إنها اليد اليمنى ولا نملك العودة إلى الوراء لنحذر أو ندرك النتائج، اليد التي تصنع بها أمي كل شيء... كيف ستحمل أخي؟ كيف ستطعمه؟ كيف ستخيط؟ كيف ستطبخ؟ ومن يعينها في غيابنا؟ وضفيرتيّ من لهما بعدك يا أمي؟ من يسرح شعري المجعد؟ من يتحمل صعوبته وثقله؟ لا يكسر عناده سوى حنان كفيّك! "ضفائر فاطمة" قصة واقعية جرت أحداثها في مارس من عام 1974.
لدي مشاعر متضاربة بخصوص الكتاب. الكتابة كانت افضل واجمل مما توقعت. ايضاً الفكرة مثيرة للاهتمام مع اني مازلت لست متأكدة من العبرة وراء هذا الكتاب او الهدف منه. القصه تتبع فاطمه خلال أسبوعين بعد اصابة يد امها اليمنى بالحروق. تضطر فاطمة عندها ان تزور بيوت الجيران في كل صباح حتى يصنعوا لها ضفيرتين لأن شعرها مجعد وكثيف ويصعب التعامل معه. ما اثار استيائي خلال قراءة هذا الكتاب هو شخصية فاطمة القلقة جداً. اجزم انها تعاني من اضطراب القلق العام واستطيع ايضاً ان اتوقع ان ابويها هما السبب وراء ذلك. شخصية الأم هي اكثر شيء ازعجني. ليس هنالك وجود حقيقي للأم. فقط شبح أُم ليس له آراء او افكار او اي جوانب، ومع هذا نستمر بقراءة الثناء الذي تُغرقه فاطمه على امها والذي لم ارى اي مبرر له. لِمَ هي أم جيّده ورائعة؟ هل لأنها تطبخ وتنظف ولا تشتكي؟ هذه النظرة الشرقية التقليدية لمفهوم "الأم الجيّدة" التي لا يُسمع لها رأي، الأم التي هي بالواقع غائبة عاطفياً لدرجة ان ابنتها تضطر للقلق بشأنها وكأنها أم لأمها. والأب والاخوة يُبدون مشاعر الذنب والامتنان باستمرار ويتسائلون عما تفكر به الأم ومالذي تحتاجه وكم هي مكافحة ومجاهدة وهي امامهم، بدلاً من سؤالها بكل بساطة عما ترغب به او ما تشعر به! وايضاً النظرة الشرقية ل"الابنة الجيدة" التي تتسم بالحياء وتساعد امها و لاتشتكي ابداً وتقلق دائماً لانها "عطوفة" و "مراعية". شخصية فاطمة مثالية الى حدّ الازعاج. والقصة بأسرها تفتقر الى الواقعية في السرد وبالتالي تفتقر التأثير الايجابي. نظام الأسرة في الكتاب لم يعجبني ابداً. *الرسومات في الكتاب جميلة جداً جداً*