عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» في بيروت و«مكتبة كل شيء» في حيفا، صدر للزميل ربعي المدهون، سرديات «سوبر نميمة»، وفيها يقدّم مقطعاً عرضياً من سيرة مثقف عربي، فيما أطلق عليه زمن «التشبيح الثقافي» و«انتشار العنف اللفظي». يقدم المدهون في 236 صفحة من القطع المتوسط، 17 «سردية»، تتناول تجربة روايته «مصائر...كونشرتو الهولوكوست والنكبة» التي فازت بـ«الجائزة العالمية للرواية العربية» (البوكر العربية) عام 2016، في علاقتها مع من شكلوا أبعادها الثلاثة: مؤلفها، وقارئها، وناقدها. نقرأ على غلاف الكتاب: تكمن أصالة وريادة هذا النص «الأوبرالي» الذي كتبه المدهون بقبضة نزيهة، في شجاعة تحويل مونولوج الظواهر القمعية الرمزية، الحافة بالجوائز الكبرى، إلى صرخة فصيحة. ومثلما لا نعرف ما يحدث لحامل السلاح من أهوال «ما بعد الحرب»، كذلك لا نخبر مآلات ومكابدات الكاتب - جندي الكلمات - ما بعد الجائزة. «سوبر نميمة»، يفجر هذه الطبقة السميكة والصلدة من الحوارات الجوانية المحبوسة، التي تدور في ردهات روح «الفائز» وتكبّل أعماقه. كتاب «حلوٌ - مرٌ، يفتح كوّة يرى القارئ، من خلالها، ما هو شيطاني في الأوساط الأدبية العربية وما هو ملائكي». وهو سيرة روائية شيقة وبوح جريء، «تتحوّل فيه المرارة إلى سرد ساخر متبختر».
ولد في مدينة المجدل/عسقلان 1945بعد نكبة 48 هاجر مع عائلته إلى قطاع غزة وأقام في خان يونس حيث أتم تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي. حصل على ليسانس آداب قسم تاريخ عام 1970م من جامعة الإسكندرية عمل في الصحافة ولم يزاول مهنة غيرها نشر إنتاجه من قصص ومقالات سياسية في العديد من المجلات والصحف العربية يحمل الجنسية البريطانية ويعيش في لندن
وأنا اقرأ هذه النميمة اللذيذة تحضرني جملة قالها بلال فضل في لقاء له مع الاستاذ ربعي قال : زمن يكون القارئ فيه -لحسن الحظ- اكثر وعيا واكثر محبة للكتابة ممن يمتهنون مهنة الكتابة.... صحيح جدا اصبحنا في زمن القارئ يفهم الرواية اكثر مما يفهمها ناقدٌ ما، عن نفسي اول ما شاهدت عنوان رواية مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة فهمت ان في العنوان حكمة، حكمة اراد بها ربعي المدهون اي يبين ان ضحايا الهولوكوست سابقا هم مجرمي النكبة اليوم، قصة سالم وزيارته للمتحف مواقف وليد و جنين، لفظة "باق هناك" (التي قالها من قبل اميل حبيبي ولم يْنكر عليه مثل ما حدث في مصائر) كلها كانت واضحة و مفهومة هي حقا كما قيل عنها رواية فلسطين الداخل و فلسطين الخارج، لذلك من الطبيعي ان تفوز بجائزة البوكر العربي و تستحق اكثر من ذلك في رأيي، ومن الطبيعي ان توجه للرواية انتقادات حتى الكاتب هنا انتقد روايته في آخر الكتاب، لكن من غير الطبيعي ان يُنتَقد فقط لانه فاز بجائزة، ان تتسرب نمائم هنا وهناك في شخصه و في وطنيته هذا غير مقبول وهو للاسف الشديد متعمم في وطننا العربي، خبرة النقد مازلنا نفتقدها، الادهى من ذلك هو بعض الشبيحة الثقافيين كما سماهم الاستاذ لم يطالعوا و لم يقرؤوا الرواية حتى يقولوا ما قالوا بعضهم حرف الكلام فقط لكي يستقيم مع مراده وهو التشويه (اليس امرا يثير الضحك). بين هذه المواضيع واخرى يواجه الاستاذ ربعي المدهون في سوبر نميمة كل من انتقده بطريقة مؤدبة بل مبدعة أحيانا، ولا ينسى الفضل فيمن وقف بجانب الحق الذي هو القضية الفلسطينية. للآسف شخص من ربعي المدهون بعد كل ما قاساه وما عاناه لم نترك له فرصة الفرح بجائزة يستحقها عن جدارة.
في بداية الكتاب قد تظن أن الكاتب وضعه لأنه غاضب ممن انتقدوه أو يرى نفسه فوق النقد.. إلخ. لكن والحق يقال أن الروائي ربعي المدهون سجل مثالاً يحتذى في الرد على منتقديه بأدب وأسلوب عملي، خصوصاً في الفصل المعنون بـ"سوبر نقد ذاتي".
كتاب تافه افضل ما فيه القصيدة الشعرية عن الفتاة كاتيوشا في الصفحة ١٩٩. ٥٪ من الكتاب جدير بالقراءة و الباقي مضيعة للوقت. الكاتب يتهم نقاد روايته بالتشبيح الثقافي و في نفس الوقت هو يمارسه بامتياز.