تأتى رواية “العجوزان” للكاتب المصرى جار النبى الحلو تتويجًا لمسيرة نصف قرن من الكتابة، والدأب بمهارة وهدوء على استئناس السرد، وتخليصه من نثر الحياة، ليصير شعرًا وإن لم يدّع ـ النص ـ ذلك. رواية “العجوزان” التى صدرت فى سلسلة “روايات الهلال” (يناير 2016) تلخص فى صفحات قليلة ومشاهد محكمة لا زوائد فيها، حالة إنسانية خاصة، علاقة صداقة ممتدة بين عجوزين، شهد كلاهما كيف يتقدم زميله، زميل الدراسة والصبا، فى السن، وصولاً إلى جوانب من أيام ثورة 25 يناير، بدون هتافات ولا كلام كبير، فقط الآثار الإنسانية والنفسية لعجوزين فى مدينة صناعية يراقبان العالم وهو يتغير من حولهم.
صدر للكاتب:- • القبيح والوردة – قصص قصيرة – دار شهدي 1984 • طعم القرنفل – قصص قصيرة – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1986 – طبعة ثانية مكتبة الأسرة 2000 • الحدوتة في الشمس – قصص قصيرة – دار الغد 1989 • طائر فضي – قصص قصيرة – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1990 – طبعة ثانية 2001 • حلم علي نهر – رواية – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993 – طبعة ثانية – مكتبة الأسرة 1999 • قمع الهوى – قصص – دار ومطابع المستقبل 1994 • حكايات جار النبي الحلو – حكايات – الهيئة العامة لقصور الثقافة 1997 – طبعة ثانية مكتبة الأسرة 2004 • حجرة فوق سطح – رواية – المجلس الأعلى للثقافة 1999 • قمر الشتاء – رواية – المجلس الأعلى للثقافة 2003 • حلم علي نهر – رواية – طبعة ثالثة – دار أرابيسك – 2009 • عطر قديم – رواية – طبعة أولى – دار المحروسة - 2010
*كتب للأطفال :- • محاكمة في حديقة الحيوان – رواية – أبو ظبي 1992 • قط سيامي جميل – قصص – كتاب قطر الندى • ليلة سعيدة يا جدتي – قصص – كتاب قطر الندى 2003 • الكتكوت ليس كلباً – قصة – دار الشروق 2003 • أنا ومراكب أبي – قصة – دار الشروق 2009
*مسلسلات تليفزيونية للطفل
• أصيل في أرض النخيل .. ثلاثون حلقة • أصيل في السيرك الكبير .. ثلاثون حلقة • حكايات منسية .. 15 حلقة • كنز الواحة 15 حلقة عرائس • فرس يدق الجرس ..15حلقة عرائس وبشرى • حدوتة في حدوتة ..30حلقة بشرى ، عرائس ، مسرح أسود • الجبرتي ..15حلقة عرائس • حواديت جميلة 30حلقة – كارتون • طيور صغيرة .. فيلم أطفال .. 35 دقيقة • ريش الطاووس .. فيلم أطفال
*جوائز وشهادات تقدير :
• حصلت المسلسلات على جوائز ذهبية وفضية وبرونزية في مهرجانات القاهرة لسينما الأطفال ومهرجانات الإذاعة والتليفزيون • شهادة تقدير لإبداعه المتميز عن سيناريو " حكايات منسية " – مهرجان الإذاعة والتليفزيون1996 • الميدالية الذهبية – مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون1996 • شهادة تقدير من السيدة سوزان مبارك للأداء المتميز في دعم ثقافة الطفل 1997 • تكريم من جمعية المسرحيين – دولة الإمارات العربية المتحدة – في مهرجان الشارقة المسرحى1997 • شهادة تقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة – الإسكندرية -1999 • تكريم من صوت القاهرة – اتحاد الإذاعة والتليفزيون – لحصول مسلسل الجبرتي على الجائزة الذهبية 1999 • جائزة التفوق من الهيئة العامة لقصور الثقافة – مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم – مرسى مطروح 2000 • الجائزة الأولى محترفين عن قصة " الكتكوت ليس كلبا " 2003 • فيلم " طيور صغيرة " حصل على الجوائز الآتية : - الجائزة الذهبية للأفلام القصيرة – في مهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل – 2008 - الجائزة ا
توقعت منها الكثير، ومع الأسف وجدت صعوبة شديدة في متابعة القصص وما يحدث بها.
