حوارٌ يدور بين أبٍ وابنه حول المعاني المجردة في الحياة، كالسعادة والنجاح والشجاعة والإخلاص وغيرها … كتبه «حافظ إبراهيم» في صورة أسئلة وأجوبة محددة ومختصرة.
هكذا صاغ الشاعر المفوه تلك التساؤلات متحريًا المثالية المطلقة والرغبة في إعداد النشء لتحقيقها، فتشعر خلال قراءتك لأجوبته أنك في عالمٍ لا خلل فيه بالفعل، عالمٍ يليق بشاعرٍ يتمنى لو كانت الحياة بهذه الدقة والبساطة والوضوح. ربما لا تكمن قيمة هذه التساؤلات في طبيعتها التي تميل إلى المباشرة وتختلف كثيرًا عن تساؤلات الصغار والنشء اليوم؛ إنما تكمن في كونها صورةً لرغبة شاعرٍ في أن يغير العالم إلى الأفضل، كما هي صورةٌ لرقي الفكر واللغة التي يمكن أن نخاطب بها هذه الفئة العمرية دون تعقيدٍ أو ابتذال، ويعد هذا العمل أيضًا واحدًا من الأعمال النثرية القيمة للشاعر الكبير.
شاعر مصري حديث من الرّواد الأوائل في عصر النهضة، وصنوٌ لأمير الشعراء أحمد شوقي، حيث شاركه مسيرة الإحياء والتجديد في الشعر العربي التي كان محمود سامي البارودي قد حملها في مصر والعالم العربي في مطلع القرن العشرين, ولد لأبٍ مصري وأم تركية في بلدة ديروط بأسيوط بصعيد مصر, توفي والده وهو في الرابعة من عمره، فانتقلت به أمه إلى القاهرة عند أخيها، ولكن حافظًا بعد أن وعى الحياة، أحس بثقل مؤونته على خاله، فقرر الهرب من البيت والاعتماد على نفسه.
اشتغل بالمحاماة فترة من الوقت متنقلاً من مكتب إلى آخر، حتى انتهى به المطاف في المدرسة الحربية، حيث انخرط في صفوفها وتخرج فيها بعد أربع سنوات، فعمل في وزارة الحربية ثم الداخلية ثم عاد إلى الحربية، فأرسل إلى السودان ضمن الجيش المصري عام 1898م.
أحيل إلى التقاعد عام 1903م بناءً على طلبه، وبعد سنوات من الفراغ عُيّن رئيسًا للقسم الأدبي في دار الكتب الوطنية وظل يعمل بها حتى وفاته. عاش حافظ فقيرًا، لايستقر المال في يده بسبب كرمه وحبه لملذات الحياة. ومضت حياته في ظلال من الحزن والأسى، بسبب كثرة من فقد من أصدقائه وأصحابه، وانعكس ذلك على نتاجه الشعري، حيث تُمثل المراثي جزءًا كبيرًا من ديوانه.
جميل خفيف لطيف وضع الكثير من الاسئلة الفلسفية في جملة صغيرة بسيطة توصل المعنى بكل بساطة وسهولة مناسب للفئة العمرية المبكرة كتاب الكتروني من مؤسسة هنداوي لها كل التقدير والشكر
تصورت أن الأسئلة في الكتاب بين الأب وابنه ستكون أعمق ولو قليلاً، لكنه أسلوب جيد، ولا أعلم إن كان موجود بالفعل بالكتب التعليمية بالمدارس ولكنه جدير بأن يكون ضمن صفوف تربوية لا لأجل الحفظ...
كتاب غريب.. الأسئلة والاجابات فلسفية عميقة لا تصلح في صيغة السرد ولا تصلح أن تكون سؤال وجواب، فهي تجارب انسانية وتربية وقدوة، لذلك لا ارى الكتاب مناسب للأطفال بل أراه مناسب للآباء أكثر لأن الأب يمثل القدوة..
اعتقد أن العظة كانت ستظهر بشكل أوضح لو كان عمل أدبي بين الطفل ووالديه ومجتمعه..
الفصل الأخير ما هو الغرض من الحياة؟ ان يحي الفرد سعيدا ويكون يومه غير أمسه، والسعادة في العمل وتأدية الواجب وحب الأسرة والوطن والآداب.. بالنسبة لي هذه هي الحياة وكل ما يندرج منها فرعي..
