في مطلع بعض الروايات ، يكتب مؤلفها أنه غير مسئول إن حاكت أحداثها وشخوصها الواقع ، نافيًا عن نفسه ورطة مستقبلية ما ، يستدرج القارئ كي يتخطى بعض الإسقاطات التي قد تتطابق مع شخصية مشهورة ،أو زمان معروف أو وطن ليس بغريب عنهم تُقطع فيه الألسنة . أو يكتب تحذيرًا أن بها جرعة قاتلة من الأحزان ؛كي لايتناولها أصحاب النهنهات ؛فتصيبهم حساسية الدموع أما هنا وأنتم في حضرة المستقبل فلا يسعني سوى أن أخبركم بأن هذه القصة كُتبت لجيلٍ لم يأتِ بعد ،ولجيل يعيش الآن على قيد ماضيها ، لجيلٍ يراقب من الأعلى .. من الزمكان .. الأخير يترقب .. يجتهد في قنص أرواحكم .. ، ويعلقها في شجرة التفاح الزمكانيّة . هناك عدلٌّ ما يضمن لنا أخذ نصيبنا الكامل من السعادة قبل أن ندفع ثمنها موتًا، تأكد أن ما نقص من سعادتك أمام كفة الموت الثقيلة ، أخذتَه في حياةٍ قديمة لا تذكرها . وأن ما زاد من كفة سعادتك التي تذكرها ،هو ثمنٌ من التعاسة مدفوع مقدما فيما قبل الذاكرة “
هبة عيسى فنانة تشكيلية وروائية صدر لها عام 2015 رواية شيطلائكية ، 2016 رواية أزل ، 2017 المجموعة القصصية صفقة مع ذبابة ، تقييم معارضها الفنية من وحي رواياتها ،تكتب عن الماورائيات والفلسفة ، تؤمن بأن التغيير لا يتم إلا بتهذيب الوجدان من خلال الفن ، وتؤمن أيضا بأن الثقافة ماهي إلا قلمٌ يعانق فرشاة
الفكرة جديدة وفريدة. الكاتبة لها أسلوب مميز، وأصابع تكتب بشكل جميل، ولكن كانت الرواية ستكون أفضل لو أنها عرفت كيف تصوغ فكرتها، كيف ترتب فصول الرواية وكيف تكتبن تسلسل الأحداث. بالتأكيد سأعاود القراءة لعيسى، والتي كانت روايتها الثانية لا بأس بها.
"أَزَلْ" مش مجرد رواية او *حكاية* كمعظم الروايات فيها كم كبير من التشويق عن الماورائيات التشخيص و التجسيم لكل ما هو معنوى او حسى متوافق جدا مع حالة الرواية و التشبيهات اكثر من رائعه موضحه للموقف اكثر من شرح الموقف نفسه "السهل الممتنع" اقتباس جزء مهم من كتاب عن موضوع الرواية و الاستشهاد بالقرآن بيخلق ايمان بموضوع الرواية بيسهل للقارئ يعيش الرواية بكل تفاصيلها الرومانسية مالهاش اى وصف يكفى نقائها و نورانيتها و مقاومة كل ما هو أدمى و اخيرا النهاية تدل على مجتمعنا المتخلف و غياب العقل و انتشار النشوة بكل اشكالها على حساب الرحمة الرواية ككل تحفة أدبية رائعة و لها تأثير أروع..أكثر من أبدعتى كعادتك
رواية أزل للكاتبة هبة عيسى كتبت هذه الرواية وهي في ذروة الحزن على ما يحدث في سوريا عام 2014، وأيضا كتبتها في جيل لم يأت بعد، كما أن الكاتبة تكتب عن الماورئيات، وفي اهداءها: الى طفل من أطفال سوريا مات غرقا، تقول أن غرق البحر رحمة له من أهوال حياة لا ترحم.
هذه الرواية تتحدث عن عائلة في سوريا خُطف الأب عنوة من قبل تنظيمات داعش الإرهابية التي تنافي الإسلام بمسى الإسلام.
لم يكن بيد الأُم حيلة ولا تريد أن تبقى في هذه الدولة التي أصبحت مخيفة وتريد أن تترعرع فتياتها في بيئة آمنة، انتقلت الأم إلى الاسكندرية في مصر منذ عام 2015 حتى عام 2030 لم يكن لدى الأُم هم إلا أن تعمل حتى تنفق على فتياتها حتى يتزوجن.
في عام 2040 تدور أحداث الرواية الآن عن إنانا التي كانت مريضة بفقدان الذاكرة بسبب اكتئاب حاد فيما بعد وُضح أنه لم يكن مرض اكتئاب أو ما شابة فهي تمتلك روح شخص آخر كما سُمي بتناسخ الأرواح أي أن روحها تعيش في عالم آخر ولا تدري عما يحدث حولها، في نهاية الرواية شهدت الاسكندرية حالة انتحار الكاتب نزار التي تناسخت روحه وروح إنانا وتوفيت إنانا مخلفة وراءها أطفالها وألم في قلب زوجها .
الرواية رائعة و مشوقة و تكثر الاحداث فى نهايتها اتمنى ان نرى مؤلفات اخرى مثل هذة الرواية ولما حملته من فكرة شغلت بال المجتمع العلمى و هى ( تناسخ الأرواح )
أساس أي تقييم -من نظري- لأي عمل هو الفائدة الثقافية منه ،وإعتمد هذا العمل على الجانب الخيالي والإجتماعي والنفسي ،مع القليل من الحصيلة الثقافية ،ولهذا أخذا هذا التقييم .