Jump to ratings and reviews
Rate this book

بيلينسكي

Rate this book
يحتل النقد منزلة بارزة في عملية التطور الأدبي لدى الشعوب والأمم، وتظل أسماء النقاد الكبار حية عبر العصور والأزمان باعتبار نتاجهم منهلاً لا ينضب لكل من يهوى دراسة تاريخ الأدب ونظرياته والمفاهيم المتباينة التي طرأت عليه، ولا حاجة بنا لذكر مشاهيرهم ابتداء من أرسطو وأفلاطون وانتهاء بوقتنا الحاضر: فالمتتبع لهذا الموضوع لا بد أن يكون على علم بهم وبشيء من أعمالهم النقدية.

ولكن البعض منهم-ونخص بالذكر بيلينسكي-لازالوا مجهولي الهوية لدى القارئ العربي فقلما نعثر على ذكر لاسمه أو نتاجاته في المجلات أو الكتب النقدية، وإذا وجدت فهي من النزر القليل التي ظهرت في فترات متباعدة. فقد نشرت مجلة "المجلة" في أواسط الخمسينيات شيئاُ عن حياة بيلينسكي وأعماله وترجمت مجلة "المثقف العربي" العراقية في مطلع السبعينات مقالة عن "القصة الروسية وقصص غوغول".

أما الكتب النقدية فلم يتعرض له منها سوى كتاب "في سبيل الواقعية" للافرتسكي و"الواقعية اليوم وأبدأ" لبورسوف وهذا من الكتابات وضعهما ناقدان سوفياتيان، ولا يوجد بحسب علمنا سوى هذه الكتابات القليلة حول ناقد يعتبر من أعلام النقد الروسي ومؤسسيه في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

ومن هنا جاءت مبادرة الدكتورة "حياة شرارة" للكتابة عنه وتعريف القارئ بحياته ونتاجاته النقدية، كما اهتمت الكاتبة بتفصيل القول في آرائه بخصوص الرواية ونشأتها وتطورها والدور الكبير الذي أصبحت تحظى به مقارنة مع الأجناس الأدبية الأخرى، بينما تكلمت كلاماً موجزاً حول شعراء القرن الثامن عشر ومستهل القرن التاسع عشر مكتفية بتبيان دورهم التاريخي في تطوير الحركة الأدبية والإضافات الفنية الجديدة التي رفدت الحياة الثقافية بها قبيل تبلور الواقعية النقدية كاتجاه أدبي محدد السمات على يدي بوشكين وليدمنتوف وغوغول بصورة خاصة.

أما الأدباء الثلاثة الآخرون فقد تناولتهم الباحثة بشيء من الإسهاب باعتبارهم من أعلام الأدب الروسي في النصف الأول من القرن التاسع عشر ولتركيز بيلبنسكي عليهم، ولا سيما بوشكين وغوغول، في مقالات عديدة لإبراز منزلتهم الكبيرة في إغناء الأدب الروسي وإخراجه من إطاره القومي الضيق إلى رحاب الأدب العالمي.

