نبذة المؤلف: ما تاريخنا الفكري الحديث والمعاصر. إلا سلسلة من جهود بذلت للمطالبة بالحريات المختلفة. كما وكيفا. فكلما تحقق للناس جانب من جوانب الحرية. أو تحققق لهم نوع من أنواعها. بقدر قليل أو بقدر أكثر من القليل. طالب قادة الفكر بجانب آخر. أو بنوع آخر، وبقدر أكبر مما قد ظفر به المواطنون. وقد نجد منا اليوم من يتوهم. بأنه لم يعد في الإمكان أحسن مما كان لكننا في الحقيقة مازال يعوزنا من "الحوريات" شئ كثير، وفي هذا الكتاب محاولات -أردنا بها أن نبين -من زوايا مختلفة- بعض ما ينقصنا في سبيل حياة حرة بمعناها الأكمل. وأن نوضح بشتى الصور كيف نحيا حياتنا إذا أردنا اكتساب الجانب المفقود. وبعد أن فرغنا من الحديث عن الحريات. أوردنا في الكتاب قسماً ثانيا. خصصناه لضرب آخر من "القيم". ليس منقطع الصلة بموضوع "الحرية". وأعني بها إحساس الفرد الواحد بوجود "الآخرين". إذ لا يكفي أن يعيش الفرد. حرا. بالمعاني الكثيرة التي وردت في القسم الأول. بل لابد له أن يعي وعيا كاملاً بأن ثمة "آخرين" لهم حقوق كحقوقه. وإنما نقول ذلك. لأن مانراه اليوم في حياتنا، يوحى بأن كل فرد يسعى إلى تحقيق أهدافه حتى لو داس بقدميه على رءوس مواطنيه، على أن إحساس المواطن الفرد بمن يعايشونه في وطن واحد، إنما هو "قيمة" اجتماعية عرفناها بكل قوتها في تاريخنا، والمطلوب هو عودة الضال إلى طريق آبائه، وليس من شك في أن الأصيل عائد إلى أصله، كما يكون للشمس شروق جديد بعد كل غروب.
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، في بلدة ميت الخولي عبد الله، بمحافظة دمياط. تخرج من كلية المعلمين العليا بمصر، عام 1930. في عام 1933 بدأ في كتابة سلسلة من المقالات عن الفلاسفة المحدثين في مجلة الرسالة. وفي عام 1936 سافر إلى إنجلترا في بعثة صيفية لمدة ستة شهور. وفي عام 1944 سافر إلى إنجلترا للدراسات العليا. وبعد عام واحد حصل على البكالوريوس الشرفية في الفلسفة من الدرجة الأولى من جامعة لندن (وكانت تحتسب في جامعة لندن آنذاك بمثابة الماجستير لكونها من الدرجة الأولى). عام 1947 حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن (كلية الملك) في موضوع (الجبر الذاتي)، بإشراف الأستاذ هـ.ف. هاليت. (وقد ترجم البحث إلى اللغة العربية الدكتور إمام عبد الفتاح بنفس العنوان عام 1973).
عاد إلى مصر عام 1947 والتحق بهيئة التدريس بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول آنذاك). سافر عام 1953 إلى الولايات المتحدة أستاذاً زائراً ومحاضراً في جامعتين بها حيث قضى فصلاً دراسياً في كل منهما. وبعد عام اختير مستشاراً ثقافياً لمصر بالولايات المتحدة لمدة عام. في عام 1956 تزوج من الدكتورة منيرة حلمي، أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس. سافر إلى الكويت أستاذا بقسم الفلسفة بجامعتها لمدة خمس سنوات (حتى 1973). عام 1973 بدأ كتابة سلسلة المقالات الأسبوعية في جريدة الأهرام.