هناك مشكلة في روي الحكايات، صوت الراوي الأساسي غير واضح. أحسست بضياعه وسط رويه لحكاياته وحكايات كل من حوله. لم أجد لشخصيته ملامح واضحة أستطيع ان أجد بها ما يجعلني أتعلق به او حتى بالشخصيات الاخرى. أنهيتها بصعوبة
هناك طريقة ذكيّة يعرف بها الكتّاب والروائيون المحترفون كيف يكتبون رواياتهم، أشعر أحيانًا أن لهذه الطريقة علاقة بالسن، فبعد مضي عدد معين من السنين والأحلام والكتابة الحلوة، يتمكن الكاتب من أن يضع الشخصيات حيّة في الورق ويكتب عددًا قليلاً من الكلمات حولها، ويرصد بعض المشاهد بذكاء، ليصوغ رواية قصيرة في 100 صفحة، تنضب بالحياة والجمال .. مثلما فعل ويفعل جار النبي في رواياته دومًا،،،، هذه الرواية القصيرة الجميلة ذكرتني برواية محمد عفيفي الآسرة "ترانيم في ظل تمارا" .. كما ذكرتني برواية أصلان البديعة "حجراتان وصالة . شكرًا جار النبي، والله يسامحك يا روايات الهلال :)
أنتهيت منها وعبارة "يعيش الشاب على الأحلام و الشيخ على الذكرى " ترن في عقلي وتختصر معنى هذه القصة. -المصافحة والمعرفة الأولى للكاتب والكتاب، على الرغم من قصرها خطفت قلبي وذاب شعوري على العجوزان بروح الشباب. صداقة تمضي بدفء وتفاهم و ود حتى عمر المشيب لعمري صداقة ثمينة ونادرة. كم من رفيق وفايز موجودٌ الآن؟ أتسأل.. -أعتقد بأنني أحببتها جداً
قلما تشعر بأنك رائق، بأنك أمام حالة تجدها متفردة من الكتابة، فلا تملك إلا أن تصفو. برأيي إن البساطة هي قلب الجمال وعقله؛ من السهل أن تكتب كلامًا مُنمقًا، معقدًا لا يفهمه الناس ويغُرهم صعوبة اللفظ فيصفقون، ثم ما يلبثوا أن ينسوا كل ما كتب أو قيل، ولكن من الصعب حقًا أن تكتب بأسلوب بسيط عن أشياء عميقة تمس حياة قارئيك.
أحن دائمًا لهذا المشهد القديم، «ساعة العصاري» وأنا جالسة في شرفة الجدة، وأجد بي لهفة لكوب من الشاي «المظبوط» من يد جدتي، خلفي الشيخ نصر الدين طوبار يشدو «يسبح لله في العش الطيور ترسل الألحان عطرًا في الزهور تصنع العش وتسعى في البكور»، ممسكةً بكتاب حلو، رائق، قلما جعلني كتاب غارقة في هذه الحالة الماتعة الآن، رواية «العجوزان» واحدة من ثلاثة كتب حتى الآن تنجح معي في هذا الإغراق الذي أشتاق له وأبحث عنه دومًا.
كلمات بسيطة جدًّا هي ما نحتاجه فقط لنكتب شيئًا عظيمًا يذيب القلب، وتتوحد معه النفس، وتدمع له العين أحيانًا، هذه الكتابة لا يصلح لها أي كاتب حقًا، وإن حاول الكثير جهدهم، فلن يصلوا بسهولة إلى هذه الدرجة من «الروقان»، هذه الكتابة الشبيهة بـ«طبخة مستوية على نار هادية».
