إمكان التاريخ وواقعية السنة: من تشييد الإطار إلى إبطال الإنكار. يتصدى البحث لمشكلة إنكار السنة من زوايا نظر جديدة، أبرزها نظرتان: الأولى نظرة كلية تتعاطى مع ظرف التاريخ كموضوع شرطي للمعرفة التاريخية، والثانية جزئية تتعاطى مع السنة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذه المعرفة. تنظوي المعالجة العلمية المسلوكة في القسم الأول من البحث، والتي تتصل بالنظرة الكلية، على المزج بين العقل والواقع ودلائل القرآن لتشييد الإطار الذي بامتناعه أو بطلانه تفقد المعالجة الجزئية لما يبتنى عليه قيمتها كليًا أو جزئيًا، أما القسمان الثاني والثالث فيباشران جملة من القضايا الجزئية المؤسسة بشكل أو بآخر على قضايا الإطار المذكور. كل ذلك للتدليل على تلاحم القضايا الكلية والجزئية في هذا الموضوع تلاحمًا يقتضي بإذن الله إلى الكشف عن مركزية السنة في دين الإسلام عقلًا وواقعًا وشرعًا.
الحمد لله الذي يسر لنا في هذا اليوم قراءة كتاب عبدالله الشهري المسمى (إمكان التاريخ وواقعية السنة) وقد كنت في شوق شديد لأن أراه مرفوعًا على النت فأقرأه بصيغة البي دي اف فتحققت الأمنية اليوم ولله الأمر من قبل ومن بعد. تعرض المؤلف لإثبات حجية السنة ونقض شبهات الكافرين بها (أفضل استخدام هذا المصطلح عوضًا عن منكري السنة) من خلال تأكيد واقعية التاريخ وإمكان العلم به وتيسر ذلك، وأن دراسة السنة ما هي إلا دراسة مخصوصة للتاريخ، وأنها أعلى من غيرها من المعايير والوسائل لمعرفة الوقائع والأحداث بشهادة المتخصصين في التاريخ من غير المسلمين. ثم ذكر عددًا من الإشكاليات المتوجهة للكافرين بالسنة والتي تنبع من أصل احتجاجاتهم الباطلة، فإن احتجوا باختلاف العلماء في تصحيح الأحاديث وتضعيفها، فجنس هذا الاختلاف موجود في توجيه القراءات القرآنية وإثبات الصحيح من الشاذ منها. وأشكل عليهم أيضًا بأن مذهبهم هذا - إن كان له حظ من النظر والموافقة للشرع - فإنه بدعة لم توجد في القرون الأولى بل لم يعتنقها عالم معتبر خلال القرون الماضية. فإن كانت السنة بدعًا من الأمر كما يزعمون بكذبهم، فبيان هذا يجب أن يكون في القرآن بأوضح نص وأن يتبناه جماعة من المسلمين عبر القرون ويتتابعون على ذلك. مع الأخذ بالاعتبار أن بعض محركات الكافرين بالسنة طارئة على الأمة الإسلامية (كالاستعمار الغربي وهيمنته الثقافية على المسلمين) ومن ثم فكل ما سيفهمونه من النصوص سيكون بدعة تضاد الدين وتنقض إجماع المسلمين. كما أن التواتر المعنوي القاطع الذي يدل على وجود النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدل أيضًا على وجود أحاديث نطق بها ونقلها أصحابه، فلا يسع منكري السنة إلا أن يناقضوه بتواتر معنوي آخر يدل على عدم وجود الأحاديث ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلًا. أشار المؤلف إلى إشكال مهم يلزم الكافرين بالسنة وهو أن إحالة القرآن المسلمين على أهل الكتاب لسؤالهم عن صحة الرسالة يقتضي تصحيح هذه الطريق وإمكانها، وإن جاز الأخذ عن أهل الكتاب المحرف البعيدين عن عصر الرسالة التي ينتسبون إليها، فأهل القبلة العدول الأثبات أولى بذلك منهم. وشرع المؤلف في الكتاب بالاستدلال بأن السنة داخلة في تعليم القرآن، وتعذر حمل تعليم الكتاب على مجرد تعليم التلاوة إذ أن ذلك لا يتضمن التفهيم والبيان. واستدل أيضًا بأن السنة داخلة في مفهوم الحكمة التي أتى النبي صلى الله عليه وسلم بها، وأن الحكمة لا تنحصر في القرآن وحده وحسب، فوصايا لقمان عليه السلام من الحكمة رغم أنها ليست كلام الله عز وجل، فسنة النبي صلى الله عليه وسلم أولى بأن تكون كذلك. كما أن السنة من جملة الذكر الذي حفظه الله في القرآن، ولا يلزم أن ينص عليها ليعلم أن الله حفظها، كما أن الله حفظ لغة العرب بحفظ القرآن ولم ينص على ذلك فيه. الجدير بالذكر أن الذكر وارد في القرآن بمعنى الكتب السابقة كما في قوله تعالى: ((فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) أو الوحي كما في قوله تعالى: ((لقد أضلني عن الذكر)) فدلالته في قوله تعالى: ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) لا تنحصر على القرآن المتلو وحسب بل تشمل السنة أيضًا. الطريف في الأمر هو أن قصارى ما سيفعله الكافر بالسنة هو الاحتجاج بالتاريخ الذي يتملص عنه عوضًا عن الاحتجاج بالقرآن الذي ينتسب إليه زورًا وبهتانًا. انتهى الكتاب بمقالة وجيزة في الرد على هذيان عدنان إبراهيم في كفره بحد الردة وإنكاره للنصوص الصريحة فيه، وهي مناسبة لموضوع الكتاب، فمنهج الإنكار والتكذيب متقارب بين عدنان إبراهيم وغيره من منكري السنة. كنت أتمنى أن يشير المؤلف إلى بعض مقولات منكري السنة وينقل عنهم ليعضد ما قاله أكثر. لا يسعني أن أختتم هذه المراجعة الوجيزة قبل أن أذكر ملاحظة شخصية تأكدت مع مرور الأيام وتوارد القرائن والأدلة وهي أن الكفر بالسنة سبيل للكفر بالدين كله، وحاصل ما انتهى إليه جملة من منكري السنة هو الردة الصريحة من الدين والتكذيب بالقرآن الكريم. بل أذكر أنني قلت لإحداهن مرة أن منهجها يفضي للردة فاستعاذت بالله من ذلك، ثم لم تلبث أن صارت من أهل الكفر -عياذًا بالله-. والله المستعان. ولنختم ببعض الاقتباسات - "ولو صدق منكر السنة مع ربه