Jump to ratings and reviews
Rate this book

أكثر من وهم

Rate this book
ما معنى أن تكتشف بعد فترة من الزمن والإيمان بالعديد من المعتقدات أن كل ما كنت تؤمن به مجرد وهم كبير نسجه حولك مجموعة من المنتفعين الذين لا تعنيهم الأفكار الكبرى، والأيديولوجيات، والثورات التي كانوا يروجون لها بقدر ما تعنيهم مصالحهم المادية والآنية في المقام الأول؟ وماذا يعني اكتشافك أن مفهوم الوطن والدفاع عنه مجرد تجارة رائجة بالنسبة للعديدين؟ وهل ستستطيع احتمال هذا الوطن الذي يغزوك من الداخل بينما يعمل على التنكيل بك وتجاهلك في الحياة الواقعية؟
ربما كانت هذه الأسئلة هي ما تُشكل رواية "أكثر من وهم" للروائي الأردني عبد السلام صالح الذي يصف ما آل إليه الفكر اليساري بعدما كان يحمل شعلة الفكرة الثورية، والقومية، والعروبة، وغيرها من الأفكار الكبرى؛ فيقول على لسان سماء- بطلة روايته-: "حين كان يراني حائرة بحيرتي، يحكي لي قصة الأحزاب واليسار العربي، يتحدث عن التاريخ والبدايات، يبكي ويضحك، ثم يقول: لست وحدك، جميعنا جمرات تذوي في انزواءاتنا المهزومة فيما نحاول، الرفاق بعضهم كأنه كان ينتظرها هذه المرحلة، (فاتخذ إلهه هواه) وخلع ثوب الزينة والفكر الذي كان يرتديه، بعضهم راح يبحث عن حل فردي في الخليج، بعضهم تواطأ مع الدولة بشكل أو بآخر وأصبح جزءً منها ومن أجهزتها الإعلامية والثقافية والسياسية، ولكلٍ ألف مبرر، بعضهم ذهب فوضى، بعضهم ما زال يحاول وحده صياغة كون صغير خاص به. سألته: وأنت؟ قال: كما ترينني أمامك، بدون ادعاء، بدون بهرجة، بدون البحث عن دور، لكنني أحاول مع نفسي ومع من هم حولي".

-------
مقتبس عن مقالة محمود الغيطاني
http://mynewar.blogspot.com/2018/11/b...

222 pages, Paperback

First published June 1, 2017

2 people are currently reading
24 people want to read

About the author

عبد السلام صالح

4 books4 followers


وُلد عبد السّلام صالح قاسم حميدي يوم 24/5/1966 في مخيم الفارعة/ نابلس، أنهى الثانوية العامة في مدرسة الأمير الحسن الثانوية بإربد، وحصل على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة اليرموك سنة 1989، وشهادة الدبلوم العالي في التربية من الجامعة نفسها سنة 1992.

يعمل مدرّساً في وزارة التربية والتعليم.

نال جائزة أفضل تأليف مسرحي محلي في مهرجان المسرح الأردني الرابع للمحترفين الذي نظمته وزارة الثقافة سنة 1996 عن نصه المسرحي "غاليري".

وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين.

أعماله الأدبية:

"المحظية"، رواية، دار أزمنة، عمّان، 1995.
"أرواح برّية"، دار أزمنة، عمّان، 1999.
"صرّة المُرّ"، رواية، دار الفارابي، بيروت، 2009.
"أكثر من وهم، رواية، دار فضاءات، عمان 2017

المراجع:

"البناء الفني في روايات عبد السلام صالح" (رسالة ماجستير)، ضحى خليف الحوامدة، جامعة آل البيت، المفرق، 2010.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
6 (85%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
0 (0%)
2 stars
0 (0%)
1 star
1 (14%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for Ahmad Ashkaibi.
156 reviews258 followers
February 3, 2019
عندما تنتهك الطفولة والبراءة.. تختل الموازين.. وتضطرب المقاييس... وتصبح القيم والمبادئ والأعراف لا قيمة لها ...