نال جائزة التفوق الأدبي من وزارة المعارف (التربية والتعليم الآن)،عام 1939. نال جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة من مصر على كتابه الصادر بعنوان "نحو فلسفة علمية" عام 1960. نال جائزة الدولة التقديرية في الأدب من مصر عام 1975، وفي عام 1984 نال جائزة الجامعة العربية "للثقافة العربية" من تونس.1985 حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
لم استطع استكمال مشوار القراءة، تاركة هذا الكتاب القيّم من دون كتابة مراجعة اسكب بها ما تركه من اثير عظيم في ذاكرتي الفكرية. ليست قراءتي الاولى، فأنا وقعت بحب ادب المقالة و فنها بعد قراءة مقالات الدكتور زكي نجيب محمود التي جمعت في كتاب جنة العبيط، و اكملت مسيرة الاستكشاف من خلال قراءة بقية كتبه. . تعريفٍ الحرية احتوى ارتباطاً قوياً مع الارادة، فالحر ليس من يطلق العنان لافعاله و اقواله بل من امسك لجامها و سيرها و هذبها بدلاً من ان يكون مسيراً و خاضعاً لها. اما مقومات الحرية فهي الهوية الوجودية المتفردة، أي لا يكون الانسان نسخة مكررة فقدت تفردها و امست عجينة تتشكل باي قالب توضع به. . تسمو هذه الحرية بالعملية الخلقية و الابداعية، هي منفتحة و تسعى لفك شفرات الكون، تتبنى الجديد و لا تنسى الماضي العريق، لا تزدي و لا تقدس تقديسا أعمى حتى لا تقع بالتطرف، بل نظرتها موزونة فلا افراط و لا تفريط. . ليكون الانسان حراً عليه ان يكون شجاعاً، فالشجاعة هي ما يدفع الانسان لنصرة الحق دائماً، الصبر على البلايا في تحقيق العدالة و الحق، بالاضافة الى عدم الخوف من الحرية و من مسؤوليتها. من اخلاقيات الانسان الحر أنه لا يسعى لتحقيق الحرية لنفسه فقط، و انما يسعى لتحقيق الحرية لجميع اقرانه من البشر، فهو يؤمن ان الحرية حق انساني. . استطيع وصف مادة الكتاب انها وشاح ابيض يحمل في طياته طلسم الشجاعة، الذي يدرع القلب الحر فيُقبل الانسان بخطى ثابتة و هدف منشود في هذه الحياة
كتاب في غاية الروعة يضم مجموعة مقالات الكاتب حول الحرية وعلى الرغم من أنه كتب في ثمانينيات القرن الماضي إلا أنه يعبر عن الكثير من السلبيات الموجودة في حياتنا اليوم أنصح بقراءته
كتاب أكثر من رائع ، يعرض لمفهوم الحرية وكيف تحقيقها والوصول إليها ، يعرض لأهمية العلم واتباع اسلوب التفكير العلمي للوصول إلى النهضة والتقدم ،وربط ذلك بالدين الإسلامي ويوضح الرائع د.زكي نجيب محمود أن روح الإسلام لا تتعارض مع الديمقراطية كنظام حكم والاجتهاد في البحث العلمي لتحقيق تقدم ونهضة الأمة الإسلامية وتحديدا مصر كجزء من هذه الأمة يتخلل هذا شرحا لمفاهيم مثل العلمانية والهوية المصرية مبينا أن من اهم مقومات البناء الثقافي الجديد الذي ينشده هو و مفكرو عصره هو تمسك الأمة العربية والإسلامية بكل من تاريخها وتراثها الحيوي من ناحية وحاضرها بعلومه وفنونه ونظمه الحديثة من ناحية أخرى .. وليس أجمل من هذه خاتمة لكتاب من اروع ما قرأت حيث اختار آخر فصل من فصوله مختتما هذا العنوان داعيا من خلاله لتفاؤل والإيمان والثقة في قدرات ابناء أمتنا، وهذا العنوان اختتم به الفصل في آخر سطر له:"إنني لعلى يقين بأن للشمس شروقاً بعد كل غروب"
"وأنظر كم يحرم الانسان من هذه الخاصية التي تميزه، اذا ما ارادت له الجماعة ان يعيش فرداً بين افرادها، أن يتقولب مع الآخرين في قالب واحد، كأنه قطعة من الصلصال يصوغها القابض عليها في أي شكل يريد وماذا يكون الرق إذاً اذا لم يكن فقدان الفرد لفرديته!؟،ليصبح عجينة طيعة في اصابع سواه..."
هذه هي النمطية التي تخلق الملل وتقتل الابداع وتجعل الحرية سراباً في سراب.
فلنقيس ماذكر المفكر زكي نجيب محمود على مجتمعاتنا الحالية نجدها تنطبق انطباقاً لا لبس فيه ، فمفروض علينا زيّ واحد ومقولات واحده وكلمات محدده في كل حركة او فعل، حتى التعبير والذي يعبر عن قدرة الانسان على العبور بافكاره خارج جسده نجدهم يحظرونه، وهو ما يخالف الطبيعة فكيف تخفي الزهرة عبيرها او تخفي الثمرة ثمارها بعد نضجها؟!