ونفسه لأراح نفسه من قيود معرفية كثيرة لم يوجبها القرآن عليه، ولا قضت بضرورتها التجربة، ولوجد أن المعرفة التاريخية التي تمس الحاجة إليها في أمر الدين لا يمكن أن تكون مطلوبة شرعًا ومتعذرة واقعًا. إن حكمة الله في شرعه وخلقه تأبى هذا" (إمكان التاريخ وواقعية السنة، عبدالله بن سعيد الشهري، مركز تكوين، ط3 1441هـ-2019م، ص36). - "فالحاصل أن هؤلاء الذين يتهمون أئمة علم الحديث بالكذب والخبط فيما يعرف بـ((الجرح والتعديل)) إنما يمارسون جرحًا وتعديلًا، بل لا يعرفون إلا الجرح ولا يكادون يعرفون للتعديل سبيلًا، فأقاموا سوق جرح خاص بهم، أصله الخرص ((إن هم إلا يخرصون))، وآيته الكلال عن تحري الحقيقة؛ بل إنهم لا يكادون يقيمون للمنهج القرآني في اعتبار الذاكرة التاريخية وزنًا يذكر ((أولم يكون لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل))، وكأن الله قد أبطل كل معرفة، وإن استندت إلى ((أثارة من علم))، حتى تتصف باليقين الذين استأثروا هم بمعرفة حقيقته، وهذا لعمري رأس التعنت المعرفي في طلب الطمأنينة التاريخية، ولهم في هذا سلف ((لن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابًا نقرؤه))، فلا هم اكتفوا بالاستدلال الفطري العادي الصحيح الذي أقره القرآن في أمور الدين وغيرها على حد سواء، ولا هم كفوا عن اشتراط ما لم يشترطه القرآن، ولا هم توقفوا عن تأويل دلائل القرآن لتلائم أغراضهم" (إمكان التاريخ وواقعية السنة، عبدالله بن سعيد الشهري، مركز تكوين، ط3 1441هـ-2019م، ص60-61). - "إن السنة هي القنطرة التي لا يجاوزها إلا من آمن بالقرآن على طريقة الرسول، لا طريقته هو" (إمكان التاريخ وواقعية السنة، عبدالله بن سعيد الشهري، مركز تكوين، ط3 1441هـ-2019م، ص99). - "ماذا سيغني القرآن عن منكري السنة وهم يفرقون بين الله ورسوله، فيحرمون ما حرم الله ولكنهم لا يحرمون ما حرم رسوله ((ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله))؛ فيشاققون الرسول ويتبعون غير سبيل المؤمنين ((ومن يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين)) (ومع ذلك) ((يحسبون أنهم يحسنون صنعًا)) و((لا يعلمون الكتاب إلا أماني))؛ أي: لا يعلمونه إلا ألفاظًا يتلونها بأفواههم، على أحد المعاني المشهورة، و((وإذا قيل لهم تعالوا إلى الله وإلى الرسول)) جاؤوا إلى ما أنزل الله فقط، وأعرضوا عن المجيء إلى الرسول!" (إمكان التاريخ وواقعية السنة، عبدالله بن سعيد الشهري، مركز تكوين، ط3 1441هـ-2019م، ص103). - "ولأن منكر السنة قد تحرف عنده مفهوم التاريخ وفاتته واقعية القرآن في التعامل معه، تراه يمعن في إيراد الافتراضات المثالية الطاعنة في السنة والقرآن معًا، لو أنه اطرد حقًا مع منهجيته إلى نهايتها المنطقية!" "فإذا قيل له: إن الله قد قيض للأمة من يحفظ عليها من السنة ما لا يسع المسلم جهله منها، قال: أين ذكر ذلك في القرآن وأين وحي الله لهم بذلك؟! وهذا إيراد لو تأملناه في ضوء واقعية التاريخ والقرآن معًا، لوجدناه ينتهض قادحًا في أسباب حفظ القرآن أيضًا. فمنكر السنة يعلم قبل مثبتها أن الصحابة والعلماء من بعدهم لم يهبط عليهم وحي خاص بضرورة تدوين القرآن، وجمعه من اللحاف والعسب والجلود، ويعلم أنه لا يوجد من العلماء من هبط عليه الوحي بضرورة تعليم القرآن وتمييز قراءة ابن شنبوذ عن غيرها" (إمكان التاريخ وواقعية السنة، عبدالله بن سعيد الشهري، مركز تكوين، ط3 1441هـ-2019م، ص108-109). -
اسم الكتاب:إمكان التاريخ وواقعية السنة المؤلف:عبدالله بن سعيد الشهري دار النشر:تكوين للدراسات والأبحاث سنة النشر:2018م عدد الصفحات:173ص جرت العادة في أكثر - إن لم نقل كل - الدراسات التي تصدت الإبطال شبهة إنكار السُّنَّة بإبراد الأدلة من القرآن علي جوب أتباع الرسول {صلي الله عليه وسلام} ، وعلي كون دالالة تلك الأدلة صريحة فيما دلت عليه . بالإضافة إلي الاحتجاج بالأحاديث النبوية وآثار الصحابة والتابعين ونقل الإجماع علي حجية السُّنَّة في دين اللّه فضلاً عن ثبوتها . يسعي البحث الحالي إلي تجاوز هذه المعالجة - علي أهميتها - بالرجوع إلي الأساس النظري الذي يمنحها قوة ومشروعية ، الأساس النظري الكلي الذي لا يغفل عنه أغلب منكري السُّنَّة قديمَا وحديثاً ، إنما أغلب المشتغلين بنقدهم أو الرد عليهم . إذا هذا البحث سوف يهم الفريقين . يتصدي البحث ا لمشكلة إنكار السُّنَّة من زوايا نظر الجديدة ، أبرزها نظرتان:الأولي نظرة كلية تتعاطي مع ظرف التاريخية كموضوع شَرطي للمعرفة التاريخية ، والثانية جزئية تتعاطي مع السُّنَّة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذه المعرفة. تنطوي المعالجة العلمية المسلوكة في القسم الأول من البحث ، والتي تتصل بالنظرة الكلية ، علي المزاج بين العقل والواقع ودلائل القرآن لتشييد الإطار الذي بامتناعه أو بطلانه تفقد المعالجة الجزئية لما يبتني عليه قيمتها كلياً أو جزئياً. أما القسمان الثاني والثالث فيُباشران جملةّ من القضايا الجزئية المؤسَّسة بشكل أو بآخر علي قضايا الإطار المذكور. كل ذلك للتدليل علي تلاحم القضايا الكلية والجزئية في هذا الموضوع تلاحمّا يفضي - بإذن الله - إلي الكشف عن مركزية السُّنَّة في دين الإسلام عقلاً وواقعاً وشرعاً .