عندما تنهال عليك الضربات من كل اتجاه... ينتفض جسدك... يثور.. بل إن جسدك لا يبقى جسداً بل يصبح سلاحاً.. بل سلاحك الوحيد آنذاك...يصبح صديقك.... يقف بجانبك في حين تركك الجميع...وحدك... تصارع الآلام وتكابد الحسرات...

عندما يغمر الحب قلبك.... يتغير كل شيء... يتغير اتجاه بوصلة قلبك.... تنقلب أيضا كل الموازين....وتنعدم المقاييس... ويحل مكانها مقياس الحب... القرب والبعد... القرب من الروح والبعد عن العين...

"أكثر من وهم" هي الرواية الأولى التي أقرأها للروائي الجميل عبدالسلام صالح، وكنت أتمنى لو تمكنت من قراءة روايته الأولى "المحظية" التي صدرت عام 1995، قبل أن أكتب هذه المراجعة. ذلك لأن القراءة الأولى تقودك دونما إرادة منك نحو الحكم على الكاتب من خلالها. إلا أنني في هذه المرة حظيت بأكثر من مجرد قراءة الرواية الأولى لعبدالسلام صالح؛ فقد حظيت بصحبته في أمسية رائعة في إحدى مقاهي عمان الجميلة.

عندما جلست إليه أسرتني روحه الشفافة وهدوءه الرصين، مع تواضعه ورقيه الرائعين. تحدثنا عن الرواية العربية وعن رحلته الروائية، وحدثني عن "المحظية" - أولى رواياته – وعن ولادتها، وعن روايته الأخيرة. كانت أمسية راقية مع كاتب مبدع حقاً. ثم انطلقت إلى البيت وكلي شوق لأقرأ هذه الرواية..

أكثر من وهم

لكثرة ما جال في خاطري أثناء قراءتي لهذه الرواية فإن كتابة مراجعة لها ليست بتلك البساطة. فالرواية تطرح قضية مهمة وخطيرة وهي في الوقت ذاته قضية حساسة لها أبعاد اجتماعية كثيرة، ألا وهي سفاح الأقارب أو زنا المحارم.

تعودنا في مجتمعاتنا على التحفظ على النقاش في أمور كهذه، وذلك بسبب رواسب التربية المحافظة التي تبقى عالقة في أذهاننا منذ الصغر. الأمور التي يحرم مناقشتها أو التي تعتبر "عيباً" أو خطراً؛ باختصار، هي إحدى المحرمات الثلاث: الدين والجنس والسياسة. ويزيد الأمر سوءاً عندما تكون القضية المتعلقة بالجنس حديثة الانتشار في المجتمع العربي المحافظ ومرتبطة ارتباطا شديدا بالفضيحة وهدم الأعراف والمثل والقيم والأخلاق.

تربينا على الخوف والجبن، وتربت الأجيال على الكبت والسكوت عن الظلم والقهر...تربينا على الخوف من الفضيحة وكلام الناس.. وكان ذلك على حساب أبنائنا وبناتنا الأبرياء. علمناهم الخوف من العار وأنه عليهم التكتم على ما يحدث خوفا على ماذا؟ خوفا على مظهرنا أمام الناس، رغم أن الله تعالى يقول في كتابه: "لا يحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم".. عندما علمناهم الخوف والكتمان على ما يتعرضون له من الظلم والقهر، ظلمناهم نحن.

كانت هذه الكلمات مقدمة لأقول إن هذه الرواية تكشف المستور، وتفضح الذين يتحرشون بالأطفال والبنات في الخفاء.. وتفضح الذين يتسترون عليهم.
كنت أقول دائماً إن الكاتب يلد الرواية ولادة، بكل ما تحمله معنى كلمة الولادة من معنى. هذا بالطبع الكاتب الفذ الذي لا يرضى لنفسه أن يخرج عنه ومنه إلا كل عمل أدبي جيد يرقى لمستوى القارئ ويرتفع بروحه. فالأفكار تبقى تحوم في صدر الكاتب وتختلج وتتعارك، حتى إذا جلس الكاتب إلى طاولته نزف على ورقه حبراً، وتدفقت كلماته سحراً. ثم تخرج إلى الدنيا روايته كمولود جديد، بعد أن يكون قد أنهكته ولادة أفكاره ووضعها على الورق بذلك الشكل الجميل.