وحريةُ التفكير إنما هي نوعٌ واحد من صورٍ متعددة تتبدَّى فيها الحرية، فهنالك العبدُ يعتقه مَولاه فيصير حرًّا، وهنالك السجينُ يُفكُّ القيدُ عن يدَيه أو قدمَيه أو يُفتح له بابُ سجنه ليخرج طليقًا، وهنالك الفردُ أو الشعب الذي تستبدُّ به سلطةٌ ما لتُرغِمه على سلوكٍ معين أو لتَحرمه من سلوكٍ معين، وقد يثور الفرد أو الشعب على مَن استبدَّ به، ليَسلكَ في حياته كما يريد لنفسه، أو أن يحكم نفسَه بنفسه على الصورة التي اختارها، وهنالك وهنالك …»
يتحدَّث «زكي نجيب محمود» عن الحرية، ولكنْ أيَّ حريةٍ يقصد؟ يُجيب عن هذا السؤال عبر تحليلِ مجموعةٍ من المفاهيم، بعضُها لصيقُ الصلة بالحرية، وبعضُها الآخر تَولَّد عنها، لإدراك المعنى الشامل لها، وكيف يتسنَّى لنا فَهمُها في إطارها الغربي الذي وُلدَت فيه مع الثورة الفرنسية رافعةً شعارَ الحرية، وما تَبِعها من الحريات الفردية التي أعلَت قيمةَ الفرد؛ وفي إطار التحرُّر من تقديس التراث العربي، بقراءةٍ مُعاصِرة تقوم على إعمال العقل؛ وفي إطار تحمُّل الإنسان العربي المعاصر مسئولياتِ هذه الحرية. كما يطرح سؤالًا آخَر حول الإنسان، وهو: ما الذي يجعل الإنسانَ إنسانًا؟ للوصول إلى الصورة المُثلى التي يطمح أن يكون عليها الإنسان، وهي وثيقة الصلة بالحرية، التي تُعَد الأساسَ لجميع القِيَم الإنسانية الأخرى، مثل: الحكمة، والعدل، والشجاعة، وغيرها من القِيَم.
كتاب جيد صياغة لغوية ممتازة . الوقوف على اسباب التخلف الذى اصاب الامة العربية على الرغم من الريادة التاريخية منذ عصور . الالتصاق بالتراث مع مواكبة الحداثة الغربية لتكوين منتج فكرى جديد . تظهر روحه فى الثقافة بشكل عام وفى حياتنا . اكثر ما اعجبنى العلاقة بين الارادة والذكاء الفكرة اللى افردها المؤلف من خلال كتاب ابو حيان التوحيدى . علاقة السياسى مع العالم . كيفية الموازنة بين الاتجاه السياسى والاتجاه العلمى لتحقيق الاهداف . السلطة وعلاقتها بالابداع الفكرى . المناداة بحرية الفكر دون اى تاثير خارجى او داخلى حتى فى العملية الذهنية من مخلفات التراث المتوطنة بداخلنا من شانها تؤثر على حرية الفكرة ومن ثم حركة الابداع .
اعتقد اصعب شيء في تقييم المقالات هو تعدد المواضيع فتجد مقال ممتاز جدا و مقال متوسط المستوى , لهذا يصعب التكلم عن جانب معين يوحد هل الافكار لكن راح اخذ عنوان الكتاب الحرية ,الحرية ليست غياب القيود بالكامل، بل هي القدرة على التفاعل مع القيود بطريقة تعكس إرادتنا. القيود الطبيعية مثل الجسد أو الزمن جزء من واقعنا، لكن القيود المصطنعة التي نخلقها لأنفسنا أو يفرضها المجتمع هي التي تحد من حريتنا الحقيقية. الحرية الحقيقية تكمن في القدرة على تجاوز هذه القيود المصطنعة، على الرغم من وجود الواقع المادي الذي لا يمكن تغييره.
الكتاب حلو طبعا ولغته تقيلة بس مشكلة زكي نجيب محمود انه عايز يرجع الماضي ويربطه ويخلطه ويخليه مع الحاضر الي هو شبه مستحيل او شي منافي العقل والمنطق هو اسلامي شوية فس نفسه للاسف
لم أكن أقرأ ولكني كنت أتجول مع الكاتب في عوالم شديدة العمق عن أدق مفهوم تستند عليه الحياة " الحرية"ا فكان حديث ذا شجون .. كم كانت رفقته ساحرة ومتدفقة وكم تلذذ العقل بطرقة الطرح البسيطة العميقة ، لا يجيدها إلا من سرت مسرى الدماء في كيانه شكرا لك أستاذا يفتح النوافذ مشرعة على ظلمة معاقل ما كان وما ينبغي أن يكون معكم أجد عزاءا في الحياة