أ. د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي أستاذ في قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى بمكة المكرمة. حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الملك عبدالعزيز عام 1399هـ، ثم نال درجة الماجستير في العقيدة من جامعة أم القرى عام 1403هـ، وحصل على درجة الدكتوراه في العقيدة من نفس الجامعة عام 1409هـ.
تدرّج الدكتور الدميجي في المناصب الأكاديمية بدءًا من معيد في عام 1399هـ، حتى وصل إلى رتبة أستاذ في 26/2/1434هـ. شغل مناصب قيادية عدة، منها رئيس قسم القراءات، ووكيل كلية الدعوة وأصول الدين، وعميد الكلية لعدة فترات.
شارك في تحقيق ونشر العديد من الدراسات العلمية والتراثية المهمة، منها تحقيق كتاب “الشريعة” للإمام الآجري، و”الإمامة العظمى عند أهل السنة والجماعة”، إضافة إلى مؤلفات وأبحاث في العقيدة والفكر الإسلامي. كما يعد عضوًا في هيئات تحرير عدة مجلات علمية متخصصة.
له حضور فعّال في المؤتمرات والندوات العلمية داخل المملكة وخارجها، وله إسهامات بارزة في مجال الدراسات الإسلامية والعقيدة.
حصل على جوائز أكاديمية وتقديرية متعددة نظير جهوده البحثية والعلمية في تخصصه.
بدأ بالتعريف بالسلف، وأهمية فهم السلف الصالح وعناية العلماء بتدوينه، وحجية ذلك الفهم وثمرات الالتزام به. ثم انتقل في القسم الثاني من الكتاب لشبهات العصرانيين الإسلاميين في عدم اعتماد فهم السلف الصالح للنصوص الشرعية وتفنيدها ..
الشبهة الأولى: أن فهم السلف مصدر بشري، والسلف غير معصومين، فلا يقاس في الالتزام بما مصدره الوحي. وعليه وجب التفريق بين الشريعة والفقه.
الشبهة الثانية: وقع الخلاف بين السلف في فهم النصوص، والخطأ من بعضهم والأخذ من الإسرائيليات يمنع الالتزام بفهمهم.
الشبهة الثالثة: التزام فهم السلف يؤدي إلى الجمود والتقليد، وإغلاق باب الاجتهاد في النوازل.
الشبهة الرابعة: أن التزام فهم السلف يخالف ما أمر الله به من تدبر القرآن الكريم، واستنباط أحكام النوازل والمستجدات التي لم تكن معروفة عند السلف.
الشبهة الخامسة: التزام فهم السلف يؤدي إلى تجميد العقل والحركة العلمية.
الشبهة السادسة: التزام فهم السلف دافعه الحماس وتقديس الأشخاص وغريزة حب الآباء والأجداد.
الشبهة السابعة: التزام فهم السلف اجترار للماضي، واستفتاء للأموات في شأن الأحياء.
الشبهة الثامنة: فهم السلف من التراث، والتراث لفظ مجمل يحتمل الحق والباطل.
بدأ المؤلف بتوضيح من هم السلف، ثم أهمية معرفة واتباع فهم السلف للنصوص الشرعية، والأدلة الشرعية لوجوب تقديم فهمهم على أي فهم آخر، والرجوع إليهم عند الاختلاف والتنازع، وأخيرًا ختم بذكره لأبرز الشبهات التي تخصّ هذا الموضوع مع تفنيدها.
لا يستطيع المرء فهم مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم إلا بفهم الصحابة رضي الله عنهم وتابعيهم وتابعي تابعيهم وهم مايسمون ب (السلف الصالح) .. فمن عاين وسمع وعاصر الرسول صلى الله عليه وسلم والوحي يتنزل عليه هو أعلم بداهة ممن وجد في عصر متأخر عنه ، لذلك وجب علينا معرفة فهم هؤلاء لتحقيق مراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولإقامة الدين حق إقامته ..
