يرتحل سعيد من بلدته النائية ليدْرُس في المدينة الساحلية متعددة الثقافات. تنتقل نور من وجودٍ راكد إلى مدار حافل بالأحداث والشخصيات، يثور فيه الغبار والصخب. تخوض سماح تجاربها الأولى في التحليق؛ تقع وتقوم من جديد. نتدافع جميعًا ونتخبط، ننتقي خياراتنا عبر مسارات شائهة الملامح، نقدِّمُ خطوةً أو نؤخر أخرى كما لو كنا نمارس رقصًا طفيفًا على غير مثال سابق.
كاتب وفنان تشكيلي مصري، يعيش ويعمل بالقاهرة. نشر العديد من القصص القصيرة بالدوريات الأدبية المعروفة. صدر له ديوان شعر في 2014بعنوان طعم التمرة. رواية "رقص طفيف"، ديسمبر 2017. مجموعة قصصية "فرميليون"، ديسمبر 2018. (العمل الفائز بجائزة أفضل مجموعة قصصية في معرض الكتاب 2019 من الهيئة المصرية العامة للكتاب) رواية "نافذة مستديرة لضوء القمر" يناير 2024 (وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية - الدورة التاسعة 2023) الرسوم الداخلية لعدد من المجموعات القصصية والروايات ومن أبرزهم مجموعة "كم مرة سنبيع القمر" للكاتب الأستاذ أسامة علام كتب ورسم العديد من القصص المرسومة للأطفال. عضو نقابة الفنانين التشكيليين.
من هؤلاء جاءت رواية الكاتب والفنان التشكيلي «محمود عبده» الصادرة مؤخرًا عن دار الشروق، والتي تحمل اسم «رقص طفيف» والتي استطاع أن يقدّم فيها صوته كروائي محترف قادر على الإمساك بشخصيات روايته بعناية وتقديمها للقارئ من خلال لقطات قصيرة مركّزة عبر فصول الرواية التي تتجاوز الثلاثين فصلاً، والتي تتوزّع شخصياتها وتتعدد طوال السرد، ولكن يبقى القارئ مع ذلك شغوفًا بالحكاية حريصًا على إتمام القراءة ومحاولة ربط خيوطها بعضها ببعض حتى تنتهي الرواية ولا تنتهي المتعة.
الجدل الذي يحتدم حينًا ويخبو أحيانًا لا يترك مساحةً للفهم. يصبح المشهد أقرب إلى صياح ديكة، لا يخلو الأمر من نقراتِ تدمي أحدهم، يجترون الشعارات والمقولات نفسها مرارًا زملاؤه الذين جاءوا من كليّة فنون الصعيد (بتوع المنيا) بأفكارهم، ببناطيلهم القصيرة، بسيماهم، عبثًا يجاهدون ذقونهم الحديثة لكي تبدو أطول وأغزر، سعيد يعابثهم بتشبيهها برسوم كوابيس جوبا، يغضبون ولا يبالي، هم دائمو العبوس، كما أنهم لا يعرفون كوابيس جويا، شغلهم الشاغل هو البعد عن الفتن ما ظهر منها وما بطن، حتى لو بطن في كتابٍ عن جويا! موضوع شائك ومعالجة ذكيّة رغم ما قد يبدو عليه عنوان الرواية وغلافها الخارجي أن الرواية ربما تدور عن الرقص وتلك الحالة الإنسانية الخاصة، إلا أن الكاتب استطاع أن ينتقل من خلال حكاياته إلى أكثر المواضيع حساسية وجدلاً في المجتمع، وأن ينقلها بحيادٍ وبساطة، دون أن يقع في هاوية السطحية أو المباشرة.
جاءت شخصيات الرواية متسقة مع أهدافها ومسارها الذي حدده لها منذ البداية، سواء كانت تلك الشخصيات أصوليةّ متمسكةً بعاداتٍ وتقاليد وأفكار إسلامية خاصة، أو شخصيات تسعى للبحث عن الحب والحياة الهادئة الجميلة كما عرفوها وعاشوا فيها من خلال لوحات وكلمات كبار الفنانين والأدباء. بين هذين العالمين، وعلى مسافة بسيطة من الاشتباك الحاد تدور أحداث الرواية، ويتبينّ للقارئ ذلك الرقص الطفيف الذي يسعى جاهدًا للبقاء حيًا مقتنصًا كل لحظة فرحٍ وحب وسعادة بكل ما يستطيع.
ربما يكون المألوف أو الشائع فيما يتعلّق بالروايات القصيرة «النوفيلات» أن يكون هناك بطلُ رئيس وحيد، يدور حول العالم ويتحدث عنه بشكل من التفصيل، ولكن سيُفاجأ القارئ هذه المرّة بتعدد الشخصيات عن «محمود عبده» في روايته، بل وقدرته البالغة على تكثيف عرض الشخصيات وإبراز ملامحها الشخصية من خلال عبارات موجزة وكاشفة إلى حدٍ كبير.
