كاتبة وناقدة أدبية. نالت دكتوراه في الدراسات الاسلامية من جامعة السوربون ـ باريس. وعملت في حقل التربية والتعليم الجامعي. • حاضرت في عدد من الجامعات (تونس، اليمن، باريس) وشاركت في مؤتمرات وندوات أدبية وفكرية في أكثر من بلد عربي وغربي. • نالت جائزة مؤسسة العويس الثقافية لعام 1992-1993، في "حقل الأبحاث الأدبيّة والنقديّة". كما حصلت على عدد من الشهادات والدروع التقديريّة. • كتبت المقالة والدراسة لأكثر من صحيفة ومجلة لبنانية وعربية، وكان لها مواقف وآراء في السجال الذي دار، زمن الحرب اللبنانية، حول علاقة الأدب بالسياسة. • عضو فاعل وعضو استشاري في أكثر من مؤسسة ومجلة ثقافية أدبية عربية. • عضو ورئيسة لأكثر من لجنة تحكيم آخرها جائزة البوكر للرواية العربية. • تركز بحثها مؤخراً حول العلاقة بين المرجع الحي وروائية الرواية العربية. 2008 اختيرت رئيسة للجنة تحكيم النسخة الثانية لجائزة البوكر العربية.
في (زمن المتاهة) تخصص الكاتبة هذا الجزء الثاني من سيرتها لمأساة الحرب الأهلية اللبنانية ومعايشتها لها منذ أواخر سبعينات القرن الماضي مروراً بعقد الثمانينات ، واختيارها أن تعيش يوميات الدمار والرعب والمطاردة في لبنان بدلاً من السلامة والرفاه في حي من أحياء باريس . كانت الطائفية بأحزابها المتناحرة وبشاعاتها تنخز فيها عصباً مؤلماً ، هي الكارهة للتصنيفات والطوائف والداعية دوماً إلى ولاء واحد ووطن واحد تذوب فيه الفروقات والأديان والمذاهب . ولكن أحلام يمنى العيد كانت أضيق من فسحة واقع قلما يتغيّر . في (زمن المتاهة) هناك روايات عن القتلة وعن المقتولين بدم بارد من أصدقاء الدرب والقلم ، ووصف لمواجهات وقذائف ومجازر وبيوت تتهدم وحياة دون مستوى العيش ، حيث بيروت تتناهشها المليشيات والأحزاب والانقسامات قبل الاجتياح الاسرائيلي وبعده . لقد " انهار الموقف وتراجع المنظور البطولي في سرد الحكاية وتقدم المشهد ، مشهد الدمار ، دمار القيم والناس والحياة . وكأن مشهد الدمار معادلٌ نقديّ لحرب سقطت في وحلها ، وضاعت فيها هوية الذات والتبست " . هكذا تستبصر يمنى العيد الحدث من بؤرته . تقول الكاتبة قرابة نهاية الجزء الثاني من سيرتها وسيرة وطنها : " أكثر من ثلاثين عاماً وأنا أمارس النقد بصفته نضالاً من أجل المعرفة والتحرر " . ويبدو أن هذا الطريق لم يكن مجرد مهنة أو انتماء لمؤسسة تعليمية أو ثقافية ، وإنما كان مشواراً روحياً لتحرير الأنثى من ضعفها وهوانها في مجتمع ذكوري صارم ، ونضالاً فكرياً لفتح نوافذ أخرى تكرّس التعددية والقبول ، وكان أيضاً كدحاً جميلاً واجتهاداً في معرفة الذات والآخر .