بقراءة هذا الكتاب ستتضح لك الصورة الكبيرة التي من خلالها ستدرك بأن مشكلتنا الأساسية ليست حقا بالتعليم أو الصحة أو الاقتصاد أو المرور أو الأمن أو البيئة أو السياسة أو السياسة أو السياسة! فجميع شعوب العالم لديها مثل تلك المشاكل بل وأشد منها، لكنها تتفاوت في قدرتها على التعامل معها. لا توجد شعوب أقوى ولا أذكى من أخرى، فجميعنا خلقنا سواسية وفي أحسن تقويم، لكن كيفية تسخير تلك القوة واستغلال ذلك الذكاء هو ما يفرق بيننا، ولا يوجد مسخر وموجه للقوة والذكاء أهم من ثقافة المجتمع، إن وافقت الثقافة طموح المجتمع عاش الناس سعداء… وإن انحرفت ثقافتهم عن ما يطمحون له فكان الله في عونهم!
الفكرة الأساسية لكتاب الصورة الكبيرة: قراءة ثقافية للحالة الكويتية المعاصرة هي أن مشاكلنا وقضايانا المعاصرة ليست منفصلة عن بعضها البعض، بل هي ناشئة من مصدر واحد… وهو ثقافتنا. فهم تلك الثقافة، ومن ثم تغييرها، هي عملية معقدة وتحتاج لأخذ بضع خطوات للخلف من أجل النظر لصورتها الكبيرة من أجل أن ندرك ذلك التعقيد، وهذا ما يحاول الكتاب القيام به.
لا ينظر الكتاب لتلك الحالة الكويتية بالأسلوب الشعبي أو الإعلامي السائد، بل يحلل أسسها الثقافية والفكرية ويحاول تطبيق النظريات النقدية المعاصرة عليها، بأسلوب مبسط ولغة واضحة موجهة لعامة الجمهور. يضع الكتاب كذلك تصورا عاما لخطوات تكييف الثقافة حتى تتوافق مع طموح وتطلعات الناس، فإن وافقت الثقافة طموح المجتمع سيعيش الناس سعداء… وإن انحرفت الثقافة عن طموحهم سيحدث الخلل.
من المهم بالنسبة لي معرفة أوضاع و أحوال مجتمعنا من مختلف الاتجاهات حتى أرى الصورة كاملة و بموضوعية ، و هنا وجهة نظر ثقافية بعين ناقد فني هذه المرة ، و التي هي من الأهمية متساوية مع جوانب نقدية أخرى كالتحليل السياسي الذي دائما يطغى في معظم أخبارنا و أحاديثنا الكتاب جامع لمقالات مدون و بعض ردودها مكتوبة بلغة بسيطة بعيدة عن التكلف و المصطلحات الثقافية الأكاديمية ، تسلط الضوء من وجهة نظر فنية إبداعية و ثقافية تستطيع أن تستشف الخلفية الفكرية الثقافية و آراء الكاتب المدون على أبرز الأحداث المحلية و مدى تأثرها بأحداث إقليمية و عالمية التي جرت على المجتمع الكويتي بتعدد مسبباتها و اختلاف ظروفها . ...يؤمن بأن كل فكرة قابلة للنقاش و النقد و حتى التعديل مهما كانت تبدو منطقية ...نتشابه مع دول العالم بطموحنا و رغباتنا و مشاكلنا كشعوب لكن نختلف في كيفية التعامل و إيجاد الحلول حيث الثقافة العامة للمجتمع يدعم ليرتقي أو يتخلف و يجمد عن ركب التقدم ..السياسية و الإقتصاد و التعليم و إلخ ما هي إلا انعكاس الثقافة و القيم التي تربى عليهاالمجتمع و العكس صحيح هي أيضا عوامل أثرت على القيم الإنسانية العامة التي تعكس مفهوم الثقافة ... مقارنات موضوعية من وجه نظر ثقافية إبداعية بين الحراك الشعبي في الكويت و بعض دول الغرب كبريطانيا
.. حث و طلب من الشباب أن يكونوا هم القادة الحقيقيون لا أن يملى عليهم و تحركهم شخصيات أخرى لها أجنداتها الخاصة ، حيث قال" هم من لديهم الوعي و الإدراك الكافي الذي يؤهلهم لأن يقرأوا و يحللوا .. إلخ " ، هنا أختلف معه فما هي فئة الشباب العمرية و الفكرية/العلمية/المهارة الحياتية الذي قصدهم (بالوعي الكافي) و قد عرض لأحداث سواء بالجامعة أو خارجها كانوا هم أبطالها !!!
