هذا هو الجزء الثاني من ثلاثية الكاتب الإيطالي الشهير "فاليريو ماسيمو مانفريدي Valerio Massimo Manfredi" بعنوان "الإسكندر: رمال آمون Alexandros Le Sabbiedi Amon".
في منتصف انغماسي في قراءة الرواية تعجبت من 'خيال' هذا الكاتب وقدرته الرهيبة في تصوير شخصية الإسكندر كاسطورة ثم تبسمت لهفوتي وتذكرت أنه ليس شخصية من خيال كاتب ؛بل هو الإسكندر المقدوني ملك اقحم التاريخ على سطر اسمه وتخليد ذكره 'ومع ذلك سأقول رأيي بالكتاب كرواية ليس كمصدر للتاريخ ،فهذه الكتب لا تخلو من لمسات الكاتب الخاصة 'البهارات رغم عدم اهتمامي بتاريخ الاسكندر ،شدني الكتاب بطريقة لم أتوقعها فقد قرأت الجزء الاول وها هو الثاني وأعزم على قراءة الثالث استطعت-ببراعة قلم الكاتب- أن أرى من خلال الروية الإسكندر و قادته وجنده حوله ،وبسهولة تخيلتهم في ألبستهم العسكرية وفوق جيادهم ، وهم يحاربون برماحهم وسيوفهم حينا ،أو يمازحون بعضهم حينا اخر ،وعلى عكس توقعاتي لم أمل من تصوير القتال في المعركة والمضاربة بالسيوف. أحببت علاقتهم بملكهم وتساءلت هل كان لينجح بالمضي لحلمه بدونهم كما أعجبتني علاقة الإسكندر بمأمون التي تخللها إعجاب ووفاء متبادل بالكلمة والسيف رغم عداوتهما لبعضهما وعدم لقاءهما وجها لوجه أما عن الاسكندر فالحديث يطول ..وباختصار فهو ملك يقاتل كمن ليس لديه شيء ليخسره ،أو كأن حياته رهن السعي في تحقق حلمه .أكثر ما لفتني اهتمامه بمعنويات جيشه ،فيؤدي طقوسا دينية ينكر صحتها وفضلها ليزيد ثقة جيشه الذي يؤمن بها حد جوارحه ، يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ،ويقاتل في الصف الامامي ،ويقاتل وهو جريح ؛حتى لا يهن الجيش وليعلم ان الملك يعلم ويشعر بكل ما يمر به جيشه. كل ذلك فضلا عن حدة ذكاءه وشجاعته وجرأته ووفاءه وبعض من الغموض الذي يحيط بشخصيته الأهم بالنسبة لي أن تاريخ الإسكندر الأسطوري قد أثار إعجابي وفضولي بعد قراءتي للرواية الممتعة
وانهيت الكتاب الثاني من ثلاثية الاسكندر!!، اسلوب فاليريو الكتابي حقا رائع مرات كثير تنسى انك تقرأ رواية تاريخية وليس اسطورة اغريقية، مررنا فيها عبر نهر غرانيكوس و المعركة العنيفة التي جرت فيها لهاليكارنيسوس العنيدة العتيه وحتى وصلنا لصور و بسالة حاميها و عدم استسلامهم و اذعانهم للاسكندر و ختمناها في سيوة، عند وصف الاسكندر وجبروته و تجسيده للأله من قبل بارسين او هيفاسيتون او اي شخصية اخرى، ذكرني بحوار راسكينلكوف مع بيروفري بيتروفيش عن الفرق بين الإنسان العادي و الإنسان المميز (الانسان النيتشاوي) وان الانسان المميز هو شخص مختلف عن العادي تماما من جميع الاصعدة و سيرحب بسفك الدماء و ارتكاب الجرائم للوصول لهدفه و مسعاه وهذا تماما وصف للاسكندر المقدوني العظيم!! شخصية تركبت فيه كل الخصائص العظيمة من نسبه ورجوعه لاخيل و تلمذته على يد ارسطو و فطانته و ثقافته و ووسامته و قوته!