نحن هنا أمام شخصيّات مرسومة بدقّة إذ نجد «سعيد» الذي يخوض تجربة جديدة تختلف عمّا تعرّف عليه وخبره في حياته في طفولته وشباب، ويسعى جاهدًا لاستكشاف هذا العالم الغريب عليه بحذر وترقب، كما نجد «سماح» التي تخوض تجارب جديدة وتبحث في كلٍ منها عن حب حقيقي يلمس شغاف قلبها، متأملة أصدقاءها والعالم الذي تدور حوله حياتها.
كما نجد «نور»، و«منى» وأحلام كل واحدةٍ منهما التي تختلف بشكلٍ كبير عن الأخرى رغم كونهما صديقتا طفولة واحدة، بالإضافة إلى «عبد العظيم الناظر» وغيرهم من شخصيات الرواية التي تم رسمها بواقعيةٍ شديدة وتكثيف واضح.
«النوفيلا» وخصوصية السرد واللغة ليس الأمر متعلقًا بتعدد الشخصيات فحسب، بل تبدو هناك ظاهرة مهمة جدًا في السرد وهو الانتقال السلس بين الزمان والمكان، إذ ننتقل بين بيت العائلة البسيط إلى المدرسة وعالمها الصغير، ثم عالم الدراسة الجامعية وما يدور بين أروقته من مشكلات وصراعات، كل هذا بالإضافة إلى انتقالات الزمنية الهامة من خلال حكايات الأبطال بين الستينات والتسعينات في القرن الماضي، كل ذلك استطاع «محمود عبده» أن يصوغه في روايته بشكلٍ فني متماسك رغم أن الرواية لم تتجاوز الـ120 صفحة. ولعل هذا الملمح السردي يعد من أبرز ملامح «الرواية القصيرة /النوفيلا» وهو الذي يميزها في الأساس عن الرواية العادية، ويجعلها مختلفة عن المجموعة القصصية بالتأكيد. على إضاءات https://www.ida2at.com/slight-dance-n...
رواية قصيرة بديعة، اللغة رشيقة والأسلوب جذاب يشدك منذ الصفحات الأولى. هناك مجهود واضح في كل جمله، وتفاصيل غاية في الرقة، ولغة بالغة الجمال، والإيقاع سريع والوصف جميل وأخاذ، لذلك لا يجد القارئ أي صعوبة في متابعتها.
رواية سلسة و جميلة . شخصياتها كثيرة على الرغم من صغر الحجم . لا تعرف فى أول كل فصل عمن يتكلم الكاتب و هذا يعطيها بعض الإثارة. يعيب هذه الرواية فقط أنها تنتقص بعض التفاصيل و الأحداث حيث أنها صغيرة جدا بالمقارنة مع أحداثها. أتمنى أن اراى هذه الرواية فيلم سينمائي.
رواية قصيرة خفيفة لا بأس بها.. يمكن الاستمتاع بتفاصيلها لمن أراد إنهاء رواية بأحداث بسيطة وسطحية لا عمق فيها ولا تفكير وتأمل غلب عليها بعض الضعف بسبب الأحداث المبعثرة
حاول الكاتب جاهداً أن يجعل من القفزات بين الفصول القصيرة مثاراً للترقب والحماس، لكن قصر الفصول وضعف الترابط جعل منها قفزات بلا معنى عميق ترابط الأحداث ركيك ويفتقر إلى الجذب، لكنها جميلة في مجملها لبساطتها
أكثر ما ضايقني فيها استمرار الكاتب ببدء كل الأسطر بأسماء الشخصيات، وكأنه يكتب قصة قصيرة لطفل في الثامنة، أمر مزعج جداً، فمن الممكن أن تبدأ الجمل بالأفعال والأوصاف بدل النطق بالأسماء في كل سطر وما يليه!
بسيطة جداً، لغتها سهلة جداً، لا يتخللها الكثير من اللغة العامية، وتفاصيلها سلسة ومرنة لا تحتاج لكثير من التعمق والتفكير لفك تسلسلها، بل يمكنك أن تتوقع الأحداث القادمة
شعرت بأن بعض حلقات الربط مفقودة وكأنها سقطت سهواً أو اعتقاداً بأنها غير ضرورية للسرد، وبساطة الرواية ساعد على أن لا تشكل هذه التفاصيل المقتضبة والتي تم إسقاطها مشكلة في تسلسل القصة.. إلا أنها كانت لتعطي بعداً أقوى للقصة.. كما كان من السهل جداً أن يتم توسيع الرواية والتعمق في سرود أقوى تجعل منها عملاً أكثر ترابطاً ومتانة
الشخصيات كثيرة جداً على رواية صغيرة مثل هذه ! تداخلت فتشتت انا، في الربع الاخير فقدت تركيزي واسماء الشخصيات، "هل سمعت هذا الاسم من قبل لا لم اسمعه ام سمعته..؟" هل هو عدم تركيز مني ام الشخصيات كثيرة بحق !! ولم افهم حقاً الهدف الاخير للرواية ..