يحتوي هذا الكتاب على مجموعة من القصص التي تجسد حالة الدكتاتورية ومدى تأثيرها على المجتمع الليبي بعد الثورة ، كما تحمل القصص رمزية المقاومة والصمود ، الجوع وحاجة الانسان الطبيعية لنسيان الحرب ، تداعيات التشدد الديني وخرافات الفردوس ، الجنرالات وأوسمتهم التي نثقل الصدور بينما صدور المواطنين خالية حتى من العصافير التي تحلم بالطيران .
أستاذة جامعية قاصة وروائية تكتب المقال لبعض الصحف والمجلات فازت مسرحيتها( المعطف) بالجائزة الثالثة لمهرجان الشارقة للإبداع العربي في دورته السادسة 2002 فازت روايتها ( وبر الأحصنة ) بجائزة مهرجان البجراوية الأول للخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005
قارئ هذه المجموعة سبق وأن اختارته نجوى وهي تكتب هذه القصص برمزية وإحالات محلية خاصة بليبيا. الكتاب لا أعتقد أنه سيكون مفهوماً تمام الفهم أو مستساغاً بكل حمولاته على المستوى الإقليمي أو العربي. كان هناك هدف محدد وضعته الكاتبة نصب عينيها ومضت نحوه. عني أنا لا أستطيع أن أقيِّم الكتاب وفق معياري الشمولي نوعاً ما؛ لأن هناك إحالات كثيرة تخص أهل تلك المنطقة، كما أن السرد خارج ذلك الإطار وتلك الرمزية لا يكاد يقدم لي كقارئ فناً قصصياً أستطيع أن أتذوقه وأستمتع به. القصة الوحيدة التي وجدتني أنسجم معها وأصل مع تدفقها السردي إلى النهاية هي القصة المباشرة الوحيدة في المجموعة " متى نعود إلى بيتنا ".
. 🔍مجموعة قصصية مجنونة، أقل ما يقال بعد كل فقرة مدهش، هائل، رائع..! 🔍هي شرارات سياسية وأثرها السيء على المجتمع. أحدهم في برجه العاجي يعيش، والشعب يتيه..! 🔍تعزف على وجع الإنسانية وعقليتها بتهكم مرير..! . . 🔒عندما يكون الإنسان عبء على الإنسان، يصل إلى أعلى الحضارة على صهوة الجد ويكسر كل شيء في لحظة أنانية تامة ترمي بملايين البشر في وحل الدمار..! ثم تعود قصة غريزة البقاء التي تدمر كل الكائنات مهما بلغت من ثقافة فالحياة أثمن!!! ✉️نحن نصنع حروبنا كما نصنع الحضارة...!
في مجموعتها القصصية الصادرة عن دار أثر فإن نجوى بن شتوان جسدت حالة الديكتاتورية في ليبيا ومدى تأثيرها على المجتمع بعد الثورة، حملت القصص والتي تمثلت في ثمان قصص، رمزية المقاومة والصمود، محاولات اعتناق الديمقراطية والتهلي عن سنوات وسنوات من حالات القمع الممنهجة ضد الشعب الليبي، الجوع ومافعله في النازحين، حاجة الانسان الطبيعية لنسيان هذا الجحيم، تداعيات التشدد الديني الذي ظهر فجأة كحالة دفاعية داخل المجتمع، الجترالات او ما تبقى منهم بأوسمتهم التي أثقلت صدورهم وجعلت منهم آلهةً تسير على قدمين فيما كانت صدور المواطنين خاليةً حتى من العصافير التي تُحلق في سماء الحرية.. في قصة لص الجوارب البيضاء: تسلط الضوء على العائلة الليبية التقليدية، العائلة المحافظة، العائلة التي تفكر في كيف أن يمكن أن تواصل التمدد الطبيعي، فهي لا تمتلك سوى إبن وحيد يتوجب الحفاظ عليه من الانقراض وسط بيت مملوء حتى أنفه بالبنات. الأب سليط اللسان، حاد الطباع، دائم التقطيب، ولأنه رجل ككل الرجال لم يسمح لأي من البنات بالخروج من المنزل لأي سبب، الأم مجرد إنرأة تستند إلى ظل رجل صاغته أعوام من القيادة في الشوارع والبذاءة والخوف من العار، العار الذي تمثله المرأة. ولأن التاريخ يعيد نفسه مع كل شيء الا معهم، تصبح قضية قبضهم على اللص الذي سقط بداخل المنور فجأة حدثهم الأسمى، ونضالهم الفريد من نوعه، وبسبب الحصار المفروض على أهل البيت المملوء حتى أنفه بالبنات، يصبح اللص كائنا فضائياً بالنسبة إليهم، تلك الطريقة في إمساكهم بشيء للمرة الأولى لم تكن الأكثر بدائيةً وطفولة، بل الأكثر نضوجاً واكتمال. حيث أصبحن الشرطي والمحقق والقاضي والجلاد والمراقبين . فمن علمهن ذلك، وكيف تعلمنه فيما يشبه الاتفاق بينهن؟ في قصة كاتالوج حياة خاصة: جنرال الحروب المستترة الذي يسير على نهجه الخاص متسلحاً بأحدث الأسلحة الحربية، الجنرال الذي خاض معارك لمدة لم يعرف أحد نهايتها، والذي حمل على عاتقه مسؤولية اختيار الأسلحة وشرائها كما لو أنه يتسوق في سوبر ماركت، لكن من المؤسف أن الأسلحة عبرت الشوارع في صمت، لم تجد أحداً يستقبلها بالارز والورود، فالشرفات كانت متأرجحة من بقايا البيوت وخالية من النسوة وزغاريدهن. الجنرال صاحب الأسلحة لم يعد يعرف شيئا سوى التحديق في الخرائط، وبدلاً من العودة الى حياته، ظل يحاول أن يخلق أعداؤه كما لو أنه لم تعد لديه أي رغبة سوى الزج بالأسلحة الجديدة في أي حرب قبل أن يأكلها الصدأ. في قصة المخرج غير مسؤول: شريط سينمائي طويل يتحول إلى فيلم بحكاية بدأت من حوار لصناعه، الفيلم رحلة ميدانية لعائلة تريد أن تستمتع بالجو على الشاطىء، ثم تتحول الرحلة قبل أن تبدأ الى ما يشبه المستحيل، بسبب أن الشوارع لم يعد فيها أي موضع لقدمين، فرب العائلة يتحجج بعدم قدرته على المضي قدماً فيما كانت دجاجة الغداء تذوب من الثلج والملل، ولا ينتهي الأمر الا بأخذ دائرة المشهد في الاختفاء على صوت احتكاك عجلات الفولفو ١٤٢ بمفاصلها الحديدية. في قصة متى نعود الى بيتنا: النزوح الى مدرسة ابتدائية، حيث تتحول فرص النجاة الى أنقاض الفصول الدراسية، معركة بقاء في المجهول، أيدولوجيات مختلفة باختلاف الانتماءات والخلفيات الاجتماعية للنازحين، تحدث الفرقة بينهم لإتفه الأسباب كما لو أن الحرب لا يمكنها أن تذوب هذه الطبقية، فهل يمكن حقاً أن تصبح أتفه الأشياء أهمها فجأة؟ وهل يمكن لعائلة تعيش في المستوى الأولي لهرم ماسلو أن تنجو؟ هل يمكن أن لا يطول الشتاء كما طالت الحرب والبغضاء؟ في قصة حماية الخلاطات الوطنية: نظرية المؤامرة وما يحدث في السجون، الحرب والخدعة، الكذب تحت التعذيب، بلد الألف عين، البلد التي بلا سر لا يعرفه أحد، البلد التي يأخذوا فيها منك كرهاً المعلومات التي يمكنك أن تعطيها طوعاً، البلد التي يخرج لك فيها من وراء كل باب، كل نافذة، كل جحر صغير صغير.. جلاد، البلد التي يردد فيها المواطن صرخته الوحيدة: لقد كنت إنساناً يا أولاد الكلب، فلماذا حولتموني إلى وقىد للحرب بينكم؟ في قصة جمهورية شرودنجرد- تذكرة العودة: قرية تسمي نفسها دون أن يطلق عليها أحد اسمها الذي يعرفها به الكل، القرية التي لا تعترف بأي حدود زمانية أو مكانية، كل شيء فيها يتطور بسرعة مذهلة، وكأنها الشمس تصبح في مكان ثم تمسي في آخر. سلطت الكاتبة في هذه القصة الضوء على الغريب المستقدم من الخارج، الأجنبي الخبير الذي تطوى له الأرض بينما ابن البلد لا يجد حتى رصيفاً ممهداً تحت قدميه، انها عقدة الخواجة، نظرية الغريب المقدس في بلاد العالم الثالث، فابن البلد لطالما كان جزءً مفقوداً من النص. لكن الكاتبة لم تتوقف عند هذا الحد، بل فتحت الحدود على بعضها، ومن مطار إلى آخر، تطرقت إلى الوصاية على المرأة في الحدود المقابلة، وكيف أنها قبل الخط وما بعده تتحول من انسان كامل الحقوق الى مجرد شيء مملوك، شيء ما، لكنه يتنفس، فقط يتنفس بلا أي أهداف،أو طموح، أو حرية. انه التباين الشديد في الأيدولوجيات المجتمعية المختلفة بالرغم من أن الذي يفصل بين مجتمع وآخر هو مجرد خط وهمي، مجرد خط على ورقة تمثل العالم.
كنت و لا زلت أطالب أن يتم نقل واقع المجتمع الليبي إلى العالم الذي لا يدري عنا أي شيء و كأننا مخلوقات فضائية تعيش على كوكب أخر
الكتاب عبارة عن قصص قصيرة من المجتمع الليبي و ما يمر به .. بالرغم صغر حجم الكتاب و لكنه لطيف و خفيف الظل ... لم تكن كل القصص ممتعة ... حيث اتسمت بعض منها بالرمزية التي تتطلب بعض الدراية عن تكوينات المجتمع الليبي ... إستوقفتني بعض القصص و انبهرت جدا بها حيت أنها واقعية جدا و يعيشها أفراد المجتمع
أبدعت نجوى في الكتابة عن كل ليبيا و لم تخص منطقة عن أخرى لتثبت بأننا شعب واحد و أرض واحدة بالرغم من كل ما يحدث ... كان هناك إستخدام للكثير من الإقتباسات القرآنية في سياق القصص و هذا لم يرق لي
إن نجوى في هذه القصص لتعيد القوة والهيبة إلى القلم النسوي في العالم العربي. إنها تكتب بطريقة فريدة يعجز عنها الرجال فضلا عن النساء. ربما تكون البداية ثقيلة نوعا ما، ولكن التفاصيل المركونة في زوايا القصص تُنبئ عن كاتبة فذة. لغتها مشرقة دون أية أخطاء، ناصعة جدا كقلب المؤمن.