فكرة الكتاب عبقرية وتنسف أصول شبهات منكري السنة من الجذور، رائع أنصح به، لكن الأمر يحتاج تفصيل أكثر في بعض الجوانب وأمثلة أكثر ونقل عن المنكرين، وعيبه ترتيبه.
يرد الدكتور عبدالله الشهري على منكري السنة في هذا الكتاب مستشهدا بإمكانية نقل التاريخ ومعتمدًا بالدرجة الأولى على آراء الفلاسفة والمفكرين ممن يجد قولهم صدى في نفوس هؤلاء، يعيب الكتاب شيء واحد برأيي هو بعثرة الأفكار وعدم ترابطها، زيادة على هذا بدت لي لغة الكتاب ضع��فة بعض الشيء حتى أني شعرت بأن العمل مترجم للعربية ولم يُكتب بالعربية مباشرة.
#اقتباسات :
"يولد إنكار السنة من الإشكالات أضعاف أضعاف ما يخشاه منكرها من إشكال إثباتها". ولأن منكر السنة يدرك جيدا صعوبة الجواب عن هذه الإشكالات، فإنه يريح نفسه لا بمواجهة الواقع التاريخي كما هو، وإنما بنفي السنة جملة، ومعاملتها كأنها شيء خارج التاريخ، أو لم يكن لها وزن ذو بال في ميزان الإسلام. وتزداد الصعوبة أضعافا حين يطلق القول بأن السنة ما هي إلا الأكاذيب أو آراء الرجال الحادثة. "
"السنة بشهادة من القرآن من الذكر، والذكر محفوظ، إذا السنة محفوظة. كيف هذا؟ قال تعالى: ﴿إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ﴾ [الحجر: ٩] ولم يقل تعالى: (إنا نحن نزلنا القرآن وإنا له لحافظون) أو (إنا نحن نزلنا الكتاب وإنا له لحافظون)، ذلك أن التنزيل قد جاء في الكتاب الحكيم مرة موصوفا بـ االقرآن»، وهو وصف بالمصدر انقلب إلى الاسمية وصار علما على آيات الله فى آخر كتاب منزل؛ لأن معنى القرآن: الشىء المقروء. وقد جاء التفريق بين االقرآن» و«الذكر» في كتاب الله، والثاني أعم من الأول؛ فالقرآن ذكر، وليس كل ذكر منزل من الله قرآنا بالمعنى الخاص المعروف؛ والدليل على هذا هو قوله تعالى: ﴿… فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ﴾ [الأنبياء: ٧]؛ فالذكر هنا وحي منزل على أهل الكتاب وليس القرآن المتعهد بحفظه."
ماذا بعد القراءة؟ يقول المستشرق النصراني (مونتجمري وات) عن نبي الإسلام ﷺ: «إن استعداده للتعرض للاضطهاد بسبب عقيدته، ووجود شخصيات تقيّة آمنت به واتّخذته قائدا ، وعظيم إنجازاته النهائية.. كل ذلك حجة لحقيقة صدقه . إن افتراض أن محمداً كان دجالا يطرح إشكالات أكبر من الأسئلة التي يجيب عنها ) عن براهين النبوة /د .سامي عامري
كتاب مميز ناقش فيه الكاتب واقعية السنة وحجيتها من منظور تاريخي حيث اثبت ان البحث التاريخي ممكن وغير متعذر وقد اقرتها طريقة القرآن في تحصيل العلم بسؤال بني إسرائيل واذا احتج القرآن بطريقة ما في تحصيل علم ديني فإنه يزكي صلاحية ذلك الطريق لان يحصل به الحق سواء في قضية دينية او دنيوية والسنة النبوية تعتبر ظاهرة تاريخية راسخة الحضور في الذاكرة الجمعية للامة . فلم يجوز الاستدلال علي نبوة النبي محمد بسؤال بني اسرائيل مع ما عرف عنهم من تحريف كتبهم ، ولا يجوز مع الاحاديث المسندة المتصله وهي أولي بالثبوت؟
كتاب عظيم حاول فيه المؤلف إثبات حجية السنة المشرفة ونقض شبهات منكري السنة بالأدلة القوية ومن منظور مختلف عن الكتب الأخرى التي عالجت هذا الموضوع. يستحق القراءة لمن يهتم بموضوع حجية السنة.