180 pages

First published January 1, 1979

79 people want to read

About the author

حياة شرارة

15 books41 followers
ولدت حياة شرارة في عام 1935 بمدينة النجف وأكملت دراستها الثانوية في بغداد ثم سافرت بسبب الظروف السياسية في العراق في العقد الاخير من الخمسينيات الى سورية ومصر حيث التحقت بقسم اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة. وعادت الى العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ، وفي عام 1961 جاءت الى موسكو.
نشأت حياة في مدينة النجف المقدسة في بيت والدها محمد شرارة الاديب والشاعر الذي كان يرتاده الشعراء والكتاب والمثقفون وتدور فيه النقاشات حول قضايا الادب.
لكن الاحداث السياسية العاصفة في العراق في اواخر الاربعينيات من القرن الماضي جعلت حياة تشاهد مآسي الشعب العراقي واعتقال والدها وفقدانه لعمله.وبعد اطلاق سراحه ادين من قبل المحكمة العسكرية وحكم عليه بالسجن عدة اشهر بسبب انتمائه لحركة " انصار السلام". ومن ثم غادر محمد شرارة العراق الى لبنان في عام 1954 للأقامة الدائمة هناك. اما حياة التي انتظمت آنذاك في صفوف الحركة اليسارية ، فسافرت هربا من ملاحقة السلطات الى سورية ومنها الى مصر حيث التحقت بجامعة القاهرة للدراسة في قسم اللغة الانجليزية. وعادت حياة الى بغداد مع والدها بعد ثورة 14 تموز/يوليو عام 1958 وسقوط الملكية. والتحقت بجامعة بغداد وتخرجت منها في عام 1960 لكي تسافر الى موسكو من اجل مواصلة الدراسة العالية في جامعة موسكو
وبعد عودتها الى العراق عملت في جامعة بغداد فترة من الزمن حتى بدأت السلطات ملاحقتها بالرغم من محاولتها عدم الاعراب عن مواقفها من سياسة الحكومات آنذاك. وانصرفت الى التأليف والترجمة. فنشرت مقالات مثل "تأملات في الشعر الروسي" (1981) و" غريب في المدينة" ومسرحية " المفتش العام " لجوجول و"يسينين في الربوع العربية"(1989) و"ديوان الشعر الروسي"(1983) و"مذكرات صياد"(1984) و" رودين " و"عش النبلاء" لأيفان تورجينيف و" مسرحيات بوشكين "(1986) و"تولستوي فنانا". وتعتبر دراستها "صفحات من سيرة نازك الملائكة" الشاعرة المجددة التي عرفتها منذ الطفولة من البحوث المميزة عن نشأة حركة الشعر الحر في العراق. كما نشرت بعد وفاتها رواية " اذا الايام اغسقت" عن مصاعب الحياة الجامعية في بغداد. ولديها رواية لم تنشر بعنوان" وميض برق بعيد" ومجموعات قصصية. ونشرت في الصحف العراقية والعربية مقالات كثيرة حول الادب والشعر
وفي اول أغسطس/آب 1997 وقع انفجار انبوبة الغاز في بيتها الذي ادى الى مصرعها مع ابنتها الكبرى مها، بينما اصيبت ابنتها الصغرى زينب. وفيما بعد قيل ان الحادث كان مدبرا من جهة ما. وهكذا انتهى درب الالام الذي مضت فيه هذه الاديبة العراقية المبدعة بشكل مأساوي

