يقدِّم الكاتب في هذا العمل سيرة ذاتية مجتزأة لمرحلتَين من حياته بين آذار من عام 2003 حتى شباط من عام 2004، ومن تموز 2014 حتى كانون الأول من ذات العام، شلال من الذاكرة ينفتح ليروي الكاتب تفاصيل تجاربه في السجن و في رحلة البحث عن وطن، مما ورد في الكتاب: "أشطرُ نفسي إلى قسمَين و أُخاطِب أنا الآخر، أُقدِّم لهُ إعتذارات السنوات الماضية مرَّةً واحدة، قد نعيشُ دهراً دون أن نلتفِتَ إلى ذلك الساكن في داخلنا، هوَ صورةٌ طبق الأصل عنَّا، و ربَّما هو النسخةُ المُزوَّرةُ عن بقايانا التي ضاعت بين زواريب المُدُن العربية، كيفَ لي أن أُقنِعهُ أنَّ كلَّ ما حدَثَ كان خارجاً عن إرادتي، كيفَ لي أن أُقنِعهُ أنَّ كلَّ ما آمَنَ بهِ كان كذباً، كلَّ مُسلَّماتِهِ كانت زوراً لم تُقارب الحقيقة يوماً، الحقيقةُ الوحيدةُ التي سيجُدُها أنَّني و هوَ -دون آخرين- نجلسُ فوقَ بعضِنا على كرسيٍّ واحد في مطارٍ يعجُّ بالراحلين و القادمين و العابرين".
سلسلة يوميات عربية: وهي مجموعة جديدة من أدب اليوميات تطمح لتشكيل صورة بانورامية عن حياة نخبة من الكُتَّاب العرب وآرائهم ومشاهداتهم المعاصرة، وخاصة أولئك المهاجرين عن أوطانهم والمنفيين منها بفعل الاستبداد والقمع والحروب وضياع الحريات. يشرف على هذه السلسة المركز العربي للأدب الجغرافي، وتصدر بالتعاون بين دار السويدي للنشر والتوزيع، ومنشورات المتوسط.
روائي و صحفي سوري ، أعمل في الصحافة التليفزيونية الاخبارية منذ عام 2006 م و قمت بتنفيذ و انتاج العديد من البرامج السياسية و الثقافية و الاجتماعية المنوّعة ،أحمل إجازة في الآداب و العلوم الانسانية و ماجستير في الاعلام و العلاقات العامة ، و أكتب في الصحافة الثقافية الورقية بشكل دوري .
صدر لي :
رواية شتات الروح و رواية الطريق إلى غوانتانمو و رواية أيام في بابا عمرو و رواية عائد إلى حلب و رواية زوربا العربي و كلّها عن دار فضاءات للنشر و التوزيع .
أبناء البحر..سيرة ذاتية للكاتب السوري عبدالله مكسور بيتكلم فيها عن مرحلتين من حياته حيث يروي تفاصيل تجربته في السجن في معتقل بوكا في العراق عام ٢٠٠٣ و رحلته في البحث عن وطن...
أجزاء المعتقل مكتوبة حلو أوي ولكن مؤلمة جداً في قراءتها ... إسلوب الكاتب سلس و لغته قوية والكتاب عموماً مشجع لقراءة أعمال أخري للكاتب..
تجربة مؤلمة رحلة الشتات التي كُتبت على السوري من منفاه الصغير إلى الأسر الكبير قهر وغربة وفقدان هوية ونزوح وشتات ذلٌ مرهون بخيط حريّة، رغبة بأن تحيا حراً ولو لأسابيع يالله! ما أقسى معاناتنا ! عبدالله فتحَ جرحاً كاد أو أوشك أن يندمل.
تأكدت أكثر من مرة أن ما سطره الكاتب حقيقة لك يا عبد الله نصيب من اسمك أتمنى تكون الان مجبور يوميات قاسية مجرد المرور بين السطور يجعلك تتألم بطولة وغدر المحتل وضيع سارق ومغتصب, كيف ينادى بالسلام وعليه كل تلك الدماء العراق فلسطين وسوريا لكم كل الحب.
رواية قصيرة كانت فيما بين أدب السجون وأدب اللجوء. قصة سوريّ فلسطيني فيما بين ماضيه إبان غزو العراق وأيام سجنه المرّة فيها، وحاضره بين لوعات اللجوء ومراحله وحسراته وصعوباته. فمن سجن مرير إلى وطن ضاع إلى بحر التقمه ثم رماه، وصولاً إلى مخيم لجوء في أرض لايعرفها ليبدأ بعدها رحلة غربة ومعاناة جديدة فيما تبقى من حياته فاعتناق وطن جديد وبقاء جرح الأول ماثلاً في القلب عصياً على الشفاء.