أين سيفر منكر السنة ثبوتا و حجية من إمكان نقل الأحداث التاريخية و تناقل أخبار من قبلنا، و هل نعيش إلا بتناقل الأخبار و نبني عليها الكثير من المعارف و المعلومات، و أما المحتج بالسنة على عدم ثبوتها أو حجيتها فهذا تناقضه ظاهر و جنونه بين، و لا قيام للإسلام دينا و اعتقادا شخصيا إلا بتصديق نبوة محمد و أنه قال كلاما غير القرآن من الوحي و كلاهما مما هو تشريع فهو كذلك. الكتاب جيد بارك الله في الشيخ على جهده و جزاه خير الجزاء، لو أورد أمثلة أكثر و اعتراضات أكثر لكان خيرا و لن يطول بذاك الكتاب.
هذا الكتاب يعطيك ترسيخاً للإيمان بالسنة من زوايا بليغة قلما يتم الحديث عنها.. تعميق الإيمان بصحة السنة وحجيتها بأدلة تاريخية عقلية منطقية اشكل مزيجا من البيان الذي يبعث على مزيد من الاطمئنان والارتياح والاسترشاد، مع حضور طمأنينة القوة للحق في مواجهة شبهات المضلين.. عبدالله الشهري؛ رجل أتمنى أن أقرأ كل نتاجه..
كعادة الدكتور الشهري في كتبه، لغة عالية، طرح مركز، وأفكار دسمة. أظن أن الشيخ هنا نجح في ترسيخ حجية السنة خاصة من خلال الانطلاق من إمكانية التاريخ وهو منطلق عقلي بحت. الجميل في هذا البحث خلوه من الحشو وسلاسة الأفكار المطروحة فيه والنتائج الحاسمة التي خرج بها. والكرزة على الكعكة كانت ملحق مناقشته لعدنان إبراهيم. فرج الله كربة الدكتور عاجلا غير آجل
الكتاب رائع في ردوده على منكري السنة وطريقة تحليله وتسلسله في إثبات واقعية السنة ثم حجيتها وأسلوب التداخل بين الأدلة الفلسفية المعاصرة والأدلة الشرعية موفق جدا وجاء بشكل سلس. يحتاج فقط الكتاب إلى المزيد من الترتيب والتنسيق والتقسيم حتى تتضح بعض المسائل بشكل أكبر وحتى تزداد الاستفادة من كثير من الأدلة المطروحة .
الكتاب مهم حتى لثبات الشخص العادي وحمايته من بعض الأفكار التي قد تهاجم الإنسان أحيانا تصدي للشبهة خطوة بخطوة .. هتيجي يمين الرد موجود هتيجي شمال الرد موجود برضو أول كتاب أقرأه في مجال صد الشبهات وحسيت بتنظيم الأفكار وتنظيم الشبهة نفسها وتفنيد نقطة نقطة
1. الكتاب تناوله للموضوع مختلف -أخيرًا- عن باقي كتب "الدفاع عن السنة" وإن كان هكذا في الفصل الأول فقط وبعض التعريجات في الفصل الثاني، لكنه طبعًا يستعمل الأسلوب التقليدي في الرد.. هو مفيد في الرد على منكري التاريخ أو المغالين من منكري "السنة" -مصطلح السنة ده محتاج تحرير كتير بس مش موضوعنا-
2. الكاتب يقر بأن المعرفة التاريخية ممكنة بشهادة القرآن (ائتوني بكتابٍ من قبل هذا) (فاسئلوا أهل الذكر - اليهود) وبما أن القرآن يقر بأن المعرفة ممكنة من جهة بني إسرائيل المحرفين الكذابين إلخ فهو يقر بإمكانية نقل المعارف عن طريق البشر وبالتالي فواقعية السنة أولى. طيب، ماشي. بس نكمل الخط لآخره بقى.. يعني لما تيجي تدعي إن القمر انشق سعادتك، وأقول لك إن مفيش دليل تاريخي ولا علمي ولا خبري حتى للحادثة دي مع إنها المفروض "معجزة" يثبت بها صدق النبي والناس في المعجزات سواء، متجيش تقول لي أصل الناس كانوا نايمين ومحدش شافه. لما حضرتك تجيب لي حديث بيقول البشر كانوا عمالقة زمان وآجي أقول لك آهي الآثار وأهو التاريخ ولا فيه عمالقة ولا 60 ذراع، متجيش تقول لي أصل احنا هنكتشف ده بعدين. لما حضرتك تؤول آية وتقول لي كل الأمم جاء لها أنبياء، وأكتشف إن ظاهرة النبوة خاصة جدًا بمنطقة الشرق الأوسط وأن ديانات الشرق والغرب والشمال لا تعرف مثل هذه الظاهرة أصلًا، متجيش تقول لي "كان فيه أنبياء لكن منعرفش عنهم حاجة أو الناس مذكرتهمش".
3. يسوق الكاتب استشهادات من كتاب وفلاسفة غربيين عن إمكانية معرفة التاريخ وللأمانة فأنا لا علم لي بتلك الكتابات حاليًا، لكن الأمر يحتاج للرجوع لما كتبوه ومعرفة كيف تعاملوا مع التاريخ أخذًا في الاعتبار أنهم على الأرجح يتعاملون مع التاريخ من منطلق بشري صرف فأكيد لن يقبلوا مثلًا بصك "خير القرون" الذي رفع القلم عن عشرات الآلاف من البشر لثلاث قرون بحجة "العدالة والتزكية" أخذًا في الاعتبار أن الكاتب ذكر عن بعضهم أنك يمكنك أن تشكك في الأحداث التي دارت وقت الإسكندر لكن لا يمكنك أن تشكك في وجود الإسكندر.. ما هي دي المشكلة سعادتك.. القرآنيين مش بينكروا السنة أو وجود النبي وحتى المعتزلة وقت الشافعي لم ينكروا "السنة" ولم ينكروا وجود النبي بل استعملوا التناقض الفج في الأحاديث لبيان أن نقلها -والذي كان بصورة شفوية لمدة تزيد عن القرن- لا يمكن أن يحتج به إلا إذا دخلنا في متاهة التخريج والتأويل.