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
2 (20%)
4 stars
3 (30%)
3 stars
3 (30%)
2 stars
1 (10%)
1 star
1 (10%)
Displaying 1 - 3 of 3 reviews
Profile Image for دايس محمد.
196 reviews213 followers
September 6, 2016
تسعى حياة شرارة في هذا الكتاب إلى سرد أبرز أفكار الناقد الروسي بيلينسكي، وأبرز المواقف الحياتية والفكرية التي أثّرت عليه، سواءً على المستوى الشخصي أو الوطني، فقد مرت ببيلينسكي عدة تحولات فكرية هامة أثّرت على رأيه حول الأدب الروسي وقراءاته لهذا الأدب، فقد بدأ ليبرالياً مؤيداً لحركة الديمسبريين عام خمسة وعشرين من القرن التاسع عشر، وانتهى به الأمر إلى أن صار ديمقراطياً ثورياً، يدعو إلى خلخلة الأنظمة الاجتماعية والسياسية في روسيا القيصرية، مما أدى إلى نقمة السلطات الروسية عليه، مسترشداً في آرائه عدة فلاسفة ألمان وفرنسيين، مثل فيخته وشيللنج وهيغل، حيث أثرت هؤلاء في قراءاته للأدب الروسي والواقع الاجتماعي، فلم يناقش في مجمل أبحاثه القضايا الفنية لهذا الأدب بقدر ما ناقش إسهامات هذه الأعمال وكتابها ودورهم في الحياة الاجتماعية الروسية.
أسس بيلينسكي مدرسة النقد الروسي كما فعل صديقه بوشكين الذي يراه أبو الأدب الروسي في القرن الثامن عشر، فكانت مدرسته النقدية في آخر ملامحها تغرف من أفكار هيغل والثوريين الطوباويين، حيث يرى أن الأدب ناتج الظروف الاجتماعية والتاريخية في المجتمعات، وعليه أن يكون أحد محركات هذه الظروف والسعي في تغييرها، وأن الأدب المحايد أو المبتعد عن الواقع الاجتماعي سرعان ما يذبل وينتهي أثره ولا يعود لوجوده أي قيمة، فمهمة الأدب هي الفضح وتصوير الواقع في عالم خيالي متكامل الأركان لا يعكس صورة الواقع وإنما يقدّم رأياً وقراءةً لهذا الواقع، وتبنى هذه الرؤية بعد ظهور أعمال غوغول بالذات ثم ظهور أعمال تورغينيف ودوستويفسكي، على أن هذا الرأي ناقش من خلاله المزايا الفنية للأعمال والقيم الجمالية، وبذا أسس نظريةً أدبيةً روسيةً خالصة، ولأجل اكتمال هذه المدرسة ناقش الواقع الاجتماعي الروسي والتاريخي كذلك، من خلال دراسات تتعاطى تاريخ الأدب الروسي والمؤثرات الأوروبية عليه، حيث ختم أن المراحل التي سبقت بوشكين كانت عبارة عن مجاراةٍ للأدب الروسي، والمحاولات التي سبقت كارامزين كانت عبارة عن تقليد أعمى للأدب الروسي في مرحلتيه الكلاسيكية وأدب القرون الوسطى، وكلا الأدبين فيهما ما لا يمكن الوصول إليه في زمانه، وذلك لأن هاتين المدرستين تسعيان لخلق نماذج أخلاقية تبشر بالحقيقة المطلقة والتي يرى صعوبة الوصول إليها في عمل أدبي دون أن يفقد هذا الأدب قيمته الفنية والاجتماعية، فقد كان يؤمن بشعبية الأدب ويرى أن مفهوم الشعبية هو التعبير عن الواقع الشعبي وعكس الصراعات والتناقضات التي تختفي تحت سطح الحياة اليومية، وهذا ما فعله غوغول وقبله بوشكين وليرمنتوف.
ينهي بيلينسكي آراءه النقدية بإقراره أن الأدب الروسي ظهر كنتيجة الإصلاحات السياسية التي قادها بطرس الأكبر في بدايات القرن الثامن عشر، وأن هذا النتاج كان ضرورةً حتميةً باعتبار الأدب متأثر بالواقع السياسي والاجتماعي، وبذا فإنه يقدّم نقداً للمدرسة الرومانتيكية التي تغفل أي جانب آخر سوى العوالم الذاتية والعالم الطبيعي، لذا فهي مدرسة متهافتة تتساقط مع أول ضربة من ضربات النقد، غير أن هذه المدرسة بطريقةٍ أو بأخرى أسهمت في بث الروح بشكلٍ واضحٍ في الأدب الروسي وأسهمت في تطوير اللغة الأدبية الروسية والتي كانت لغةً نخبوية جامدة لا روح فيها إلا بالنسبة لطبقة النبلاء في المجتمع، وبذا فإن ما فعله كارامزين من تطوير اللغة الأدبية وإدخال كلمات واشتقاقات لغوية، والاستفادة من اللغة اليومية ساهم في أمرين الأول تحرير اللغة الروسية من هيمنة اللغة اللاتينية واللغات السلافية، والأمر الآخر نقل الأدب الروسي إلى الشارع اليومي، والذي صار لاهثاً خلف الأدب بعد نشر غوغول أولى قصصه.
ويرى بيلينسكي أن بوشكين هو الأب الحقيقي للأدب الروسي وواضع اللبنات الأولى لظهور المدرسة الطبيعية أي المدرسة الواقعية النقدية، كما تسميها حياة شرارة في كتابها عن الأدب الروسي، ويضيف في رأيه حول بوشكين بأنه شاعرٌ عظيم وعالمي، وأن المجتمعات لا تستطيع تقديم شاعر أو أديب كبير وعالمي دون أن يكون لهذه المجتمعات حضور على المشهد العالمي السياسي، وحياة أدبية متحركة ومتجددة وخلاقة في الأصل، وبالعودة إلى تاريخ بوشكين فقد شق طريقه بين عدة شعراء عظام من معاصريه، وبذا فإن قدراته الفنية التي فاقت هؤلاء وسعيه الحثيث إلى روسنة الأدب، ساعده في الحضور العالمي كأحد أعظم الشعراء، ويرى بيلينسكي في بوشكين شاعراً يفوق حتى غوته وشيللر الألمانيين، وذلك لأنه تجاوز الغنائية التي تعتبر واحدً من مثالب الشعر، ودخل به إلى مرحلة الواقعية، حيث تحولت القصيدة إلى خالق لليومي من أفكار وصور ومشاعر ورؤى.
Displaying 1 - 3 of 3 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.