النسخة التي أمتلكها من إعداد وتقديم عبد التواب يوسف و لا أعلم إذا كانت كاملة أم لا، ويبدأها بمقدمة عن حديث ابنه عصام معه -عصام الآن هو عصام يوسف مؤلف رواية ربع جرام- باحثا عن كتاب لوالده عن التربية، ليتأكد منه إذا كان أحسن تربيته أم لا !!
ثم يعرج الحديث بعد ذلك للحديث عن كتاب كانت والدة عبد التواب يوسف تحتفظ به في مغلف جلدي أنيق بين ثيابها، ولم تكن تسمح لأحد من أبنائها أن يمد يده إلي هذا الكتاب، مما كان يثير دهشتهم وتعجبهم كون والدتهم لا تجيد القراءة أو الكتابة!!
و هذا الكتاب هو كتاب سؤال وجواب لحافظ إبراهيم و عمر الكتاب قرن من الزمان تقريبا و علي لسان عصام بأنه ضاق بكل هذا السيل من النصائح المباشرة نظرا لأن الكتاب يأتي في صورة أسئلة و أجوبة، فإذا كان جيل عصام يوسف قد ضاق بهذا الكتاب فما بالك بالأجيال الحالية
الملفت للنظر بالنسبة لي في هذا الكتاب ليس المثالية التي ينشدها حافظ إبراهيم فقط، والتي قد تدفعه إلي كتابة ما قد يخالف فعله، الملفت لي حقا هو لغة الكتابة، إنها لغة أعدها بحيث تكون مناسبة للنشء في ذلك الوقت قد تكون عسيرة الفهم علي خريجي الجامعات في وقتنا الحالي!!
ففي أحد المواضع يتحدث عن أن العامة تطلق علي طاقة أو طائفة من الزهر صحبة ورد، يمكن للمرء أن يتخيل حجم الفجوة ما بين رقي الماضي وانحدار الحاضر ، وعن مدي تغلل الثقافات الأقوي في أنفسنا وتعاملاتنا
أعتقد أن هذا أول كتاب مر علي أجده يستحق الخمسة نجوم والنجمة الواحدة أيضا ، فهو هنا ينشد مثالية لا تستقيم بها حياة البشر أو فلنقل إن حياة المرء بهذا القدر من المثالية لن يجلب عليه سوي الشقاء أو البؤس إذا كتب له الحياة في مجتمعنا، اللغة ممتازة بل أكثر من ممتازة، الأسلوب مباشر وجاف، برغم أن جوهر القيم والأخلاق المبادئ شبه ثابته منذ وجد الإنسان علي ظهر هذه الأرض إلا أن هذا الكتاب بنصائحه لا يصلح لمجتمعنا، فالآن إذا أردت التربية للحياة في مجتمعنا سألقي بكل المثل في أقرب سلة مهملات وأعلمك كيف تحيا وسط كل هذه الوحوش الضارية أشباه البشر في هذه الغابة، وكيف تكون أقوي وأقوي، أو ربما أكون أكثر رحمة ولا أتي بك في هذا الموت الذي يسمونه كذبا حياة حتي لا اجدك يوما تقول هذا ما جناه أبي علي و ماجنيت علي نفسي
حوار بين أب و ابنه حول المعان المجردة في الحياة مثل الشجاعة و السعادة و النجاح.. إلخ إلخ..
الأسلوب بدائي و ساذج تماما يذكرني بتلك النصائح التي كانت تكتب خلف كتب المدرسة "اغسل يديك قبل الأكل و بعده.. حافظ على نظافة مدردستك.. إلخ إلخ" .. نفس الطريقة تماما موجودة في الكتاب لكن مقسمة إلى عدة محاورات قصيرة كل محاورة تشمل موضوع معين..
الكتاب لا يوجد به ما يستحق التعليق سوى نقطتين : أولا : يعيب حافظ إبراهيم على الناس شرب الخمر و هو بنفسه يشربه!!! ثانيا : يري حافظ إبراهم أن معنى الحياة هو أن يحاول الإنسان أن يكون سعيدا.. و هي فكرة غريبة فكل الناس تريد أن تكون سعيدة بالفعل! فلا أعتقد أنه يوجد شخص واحد يريد أن يكون تعيسا! أيضا هؤلاء البشر قليلو الحظ التعساء ما معنى حياتهم؟ هل هم بالتالي أموات؟ هل حياتهم عبثية؟؟
على أي حال الكتاب كما هو واضح مخصص للنشء و الاحداث وليس أكثر من هذا..