4. الكاتب بيقر إن فيه أحاديث لم تصلنا وأن زي ما القرآن فيه آيات نسخت ورفعت فيه سنة نسخت ورفعت ولم تصلنا، وينقل عن ابن الجوزي أن ما ليس من أمر الشريعة يجوز ألا يروى، وأن الرسول "قام فيهم مقامًا فأخبرنا بما هو كائن إلى يوم الساعة" فهل نقل لنا الصحابة جميع أحوال المخلوقات عن آخرها؟ كلا ولا ضير.
سؤال: السنة وحي غير متلو.. لكنها وحي زيها زي القرآن. هل ينفع بقى يجي شخص ويقول أصل كان فيه آيات بتتكلم عن أحوال المخلوقات لكن الصحابة لم ينقلوها عشان مكانش ليها فايدة للأمة؟ لو الرسول لا ينطق عن الهوى وكل ما نطق به وحي يوحى كيف يكون الوحي الإلهي (الهدى والحكمة) لا ضير في أن يضيع؟ لو كان هذا الوحي بلا فائدة أو غير ملزم للأمة فلماذا قاله النبي أصلًا؟ نفس الإشكالات في النسخ في القرآن (أخذًا ف الاعتبار أن آية ما ننسخ من آية أو ننسها نزلت في اليهود ومن الآراء من يقول أنها عن المعجزات أو الشرائع بس ما علينا). ده بغض النظر عن إن الصحابة نقلوا لنا سنة ناسخة ونقلوا لنا السنة المنسوخة دونما ذكر أيهما ناسخ وأيهما منسوخ.. هل جاز أن يكون هذا الحال مع القرآن؟
5. ودي نقطة مرتبطة بالنقطة السابقة: الكاتب يردد كثيرًا أن الأمة اجتمعت على الأحاديث ومحدش خالف في كده حتى المبتدعة إلخ إلخ. السؤال الذي لم يجب عليه سوى بترديد الحجج المعتادة: لماذا لم تكتب الأحاديث في عهد الصحابة؟ الكاتب ذكر قصة الشيخ مع ابن أبي دؤاد في مناظرته الشهيرة، لكن أنا ممكن ببساطة أقلب نفس الحجة وأسأل: هل حفظ الله الدين بالمحدثين فعلًا وهل كانت مهمة المحدثين في جمع الأحاديث ضرورية للحفاظ على الدين؟ إذا كانت الإجابة نعم: فهذا إدعاء أن الرسول والخلفاء والصحابة فرطوا فيما كان يجب القيام به للحافظ على الدين بجمع هذه الروايات الصحيحة وبيانها للناس دون شبهة ودون تضعيف وتوثيق إلخ كما فعلوا بالقرآن ورسمه، وأنهم تركوا الأمة تعاني في سبيل التعرف على الوحي المنزل حتى جاء المحدثون رضي الله عنهم وجمعوها في المسانيد. وإن كانت الإجابة لا: فلا حاجة للدين بكل تلك الروايات التي اختلف المحدثون نفسهم في صحتها ولم يمت الرسول إلا وقد أكمل البلاغ.
كيف يكون الرسول أكمل البلاغ وهو ترك جزء من الوحي (أوتي الكتاب ومثله معه كما يدعون) للناس يرويه فلان بالمعنى ويرويه فلان عندما يتذكر ويروي فلان ما يرى أنه مفيد للأمة، كيف يكون قد أكمل البلاغ وكيف تكون هذه "السنة" وحيًا لا يكتمل الدين إلا بها وأنتم تقرون أن من الأئمة الكبار المجتهدين من لم يبلغه الدليل والحديث..هل يكون الدين قد وصل له ناقصًا وهل يترك الوحي للآحاد والأفراد يروونه بمزاجهم؟ ولا هنكنس تحت السجاد ونقول" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"؟
هذه مجرد تعليقات (من داخل المنظومة) كما يقال، وإلا فالكلام يطول وغالبًا لن يكون له فائدة ولا طائل منه. الكتاب مفيد لمن يريد تناولًا جديدًا نسبيًا مع قضية ثبوت الأحاديث والروايات والتاريخ أما للإجابة عن إشكاليات أو انتقادات فهو لا يقدم جديدًا ويتغاضى (أو يغفل) عن التأثير النفسي والاجتماعي والبيئي في الأفراد وهو مناط الجدل كله في هذه القضية من وجهة نظري.
منذ أن صدر هذا الكتاب ونفسي تتوق لقراءته، إذ التمست في عنوانه شيئا من الإشكالات التي لم أقرأ من قبل كتابا -يناقش منكري السنة، تطرّق لها. وقد صدق حدسي إذ وجدت فيه ما أملت. يبدأ الدكتور بادئ ذي بدء في تشييد الإطار الذي ستُبنى عليه حجية السنة، ألا وهو إمكان المعرفة التاريخية ; إذ ليست السنة إلا دراسة مخصوصة للتاريخ، فإذا ظهرت إمكانيتها (المعرفة التاريخية) ظهرت حجية السنة من طريق أولى. وذلك لما عرف به علم الحديث من معايير عالية في الحكم على الأسانيد والمتون. يسوق الدكتور لبيان هذا الأدلة الكثيرة من كلام المتخصصين في علم التاريخ فيذكر أن أحدا لم يقل باستحالتها ثم يورد الشروط الثلاثة التي اعتمدوها للتوصّل إليها: الشرط الأول: أن يكون المعطى المعرفي مما يصلح أن يكون موضوعا للبحث التاريخي. الشرط الثاني: أن يكون الباحث الشخص المناسب الذي يتمتع بعقل يحسن التعامل مع المعطى المعرفي التاريخي. الشرط الثالث: أن يكون المعطى التاريخي قد ترك أثرا يصلح بموجبه أن يكون موضوع تصور وحكم من قبل الباحث. كما يذكر لنا الدكتور أن المنهج القرآني يقرّ بإمكانية المعرفة التاريخية بل ويدعونا إلى طلبها عندما يخاطبنا الله عز وجل بقوله: ''واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". إذ في الآية إشارة لوجود أثارة من علم لدى أهل الكتاب -وإن علمنا تحريف كتبهم، يحثنا الله عز وجل على طلبها. إذ لو لم تكن المعرفة التاريخية ممكنة لم يكن الله سبحانه ليكلفنا بطلبها، لأن ذلك سيكون تكليفا بما لا يُطاق وهو مما ينزّه عنه سبحانه وتعالى.
