يجلسان وحدهما على كرسي عمومي، أمام نافورة صغيرة. لا يتحدثان. يحلمان؟ ربما.. كل ما هنالك هو الشعور الدافئ بالكتف ملتصقًا بالكتف ربما هذه هي كل الأحلام .. لليوم .. على الأقل.
كاتبة من مصر مقيمة في دولة الإمارات، تعيش الكاتبة منذ الصغر في دولة الإمارات ونمت على أرضها مثل صغارها وأشجارها، ولهذا فهي تُحبُّ أن تُعرَّف بأنها إنسانة عربيّة تشمل كل عالمنا العربي وتؤمن أن كل التعاريف الأخرى تُضيُّق ما هو واسعٌ في الأصل. منذ أن عرفت أن قدرها أن تكون كاتبة، اتضحت لها الرؤية واتسعت الحياة، كما لو أن أحدهم أشعل الضوء وأزال الجدران في غرفة بدت ضيقة ومعتمة. ترى الكاتبة أن الحياة تتألَّفُ من كلمات وأدب، ودونهما ستسقط الحياة في ظلام الكآبة والجهل. صدر لها عام 2017 مجموعة قصصية للكبار بعنوان "حديثٌ بين المقاعد الشاغرة". صدر لها الإصدار الأول في مجال أدب الأطفال في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2019 بعنوان "الطائرة الورقيّة" برسوم الرسّام العالمي "باولو دومينكوني" عن دار أشجار للنشر والتوزيع. كما ترجمت الكاتبة عن اللغة الإنجليزيّة قصة للأطفال بعنوان "بيني ذو الزرِّ الواحد" من تأليف آلان ويندرام ورسوم كلوي هولويل هنتر والصادرة عن دار أشجار للنشر والتوزيع، في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019.
تعتقد بأنك تفهم كل شيء، حتى يواجهك هذا الكتاب بقصة ماكرة، تفقدك اتزانه وتُلقي بك عاليًا ثم تتركك معلقًا بين المساء والأرض !! متفوقة يا أستاذة نورهان نور وأتطلع لأعمالك القادمة
طالما تساءلت ما حاجتنا للخوف أو للقلق ، نحتاج الحب نحتاج الحزن والكثير من المشاعر الأخرى التي ونختبرها ، كلها لها معنى نشعره به ونفهمه ولكن لماذا الخوف لماذا القلق ؟ لماذا الخوف طالما أن الأشياء كلها مقدرة وما علينا سوى ان نصل بين نقاط القدر لماذا القلق إن كان ما سيحدث سيحدث وسيمضي كل شيء سواءً كنا على قلق أم توكلنا، ألسنا نبحث عن الراحة فما مشكلة الخوف والقلق إذاً؟ لم أفهم تساؤلي هذا حتى جلست بجوار المقاعد الشاغرة واستمعت لحديثها ،لو أنني كنت قد عرفت هذا المكان من قبل لقلت إن الحديث ما قيل إلا من أجلي. حين انتهيت منها وقبل أن أغلق الكتاب أخذت نفساً عميقاً وكأنني أخرج من قاع المحيط ، هذه ليست مبالغة إن قدرة هذه الكلمات في الوصول إلى تلك الأوتار الحساسة في أعماقنا حركت فيضاً من الأنغام ، أطلقت صوتاً مزعجاً أول الأمر ثم نشازاً..قليلاً بعد حتى صار نغماً حزيناً مرة سعيداً في أخرى تعيسًا أو متشائماً ملييئاً بالحب والحياة أو خائفاً جزعاً ،كان ذلك مدهشاً لم أكن أتصور بأن قصصاً بل عناوين القصص بإمكانها أو توقعني في دوامة أظل عالقة فيها إلى لا أعرف متى، كنت أظل عند عنوان القصة بعد قراءتها وأفكر بقوة تأثيره على القصة ، يا لسحر الكلمات يا لسحر الكلماات !
فهمت بعد ذلك شيئاً مهماً فهمت بأن الخوف يجعلنا نمضي يربك ركودنا يدفعنا على فعل أشياء للقضاء عليه ، قد يدفعنا نحو الجنون نعم وقد يدفعنا نحو التغيير ،القلق لابد منه لأنه يرتب الأشياء من حولنا وحتى داخلنا يجعلنا نركز نلاحظ ونعود ونسأل ونخاف بعدها ولا نتوقف ، المهم ألا يسيطر علينا ألا يتمكن منّا، أليس كذلك يا نورهان ؟
يمكن أن تجعل هذا الكتاب رفيقك في استراحات العمل أو في ساعات الانتظار أو حتى في محاضرة مملة وتعرف مسبقاً أنك لن تفهم من الأستاذ شيئاً ، إنه رفيق خفيف كثيف