إن البحث والتنقيب في أحوال الرواة بمختلف المدارس قد استمر من عهد الغيبة الصغرى والى زمننا هذا، فذهب كل واحد منهم مذهبا في الجرح والتعديل وأسس كل منهم مدرسة في علم الرجال. فترى أن الاختلافات العريقة في الاعتماد على راوٍ أو عدم الاعتماد عليه، لا تقل عن الاختلافات الموجودة حاليا في المسائل النظرية كالفقه وبعض مسائل العقائد. فهل كان علمائنا على وفاق في آرائهم الرجالية ومبانيهم في الجرح والتعديل.. ولو ضننا وجود توافق فيما بينهم فلماذا وقعنا في تعارض أقوالهم بين الشد والجذب..!! هل توجد ضابطة معينة أو مخصصة أو قاعد يمكن الاعتماد والاستناد عليها في دائرة علم الرجال ليطبق عليها الجرح والتعديل..!! ام ان علمائنا كان لكل واحد منهم أصولا وأسس ومعايير خاصة عليها يطبقون ويوزنون الرواة من حيث القوة والضعف. هل النزاعات الكلامية والمعرفية والفقهية والاجتهاد الشخصي والحدس لها دخل في معرفة الراوي عندهم؟ هل توهم المتأخرون من الرجاليين بان آراء المتقدمين حول الرواة ما هي إلا أخبار وشهادات عن حس واصلة إليهم بالتواتر والاستفاضة ممن عاشرهم وعاصرهم. أو إنهم من أهل الخبرة فتكون حجة في الاعتماد عليهم؟. هل أصبح علماء الرجال المتقدمين هم من لهم الوصايا والقيمومة على المذهب وتراث أهل البيت:، فلا يمكن الأخذ برواية أو الاعتماد عليها إلا بعد أن تسلم من طعن أصحاب الأصول الرجالية.؟! هل علم الرجال بما هو علم يمكن الاعتماد عليه في تنقيح الاخبار؟ وما هو الاثر المترتب عليه فهل حافظ على اخبار اهل البيت: ام قام بتمزيقها؟. وهل هناك مقايسس خاصة واردة عن اهل البيت لمعرفة الحديث ام لا؟. كل هذه الاسئلة وغيرها تجدها في هذا الكتاب ببحث موضوعي ودراسة علمية.