جاء في مقدمة الكتاب: يقول شيخ الضاحكين الجاحظ "ولو استعمل الناس الرصانة في كل حال والجد في كل مقال وتركوا التسميح والتسهيل وعقدوا أعناقهم في كل دقيق وجليل، لكان السفه صراحاً خيراً لهم والباطل محضاً أردّ عليهم"، وهذا حال الإسلام في أيامنا هذه، وقد انقض عليه تاركو التسميح والتسهيل فخرج علينا المتشحون والممتقعون والملتحون المأخوذون بالقتل والتقتيل، لا يعرفون من الإسلام إلا إقامة الحدود والتحريم والتكفير، محوّلين الدعوة الدينية إلى إرهاب فكري، وهم إن جرت مقاربتهم إنسانياً فإنهم مدعاة للتندر والضحك، وما يصدر عنهم ليس إلا اتباعاً لأهوائهم أو امتثالاً لأولياء نعمتهم، في تناغم منقطع النظير مع الجهل والإسفاف والابتذال، وليبدو الضحك ناشزاً غريباً في هذا المقام، ذلك أن الهزل والتندر عدو الجهل وفاضحه لا محالة – "يتوجه الهزل إلى الذكاء الخالص" - ليكون الضحك في هذا السياق فعل مقاومة للقابضين على جمرة الزعيق والعويل والتهويل، المأخوذين بخطاب الترهيب والتخويف، فكيف لضاحك أن يمتثل للترهيب الذي يريدون زرعه فيه؟ وليكون الضحك في هذا المقام أشدّ وقعاً من الرثاء الذي تستدعيه أحوالنا، أو اليأس المتوفر بكثرة فيما يحيط بنا من كل حدب وصوب. من الكتاب شهد أعرابيّ عند بعض الولاة على رجل بالزنا، فقال له: اشهد أنّكَ رأيتَهُ كالميل في المكحلة، فقال الأعرابي: لو كنتُ جِلْدة إستها، ما شهدتُ بذلك. «التذكرة الحمدونية»
وذكر ناس رجلاً بكثرة الصوم وطول الصلاة وشدّة الاجتهاد، فقال أعرابي كان شاهداً لكلامهم: بئسَ الرجل هذا، يظنّ أن الله لا يرحمه حتّى يعذّب نفسه هذا التعذيب. «البيان والتبيين»
زياد عبدالله: كاتب من سورية. مؤسس مجلة أوكسجين ومحررها. صدر له: «كلاب المناطق المحررة» (رواية، 2017)، «الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص» (مجموعة قصصية، 2016)، «محترقاً في الماء غارقاً في اللهب – قصائد تشارلز بوكوفسكي» (ترجمة، 2016)، «طرق الرؤية – جون برجر» (ترجمة، 2017)، «ديناميت» (رواية، 2012)، «بر دبي» (رواية، 2008)، «ملائكة الطرقات السريعة» (مجموعة شعرية، 2005)، «قبل الحبر بقليل» (مجموعة شعرية، 2000).
ولد زياد عبد الله عام 1975م في اللاذقية بسوريا، ودرس الأدب الإنكليزي في جامعتها، بدأ مسيرته الأدبية كشاعر ومترجم، وحاضر في متابعاته الثقافية في الصحافة العربية منذ عام 1995.
في عام 2000 أصدر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان "قبل الحبر بقليل"، وليتبعها في عام 2005 بمجموعة أخرى بعنوان "ملائكة الطرقات السريعة"، ثم انتقل بعد ذلك إلى كتابة الرواية، فصدرت روايته الأولى عام 2008 بعنوان "بر دبي"، وروايته الثانية عام 2012 بعنوان "ديناميت".
قاده هوسه السينمائي إلى ممارسة النقد السينمائي من خلال صفحته اليومية في جريدة الإمارات اليوم في دبي حيث يعيش الآن، إضافة لكتابته المنتظمة في جريدة الأخبار اللبنانية، وهو متابع دائم لإنتاجات ومهرجانات السينما العربية والعالمية.
أسس مجلة أوكسجين الإلكترونية التي تعنى بالكتابة الجديدة في العالم العربي، والمعروفة بانحيازها للتجريب والانفتاح على المواهب الشابة.
إضاءة جميلة على التراث الإسلامي من الجانب الذي لم نعتد عليه, العديد من الحكايا والأقاصيص والمزحات المضحكة المتعلقة بالدين وبعباداته والعلاقات بين الناس في ذلك الزمن الغابر, الذي اعتدنا أن يصلنا متجهم الوجه. ابتسم وأنت تقرا هذا الكتاب, لإنه لم يُكتب لأولئك المتجهمين.
. . كتاب: الإسلام والضحك نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر اختارها وقدم لها: زياد عبدالله عن دار: #المتوسط . فكرة الكتاب تجميع لبعض الحكايا القصيرة والطرائف المرتبطة بالدين؛ وفهمه لدى العامة. اختار المؤلف هذه المواقف المضحكة من عدة كتب من بينها: "التذكرة الحمدونية" ، و"أخبار الحمقى والمغفلين"، و"المستطرف في كل فن مستظرف"، و"البيان والتبين"، و"العقد الفريد"، و"نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب"، و"كتاب البغال"، و"رسالة الغفران"… . أعجبت بالثلثين الأولين للكتاب، فقد يحدث الفهم الخاطئ للدين ليومنا هذا، وقد تحدث المصارحة الفجة والالتقاطات الغير دقيقة للعامة في التقريب والتأويل.. مما يضيف طابع الفكاهه للحدث. . على الزواية الأخرى، هناك بعض العلوم والأخبار من المفروض أن لا تتداول وتتناقل عبر الأجيال، فهي ليست للفخر، والمزاح يُبطل حدة الموضوع وكراهيته.. ويساعد ويسهل في اعتياديته، ولست مع نشره بهذه الصورة. . . . 2.5/5