رواية مٌدهشة فيها الكثير من الحكمة والتأمل في النفس وأكتشاف مواطن ضعفها وقوتها! فشخصية البطل رائعة فقد تحول من الشاب التقليدي الى شاب طموح بحث عما يريد ووصل الى هدفه ومنح لنفسه فرصة المواجهه والتحدي وخوض مغامرات وتجارب جديدة وتحلى بالصبر والمثابرة لانه اتبع حدسه وايمانه العميق في قدراته والى اين ستصل به مع العمل على تحقيق مايُريد بجدية. لغتها سهلة سلسة تحمل الكثير من العبر والوقفات والتأملات الرائعه راقت لي جداً انصح بقرائتها.
-الفصل الأول عبارة عن تفسير لآيات من سورة الكهف. -لا أعرف ماذا يصنف الكتاب؟ (رواية/نصوص/مواعظ/خواطر). -المداخل ليست سوا امتدادات للفصول و لولا العناوين لما استطعت التفريق بينهم. -بعض الفقرات في الفصول تفتقر إلى الإنسجام. -معظم المواعظ و الدروس في الكتاب عبارة عن "كليشيهات مبتذلة". -للكاتب صوت واحد مقسم على الشخصيات.
هذا الكتاب و كأنه مذكرات أو سيرة ذاتية، الجزء الأول كأنه أدب الرحلات حيث يتجول البطل في ايطاليا ليحاول ان يستنبط من ما ما يرى المعان العميقة في الحياة و الجزء الثاني عن رحلته الدراسية.
الكتاب في غالبه مليء بالوعظ و استنباط الحكم من المواقف وما إلى ذلك
عندما بدأت أقرأ الرواية وعند وصولي إلى الصفحة 16 شككت في أن الكتاب الذي أقرأه هو تفسير لسورة الكهف ثم عدت إلى الغلاف أتأكد هل هي رواية؟!! النص السردي يُظهر براعته من خلال أسطره الأولى والكاتب الجيد من يعتني ببراعة استهلال الرواية وينصب الفخاخ للقارئ منذ السطر الأول.
جنس الرواية الأدبي يستوعب كافة الأشكال الكتابية وهذا ما يميزها ، إلا إن الكاتب لابد أن يحافظ على المسافة الجمالية للرواية بينه وبين المتلقي فلابد أن يعتني ببنية الرواية، فالكاتب رغم تمكنه اللغوي، وقدرته على سرد التأملات والحكم والمواعظ من المواقف والأحداث في الرواية إلا أنه لم يجتهد في بناء شخصياته أو حتى علاقاتها بالشخصية الأساسية. فكما أن المضمون الروائي مهم كذلك التقنيات الروائية أهم في تماسك الرواية وبنائها بناءً منطقيًا يحترم عقل القارئ.
عند قراءة الرواية يراودني شعور أنها كُتبت كنوع من التنفيس الكتابي ، فقد طغت التأملات والخواطر والحوارات الباطنية حتى كادت تتلاشى معالم الرواية، وتتحول إلى كتاب خواطر أو تأملات في النفس والحياة. الأحداث بُنيت على الصُدف وليس أي صُدف وإنما صُدف غير منطقية ، فالبطل عمار أين ما يحل مباشرة تصحبه أحداث كبيرة، يركب الطائرة فيحدث مشكلة في محرك الطيران، ويذهب عند العائلة الإيطالية ومن ثاني يوم تدب المشاكل في العائلة ويمرض العجوز وابنتهم تزيد من مشاكلهم فيضطر إلى السفر بالصبي إلى روما ،وخلالها تُسرق محفظته ويتعرض لأحد العصابات في زقاق مظلم يظهر صديقه الذي كان معه في الطائرة صدفة لينقذه، ويجد فتاة في متحف جولييت فتنهار باكية على حبيبها ويظهر حبيبها في نفس اللحظة المتواجد فيها عمار فجأة، يدخل مطعم يوشك أن يغلق أبوابه أمام الزبائن ولكنه يستقبله ثم يتشاجر الإخوة في اللحظة التي كان البطل موجود في المطعم، صحيح أن الرواية مبنية على الخيال ولكن خيال مشدود إلى الواقع ويُوهم بالواقع المنطقي.
جميع الشخصيات في الرواية حكماء وفلاسفة في حوارتهم حتى الصبي الصغير ،وكل من قابلهم لاتختلف مستوياتهم بحسب شخصياتهم بل على مستوى واحد من الثقافة والمعرفة والحكمة، وكل شخصية تريد أن تفتح حواراً مع البطل ، وتحاول أن تعطيه درساً مستفاداً في الحياة. يُفترض بالرواية ألاّ تقدم المضمون أو النصائح أو الحكم بشكل مباشر بل تمكن القارئ من المساهمة في استخراج المعنى أو المضمون الروائي ،أما أن تأخذ بيد القارئ لتوصله إلى المعنى مباشرة فقد فُقدت لذة الاكتشاف ومحاولة إنتاج معنى. فالقارئ يريدك أن تذهب إلى حيث لايدري وتأتي بما لا يعلم. الكاتب متمكن من لغته ولديه فلسفة جميلة ورائعة ولكنه يحتاج إلى صقل أدواته وتقنياته السردية.