع الصورة، حتى أن الغلاف يصلح أن يكون لوحة فنية في حد ذاته.
في النهاية العمل جيد ومكتوب بأسلوب لطيف، وبلغة سليمة إلى حد كبير، وهذه الأشياء أصبحت عسيرة هذه الأيام، تحياتي للمؤلفة، وانتظر قراءة المزيد من الأعمال التي أثق أنها ستزيد عن هذا العمل جودة .