ينطلق بعدها الدكتور لبيان أهم الإشكالات التي تواجه منكري السّنة والتي لا يحرون عنها جوابا وكذا ما يقود ادعاءهم هذا إليه من إلزامات وتزييفات، وذلك بهدف إبطال إنكارهم للسنة النبوية. منها أنهم ينكرون المعرفة التاريخية ثم ينطلقون في جرد الشبهات التي استقوها من التاريخ لبيان بطلان السنة، وهذا تناقض منهجي صارخ. وأنهم يدّعون اعتدادهم بالقرآن وحده ثم لا يجدون فيه آية واحدة صريحة واضحة تدلّ على هذا ''الأصل العظيم" الذي جاؤوا به، بل على العكس ليس في القرآن الكريم إلا ما يعارضهم من بيان لخيرية هذه الأمّة وحثّ على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. وغير هذا الكثير من الإشكالات. ثم يختم الدكتور بدروس مستقاة من الجدل الواقع حول واقعية التاريخ وثبوت السنة منها انسجام القرآن الكريم مع مقتضيات المعرفة البشرية دون إغراق في المثالية التي تفرضها عقول البعض أو أهواؤهم، فالطريق الموصل لإثبات السنة هو الطريق الذي ارتضاه القرآن الكريم وزكّاه، فيما أعرض عنه المنكرون. كما أن مقالة بهذا الوزن تدعي ضلال الأمة على مدى أربعة عشر قرنا لاتباعها السنة النبوية، دون أن يكون لها حضور قوي متجانس عبر التاريخ، إذ لا وجود لجماعة ثبتت على هذا الموقف وذادت عنه، يدل بشكل أو بآخر على بطلان هذه الدعوى.
كتاب جميل ماتع قيم، لا يُكتفى أبدا بقراءته مرّة واحدة.
يسعى هذا البحث إلى معالجة شبهة إنكار السنة ولكن هذه المعالجة مختلفة نوعاً ما عما أُلف في هذا الموضوع المهم. فهو يسعى إلى تأسيس نظري كلي يغيب عن أغلب منكري السنة مما يعطي الباحث الشرعي قوة وتمكن وتصور شمولي لهذه المعالجة. فهو يتصدى لها من زوايا جديدة. أولها: هو إبراز الظرف التاريخي كموضوع للمعرفة التاريخية. ثانيها: إظهار السنة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذه المعرفة التاريخية، حيث أن واقعية السنة هي واقعية خاصة مشتقة من واقعية أكبر وهي واقعية التاريخ. يبدأ المؤلف بجانب من جوانب البحث التاريخي وهو جانب واقعية التاريخ من حيث الواقع ومن حيث النقل القرآني وبيان احتجاج القرآن بإمكان التاريخ وواقعيته ثم بإعتباره طريق موصل للمعرفة وبالتالي يبدأ المؤلف من تشييد الإطار للسنة بإعتبارها جزء من التاريخ وهذا الجزء من الكتاب يهتم بفلسفة التاريخ مع البيان القرآني للمعرفة التاريخية. بعد هذه المقدمات التقعيدية والقواعد التأصيلية التي تشكل الأساس المعرفي لأي ممارسة بحثية تنشد المعرفة التاريخية ينتقل المؤلف إلى إيراد الإشكالات ومعالجتها مع بيان أن إنكار السنة يولد من الإشكالات أضعاف أضعاف ما يخشاه منكرها من إشكال إثباتها. مع بيان بعض دلالات الألفاظ القرآنية المتعلقة بالموضوع والتي تلزم من يكتفي بالقرآن كمصدر شرعي وحيد للمعرفة، حيث يقدم خلاصات دلالية من الآيات القرآنية مع الربط بينها وإستخراج معاني كلية في غاية الإتقان وبعيدا عن التفسيرات التقليدية، حيث يسير بعملية الإستدلال بطريقة متسلسلة في غاية الدقة والموضوعية مما يقوي الملكة البرهانية والحجة الإستدلالية. وفي نهاية المعالجة يقدم لنا دروس من الجدل حول واقعية التاريخ وثبوت السنة وهذه الدروس هي خلاصة البحث وبيان وتوضيح لما تم إستخلاصه وإبراز عوار التجويزات العقلية الجوفاء عند منكري السنة في مقابل الإمتلاء البُرهاني والتمكن الخطابي لدي الباحثين الشرعيين. وفي آخر الكتاب هناك ملحق في الرد على عدنان إبراهيم ورأيه في قتل المرتد عن دين الإسلام لكي يتبصر المسلم مواقع الغلط في هذه المسألة التي كثر الجدل حولها.
