هذا الكتاب الذي نقدم ترجمته العربية الأولى للقارئ العربي، كتاب هرمينوطيقي من الطراز الرفيع لأحد أكبر المختصين في مجال الهرمينوطيفا والانطولوجيا وهو جان غراندان. والكتاب عبارة عن دراسة محبوكة الصنع، دقيقة العبارة، دراسة تأخذ طابعاً جينالوجية وحفرياً في الوقت ذاته. فهي جينالوجية لجهة تتبعها للسيرورة التاريخية-الكرونولوجية التي طبعت التأمل الفينومينولوجي وإسقاطاته الأنطولوجية والهرمينوطيقية، وهي حفرية لجهة قيام الباحث بتنقيب مجهري معمق في جزئيات الفكر الفينومينولوجي -الأنطولوجي- الهرمينوطيقي. وإكمال هذه الرحلة الهرمينو طيقية المشوقة سيكون العنوان الأبرز لمشروعي الهرمينوطيقي القادم، والذي يحمل عنوان: "كوجيتو الذات العارفة: تجليات الحضور وأسئلة الغياب
فيه نوع كده من الكتاب خاصة فى العلوم الفوقية التى بتهتم بالكليات اكتر ....... تحس انهم ولاد وسخة لا مؤاخذه -_- بالتسبة لل** ق الى مترجم الكتاب ..... انته مبسوط ان الناس مش فاهمة العنوان حنى انتو هتخلدو قى اسفل الدرك الاسفل من النار -_-
الكتاب خاص بعلوم اللسانيات و اللغة . لكي تفهم فكرة الكتاب يجب أن تعرف أن الهرمونطيقا وهو علم التأويل لايتفق مع الفينومينولوجيا وهو علم دراسة الظواهر حتى أن هوسرل كان يحاول الابتعاد عن الهرمونطيقا و مصطلحاته و أدواته قدر الإمكان إلا أن الكاتب وجد منعرجا هرمونطيقي في فينومينولوجية هوسرل بل أن الكاتب في أول فصل من الكاتب حاول توضيح مساهمة هوسرل في الفينومينولوجيا عن طريق القصدية ، فمن وجهة نظر الكاتب أن القصدية تشكل المعطى النهائي للفينومينولوجيا وبما أن القصدية هي بالضرورة توتر ينبلج من الذات باتجاه المعنى فلذلك تكتمل هنا الوحده بين الفينومينولوجيا والهرمونطيقا . واسترسل بعد ذلك في شرح وتوضيح أن المنعرج الهرمونطيقي للفينومينولوجيا هندسه ووضحه تلميذ هوسرل وهو هايدجر وبين التقاطع بين الفينومينولوجيا والهرمونطيقا والأنطولوجيا وتتبع هذا المنعرج في فكر ريكور وغادميير حتى أن الكاتب حاول الربط بين هذا المنعرج و وبين تفكيكية دريدا . الكتاب به أفكار كثيرة ولا أستطيع أن أغطيها وإلا كتبت كتابا آخر لأنه كتاب في صورة بحث أكاديمي . لكني أحببت أن أقدم هذا الكتاب لأن به قضايا فكرية مهمه ولكي أعرف الناس على فلسفات مابعد الحداثة ومحاولتها هدم الفلسفات الكبري والنسقية التي أدت للحداثة ومافعلته الحداثة من إشكاليات حضارية انتهت بالحربين العالميتين . من المهم التعرف على مناهج الفينومينولوجيا والهرمونطيقا والبنيوية والعدمية لأنها بالرغم من عدم وجود نسق كبير لها إلا أن بها أدوات تحليلية رائعه ومفيدة لتحليل النصوص والإنسان والحضارة . وماأحوجنا لذلك في هذه الفترة الإنتقالية والمحورية لنا مع ثورات الربيع العربي وماأثارته هذه الثورات من تحديات و تساؤلات
المنعرج: الانحرافات الهرمينوطيقي: علم التاويل و هو فن دراسة وفهم النصوص في فقه اللغة واللاهوت والنقد الأدبي للفينومينولوجيا : هي علم الظواهر وتقوم هذه المدرسة الفلسفية على العلاقة الديالكتية بين الفكرة والواقع و بدأت مع هيغل اذن الكتاب يتحدث عن الانحرافات في علوم تاويل الظواهر بين الفلسفتين الهيغلية و الفلسفات الفرنسية عامة و النقاش حول وجودالواقع كواقع خارج حيز التفكير الانساني ..
عزيزي القارئ.. قراءة هذا الكتاب يسبب شلل بالحواجب وتمزق بالجواريب وقرحه بالمعدة وإن لتمشيط شعرات مريام فارس شعرة بشعرة لأهون من قراءة هذا الكتاب، وإذا أردت أن أتكلم من موقع أختصاصي فهذا ليس بعنوان كتاب وإنما هذا اسم دواء بس تحاميل و تحط تحميلة كل ٦ ساعات وفالك طيب.