في هذه النوفيلا التي من شدة بساطتها هي جميلة، الصادرة في سلسلة روايات الهلال (يناير 2016)، يحكي جار النبي الحلو –الذي منذ قرأت اسمه فقط أيقنت أن ما سأقرؤه سيكون طيبًا كهذا الاسم الذي أحببته وحلا لي أن أردده كثيرًا– عن الحياة في فلكها الدوار، عن وحدة النهايات، وعن الصداقة وما فيها من علاقة إنسانية مميزة تستطيع ولو لقليل من الوقت أن تهزم هذا الفلك الدوار، توقفه قليلًا ليعيش الأصدقاء بصحبة حكاياتهم الطيبة.
لو سألني أحد «ماذا تودين أن تفعلي في سن التقاعد؟!»، سأجيبه بأني لن أتمنى أكثر من بيت له حديقة صغيرة مليئة بالزهور مختلفة الألوان، وشجيرات تعطي ثمارًا قليلة، وكثير من الكتب، وشريك حياة وصديق محب لا يتركني، أجد فيه العزاء والونس، «حبيب مخلص يحبك يكون على العهد باق»، لا أكثر من هذا.
بلغة مناسبة للمعنى بغير إخلال ومفردات بسيطة تكون جملًا قصيرة رشيقة، تخرج الحكايات على صفحات الرواية متدفقة كأنها مستمدة من حكايات الجدة، فجار النبي الحلو حكَّاء، لكنه يرى العالم بدهشة طفل، يحكي عن مواقف إنسانية عايشها من يحكيها، عبر سرد قائم على الحكي أشبه بقصص قصيرة ولكنها متماسكة، تستلم كل شخصية الدور فتحكي، وتنصب الحكايات على بعضهم البعض عن شخصيات مهمة في حياة كل واحد، توثق لنا علاقة العجوزين تارة، وتحكي لنا عن مشاعر إنسانية تارة أخرى، وتنصب معظم المواقف في روح «فايز».
«ذات مرة شرح لي «رفيقي» يعني أخويا، لا أحد يطل عليَّ في الدنيا سواه، أطلب من الله أن أموت قبله».
«فايز» الطفل العجوز الذي فاز بـ«رفيق» المحب المخلص لصديقه، عجوزان قاربت بينهما الوحدة وتفرق الأهل وانشغال الأبناء، حتى يصير كل واحد منهما أسرة الآخر، يساعدان بعضهما على تجاوز الأيام الطويلة التي تصحب الشيخوخة وتغير الصحة، صديقان يشكلان روحًا واحدة مشبوكة في عقدين، «وصرت والعجوز توأمين يتهامس الناس عليهما»، يحملان عن بعضهم بعض القلق والألم، يحتفظ كلاهما بالقدر نفسه من المشاعر تجاه الآخر، كأغنية حلوة اللحن والكلمات مضت بهما الأيام «يا صديقي مد إيدك جرحي جرحك عيدي عيدك».
ثم في مشهد أشبه بنهاية فيلم دم الغزال، وفجأة وبدون مقدمات يختفي رفيق ويبح صوت فايز في النداء عليه بلا فائدة.
«وقد أصبح الاثنان عاجزين عن زيارة أحدهما للآخر. أطل فايز من الشرفة على رفيقه بأسى ثم انسحب إلى داخل الشقة. وقف رفيق تمامًا في منتصف الشارع الضيق قبل كشك ياسمين وأخذ يطل على بلكونة فايز. تردد ثم مشى بعرج ملحوظ وتهدل في كتفه. وقف على ناصية الشارع لحظات ثم اختفى». «لا تخافي أصبحت شابًّا، بعد شيبتي رأيت ثورة»
كانت هذه الانتقالة مفاجئة، لم أستطع أن أغالب دمعة سقطت على ذكرى الثورة حين أسقط الشباب النظام، يحكي جار النبي عن مشاعر العجوزين وعن مشاركتهم في الثورة، عن عودة الشباب والأحلام.