أرى في هذه الرواية تمثيلاً لواقع مر يعيشه ملايين السوريين اليوم، وفكراً اعتنقه أكثرهم أقتبسه من آخر جملة في الرواية " قناعة واحدة نقلتها معي في الشواطئ كلها، قناعة واحدة ظلت عالقة فوق ملوحة البحر وهي أن الأوطان كلها أرضنا بعد أن ضاعت سوريا"
كانت القصة جيدة بشكل عام، رواية قصيرة تقرأ بجلستين، وأسلوبها جيد. لكنني وجدت فيها بعض الثغرات وبعض الحلقات المفقودة وإشارات الاستفهام التي لم أجد لها جواباً، والكثييييير من الشرح المستفيض دون أن يضيف شيئاً أو يفيد.
أول تجربة في أدب اليوميات توقعت من العنوان يكون عن الحياة عند البحر أو الصيد وغيره اليوميات تحاكي الواقع العربي حالياً خاصة في الدول الي تعاني من مشاكل سياسية وحروب
اعتدنا الآلام .. قصص المآسي .. طُرق الموت وحياة اللاحياة . لم تعد تلك الروايات التي نقرأها عن السجون والتعذيب والغربة تلامس حد الشفقة والتعاطف عندنا ليس لأننا نستهين بها ونظنها سهلة ولكن فقط لأننا اعتدناها فلم تعد بالجديدة علينا رغم كل تنوعها بين انسان وآخر .. لا شك أن عبدالله جدد لنا المواجع وذكرنا بشيء لم ننساه ، السوريين الذين تفرقوا في شتى بقاع الأرض داخل سوريا وخارجها ، قصصهم التي تتجدد بزيادة المأساوية من شخص لآخر .. ليست النجمتان بسبب عدم حبي للرواية ، فكل ما يخص وطني المسلوب يستهدف جزءاً كبيراً من قلبي .. عبدالله الكاتب الذي عاش حياة البؤس في فترتين مختلفتين في التواريخ متشابهتين بشكل لا يخفى في المضمون القاسي ، و للحكم على الكتاب من كونه كتاب وليس أن أحد أبناء وطني يحدثني عن مأساته فلم يتضمن فن الكتابة ولا فن السرد .. لفّ بي ودار فلم اعرف الاستقرار فيه .. فتجدني اقف عند بعض الصفحات لأتسائل عن أي حقبة يتحدث ( لأعود الى بداية النص وارى التاريخ المذكور لأعلم أين هو الآن . أكره الحديث الذي لا نهاية له فلم احظى بنهاية لأي شيء ذكره في الكتاب . يدخل في احد فترات حياته ولا يخرج ، ويطير من فترة لفترة دون وضع نقطة نهاية لأي منها . في ما عدا ذلك فها هنا وجه من أوجه المعاناة السورية والعربية من الزمن القديم إلى يومنا هذا سائلين الله الفَرَج والنصر العاجل .
ثاني كتاب أقرأه في مجال أدب اليوميات، غير أنه يجمع بين أدب اليوميات وأدب الرحلات وأدب السجون وأدب اللجوء أيضا مجموعة من خبرات وتجارب شاب سوري فلسطيني عانى الأمرين في البلدان العربية والأوروبية كي يحصل على السلام والاستقرار، ويا ليته حصل عليه.
علقت في تلابيب ذاكرتي جمل كثيرة قاسية ذكرها الكاتب أذكر منها: - أحاصر الألم بداخلي وأمضي إلى اللامكان.
- ناموس العالن وسورية في ميزان واحد، وحين خسر العالم سورية خسر نفسه.
القصة جميلة، لكن الكاتب ظلمها حقها ! هذا النوع من الأحداث يتعطش القارئ معه للاسهاب ، لذكر التفاصيل والتواريخ والأحداث والأشخاص لذكر اليوم باليوم والساعة بالساعة ، لا أن يكون قفزات زمنية قليلة الأحداث . حاصة أنها تتناول حدث عظيم وأمر جلل ، وهو احتلال العراق وسقوط صدام حسين .. للأسف القصة أساءت لأدب السجون ، وأساءت للحدث الذي تناولته . من المؤسف أنها (يوميات ) ت
تخرج هذه اليوميات عما نألفه من السير اليومية لتكون يوميات تاريخية مقسمة بمرحلتين خاضهما الكاتب السوري بين اعتقال إبان حرب العراق ٢٠٠٣ ، و هجرتهه إلى أوروبا في ٢٠١٤ . يرسم عبدالله يومياته بألم عاشه بين اعتقال وهجرة ، يروي الحقائق بكل واقعيتها والمها، و يتركنا لنتخيل ما كان في رحلتي الحرب والبحر .