Le-tournant-herméneutique-de-la-phénoménologie-Jean-Grondin-Philosophies_-1re-édition_-Paris_-2003- تعد الفينومينولوجيا، كما طوّرت على يد إدموند هوسرل، محاولة لإعادة صياغة المشروع الفلسفي الأساسي من خلال العودة إلى "الأشياء ذاتها"، وهي دعوة إلى النظر المباشر إلى الظواهر كما تعطى للوعي. ومع ذلك، شهدت هذه الفلسفة تحولا تأويليا (هرمنيوطيقيا) عميقا مع مارتن هايدجر، هانز-غيورغ غادامير، وبول ريكور، وصولا إلى جاك دريدا. هذا التحول، الذي يعرف بالمنعطف التأويلي للفينومينولوجيا، يعيد تعريف الفينومينولوجيا بوصفها ممارسة تأويلية تركز على اللغة، التاريخ، ووجود الإنسان في العالم. يستعرض الكتاب مسار هذا التحول، مع التركيز على مساهمات هوسرل، هايدجر، غادامير، ريكور، مع الإشارة إلى العلاقة بين التأويلية والتفكيك. يرى الكاتب أنه على الرغم أن إدموند هوسرل، مؤسس الفينومينولوجيا، كان يرفض التأويلية بسبب ارتباطها بالتفسيرات الذاتية والنسبية، إلا أن فكرته عن العودة إلى "الأشياء ذاتها" تحمل بذورا تأويلية. إذ إن دعوته إلى التخلص من الافتراضات النظرية المسبقة والعودة إلى الظواهر كما تظهر في الوعي تتطلب عملية تأويلية لفهم كيفية ظهور هذه الظواهر. أشار هوسرل، من خلال مفهوم الاختزال الفينومينولوجي، إلى أن الوعي دائما ما يكون موجها نحو شيء ما (القصدية)، وهذا يعني أن الظواهر ليست مجرد أشياء مادية، بل هي ظواهر مشحونة بالمعنى. هذه القصدية تتطلب تأويلا لفهم الطبقات المختلفة من المعنى التي تتشكل في الوعي. ظل هوسرل متمسكا بمثال علمي صارم، مستلهما الرياضيات، فسعى إلى تأسيس الفلسفة كعلم أولي يقدم معرفة أكيدة. هذا الطموح جعل النزعة التأويلية عنده تبدو ثانوية، لأنه ركز على الوصول إلى جوهر الظواهر عبر الرؤية المباشرة بدلا من التفسيرات اللغوية أو التاريخية. ومع ذلك، فإن فكرته عن "العالم المعيش" و"القصدية" مهدت الطريق لتحول تأويلي لاحق. يلاحظ الكاتب أن هايدجر هو الذي أدخل التأويلية بشكل صريح إلى الفينومينولوجيا في كتابه "الكينونة والزمان". فالفينومينولوجيا، بالنسبة إلى هايدجر، ليست مجرد وصف للظواهر كما تظهر للوعي، بل هي عملية تأويلية تهدف إلى كشف "الكينونة" التي تكمن وراء الظواهر. يرى هايدجر أن الكينونة دائما ما تكون مخفية، مغطاة بالمفاهيم التقليدية أو "الثرثرة" التي تسيطر على التفكير اليومي. لذلك، فإن مهمة الفينومينولوجيا التأويلية هي إزالة هذه الطبقات من المفاهيم المغلوطة للوصول إلى الكينونة الأصيلة. كما أن السؤال عن الكينونة الذي يرتبط بمفهوم الدازاين (Dasein)لدى هايدجر، يتطلب تأويلا، لأن الدازاين موجود دائما في العالم بطريقة تاريخية ومحدودة. التأويلية عند هايدجر ليست مجرد منهجية لتفسير النصوص، بل هي تحليل وجودي للدازاين نفسه، الذي يتميز بالقلق والزمنية. يقترح هايدجر أن الفهم (Verstehen) هو بنية أساسية للدازاين، وهو يتضمن دائما "بنية مسبقة" تجعل كل فهم تأويليا بطبيعته. هذا التحول يجعل الفينومينولوجيا تأويلية بمعنى أنها تكشف عن الكينونة من خلال اللغة والتاريخ، وليس من خلال الرؤية المباشرة فقط.