«مليون شاب في الميدان! ذات الميدان الذي وقفنا فيه ونحن طلبة، ذات الميدان الذي مارسنا فيه حب البنات وتبادل المنشورات. ارتديت ملابسي كيفما اتفق. هرولت إلى الشارع، بين الآلاف. رأيت عيونًا أعرفها وأحلامًا استيقظت فجأة. رأيت زوجتي وأجدادي وأعمامي وأحفادي وأبي وأمي.. وزملاء السياسة والشبان جميعًا يجرون. لم أشعر بآلام ظهري أو ضربات قلبي أو أعراض ضغط الدم اللعين. أخذني في حضنه، فايز كيف التقينا رغم الحشود! واحتضنني طويلًا ثم سألني بغتة: هل تصدق؟». الحماس الذي طال الكبار قبل الصغار؛ مقدرين انفتاح النافذة مرة أخرى على الحلم، على المستقبل الملون بدم الشهداء «عملوها أولاد التحرير، وزعقت بكل ما أملك: مشي مشي!». بانتهاء قراءتي لهذه النوفيللا الجميلة، أتمنى للكاتب جار النبي الحلو كما تمنى لنفسه «أحلم أن أظل في الذاكرة كحدوتة شعبية».
الريفيو هيكون نفس بوست سطور بتاريخ 6/3/2019 سكان كوكب #سطور الكرام حان الان موعدنا اليومى وكتاب جديد فى #كل_يوم_كتاب_مع_زهرة والنهاردة اخترت لكم رواية عن الصداقة رواية العجوزان ل جار النبى الحلو عن اصدقاء الصبا...والعشرة الحلوة والصداقة الى بتوصل ان الديق يبقى عصب واهل لما الاهل يروحو والصغار يكبرو وينشغلو عن الاباء عن رفيق...وفايز 2 صحاب من الزمن الجميل الناس الى بنشوفها ف الافلام العربى القديمة الى بيعرفو الاصول...الجدعان الى ساندين بعض بنشوف بعيون الجار(الى اتخدعت فيه ف الاول وافتكرته البطل) قطوف من الحكاية بنشوف عزيز...الشيخ الكبير الى بينقل بيت جديد لمجرد انه يكون قريب من رفيق صاحبه بنشوف حكاية الشارع الهادى بنعيش معاه فرحته بدقة قلب فى الشيخوخة مع ياسمين صاحبة الكشك وبنعيش معاه وجع المرض ووجع قلبه على صاحبه الى اختفى وبنضحك معاه على خوفه من فرخة دخلت بالغلط بنشوف رفيق وبنسمع حكايته من اول م كان شاب حليوة بيسبسب شعره وبنشوفه ف اواخر الشيخوخة تفانيه ف خدمة ومراعاة عزيز صاحبه وقفته جنبه ف ازمة مرضه ضحكه المستمر على كل شئ واى شئ وكلمة(ساحكى لك حكاية طريفة) الى بيخرج بيها من مواقف بايخة كتير الرواية مكتوبة باسلوب لطيف تعدد الرواة كان جميل جدا اللغة سلسلة والشجن موجود على مدار الرواية رواية عجبتنى جدا الرواية متوفرة الكترونيا على الرابط دة https://bit.ly/2ER7wJ8 رواية قصيرة...ممتعة للغاية بكدة انتهى كلامى عن كتاب النهاردة استنونى بكرة وكتاب جديد فى#كل_يوم_كتاب_مع_زهرة دمتم بود دمتم قراء الرواية تجربة اولى مع الكاتب واستمتعت بيها جدا اربعة نجوم مستحقة انتهى الريفيو #الكتاب_رقم_6_لسنة_2019 #نوفيلا
فايز ورفيق صداقة وأخوة ومحبة صادقة نموذج مدهش من الصداقة في انتظار الموت القادم لا محالة، استرجاع الذكريات وايام الطفولة والشباب وثورة يناير،
"أطل فايز من الشرفة على رفيقه بأسى ثم انسحب إلى داخل الشقة. وقف رفيق تماما في منتصف الشارع الضيق قبل كشك ياسمين وأخذ يطل على بلكونة فايز. تردد ثم مشى بعرج ملحوظ وتهدل في كتفه. وقف على ناصية الشارع لحظات ثم اختفى."