... حديث ذو شجون تتلمسها كمواطن همه الوطن و تتساءل إلى أين نتجه !؟
مواضيعه تجبرني أن أتبع نهاية قراءته بكتاب آخر هو نظرية الفوضى لمؤلفه James Gleick . شكرا د. مؤيد حسن .
في البداية كنت جدّ اترقب كتاب الدكتور مؤيد لكوني قرأت مقالات عديدة له وكان بعضها ذو محتوى معتبر جدًا.. ومن خلال قراءتي للكتاب أصبت بنوع من الاحباط مع الأسف لكون بعض مقالات الكتاب لا تعدو كونها محاولات للتذاكي أو مجرّد نقد لاذع لا يليق أو يرتقي لمحتوى الكتاب.. ولكون الكتاب عبارة عن مقالات من مدونة الدكتور على مدى 10 سنوات تجد تنوّع كبير في جودة المحتوى وحتى نوعية اللغة. إذا كان الكتاب فعلًا محاولة لقراءة الثقافة الكويتية كان الأجدر بالدكتور برأيي أن يبتعد عن اللهجة التي استخدمها في مقالات عديدة لكونها أوغلت في الخصوصية ومحاولة لتوثيق العبارات عوضًا عن كونها دراسة لمحتوى اللهجة نفسها.. كنت مترددًا نوعًا ما لكون الكتاب مقالات مدونة ولا ترقى لمقالات الصحف حتى تحتوي لغة صحيحة وسليمة ترقى بالكتاب، وأتمنى من الدكتور محاولة مراجعة المقالات وإعادة كتابتها حتى تكتسب نوعًا من الجدّية وليس كما بدا لي كما ذكرت..
من ناحية المحتوى نجد الكتاب ينتقل تدريجيًا ويرتقي تدريجيًا في المحتوى حتى الفصلين الثالث والرابع وهما الأفضل برأيي. ولكن لا يخلو الكتاب من بعض التناقض كون الكاتب ينتقد بشدّة "التظاهر والمظاهرات" ولكنه يمجّد في شخصية "Guy Fawkes" في مقالة أخرى وهو الذي حاول تفجير البرلمان البريطاني. كذلك لاحظت في الكتاب عقدة "الغرب أفضل منّا" وكل الاستدلال على خلل الثقافة الكويتية كان يقابله نموذج "مشرق" من الغرب وهذا الشيء بوجهة نظرية انهزامية غير مبررة. وفي بعض المقالات نجد الكاتب يجلد الذات الكويتية جلدًا مبرحًا وينتقد فيها الجهل وعدم الوعي و و و، ورغم أن الدكتور يقدّم بعض الحلول، لكن بدا لي أن التركيز ينصبّ على الخلل، وليس على الحل. كذلك لاحظت أن الكاتب حصر نفسه في مسألة أن كل خلل سياسي في البلد هو في "ثقافة الناخب/الشعب" وليس خلل إجرائي أو في سياسة الدولة رغم اتفاقي معه على هذا الخلل في ثقافة الناخب أو السياسي، لكن ذلك الاختزال حتى في بعض العبارات أو التصنيفات كان مجحفًا ومتعاليًا في بعض الأحيان..
لكنّه في نهايته يقدّم أفكار معتبرة وذات محتوى لا يمكن إغفاله "وكل إنسان يؤخذ من كلامه ويُردّ"..
المشكلة ان قراء هذا الكتاب اغلبهم يعرفون هذه المشاكل ، اتحدث عن نفسي لم اقرأ شيء لم افكر فيه سابقا عن مجتمعنا الاستهلاكي غير المنتج وعن الثقافة العامة و "ثقافة الشطارة" جيد اني قرأت الكتاب واكتشفت بعض المسميات و اصول بعض الظواهر.. لكن من لا يقرأ يجب ان يقرأ :) علّ الصورة الكبيرة تتضح لهم و يدركوا خطر افعالهم..