محمد ابن جرير بن يزيد الطبري، عالم إيراني، كنيته أبو جعفر، نسبته إلى طبرستان. وُلِدَ في إيران، في مدينة آمل، غير أنّه أقام خلال حياته فترةً في مصر وفترةً أخرى في العراق.
كان الطبري رحمه الله يتمتع بحافظة نادرة، ويجمع عدة علوم، ويحفظ موضوعاتها وأدلتها وشواهدها، وإن كُتُبه التي وصلتنا لأكبر دليل على ذلك، حتى قال عنه أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن المفلس: "والله إني لأظن أبا جعفر الطبري قد نسي مما حفظ إلى أن مات ما حفظه فلان طول عمره".
بالطبع، لم يكن عمله خاليًا من العيوب، ولا سيّما في مجال التأريخ، وذلك لأنّ «تاريخ الطبري» يُعَدّ من أوائل المحاولات في كتابة تاريخ الإسلام. وقد اتّهمه كثير من النقّاد بعدم الالتزام بمبدأ الحياد في تدوين التاريخ، وذهبوا إلى أنّه حرّف الروايات التاريخية متأثّرًا بأفكاره الكلامية والمذهبية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك روايةُ الطبري لمسألة خلافة النبي، وكذلك قضية إرث فاطمة الزهراء من فدك، إذ نقل في تاريخه أخبارًا غير صحيحة تميل إلى نصرة أبي بكر.
من أشهر شيوخ الطبري: محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبو همام الوليد بن شجاع، وأبو كريب محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبو سعيد الأشج، وعمرو بن علي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وخلق كثير نحوهم من أهل العراق والشام ومصر.
قال عنه الخطيب البغدادي: "كان أحد أئمة العلماء، يُحكم بقوله، ويُرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظًا لكتاب الله، عارفًا بالقراءات كلها، بصيرًا بالمعاني، فقيهًا في أحكام القرآن، عالمًا بالسنن وطرقها: صحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم...، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم". وقال عنه الذهبي أيضًا: "كان ثقة حافظًا صادقًا، رأسًا في التفسير، إمامًا في الفقه والإجماع والاختلاف، عَلاَّمةً في التاريخ وأيام الناس، عارفًا بالقراءات واللغة، وغير ذلك".
ترك لنا الطبري ثروة علمية تدل على غزارة علمه، وسعة ثقافته،، ودقته في اختيار العلوم الشرعية والأحكام المتعلقة بها، وكان له قلم سيَّال، ونَفَس طويل، وصبر في البحث والدرس، فكان يعتكف على التصنيف، وكتابة الموسوعات العلمية في صنوف العلوم، مع ما منَّ الله عليه من ذكاء خارق، وعقل راجح متفتح، وجَلَد على تحمل المشاق؛ ومن هذه المؤلفات:
1- جامع البيان في تأويل القرآن، المعروف بتفسير الطبري.
2- تاريخ الأمم والملوك، المعروف بتاريخ الطبري.
3- كتاب ذيل المذيل.
4- اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام، المعروف باختلاف الفقهاء وهو في علم الخلاف.
5- لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو كتاب فقه في المذهب الجريري.
6- الخفيف في أحكام شرائع الإسلام، وهو في تاريخ الفقه.
7- بسط القول في أحكام شرائع الإسلام، وهو في تاريخ الفقه الإسلامي ورجاله وأبوابه.
8- تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار، وسماه القفطي (شرح الآثار) وهو كتاب في الحديث، بقيت منه بقايا طُبعت في أربع مجلدات.
9- آداب القضاة، وهو في الفقه عن أحكام القضاء وأخبار القضاة.
10- أدب النفوس الجيدة والأخلاق الحميدة.
11- كتاب المسند المجرد، ذكر فيه الطبري حديثه عن الشيوخ، بما قرأه على الناس.
12- الرد على ذي الأسفار، وهو ردٌّ على داود بن علي الأصبهاني مؤسِّس المذهب الظاهري.
13- كتاب القراءات وتنزيل القرآن، ويوجد منه نسخة خطية في الأزهر.
14- صريح السنة، وهي رسالة في عدة أوراق في أصول الدين.
15- البصير في معالم الدين. وهو رسالة في أصول الدين، كتبها لأهل طبرستان فيما وقع بينهم من الخلاف في الاسم والمسمى، وذكر مذاهب أهل البدع، والرد عليهم.
16- فضائل علي بن أبي طالب، وهو كتاب في الحديث والتراجم، ولم يتمه الطبري رحمه الله.
17- فضائل أبي بكر الصديق وعمر، ولم يتمه.
18- فضائل العباس، ولم يتمه.
19- كتاب في عبارة الرؤيا في الحديث، ولم يتمه.
20- مختصر مناسك الحج.
21- مختصر الفرائض.
22- الرد على ابن عبد الحكم على مالك، في علم الخلاف والفقه المقارن.
23- الموجز في الأصول، ابتدأه برسالة الأخلاق، ولم يتمه.
24- الرمي بالنشاب، أو رمي القوس، وهو كتاب صغير، ويُشك في نسبته إلى الطبري.
25- الرسالة في أصول الفقه. ذكرها الطبري في ثنايا كتبه، ولعلها على شاكلة الرسالة للإمام الشافعي في أصول الاجتهاد والاستنباط.
26- العدد والتنزيل.
27- مسند ابن عباس. ولعله الجزء الخاص من كتاب (تهذيب الآثار)، وطبعت البقية الباقية منه في مجلدين.
تاریخ الرسل و الملوک یا تاریخ الامم و الملوک معروف به تاریخ طبری کتابی است به زبان عربی که توسط محمد بن جریر طبری تاریخنگار و پژوهشگرِ ایرانی مسلمان در اواخر سده سوم پس از هجرت به رشته تحریر درآمدهاست و یکی از بزرگترین و معتبرترین منابع دوره اسلامی است. طبری نویسندهٔ مشهورترین، مهمترین و ارزشمندترین مجموعههای مفصل تاریخ عمومی اسلام و جهان بهشمار میآید. این کتاب، تاریخ را از زمان خلقت شروع کرده و سپس به نقل داستان پیامبران و پادشاهان قدیمی میپردازد. در بخش بعدی کتاب طبری به نقل تاریخ پادشاهان ساسانی میپردازد، و از آنجا به نقل زندگی پیامبر اسلام، محمد میپردازد. در این کتاب وقایع پس از شروع تاریخ اسلامی (مقارن با هجرت به مدینه) به ترتیب سال تنظیم شده و تا سال ۲۹۳ هجری شمسی را در بر میگیرد.
تاریخ طبری شامل دو بخش کلی است:
تاریخ پیش از اسلام: بخش پیش از اسلام مشهورترین، مهمترین قسمت آن است و نویسنده این بخش از کتاب را پس از پایان تفسیر طبری تألیف نمود. پس از اسلام: در تاریخ پس از اسلام این کتاب، نویسنده وقایع را به صورت وقایع نگاری نقل میکند. این بخش (پس از اسلام) خود مشتمل بر سه بخش جداگانه دیگر است. نکته در خور توجه این است که طبری از چه سالی شروع به نوشتن کتابهای خود کردهاست ؟ برخی میگویند که او در سال ۲۱۰ ه.ق شروع به تحریر کتاب خود کردهاست و برخی روایتها حاکی از آن است که طبری بخش تاریخ عباسیان را در کتاب جداگانهای به نام القطعین تألیف کردهاست و این خود نشان دهنده این است که طبری تاریخ خود را فقط تا پایان دوره عباسیان نوشتهاست.