تسأله ابنته إن كان في خير فيقول لها “لا تخافي أصبحت شابا.. بعد شيبتي رأيت ثورة.”
كاتبنا المبدع يشيد من التفاصيل البسيطة، والأحداث العادية، نصًا روائيًا شديد العذوبة
العجوزان لجار النبي الحلو وطن يشيخ... ورفيق يغيب، وعالم يركض في مضمار بعيد...
في روايته الأحدث، العجوزان، الصادرة عام 2016 عن دار الهلال، يواصل الكاتب القدير جار النبي الحلو الكشف عن قدرته الفريدة على المشي فوق الخيط الرفيع المشدود بين خطّي الزمان والمكان، فيشيد من التفاصيل البسيطة، والأحداث العادية، نصًا روائيًا شديد العذوبة. هو واحد من جيل الآباء في الكتابة الروائية والقصصية، ولعل أحد أهم سمات هذا الجيل في الكتابة، هو عنصر الأصالة، فالنص شديد الالتصاق بالواقع، سهل ممتنع، بحيث تسهل حكايته وتصعب كتابته بهذا النسق، الشخوص حقيقيون، كلهم يشبهون الأب والجد والعم والخال من حولنا وفي شرفات ذاكرتنا، ولكنهم في ذات الوقت؛ يعبرون عن انعكاسات متباينة يلتقط منها الكاتب صورته عبر مرايا الزمن. وكم كان من المدهش أن يأتي نصنا هذا بمثل هذا الزخم في التفاصيل وبكل هذه الدفقات الدافئة من المشاعر، في حدود مائة صفحة! مائة صفحة فقط كانت كفيلة بتسييل الزمن، يطوعه الكاتب ليصبغ به حواف صفحات نطالع من خلالها علاقة إنسانية شديدة الخصوصية، امتدت لما يزيد على خمسة عقود من الزمن. المكان بطل أساسي كعادة أعمال الكاتب، وهو كعادته التي يمليها عليه الانتماء لعالمٍ صغير ينجح كل مرة في مطّ حدوده بحيث ينقل عبر حواريه وشوارعه ووجوه ساكنيه صورة مصغرة للعالم، يجعل من المحلة بطلاً مكانيًا للرواية. فيما ينساب الزمن كنهر أسفل الأحداث المحركة للنص. فايز وفايق، عجوزان وحيدان، تسربت من مسامهما كل دوافع الحياة، وتشابهت في عيونهما المشاهد عقب نوبات متتالية من الفقد والوحدة والانكسار، تحاصرهما غربة الزمان، وقد شاخ الوطن الذي يعرفانه، حتى لم يعد لهما ما يربطهما بالحياة سوى صداقتهما الممتدة منذ قرابة ستين سنة، مؤانسة كل منهما للآخر كانت كفيلة بأن تحيل ناظريهما بعيدًا عن مراقبة طيف الموت القادم، القريب، والمتأهب.
