لما كانت الأسطورة تمثل تاريخاً مقدساً، فإن إعادة الاعتبار للعامل الأسطوري في إعادة كتابة التاريخ، تتزامن مع إعادة الاعتبار للمقدس ولمسألة الهوية الخصوصية. انطلاقاً من هذا فإن هذه الدراسة التي تطال إشكالية العلاقة بين التاريخ والنص المقدس، تهدف إلى إعادة طرح الأسئلة عن كيفية تحول الحديث التاريخي إلى حدث أسطوري وعن كيفية زحزحته لصالح الأسطرة والتقديس. وعندما نشير إلى المصادر التاريخية العربية الإسلامية الأولى، فإننا نهدف إلى الحكم على طبيعة العقل المنتج لهذا النص التاريخي الثقافي.. ونهدف بالتالي إلى التأكيد على أن الأسطورة هي ملكة ثابتة عند الإنسان، وأن الإنسان يتكون من فاعليته الواعية والأخرى غير الواعية. إن العلم الحديث والدراسات الإناسية الحديثة تسعى إلى التاكيد على دور الأسطورة -بالمعنى الأناسي للكلمة- في صنع التاريخ، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية التي يستند إليها الفكر الحديث.
باحث ومفكر سوري (1951 -2007)، وُلد في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة،، واهتم منذ صغره بالمطالعة والثقافة، وتابع تعليمه ليحصل على إجازة في العلوم الاجتماعية، وقد أبدى اهتمامًا خاصًا بالبنية القبلية والعشائرية العربية والكردية في المنطقة، وتركيبتها.
ساعدت ثقافته الاجتماعية ودراسته في صقل أفكاره، ودفعه باتجاه التعمق بالدراسات الإنسانية والاجتماعية، وتفاعل الإنسان مع بيئته وأثر بنيته الفكرية وإرثه الثقافي على سلوكه، ونشر مقالاته الصحافية ودراساته في عدد من الصحف والمجلات العربية.
ألف الربيعو خلال مسيرة حياته القصيرة (55 عامًا)العديدَ من الكتب منها (المحاكمة والإرهاب) و(الإسلام والغرب الحاضر والمستقبل)، و(من الطين إلى الحجر) و(العنف والمقدس والجنس) و(الإسلام وملحمة الخلق والأسطورة) و(أزمة الخطاب التقدمي العربي في منعطف الألف الثالث) و(الحركات الإسلامية في منظور الخطاب العربي المعاصر)، و(الأرض اليباب)، وغيرها.
أصبح الربيعو من أهم الباحثين والنقاد في علم (الأنتروبولوجيا)، على الرغم من أن هذا النوع من الدراسات لم يأخذ حقه في المنطقة، إن كان في الجامعات أو في المراكز البحثية المحدودة العدد أصلًا. قدّم الربيعو، من خلال بعض مقارناته واطلاعه على العلوم الاجتماعية الحديثة، فهمَه الخاص لعلاقة الدين بالإنسان، وسلوكه وأثره وتأثره بمعتقده.