رحم الله عمر بن الخطاب ، إن إسلامه كان فتحاً ،وإن هجرته كانت نصراً ، وإن سلطانه كان رحمة كما قال ابن مسعود رضي الله عنه
يقول اللواء الركن محمود شيت خطّاب : " إذا كانت أسباب الفتح الإسلامي كثيرة، فإن على رأس الأسباب ما كان يتمتع به عمر بن الخطاب من سجايا قيادية فذّة لا تتكرر في غيره على مر السنين والعصور إلا نادراً، وهذه السجايا الشخصية لقيادة الفاروق رضي الله عنه، كان لها الأثر الحاسم على اندفاع المسلمين شرقاً وغرباً ، حاملين رايات الإسلام ومبادئه السمحة للعالم أجمع."
ولن ننسى بأن الفاروق أول من كتب التاريخ الهجري وهو أول من دون الدواوين ، وأول من جمع النَّاس في صلاة التراويح وانفرد برواية حديث لم يروه غيره وهو حديث :" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى"
وأختم بأحد أقواله الخالدة " لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة "
رضي الله عن عمر وأرضاه ،الكتاب فيه قصص كثيرة ودروس عظيمة من سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فجزى الله المؤلف خيراً على ما بذله من جهد ووقت في جمع سيرته.
قال البكائي ، قال : حدثني مسعر بن كدام ، عن سعد بن إبراهيم ، قال : قال عبد الله بن مسعود : إن إسلام عمر كان فتحا ، وإن هجرته كانت نصرا ، وإن إمارته كانت رحمة ، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتى أسلم .عمر ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه
هذا ثالث كتاب أقرأه للعازمي، له نفسٌ في الكتابة والتحرير عزيز في زمننا، بارك الله فيه
كم من أخبار كنت أجهلها عن سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه، وكم من أخبار مشهورة عنه ومنتشرة بكثرة وهي غير صحيحة وأغلبها ضعيف
رحلةُ مع سيرة المُلهم المحدّث الشهيد، فاتح بيت المقدس، الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وأرضاه..
الكلمات أقلّ من أن تصف، لكنّنا نستعين بها لعلّنا نصل، وليت شعري كم ضيّع الضّلال على أنفسهم من الخير ببغض الفاروق وسبّه والانتقاص منه وما ينتقصون إلّا من أنفسهم
اللهم ارحمنا بحبّنا لنبيّك ﷺ وصحابته الكرام الأخيار الأبرار خير القرون ونجوم الأمّة.
مشروع علمي مُمنهج، جامع شامل، لدراسة سيّر الخلفاء الرّاشدين المهديّين، فيه الفوائد والفرائد والعوائد، مع جزالة اللفظ وحسن الأسلوب، والتخريج والترتيب، مع الضبط والشكل المتقن، جمع مادتها وحشد غُررها ونظم دُررها الشيخ الفقيه -الموَّفق بإذن الله- موسى بن راشد العازمي، وبيّن فيها الصحيح والضعيف، الحَسن والمكذوب، الراجح والمرجوح، وما يصحُّ وما لا يصحُّ من أخبار نُجوم الهدى، وليوث العدى، وغيوث النّدى، ووجه الجمع بين الروايات كما ذكر أهل العلم، وأحكام أئمة الأمّة وأقوالهم..
ولعلَّ القصّاصين قد فتحوا علينا بابًا لا يُسد، وأجروا القول على أفعال وأحداث لا تثبت متنًّا ولا سندًا، إذ لا همَّ لهم سوى إثارة الإعجاب وتشويق السامع، فيعمدون إلى المنكر والغريب والمكذوب من المرويات، فلا يصحُّ عن الفاروق إعلانه الهجرة في قريش، ولا استعماله الشفاء بنت عبد الله على السوق، ولا القبطي مع عمرِو بن العاص،.. ولا يصحّ عن ذي النورّين ضربه صحابة النبيّ صلى الله عليه وسلم عمارَ بن ياسر وابن مسعودٍ،.. ولا عن أبي تراب تترّسه بباب خيبر، ولا نزاله مع عمرِو بن عبد ودّ فارس قريش..
ومن هنا شُوّهت سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهم أجمعين..
وهذه الأسفار النّفيسة والدّرر الكامنة تغني عن غيرها، ولا يغني غيرها عنها، وما وَقعت على نظيرتها، ولا ما يقوم مقامها، فلا يُنصح بتفويتها أبدا، وثمنها مرتفع جدا لكن صدق فيها القائل:
يتميز الكاتب في مؤلفاته ببيان الأحاديث الصحيحة، والضعيفة، والمنكرة، وهذا من الأمور المهمة.. أوضح الكتاب ضعف عدّة روايات منتشرة عن عمر مثل قصة هجرته، والصبي القبطي، وغيرها.. رضي الله عن أمير المؤمنين عمر، وخلف على الأمة خيرًا.
ثاتي الخلفاء، الفاروق.. سيرة توقعت أنها ستكون أكثر توغلًا، لكنها كانت سيرة جامعة في بعضها شيء من التفصيل، وبعضها إيجاز.. لكنها من أفضل ما جمع - فيما قرأته- عن عمر رضي الله عنه، لم تروي عطشي بعد.. اللهم احشرنا معه وفي زمرته
و جزء الله شيخنا موسى العازمي خير الجزاء على ما قدمه من تحقيق و تأليف و تتبع لسيرة عمر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم (لو كان نبي يأتي من بعدي لكان عمر)