فصول رواية أم متتالية قصصية؟
والحكاية تنقسم إلى خمس عشر فصلاً، يمكن أن تُقرأ منفصلة كمتتالية تكتمل أحداثها تصاعديًا دون الارتكاز على الحكاية السابقة، كما تشكل في مجملها نصًا روائيًا كاملاً، عمل سردي محير، تُفتتح فصوله بمد الحضور، وتُختتم بجزر الغياب، يقحمنا جار النبي الحلو في المشهد الأول من خلال الجار الذي يشهد على انتقال فايز إلى مسكنه الجديد، معنونًا هذا الفصل الافتتاحي بعبارة "أول مرة رأيت فايز"، نعرف أن الجار يواصل مراقبته عن بعدً لحياة فايز التي تستمد إيقاعها من زيارات صديقه رفيق، يغيب الجار الذي نشاهد أول فصول الحكاية من خلال عينيه بطول الرواية، حتى يظهر في الفصل الختامي الذي تتوجه عبارة يمهد من خلالها السارد الإغلاق الأخير للستار: "آخر مرة رأيت رفيق"! وما بين الحضور والغياب، المد والجزر، يستأثر رفيق بمنصة السرد كراوٍ أساسي، محافظًا على وجود فايز كبطل رئيسي محرك للأحداث، فايز بدوره يمسك بمقاليد الحكاية في فصلين يمنح دور البطولة لرفيق في أحدهما، فيما جاء الفصل الآخر ليذكرني برواية باتريك زوسكيند "الحمامة"، وإن جاءت الصورة والمقصد على خلاف رواية زوسكيند، ففايز هنا يشاغله أثر دجاجة في شقته، ويتوقف العالم عن الدوران لوهلة كما تجمد عالم زوسكيند، ولكن فايز يقاوم، حتى يتوقف في النهاية أما بيضة تركتها دجاجة قذفها منذ لحظات من النافذة، بعدما أودعها كل مخاوفه وهواجسه. بخلاف ذلك، منح الكاتب لشخصية ياسمين صاحبة الكشك، الفرصة لقص حكايتها بدورها من خلال فصل وحيد، يتمحور حول فايز من منظور مغاير لكل الفصول الأخرى.
عالم يشيخ، زمان ينصهر، ومكان راسخ كما الحكايات...
نتصفح عبر الصفحات معالم عالم ينصهر، بيوت وأشخاص وشوارع وشركات تشيخ، تتبدل المظاهر والأفكار، ما بين صبوة مغلفة بكل ألوان الحرية، كالهوى والغرام والسباحة والمغامرة والشعر والسينما وكشك الموسيقى، إلى ظهور المنتقبات وتبدل نظرة الشارع إلى سواها، نشاهد تلك الومضات في أجلى صورها في فصل "صياد المحبة"، الذي بارت تجارته تحت وطأة زمن عجول يبدل ثيابه في عجالة، وكذلك الحال في فصل "ولا عزاء" حيث يضطر رفيق إلى حضور عزاء واحدة من أقربائه، ليكتشف المسافة التي قطعها في مضمار زمني موازٍ للحاضر، ومغاير لاتجاه الأمس. ولكن؛ تبقى الكتب - فصل "زيارة متأخرة" - تظل خالدة كشاهد صامت على ما جرى ويجري، يكسوها غبار النسيان ولكنها لا يطمس صوتها ولا يخفف من أثرها، حتى وان اجتذبت صاحبها نداهة النفط، وأغوته بالمال والذهب والرخام: حكاية شعبان وعم طلعت مع فايز ورفيق في هذا الفصل تعد بمثابة لوحة جدارية تلخص الكثير من إحباطات جيل كامل، وتكشف عن الندوب التي تركتها أظافر الزمن في أرواح هذا الجيل. المكان بدوره يتعرض لعوامل التعرية، ولكنه يظل على رسوخه، فتظل المحلة مدينة تلد الثورات وتشارك في تغيير المسارات، يشهد فايز ورفيق أحداث ثورة يناير، ويتتبعان خطوات الثائرين ما بين 25 يناير و11 فبراير، يشاهدا مخاض حلم الثورة، ولكن الكاتب هنا لا يسقط في فخ التنظير، ولا يعلو صوته على جلال الحدث، الثورة تمر في الخلفية، ويؤطر الفصل الحاوي لحكايتها بنشوة العجائز إثر مشاهدتهم لحلم حرصوا على طيه خارج كراسات الأحلام القابلة للتحقق، وفي خضم طوفان سردي يعج بالمشاهد والمشاعر والوجوه، يمكن للقارئ أن يلتقط سؤالاً لم يُسأل، واحتفظ به جار النبي الحلو في وجدان عجوزيه؛ لماذا لم نقم بثورة كهذه وقتما قصمت ظهورنا الخسارات؟
صور تُومض في إطار الحكاية...
