هذا الكتاب ثمرة لأبحاث علماء فى أفرع معرفة ذات مناهج بينية أى متداخلة، مثل علم الإنسان والبيولوجيا التطورية وعلم طبائع البشر أو الإثولوجيا وعلوم الطب والنفس والفلسفة واللاهوت . يحاول هؤلاء العلماء ، دون تعرض لتقييم الدين نفسه ، أن يشرحوا سلوك المتدين من وجهة نظر تطورية ، ذلك أن السلوك الدينى ، كأى سلوك آخر ، له ارتباط بعوامل جسمانية وعقلية و بيئية تتعرض للتطور . يعرض الكتاب هكذا أفكارا متألقة خلابة بهدف أن يتوفر للقارئ فهم أفضل للظروف التى تجعل من ممارسة الدين صفة إنسانية تطورية ، تساعد على التكيف مع ظروف الحياة والوجود منذ ما قبل التاريخ حتى الآن ، فتتناول أبحاث العلماء فيه عمليات فيزيولوجية و وجدانية ومعرفية واجتماعية ، وما يحدث بين هذه العمليات من تفاعلات تؤدى إلى تبصرات أعمق فى السلوك الدينى .
يا لأهمية الموضوع الذي يطرحه الكتاب! ويا لجمال الأفكار المطروحة فيه للنقاش! في 19 بحثًا حول (نزعة التديّن البشري وتكوّن العقل الديني، وسرّ بقاء الدين مكونًا أساسيًا في حياة الفرد والمجتمع) يناقشها كتّاب الكتاب-وقد كان يومًا مؤتمرًا بحثيًا-من زوايا متعددّة مثل علم النفس، وعلم الأعصاب، والأنثروبولوجيا، والفلسفة وغيرها.... كان هذا كلّه كفيلاً بجعل الكتاب كنزًا معرفيًا، لولا الفشل الذريع في الترجمة، وعدم إيراد المصطلحات الإنجليزية الأصل، مما يعين في البحث والتوسّع أو الفهم (ولم أفلح في الوصول إلى نسخة من الأصل الإنجليزي على النت مما قد يساعد على المقارنة كما أفعل مع الكتب سيئة الترجمة). هذا بالإضافة إلى سوء إخراج الكتاب الذي جعل من كلّ بحثٍ وحدةً منفصلة لكاتبها، فازداد التكرار، وبقيت الصورة البحثية المقالية في النصّ بدلاً من جعله في صورة كتاب متكامل. بالكاد أتممته مستاءً وبمعاناةٍ شديدة وظمأ إلى حسن الفهم ورغبة في الاستزادة من المكتوب ، جعل ذلك منه في ذهني شذرات وأفكارًا مقطعة وليس كلًا متكاملاً. للأسف! هو كتاب أكاديمي على كلّ حال، ولا يتعرض لصحة الأديان بل لفهم آلية اعتناقها، وسرّ استقرارها وزيادة أتباعها. ويمكن الرجوع إليه لاحقًا في أبحاث مخصصة. ولعلّ الله يرزقني يومًا الأصل الإنجليزي و كتبًا أخرى في المجال.
كتاب ثقيل جداً مليء بالدراسات والمعلومات التي بحاجة إلى قراءة متأنية، لكن ما زاد عُسر القراءة سوءاً وجود ترجمة سيئة للكتاب، إذا ظفرت بالنسخة الأصلية فقراءتها أولى من قراءة هذا العمل المُشوه.
الأديان بدون شعائر سينقصها التأثير والعمق الانفعالي والقوة الدافعة، الشعائر الجماعية تعد شكلاً من فقدان الذات والتوحد مع الجماعة التي تستطيع تعزيز التماسك الاجتماعي وتحصيل مكاسب من التعاون، فالتدين له وظيفة بيولوجية تلزم أعضاءه بالعمل الجاد اتجاه أهداف مشتركة، ويجد فيه الفرد هويته الشخصية.
يساعد الدين على التغلب على مشاكل الموت والمرض والظلم بسبب افتراضه وجود معنى ونظام وتوجه في الكون مقابل الصدفة العمياء... العقائد التي يُنظر على أنها وهم قد يكون لها مزايا دنيوية لن ينفع معها التنوير ولا نقد الدين.
ينبغي أن لا يخلط المرء بين سؤال (لماذا يؤمن البشر بالرب) والذي موضوعه العلم الطبيعي والسيكولوجية التطورية إحدى إجاباته، وسؤال (هل يوجد إله) والذي يتجاوز مجال العلم التجريبي.
لا يُعلم على وجه التحديد متى نشأت فكرة عبادة السلف... بدأ الإدراك بأن المسنين يبقون أقوياء ويقدمون النصح بعد وفاتهم، هذا الإدراك ساهم في تقوية المجتمع عن طريق الحفاظ علم القواعد التقليدية بالرجوع إلى قائد سابق.... القصص المشتركة والذكريات المشتركة والحقائق المشتركة تقوي شخصية وهوية المجتمع.
ما يعيب هذا الكتاب الترجمه فقط يطرح افكار في قمه الروعه هل الدين له سبب تطوري مدموغ في جيناتنا ام هو تطور ثقافي مثله مثل اللغه اروع فصل في هذا الكتاب هو الفصل الاخير والذي يعتبر تجميع لجميع الافكار التي وردت في الكتاب ما أحزنني بشدة هو البعد التام لاي من العلماء العرب او المسلمين ( اذا وجدو في الاصل) عن هذا المجال الذي يعتبر حيوي ومهم في تاريخ تطور الاديان وسبب وجودها في المجمل كتاب موضوع مهم في مجاله