بسم الله .. ")) أظن لولا أنني مررت بتجربتي مع صناعة المحاور و برنامج تسهيل السنة لكان هذا الكتاب أعظم ما قرأت في ذلك الباب . الكتاب بشكل عام رد على منكري ثبوت السنة أو حجيتها، وقد قسمه الباحث إلى ثلاثة أقسام: قسم سماه "تشييد الإطار" وفيه محاولة جادة لإثبات السنة عبر مدخل إمكان المعرفة التاريخية ونثر فيه بعض القواعد الكلية نحو تقريره أن القرآن إذا دل على حق أو احتج بطريقٍ ما في تحصيل علم ديني= فسنجد له من تجارب البشر المعرفية ما يشهد بصدقه . وكمثال على التقنيات المستخدمة لإثبات هذا الإمكان وواقعيته أتى بثلاث نصوص -وصفها بالمركزية- لـِ"كولينجوود" وَ "بلوخ" وَ "جون ديون" واستخلص منها ثلاث قضايا : 1- إمكان المعرفة التاريخية وواقعيتها . 2- المعرفة التاريخية الصحيحة ليست متعذرة . 3- مراعاة حال الشاهد النفسية ودرجة تيقظه ومطابقة هذي الفكرة لما سطره علماء الحديث في مباحث صفات الراوي وحدود الضبط وأحوال التحمل والأداء . ثم دخل في القسم الثاني "إبطال الإنكار" وقد قسمه إلى مبحثين : "إشكالات" وَ "إلزامات وتزييفات" وقد رد د.الشهري فيهما على بعض إيرادات منكري السنة من نواحٍ لغوية وتاريخية وفكرية وفيه سجال حجاجي حسن لكثير من الاعتراضات . ثم أتى بالقسم الثالث و أظنه الأهم : وفيه قرر قاعدة تأسيسية قام عليها معمار الكتاب ؛ وهي أن الإشكال الرئيس عند المنكرين ليس قلة البراهين ؛ بل هو في ضعف فهم ظاهرة التاريخ من حيث هي حقيقة ظرفية تعاطى معها القرآن بواقعية تامة ، وأن الفهم المثالي للتاريخ لا يلتئم مع الأصول القرآنية في التفكير وفهم الأشياء . وفيه عودٌ لما بدأه في القسم الأول بتفريعات وزوايا أخرى ... ثم ختمه بملحق في الرد على الدكتور عدنان إبراهيم في قضية قتل المرتد، أشبه بالتطبيق العملي لما قرره في مباحث الكتاب نظريًا ..
This entire review has been hidden because of spoilers.
كثير من الأحيان نحتاج لكسر روتيننا اليومي في القراءة، الرياضة أو العمل.
تعود فائدة ذلك في تأكيد معنى الحرية لأنفسنا قي المقام الأول، فالروتين قيد نضعه على أنفسنا ليساعدنا على الإنجاز، ولكن استخدام الروتين دون تغيير قد يأتي بنتائج عكسية على المستوى الطويل، لهذا لابد من كسره ولهذا كانت قصة هذا الكتاب.
الجمعة الماضية قررت أن أكسر قيد الروتين بقراءة كتاب كامل في يوم واحد، وكنت أجلت هذا الكتاب لفترة طويلة وقد حان وقته.
نقاط:
° لم تكن سهلة قراءة ١٧٣ صفحة بيوم واحد واحتجت للاحتيال على نفسي والترويج عنها بين كل ٣٠ صفحة تقريباً.
°ساعد على قراءتي معرفتي الجزئية بمواضيع الكتاب ومع هذا أفلتت مني بعض التفاصيل لضغط ا��قراءة بيوم.
= لهذا القراءة المضغوطة والجزء والاستمرار عليها ليس شيئاً جيداً، بل يكون لكسر الروتين أو القفز على قدرات النفس.
°قد تتحول هذه التجربة لروتين أسبوعي يكسر ويتحدي الروتين اليومي، وأسأل ربي ان يمكنني من ذلك.
* عن الكتاب : الكتاب عالي المقام، سلس العبرة، قوي الحجة، متين البنيان، يصلح لكل من أراد أن ينظر لأهمية السنة وكتابتها كلحظة تاريخية محورية في تاريخ أمتنا.
وقد أقام أستاذنا عبد الله الشهري بنيانه على قواعد قرآنية متينة، عضدها بأطروحات كتاب مرموقين في مجال التاريخ وفلسفته، ثم كتب باقي الكتاب على طراز عالٍ من المحاججة يصلح للتدارس والتعلم منه.
وخلاصة هذا الكتاب وبركته تكمن في كونه نصرة لسنة نبينا وتثبيتاً لأهمية وجمال كلماته.
والمأخذ الوحيد على الكتاب بعض التكرار الذي كان من الممكن تجنبه.
الخلاصة النهائية : نعم بإمكانك مع نية واضحة وبعض التحايل أن تتجاوز نفسك وروتين حياتك القاهر.