تظل الصداقة العجوزين هي النهر الذي تسري بين أمواجه الصور، لتحرك المسار القصصي في تنوع لافت رغم قصر حجم النص، كل فصلٍ قصير حوى بين أوراقه صورًا ناطقة، فكما أسلفت فيما يخص حكاية الدجاجة، والعزاء، والزيارة المتأخرة، وصياد المحبة، كانت هناك صورة الميكروباص التي تلخص الكثير عن تجريف أخلاق المصريين، وصورة أخرى لاستحضار الغرقى من قلب النهر/الذاكرة، ثم التشبث بالحياة من خلال ومضة غرام تشهد عليها ساعة الشركة المنتصبة بين المصانع، وعبور سريع لطيف الغرام الأول بعدما أعمل فيه الزمن مباضعه، ووصولًا إلى سماع صوت ياسمين التي تبحث عن حياة بسيطة كانت بالنسبة لها ذروة التمني.
ما بين الصوت والصورة...
الصفحات عامرة بالصور، يترك الكاتب لقارئه حرية رسم الملامح، فلا يكثر من وصف القسمات والملامح، لذلك فإننا نسبل أعيننا فنشاهد وجه الصياد العجوز، وسائق الميكروباص، وياسمين، وممثل المسرح القديم، سميحة والست عنايات، شعبان المشلول، وسهير. نشكل كل وجه في إطار الحكاية الخاصة به. بالتوازي مع هذه الوجوه يتسرب صوت الراديو حاضرًا بين السطور، ينقل لنا نسائم زمن عبد الحليم حافظ، مقرونًا بحضور هند رستم وشعر صلاح عبد الصبور، الراديو نافذة مغلقة، تجبر القارئ على استبدال عينيه بأذنيه لتكتمل في خياله الصور، كل الصور قابلة للاكتمال، وكل الوجوه قابلة للتشكيل، إلا وجه الجار الذي يفتتح الحكاية ويختتمها، هذا الجار وجدتُ فيه انعكاسًا لوجه القارئ، كنت أنا ذلك الجار الذي يتفاعل مع الحدث ويشاهد الحكاية، دون أن يمتلك القدرة على التدخل.
متتالية الحضور والغياب...
تنتهي الحكاية بوخز قلوب القراء، وخزة خوف تسبب انقباض القلب وتوتر الأنفاس، خيوط الحياة التي تمسك العجوزان بها تكاد تذوب، الحياة التي استمرت فقط بفعل "الونس" تتأرجح على أعتاب الغياب، ينجو فايز مما دبره له قلبه، يتجاوز محنته مظللاً برعاية رفيق، ولكن رفيق، الاسم/الرمز الجلي للرفقة وصحبة العمر، يختفي تدريجيًا، لا يخلف أثرًا ولا خبرًا، يتوقف عن ظهوره المباغت الذي طالما استهله بكلمات تظللها ابتسامته "سأحكي لك حكاية لطيفة". فإن غاب الرفيق، من يقدر على أن يحكي لنا حكاية لطيفة؟ يركض العالم في اتجاه معاكس لفايز، اختفى رفيق فحضر أثر الزمن، احتجب من كان يمرر برفقته الأيام بعيدًا عن ذلك الغول الشره، تبخر الرفيق رفيق، وكان الكاتب رحيمًا بنا إذا اكتفى بوصف أثر الغياب على فايز، وعلى القارئ/الجار المشاهد، دون أن يقر بمصير واضح له، وإن كان من السهل استنباطه من بين السطور. وبدوري؛ بكيت وأنا أرى فايز في شرفته، وحيدًا، ينزف العمر الباقي مع كل زفير حار يطلقه، فيما يبحث عن رفيق في ردهات العقل.