طور هانز-غيورغ غادامير التأويلية في اتجاه جديد في كتابه "الحقيقة والمنهج" (1960). ففي حين ركز هايدجر على تأويلية الدازاين والكينونة، ركز غادامير على الفهم كحدث لغوي وتاريخي. يرى غادامير أن الفهم ليس عملية ذاتية بحتة، بل هو حدث يحدث ضمن إطار التقاليد واللغة. اللغة، في نظره، ليست مجرد أداة، بل هي الوسط الذي يتشكل فيه المعنى. هذا المنظور يتحدى التصورات التقليدية عن اللغة كوسيلة ثانوية للتفكير، ويؤكد أن الفهم دائما ما يكون لغويا. كما أعاد غادامير تأهيل فكرة ديلتاي "الدائرة التأويلية"، التي تشير إلى أن الفهم يتطلب دائما افتراضات مسبقة مشتقة من التاريخ والثقافة. وبدلا من اعتبار هذه الافتراضات عقبات في طريق الفهم، يراها غادامير كشرط إيجابي له. يؤكد غادامير أن الفهم هو حوار مع التقاليد، حيث يندمج الأفق التاريخي للفرد مع الأفق التاريخي للنص أو الظاهرة، مما يؤدي إلى "اندماج الأفقين". ويواصل الكاتب تتبع مسار المنعطف التأويلي للفينومينولوجيا من خلال عرض تصور بول ريكور الذي يقدم منظورا يجمع بين الفينومينولوجيا والتأويلية. إذ يرى ريكور أن الفينومينولوجيا تحتاج إلى التأويلية لأن الظواهر لا تعطى مباشرة، بل تتطلب تفسيرا لكشف معانيها. ففي أعمال مثل "من النص إلى الفعل" و"صراع التأويلات" اللذين قدمنا مراجعتين لهما ضمن هذا التقرير، يقترح ريكور أن الفهم يتطلب "التفسير" للموضوعات الثقافية، مثل النصوص والرموز، التي تعد تعبيرات عن الحياة الإنسانية. وعلى عكس غادامير، الذي رفض المنهجية الموضوعية، قبل ريكور أدوات العلوم الإنسانية (مثل اللسانيات والبنيوية) كجزء من التأويل. ومع ذلك، يؤكد أن التفسير ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة للوصول إلى فهم ذاتي أعمق. يقترح ريكور "الطريق الطويل" للتأويل، حيث يمر الفهم عبر تحليل الموضوعات قبل أن يعود إلى التجربة الذاتية. أما جاك دريدا، من خلال مفهوم التفكيك، فيقدم تحديا للتأويلية التقليدية. إذ يرفض فكرة الفهم الكامل التي قد تنسب إلى التأويلية، معتبرا أن كل محاولة للفهم تحمل في طياتها حدود اللغة واللامفهوم (l'incompréhensible) ومع ذلك، يظل التفكيك مرتبطا بالتأويلية في محاولته فهم "الجرح الأصلي" (la blessure originale) للغة، أي عدم قدرتها على التعبير الكامل عن المعنى. يخلص الكاتب في النهاية إلى أن الفينومينولوجيا، كما طورها هوسرل، كانت تهدف إلى رؤية الظواهر مباشرة، لكن التحول التأويلي كشف أن هذه الرؤية لا يمكن أن تكون خالية من التأويل. هايدجر، غادامير، ريكور، وحتى دريدا، أظهروا أن الفينومينولوجيا تصبح أكثر أصالة عندما تدرك أن الظواهر تظهر دائما ضمن سياقات لغوية وتاريخية. هذا التحول لا ينفي الفينومينولوجيا، بل يعيد تعريفها كتأويلية، حيث تكون مهمة الفلسفة هي كشف المعنى من خلال اللغة، مع الاعتراف بحدودها. الفينومينولوجيا "المشطوبة"، بعبارة غادامير، ليست رفضا للفينومينولوجيا، بل هي إعادة تأكيد على جوهرها: العودة إلى الأشياء ذاتها بطريقة تأويلية. هذا التحول يجعل الفينومينولوجيا ليست مجرد وصف للظواهر، بل هي عملية حيوية لفهم الوجود الإنساني في علاقته بالعالم، اللغة، والتاريخ.
التجربة الميتافيزيقية هي المَعبَر نحو التَبَصُّر الهرمينوطيقي والانفتاح على النص (الذي يتكلم عن الوجود)، إنه تخطٍ للعالَم يحدُث بواسطة الانفلات من مهنةِ البشريّ والتحول لشبح والدوران في متاهات تفسير الوجود. فالنص صامت لا يقول أي شيء، الأثر هو الذي يقول عَبر الحفر في الباطن ليَنشأ التفسير. ذلك ما يجعل قراءة نفس النص مختلفة بين إنسانٍ وآخر. يَظَل ذلك التفسير حَبيس النفس، إلى أن يَحضُر في الكتابة عن النص، أو في الكتابة المُتأثِرة بذلك النص. لكن الكتابة ليست بالضرورة تعبر عن مدى التبصر الهرمينوطيقي، ولكن يظل ذلك التبصر فرديٌّ تمامًا إلا أن يتم تَمثيلُه بالكتابة. وقد تحولت الكتابة عن الوجود في الأنطولوجيا القارية إلى شعوذة لغة؛ أي ضربٌ من كتابة السحر واستدعاء أرواح الوجود.