كان الشعر والعلم فى وقت ما جزءان من التراث السحرى الدينى نفسه ، وتبلور العلم بعيداً عن التكوين العنيد للتنجيم والخيمياء إلى حد بعيد، على تحديد ما هو سحر وما هو علم ، فقد انتقل زعم السحر بالسيطره على العالم المادى إلى العلم ، وتولى الدين تطهير الزعم بالسيطرة على الشياطين والأرواح أ, توجه هذا الزعم بجبن نحو الحياة السرية . وظل السحر متضمناً فى قوة الكلمات والموسيقى والصور والرموز وقوة الشخصية مشكلاً جوهر الفن حتى الوقت الحاضر. إن القوة الإبداعية وقوة الخيال التى اتسم بها التراث القديم لا تزال قوية حتى الآن ، لكنها تظهر حالياً بشكل أكثر تماسكاً فى الفن والعلم ، ولا تزال هذه القوة تدعم رغبتنا فى الفهم ، ويتعين علينا أن نقدر الإسهامات المتكامله التى يقدمها الفن والعلم ، وأن تهتم بشدة بأفضل ما على الفن والعلم أن يقول .
حتى للعلم حدود، وذلك الكثير من الأشياء لا زالت دون اجابة، والكثير من الأشياء التي لم تكتشف بعد، وقد يستطيع العلم الإجابة عن جميع أسئلتنا التي تبدأ بكيف؟ لكنه عاجز عن تلك التي تبدأ بلماذا؟ فعندما شرح لنا "نظرية الأنفجار العظيم" لازالت الكثير من الأسئلة التي لم يستطع الإجابة عنها بشكل قاطع. لماذا حدث هذا الأنفجار، ما كان قبلة، لماذا، ولماذا، وتبدوا أن هذه الأسئلة تدور في حلقة مستمرة، أي كلما كان هنالك جواب كان هنالك سؤال آخر. أعلم جيدًا أن العلم تكلم وأجاب عن هذه الأسئلة في الكثير من الكتب، لكن لا تزال هي مجرد تفسيرات لأنه لم يستطع أثباتها أثبات تامًا.
يتناول الكتاب كذلك هروب العلم من مرحلة السحر، لكن هذا لا يعني أن العلم قد تخلص بشكل نهائي من السحر، فلا زال لليوم بعض الشعوب والأفراد تستخدم السحر والطلاسم، وهنالك أمثلة كثيرة على هذه الشعوب. وكذلك أن السحر كان أحد أسباب أنبثاق العلم، فعندما نشاهد عمل سحر ما، كان هنالك سؤال "كيف يحدث ذلك" مما دعى الفضولين للبحث والاستكشاف.
ده كتاب رائع للغاية، بيحكي عن تعلم الرياضيات كنشاط صوفي، عن العلاقة بين الرياضيات والموسيقي، ما فعلته الرياضيات بالعلم، يكسر هالة القداسة عن العلم ويعطي السحر مزيد من الاحترام