"سماء" بطلة الرواية، والتي تقلدت "خطيئتها" عندما كانت طفلة في الرابعة عشرة، ترفض هذا الواقع. وتعترض على مجتمعها بطريقتها الخاصة. فهي تلقي بجسدها سلعة رخيصة لكل مشتهٍ، وتضرب بالعادات والتقاليد عرض الحائط. تمارس حريتها بكل جرأة ودون حدود. تقول سماء: "ما ذنبي إذا كان مخزوني الداخلي يفيض على الكون؟" [ص 59]. ثم يحدث لها أن تقع في غرام "أحمد" وتبدأ تتساءل: ما هو الحب؟ هل الحب هو الجنس؟ هل الحب هو اللقاءات الغرامية؟ أم هل هو شيء آخر؟

تتعرف "سماء" أخيراً إلى الحب الحقيقي من خلال حبها لأحمد. ذلك الكاتب المنعزل المنطوي الذي جرب كل أنواع النضال والتمرد على الطغيان ثم سئم من الحياة ومن الظلم والقهر والعهر الذي ملأ أرجاء الكون. يتساءل أحمد بدوره: ما هو الحب؟ وهل حبه لسماء هو حب حقيقي؟ وهل يجد في ذلك الحب السلام الذي كان يبحث عنه طول حياته من أجل أن يستمر في الحياة وفي الكتابة؟

وسماء فتاة حرة، تحاول أن تجد لنفسها عذراً في الوضع الذي أوصلها إليه المجتمع، فتقول: "مين فيهم غير هيك، كلهم، كلهن هيك، بس بيخبوا، كلهم مثلي." [ص 42]. التعميم الذي عادة ما يقنع المرء به نفسه ليبرر أفعاله التي لا ترضيه في قرارة نفسه.

لاسم "سماء" دلالة أدبية على الحرية والصفاء والتقلب وغياب الحواجز والحدود في الوقت نفسه. فهي كالسماء في قربها وبعدها وفضائها وانطلاقها.

اللغة والأسلوب

لغة الرواية بسيطة سهلة غير متكلفة. ويستعمل الكاتب اللغة العامية بكثرة فيها. كما أن الرواية تحتوي على الكثير من الشتائم السوقية.
يحب عبدالسلام صالح المترادفات ويحب أن يضعها بشكل متلاحق، مثل أن يقول: "تركني، غادرني، وذهب إليك، ذهب فيك، ذهب معك، إلى الأبد" ص 18]. ومثل: "لما علا حبه على الحب، لما علا حبه علي" [ص5]. وأيضا: "دخلت عليه، دخلت إليه، دخل قلبي، دخلني" [ص 6]. وهذا الأسلوب يضفي جمالا خاصا على الصورة الفنية، فهو يستعمل أسلوب الجملة المتكررة لإيصال المعنى بشكل أوضح.

إن استعمال اللغة العامية، وحتى الشتائم، كان ضروريا في هذه الرواية لتجسيد شخصية أبطالها. وذلك ليس قصوراً في اللغة الفصيحة إنما لشدة تغلغل اللغة العامية في حياتنا لدرجة يصعب معها ترجمة كل مصطلح إلى الفصحى.

إن ما يميز عبد السلام صالح كثرة التصويرات الفنية في روايته. وهي صور فنية كاملة ملونة مبهرجة، قوية الوقع على نفسك، تشدك وتأخذك حيث تأخذك، وكأنك ترى وتحس وتسمع. والكاتب الجيد هو الذي يستطيع تحريك العواطف والخواطر في نفسك ويجعلك تسهو أثناء قراءتك للرواية، ثم تقول: ياااه! هذا بالضبط ما أحسست به يوما.

"حين تبسم تضحك كل أقمار قلبك، فتضاء الدنيا، حين تحضر يغيب وجود لأي شيء" [ص 20]
لقد أبدع عبدالسلام صالح في تقمصه لشخصيتين متباينتين كسماء وأحمد. ليس من السهولة أن تقنع القارئ بأنك امرأة تمارس كل أنواع الحرية، منطلقة، صاخبة، منفتحة، جريئة، ثم تتقمص شخصية "أحمد" المنعزل المنطوي الهادئ الكتوم.

