Jump to ratings and reviews
Rate this book

تونس العثمانية : بناء الدولة و المجال

Rate this book
يتضمن الكتاب 274 صفحة وينقسم إلى أربعة أبواب وتسعة فصول تمحورت حول إشكالية أساسية هي إنجاز مقاربة سياقية لميلاد الدولة الترابية الممركزة في البلاد التونسية وتطوّرها على امتداد الفترة الحديثة. ويصدر هذا المجهود المعرفي الرصين عن فرضيّة مؤيدها البرهنة على أن ما عاينته تلك المؤسسة تدرّجا خلال الفترة الفاصلة بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر من تحولات فارقة، لم ينتج عن عملية زرع خارجي لمؤسسة الدولة الحديثة، بقدر ما ترتّب على تحولات عميقة عاينها المشهدان الاقتصادي والاجتماعي التونسي، أفضت في الأخير إلى إكساب مشروع الدولة الترابية المراقبة لجغرافيتها المسيطرة على عمرانها جذورا محليّة عميقة.
يحدّد المؤلف الفارق بين طبيعة الدولة المخزنية الحفصيّة ورصيفتها الحديثة، مشدّدا على أن النجاح في خطة المركزة وتوسّع الأنشطة الزراعية خاصة بعد ضمور مردود التجارة الصحراوية وانتقال حركة التجارة العالمية من المتوسط إلى المحيط الأطلسي، فضلا عن بروز فئة "البلديّة" المؤازرة لمجهود دولة "البايليك" والمستفيدة منه على حساب منْظوري القبائل، هو ما شكّل على الحقيقة واقدا لبروز الدولة الحديثة المنسلخة عن دولة المخزن الحفصي المتّسمة بـ"تجميع الجموع"، في حين أعطت الدولة الجديدة مدلولا ترابيا للسيادة وأكسبت الالتزامات الضريبية طابعا فرديّا.
غاص المؤلف لتوضيح هذه الفكرة المنارة idée phareفي التفاصيل التاريخية لأمد زمني طويل غطى الفترة الممتدة بين منعرج القرن السادس عشر، ذاك الذي عاين تحوّلا جذريا للدورة الاقتصادية العالمية، وإعلان "عهد الأمان" الذي شكّل من جانبه منعرجا جديدا تمثّل في إقرار المسطرة الضريبية ووضع حد نهائي لرواسب الدولة المخزنية التقليدية المحتكمة لمنطق المنازل الاجتماعية وما ترتب على ذلك من توسّع في الإعفاءات والامتيازات
"مراجعة لطفي عيسى"

274 pages, Unknown Binding

Published January 1, 2011

4 people are currently reading
48 people want to read

About the author

عبد الحميد هنية

3 books2 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
3 (23%)
4 stars
2 (15%)
3 stars
4 (30%)
2 stars
2 (15%)
1 star
2 (15%)
Displaying 1 - 2 of 2 reviews
Profile Image for فاروق الفرشيشي.
Author 2 books747 followers
May 30, 2018
كتاب متميّز من الأستاذ عبد الحميد هنية، غطّى من خلاله بالدراسة والتحليل، كامل حقبة الحكم العثماني الفعليّ، أي إلى حدود الاحتلال الفرنسيّ سنة 1881. يتمحور الكتابُ حول أطروحة تقول بأنّ الدولة الأوروبية القومية الحديثة هي من أفرز الدولة التونسية (ويقدّمها من خلال أبحاث فالنسي لوسات). فدرس تطوّر مجال الدولة في تونس، وتطور مفهوم الفرد فيها منذ أواخر العهد الحفصي إلى منتصف القرن التاسع عشر، وذلك من خلال تحليل مقارن لصنفين من الوثائق التاريخية : الشهادات المعاصرة التي تمثّلها كتب التاريخ القليلة التي ألفت في هذه الحقبة ووصلت إلينا، ابتداءً بوصف شمال إفريقيا للحسن الوزان، ثم كتاب المؤنس لابن أبي دينار، فالحلل السندسية للوزير السرّاج، والكتاب الباشي لحمودة بن عبد العزيز، وذيل بشائر الإيمان لحسين خوجة، انتهاء بالإتحاف لابن أبي الضياف. أما الصنف الثاني، فهي أساسا سجلات الدفاتر الجبائية التي حفظها الأرشيف الوطنيّ لتلك الحقبة، وتعود أولى السجلات إلى أواخر القرن السابع عشر (دفتر عدد 1 مؤرخ سنة 1676).

أفرزت هذه الدراسة المتأنية، تحليلا شيّقا لمراحل تكوّن الدولة التونسية، وعملية البناء الرتيبة القائمة على صراعات متتالية وحلقة من المصالح المتضاربة فالمنسجمة بين مختلف العناصر داخل المكوّن التونسيّ، وخارجه. فأثبت أولا أنّ انتصار الشقّ العثمانيّ على أطراف الصراع على تونس نهاية القرن السادس عشر، كان بفضل المساندة الكبيرة للمجتمع الحضريِّ لهؤلاء على حساب الحفصيّين والإسبان والحركة الشابيّة التي تمثّل مصالح القبائل البدوية...
كما أثبت أنّ تطوّر فكرة الدولة التونسية وتبلورها في منتصف القرن التاسع عشر، هو أساسا نتاج عمل دؤوب من السلطة المركزية لبسط نفوذها على الأطراف.
وقد دعم الكاتب هذا التوجه بفصل ختاميّ، اقتفى فيه تطوّر مفهوم الرعية، وتطور علاقة الدولة بالأفراد داخل المملكة.

الكتاب دسم ويطرح تصوّرا طريفا ومهما لنشأة الدولة التونسية، كما أنه اهتم بشكل لائق بتلك المرحلة الباهتة من تاريخ البلاد التي لا نعرف عنها الكثير، أي ما بين الدخول العثمانيّ، وانتقال الحكم إلى البايات المراديين في منتصف القرن السابع عشر. ثمّ إنّه لم يغفل عن التشكيك في ما تقدّمه الوثائق الأدبية (أي كتب التاريخ المعاصرة للأحداث) انطلاقا من مقارنتها بالوثائق المادية وما كشف عنه أرشيف الضرائب، والعلاقات الاقتصادية التي كانت تربط هؤلاء المؤرخين بمؤسسات الحكم التي تناولوها بالتوثيق.
وبقدر ما كان الكتاب ثريا سخيّا مع البدايات، فقد كان مقتضبا في مروره بالقرن التاسع عشر، أو لنقل مع بداية الازمة في الثلاثينات. وهو برأيي متعمّد لكثرة ما كتب عن فترة الإصلاحات هذه.

ختاما، فالكتاب برأيي حلقة مهمّة من حلقات تاريخ البلاد، وأعتقد أن مشروع دار تبر الزمان هو مشروع رائد بالفعل لإعادة كتابة تاريخ تونس، إذا ما كانت كلّ منشوراتها بهذه الجودة.
Displaying 1 - 2 of 2 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.