لـ أول مرة أخوض تجربة قراءة مسرحية والتي صادفت قصة ملطخةُ الفاهِ بـ عَسل الحب
"الحب بريءٌ مما تصنعون"
كانت فاتحة المسرحية والتي عكست لي إنطباع أول عن سير مضمون المسرحية
القلب، أكان للحبِ ذنب حتى نُحملهُ مالم يصنع العقل، لا يدل طريق الرشد حين يُعميه الحب من المسؤول إذن .؟
في ١٠٤ صفحه من هذا الكتاب كان حوار ذاتي يُخاطب العقل والقلب وبعد مشوار من التداخلات ورشق الإتهامات وتحميل كلاً للآخر مسؤلية ما آل إليه تأتي القناعة بالإجماعِ أن جميعهم يتحمل مسؤلية تعديل مائِل هذا الطريق
لم يكن ذنب الطرف الآخر انهُ لم يشعر بك أو انه لم يحبك كان ذنبك أنت أن غوى قلبك وعقلك في حب من لا يراك ..!
..( كان وهماً )
كتاب خفيف الظِل تفوحُ منهُ رائحة الغرام أتت فِكرتهُ بين سؤال وجواب بوتيرةٍ متزنة وحوار منظم وتكررت الأجوبة والأسئلة في بعض المحاور كـ شيء من الحِيرةِ لتُعيدنا إلى دائرة الإستفهامات.
وحتى أكون صادقة فـ هذا النوع من الكُتب لا أميل له عادةً لـ كُثرة الأقلام التي كتبت في هذا المضمار
ولكن كون أنها مسرحية فهذا ما شدني لـ قراءتها والخوض فيها كتجربةٍ أولى . وأيضاً كونها حازت على المركز الأول في جامعة الملك عبد العزيز بجدة في عام ١٩٩٧م إلى جانب أني شَغِفت لـ أن آرى قلم الأستاذ فيصل في بداياته والذي كُنت على يقين مُسبق أنّي سأقف أمام كتاب يحملُ فكرةً خَفيفة تعكسُ هفوات الشبـاب وعُنفوانِ مشاعِرهم والذي أتى مُتزامناً لـ عمر قلبهِ وقلمهِ في ذلك الحين .
مسرحية كتبها فيصل غمري عام 1997، ونالت على المركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي بجامعة الملك عبدالعزيز آنذاك.
قصيرة، عن شاب يحاور محقق بعد أن تركته فتاة أحبها، وقد كانت الحوارات قصيرة جدًا فكل سطر كلمة أو كلمتين ومملة بشكل فظيع ومكررة الحوارات وليست واضحة أو تصل إلى نتيجةٍ ما !...
بعد خمسة عشر عامًا، لربما انبغى على المؤلف أن يكتفي بمجد الفوز في مقتبل شبابه في الجامعة دون طباعتها ونشرها .
كتاب جميل خفيف بالنسبة لمسرحية ،أجد النقاش جميلة مرتباً لم يكن بتكلف بل برقي ،عبر عن صراع الذات مع الرغبات والخيبة ،أتقنها بطريقة رائعة تسهل عليك التصور
بداية المسرحية و وصف المشهد الوحيد فيها يشدك للقراءة و يجعلك تريد أكمالها ، بالرغم أنها تبدو سهلة لا تعقيد فيها إلا انها عميقة في معانيها، فالفكرة جديدة و غريبة نوعا ما، أعجبتني النهاية جدا.