الجميل في أسلوب عبدالسلام صالح هو أنه يعرض عليك الشخصيات كما هي، كما رسمها، كما رآها، أو كما تخيلها، ثم يترك الحكم للقارئ، يترك خياره مفتوحاً، ويترك خياله مفتوحاً أيضاً.

يتطرق عبدالسلام صالح في روايته إلى أثر المكان على الشخصية، وتفاعلها معه. فعمان مدينة صاخبة ذات تاريخ بني على المصالح، فالمجتمع العماني هو أيضا مبني على المصالح، ومجرد من العواطف وتأسره المادة. تقول سماء عن عمان: " هذه المدينة تشبهني، أشعر أنها مثلي، تطاوعني، دوما تلين لي وألين لها، نلين ونليق ببعضنا، كأنها توأمي." [ص 80].

يتفاعل أحمد أيضاً مع عمان بطريقته، فهو يحبه ويكرهها في آنٍ واحد. ثم يحاول بفلسفته تفسير جانب الحب فيها فيقول عن الدرج: "ما بعرف، في إشي مشترك بيني وبين الدرج، يمكن إحنا التنين معبر، ممر، جسر لوصول الناس لأشيائها وحاجاتها، يمكن إحنا التنين مهملين، وكثير بسطاء." [ص 177]
"أكثر من وهم" رواية شاعرية لأبعد الحدود، يصور فيها عبدالسلام صالح الحب بأسلوب رائع يفوق الوصف. والعاشق الملهم "أحمد" يتوه في غياهب الحب ومحراب الهوى فيقول: "لا شيء يثير في ولا يأخذني منها، ولا حتى نفسي استطاعت أن تنافسها علي.
مأخوذ بالمطلق، كنت سمعت عمن يؤخذ ساعة، يوماً، أسبوعاً، شهراً، لكنها أخذتني من كل شيء، حتى مني، أعوام، أعوام وأنا لا أريد من كل هذه الدنيا سواها، سوى النظر إليها أو النظر في عينيها، والاستمتاع بقربها، بحديثها، بنقائها، بطهرها بفطرتها الخرافية النادرة، والأقسى من ذلك أنني كنت أشعر بأنها تشبهني." [ص 47]

ويقول أيضا: "في وجهها شيء مقدس، بصوتها قدس، ما لابد أمسكه، لشكلها ارتباط ما مبهم بالعبادة، كل أشيائها تتحالف لتنبيك بمطلق تحسه ولا تدركه، بنبوة بها شيء لا أدركه لكني أعانيه، أعانيه وأعنيه، ومتيقن منه أنا الذي غادرت من زمن رجس اليقين." [ص 185]

الرواية أيضا واقعية تشاؤمية، والتي ربما دلت على شخصية الكاتب. يقول أحمد: "لكن الواقع يعاند تعاويذ روحي، ويصر البشر على مسير الغباء الخفي، على السرقات، على العيش في الظل والسر، يملأون الوجود كلاما وقناعات ومبادئ وأفكارا وتنظيرا وأخلاقيات، وهم في الليل والسر أرذل من الرذيل، ويعيشون قذاراتهم بشكل مهين." [ص 47 و48]

"أكثر من وهم" رواية جريئة من عدة جوانب؛ فهي جريئة في الطرح، جريئة في التصويرات الحسية، وجريئة في قول الحقيقة. كثيراً ما تكون الجرأة هي الفاصل ما بين المسجون والسجان، كلاهما يعرف الحقيقة، لكن الأول اختار أن يجرأ ويجأر بالحق، بينما اختار الآخر السكوت والخنوع.

عندما تهتز المبادئ وتتزلزل القيم، وتصطدم بالواقع، تصبح تشك في كل شيء، ويلتبس عليك الوهم بالواقع، فتهرب إلى نفسك، تبحث عن الحقيقة المفقودة في داخلك أنت، لأنك أنت وحدك القادر حينها على إنقاذ نفسك من براثن الوهن والوهم.

أكثر من وهم. لكن إذا تمعنت جيداً فإنها ستأخذك إلى أكثر من حقيقة.

عبدالسلام صالح، لقد أبدعت.
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.