وهذا مايفسر تفرق الأمة قديما وحديثا فسبب ظهور الفرق والطوائف الكثيرة هو اختلافهم في فهم الوحي فكل فرقة تدعي أن فهمها هو الصحيح وأن غيرها على باطل ، وابتدأ التفرق في دين الله تعالى منذ زمن الصحابة فظهرت أول فرقة وهي الخوارج وكانت أقوى ميزة عندهم هي التنكر عن طريقة الصحابة وعدم أخذهم بالسنن ثم تبعتها الفرق من القدرية والجهمية والشيعة والمعتزلة ثم ظهرت الأشاعرة والماتريدية ووووو .. إلخ وغيرهم كثير من الفرق التي شتت الأمة عن الإجتماع والإتحاد على طريقة واحدة وهي كما قال صلى الله عليه وسلم : (ما أنا عليه وأصحابي) ..
- ومما ينبه عليه أن حقبة السلف كما جاء في معنى الحديث هم جمهور أهل القرون الثلاثة الأولى ، وإنما أتى القيد ب "جمهور" ليخرج به بعض الشواذ الذين أسسوا للبدع في تلك الفترة ..
الكتاب جميل صغير ومختصر يقع في 100 صفحة
ومباحثه كالآتي :-
- حقيقة فهم السلف (معناه والمراد به)
- أهمية فهم السلف وعناية العلماء بتدوينه
- أدلة حجية فهم السلف
سلبية الكتاب الوحيدة من وجهة نظري هي أن المؤلف فقط يؤصل لحجية فهم السلف لكنه لا يناقش الإعتراضات والإشكالات التي يثيرها الخصوم ..
كتاب جيد، لمن أراد الاستزادة في هذا الموضوع و أراد معرفة أهميته و و استعمالاته أنصح بقراءة كتاب منهج ابن تيمية المعرفي، (فصل الواقعية اللغوية، مبحث البحث عن مراد المتكلم)
قرأتُ طبعته المتأخرة التي أضاف فيها جزءً يرد فيها على شبه من ينكر حجية فهم السلف وهذا رأيي: أما الجزء الأول الذي يصف فيه ويؤسس حجية فهم السلف للنصوص الشرعية فهو جزء جيّد ومقدمة جيّدة ويؤدي الذي عليه. أما الجزء الآخر الذي يرد عليه على المنكرين: فلم يأت بجديد في هذه المسألة وردوده عادية يعرفها طالب العلم الشرعي ويجدها المثقف في أي كتاب إسلامي.
أعتقد ألّا يبقى للقارئ شك بعد القراءة أن العودة لفهم السلف هو سبيل النجاة، لم يكتفِ بتثبيت ذلك بل عرض بعض الشبهات ورد عليها ولو أني تمنيت توضيحا أكبر في الرد، لم يعطَ حقه في الطباعة؛ كثيرة الأخطاء المطبعية نسبيًّا ولربما ثمة فقرات لم ترتّب جيدًا، عمومًا محتوى الكتاب جميل بل مهم.
− قال عباد بن عباد أبو عتبة الخواص من أتباع التابعين الزهاد والعقل نعمة فرب ذي عقل قد شغل قلبه بالتعمق فيما هو عليه ضرر عن الانتفاع بما يحتاج إليه, حتى صار عن ذلك ساهيًا, ومن فضل عقل المرء ترك النظر فيما لا نظر فيه, حتى يكون فضل عقله وبالاً عليه في ترك مناقشة من هو دونه في الأعمال الصالحة, أو رجل شغل قلبه ببدعة قلد فيها دينه رجلاً دون أصحاب رسول الله ^, أو اكتفى برأيه فيما لا يرى الهدى إلا فيها!! ولا يرى الضلالة إلا تركها!! بزعم أنه أخذها من القرآن وهو يدعو إلى فراق القرآن, أفما كان للقرآن حملةً قبله وقبل أصحابه يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه?! وكانوا منه على منار أوضح الطريق, وكان القرآن إمام رسول الله ^, وكان رسول الله ^ إمامًا لأصحابه, وكان أصحابه أئمة لمن بعدهم, رجال معروفون منسوبون في البلدان متفقون في الرد على أصحاب ... الأهواء إلى أن قال عليكم بالقرآن فَأْتموا به » : «... وأُمُّوا به, وعليكم بطلب أثر المضيين