في هذا الكتاب يقوم المؤلف بالتصدّي لمشكلة انكار السنة من زاويتين الأولى : نظرة كلية تتعاطى مع ظرف التاريخ كموضوع شَرطي للمعرفة التاريخية الثانية: نظرة جزئية تتعاطى مع السنة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذه المعرفة فبدأ المؤلف بالقسم الأول من الكتاب والمعنون بتشييد الإطار بامكان السنة وواقعيتها بواقعية التاريخ حيث استعرض امكان التاريخ وواقعيته في القرآن وفي تجارب اليشر المعرفية، كما استعرض اتفاق أئمة النقد الحديثي والمؤرخين في بعض الامور مثل أن النعرفة التاريخية الصحيحية ليست متعذرة وضرورة مراعاة الحالة النفسية للشاهد ودرجة تيقظه والاتفاق على امكان التاريخ وواقعيته ووجود معاييريتم على أساسها اختيار ما يتم اختياره ورد ما يتم رده عند المعطى التاريخي أما القيم الثاني من الكتاب والمعنون بابطال الإنكار فلقد تناول فيه المؤلف بعض الاشكالات حيث أن انكار السنة يولد من الاشكالاتأضعاف ما يخشاه منكرها من اثباتها حيث قام المؤلف بتناول و دراسة بعض تلك الاشكالات و توضيحها ونقدها في صورة عرض الالشكال والجواب عليه ونقده مفصلًا وبيان عوراته و تهافته وأما القسم الثالث في الكتاب فيقوم فيه المؤلف باستعراض دروس من الجدل حول واقعية التاريخ وثبوت السنة كردود الامام الشافعي رحمه الله في مناظراته مع المائلين عن الاحتجاج بالأحاديث وفي نهاية الكتاب أورد المؤلد ملحق تناول فيه الرد على عدنان إبراهيم في آرائه حول قتل المرتد ونقده
الكتاب رغم حجمة المتوسط إلى أنه يحتاج إلى قراءة متأنيه نظرا لطبيعة الموضوع وأسلوب الكتاب حيث أنه كتاب نقدي في المقام الأول ولا يصلح لمن لم يقرأ شيئا من قبل عن هذا الموضوع
تناول الكاتب واقعية التاريخ من حيث هو ظاهرة ظرفية ليثبت واقعية السُنةً؛ لأنها ظاهرة ظرفية مخصوصة فالكتاب يناقش : "1. النظرة الكلية التي تتعاطى مع ظرف التاريخ كموضوع شرطي للمعرفة التاريخية. ٢. النظرة الجزئية التي تتعاطى مع السنة كظاهرة مخصوصة وضرورية من هذه المعرفة." تقييد الإيطار: بالإحتكام إلى القرآن فأظهر أنه "يؤسس لواقعية التاريخ ويتخذه سببًا قدريًّا لإقامة مطلوب شرعي" ثم بالاستناد على تقريرات العلماء أثبت موافقة واقعية السنة ومنهج علماءه لطريقة القرآن وأن جهودهم "أصدق نموذج بلغته البشرية في الترجمة عن مضامين طريقة القرآن، وأكمل مثال يترجم عما قرره المؤرخون وفلاسفة التاريخ للتمكين من المعرفة التاريخية الصحيحة" إبطال الإنكار: أظهر كم أن إنكار السنة يولّد من الإشكالات أضعاف ما يخشى المنكر من أمر ثبوتها، وأن من أسباب إنكار السنة الفهم المشوه والناقص للتاريخ
مِن الكُتب ما يبهر عقلَك، فلا يتركك حتى تكملَه، وهذا منها!
إمكانُ التاريخ وواقعيةُ السُّنّة؛ كتاب للأستاذ: عبد الله بن سعيد الشهري، موضوعُه إثباتُ حُجِّيَّةِ السُّنّة والردُّ على مُنكريها المُنتسبين للمِلّة -القرآنيين- فأظهرَ الكتابُ عبقريةَ صاحبِه.
قدّم المؤلّفُ ومهّد بإمكان المعرفَةِ في التاريخ، وجعل السّنةَ حالةً خاصّةً مِن التاريخ، فما جاز على الكُليِّ جاز على جزئه، ثمّ بيّن أنّ القرآن يقرُّ إمكانَ المعرفة في التاريخ وجعل الآيةَ {ٱئۡتُونِی بِكِتَـٰبࣲ مِّن قَبۡلِ هَـٰذَاۤ أَوۡ أَثَـٰرَةࣲ مِّنۡ عِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ} مركزيةً في فكرتِه، ثمّ انتقل إلى طرح إشكالاتِ إنكارِ السّنة ومآلاته التي تستلزم إنكارَ القرآنِ، فألزمهم بها.
التاريخ واقع والمعرفة به ممكنة هذه هي أطروحة الكتاب المركزية، ويجادل الكاتب بأن هذا المعنى-أي إمكان التاريخ- معنى قرآني إذ أحال القران في غير آية إلى آثار الماضين وإلى سؤال أهل العلم بالكتب السابقة لعصورهم ويذكر الأدلة على هذا من القران، ويقول بعد ذلك أن هذا المعنى الفطري الواقعي والمتسق مع روح القران هو الدليل على بطلان قول من أنكر السنة إذ السنة من جهة الأصل ليست بأقل من مجموع أعيان أحداث من التاريخ الممكن جنسه والواقع كما تقدّم، وبهذا يلزم الكاتبُ منكر السنة بلوازم خطيرة لقوله لا يلتزمها وليس بأخفها مخالفة روح القران نفسه وهو يدّعي الاحتكام إليه
جميل جدا...ويفيد القائمين في هذا الثغر، خاصة أنه تطرق لمواضيع غير مذكورة في كتب الردود على منكري السنة. منها إمكانية إثبات المعرفة التاريخية بمجرد العقل والاستنباط-والتي هي فكرة الكتاب الرئيسية- التي من خلالها أثبت سنة النبي ونقل من اساطين فلسفة التاريخ هذه الفكرة وتعضيضها بأيات من القرآن، ثم أورد عدة إلزامات وإشكالات عديدة على المنكرين، يعيب الكتاب الوحيد هو في اختصاره الشديد فقط
قبل أن أصل إلى منتصف الكتاب قرأت خبر اعتقال الشيخ فك الله أسره ،و قد كنت مترددة في إكماله لضيق الوقت .لكن بعد هذا الخبر عزمت على إتمام القراءة فوفقني الله لذلك بفضله وكرمه. الكتاب جميل ومكتوب بطريقة تنبئ على ذكاء صاحبه. واجهتني بعض الصعوبة في البداية ،لكنه بعد ذلك كان سلسا. أسأل الله أن يمن على الدكتور بالحرية و سائر المعتقلين ظلما ،اللهم آمين وأسأله سبحانه أن يجازيه عنا كل خير.
لو استطعت لحفظت مافي الكتاب هذا صفحة بصفحة وحرفاً بحرف، من أنفع الكتب في هذا الباب-أي باب إنكار السنة والرد على المخالفين- ولا تخلو صفحة من فائدة. أعجبتني كثيراً الإلزامات والاشكالات والردود التي أوردها الكاتب، والأعجب معالجته للموضوع من ناحية التاريخ وإمكانيته والاحتجاج به على منكري السنة فقد أجاد وأفاد، جزاه الله خير الجزاء ووفقه، ونفعه ونفعنا بعلمه.