مقططفات من الكتاب : ( فُقّاعة !! ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحياناً يكون الصمتُ ثوباً.. ترتديه متى تشاءُ.. وتخلعه متى تشاء.. أحياناً تكون الحكايةُ مَلَلاً.. يتسربُ في الأوراق.. وتركن في الروح بعيداً!! أحياناً يكون الحلمُ جنوناً.. فكيف ستطارده قصائدي الصامتةُ بعيونٍ مغمضة.. أحياناً يكون الفرحُ جُرْحاً.. نافراً في الجسد .. باقياً كذكرى. أحياناً ـ وعندما توصد أبوابَك ـ تطرقُ عليك الحروفُ الرشيقةُ البابَ.. لحظتَها ستكون عارياً إلا من المخاوف.. سريعاً في الموت.. منكسراً كبابٍ عتيق. ستكون من حولك مجموعةٌ من الوعود.. والكثير من مفاتيحَ لا تفتح.. سيكون بقربك صمتٌ وفير.. سيكون بابك مشرعاً للعابرين.. الذين سيلتهمون دهشتَك.. لحظتَها سيكون القلبُ وحيداً.. مفتوحاً على احتمالٍ كسير!! يا الله.. كيف تكون الروحُ مسكونةً بكلِّ هذا الموت؟! وكيف تكون مسكونةً بكلِّ هذه الحياة. أيةٌ تناقضات تجمعها الروح في ثناياها؟! ستكونُ قليلاً في كلِّ شيء. في الحلم. في الأمنية. وفي الفرح!! وستكون كثيراً في كل شيء: في الجُرْح. في القلق. في الحزن!! ستكون الأصلَ والصورةَ.. وستكون الشيءَ وضدَّه.. كيف تكون الأبوابُ مفتوحةً ومقفلةً في آنٍ واحد؟! كيف نحب ونكره في وقتٍ واحد؟!.. كيف تكون مفتوحاً على كثيرٍ من الاحتمالات البائسة.. وداخلَك تتكور مجموعةُ أحلام. تحاول أن تكون أنت وغيرك.. سيكون وقتك ضيقاً.. وستحترق في مَهَبّ نزواتك.. ستكون شاسعاً في الخيال فقط. سيكون فعلُك فُقّاعةَ وهمٍ.. تحاول أن تشكِّلَ الواقعَ من خلالها.. وأنت ترى أن العالمَ لن يصبح أكثرَ اتساعاً بعد كل قصيدة.. وأن الطريقَ لن تصبح ممهدة بعد كل خاطرة. الجميعُ يتآمر عليك.. العائلةُ تُلبسك ثوبَ المشاغل.. والوظيفةُ تفرش لك فراشَ الرتابة.. والقبيلةُ تتوّجك شيخاً مفتَرضاً. وأنت تبحث عن ذاتِك ولا تجدُها.. تتصفح الوجوه.. وتفقد مع الوقت بريقَ الرضا.. ستكون مغايراً.. ساطعاً بجنونك.. وسط رتابةٍ شاملة.. إنها لعبةُ الزمنِ المقيت.. إنها سطوةُ الوقتِ القاحل.. إنها أيضاً الأحلامُ الكبيرة.. التي تفتحُ في الحُلكة نافذةً من نور.. وتقول لك: إن كلَّ شيء ممكنٌ ومتاح.. وأيضاً مرتعشٌ ومتراخٍ ومميت. ستكونُ كثيراً بهذه الأمنيات.. بعد عمرٍ طويل سيقولون: [ كان هنا.. سَلَكَ في الأرض طريقَه.. لم ينطفئ نورُ حرفِه.. لم يحملْ معه شيئاً.. فقط كان كثيراً على دنيانا هذه!! ] ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( أنا .. فقط ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا أدور كمغزل خلف أمنياتي الباهتة .. كلما فتحت باباً .. برز لي بابٌ آخر.. الدهشةُ التي أطلقتها قي مسارب العمر ذابت في شمس الواقع الساطعة. لهفتي المنفرطة .. لم تسند قامتي .. لا قمر يُضئ بشعاعه طريقي .. لا وطن أستظل بحبه .. فقط .. هذا الخراب الذي يسكب في الروح كأسه المترعة!! آهٍ .. ما أجمل الشعر عندما يتجردُ من ذاتيته المقيتة .. ويذوب في الجموع!! يعلمك الجميع أنك خارجٌ عن منظومة الواقع .. مديرٌ يُهددُ بممارسة روتين جامد .. الموظفون الزملاء يشرخون روحك بقصصٍ بلا طعم .. الأصدقاء يطلقون بغيابهم ذاكرة متهالكة .. ويشعلون دهراً من المقاطعة. زوجتك تقول لك آخر الليل : نم أيها الشاعر التائه .. لماذا تبحث عن ( لا ) والجميع كلهم يقول ( نعم) ستذوب وحيداً .. ويسخرُ الجميع من احتراقك .. نم .. نم لكنني أظل مستيقظاً .. والقصيدة اللعوب .. تُمارس نوعاً من الهروب المقيت .. لكنني أضحك بغباء .. من : وطنٍ يُغادرني في أول مفترق بين الوظيفة والقصيدة .. وظيفةٍ تُسمرني على كرسي الرتابة. أصدقاء يلعنونني في صمت. من ومن ... وتظل هناك وحيداً في كلِّ شيء .. حتى في نزقك .. حتى في نزفك .. تعبر على أمنياتك وتقول في سرك : سيكون الغد لي.. هذا عزاءك الوحيد .. وهذه نبوءتك المرتجفة .. وهذا رهانك الدائم الخسارة!! ................ ................. شتاءٌ بارد .. كيف سأشق طريقي بقدمين باردتين .. وروح كسيرة آه .. يا أمي كيف كنت تهدهدين الروح المنطفئة بيديك المشتعلة.. وتطلقين في الصدر حلماً لا ينطفئ ؟! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الكتاب متوفر للتحميل المجاني على الرابط : http://www.4shared.com/web/preview/pd...