رسالة ختامية:
جار النبي الحلو، قامة أدبية كبيرة، يزعجني أن أقر بأنني وجدت صعوبة بالغة في اقتناء رواياته، فهي إما متاحة في منافذ/أكشاك الهيئة التي تغلق أبوابها وقتما يقرر الموظف الرواح، أو في المركز الدولي للكتاب، أو غير متوفرة بالأساس. أعمال الهيئة لا تتوفر في المكتبات الكبرى لسبب غير معلوم، وإن عرفتُ السبب، فمن المؤكد أنه يخلو من المنطق ولا ينطوي على أي رغبة حقيقة في تحقيق الرواج اللائق بمطبوعات الهيئة. من هذ المنطلق، أتساءل؛ هل من الممكن -إن سمحت بذلك عقود الهيئة- أن نشاهد طبعات جديدة لأعمال جار النبي الحلو؟ أن نرى رباعية المحلة في ثوب يليق بكاتبها، صادرة عن دار الشروق أو الكرمة أو المصرية اللبنانية مثلا؟ أو أن تصدر أعماله القصصية الكاملة من أي دار تعي وتقدر ما بين يديها من منتج ثقافي شديد التفرد والخصوصية؟ ألا يتوجب على الدولة ووزارة الثقافة أن يعيدا النظر في آلية جائزة الدولة التقديرية، من حيث جهات الترشيح، والإقرار بقبول الترشح الذي يتوجب على الكاتب توقيعه حتى تجود عليه الدولة بما يستحق من تكريم؟ مجرد سؤال!
كتاب بيدور في فلك الوحدة، مش مهم مين اللي بيحكي رفيق ولا فايز ولا مين كان، الحكايات كلها حكايات رجل عجوز وحيد.. الكتاب مش بيتكلم بشكل مباشر عن الوحدة لكن بتقدر تحسها أوي في كل كلمة.
مؤكد لوكنت قريت الكتاب ده زمان مكنتش هاحس كده ولا هاتألم كده ولا هافكر كده.
الكتاب مش كئيب على فكرة، هو فخ من الكاتب للناس اللي بتحس الكلمة وبتصدق الصورة ..
كتاب من الكتب اللي تحس وانت بتقراها إنك كبرت فعلا.
هي أشبه بمتوالية قصصية لشخصيات ثابتة استمتعت بالتفاصيل البسيطة والحياة الهادئة الهامشية لمسنان في مدينة مصرية بعيدة عن العاصمة. القصص الخاصة بفترة الثورة كانت معبرة وحقيقة ومؤثرة جدا مجموعة خفيفة وبسيطة تصلح لقراءة خفيفة بين قراءات مرهقة
هذه الرواية أعترف أنني خُدِعت فيها، خُدِعت بعنوانها وغلافها وجنسية كاتبها!
عند بدايتي بقراءة الرواية، لم أشعر بوجود مشكلة، لاحقا شعرت بأنها هناك مشكلة بدأت بالظهور وبدأت تتفاقم كذلك، بحيث استعصى عليّ إنهاء تلك الرواية وأخذت مني وقتا طويلا في استكمالها لكثرة هروبي منها
للأسف، هناك مشكلة المصطلحات العامية داخل الأحداث المكتوبة بالفصحى، ثم تحولت إلى رواية عامية تتضح أكثر لو وُضِعَت فيها الحركات على الحروف فقط لأن تركيب وصياغة الجمل تركيب لهجة عامية وليست فصحى، ولا أعني هنا الحوارات المكتوبة بالعامية فهناك الكثير من الروائيين العرب يكتبون الحوارات بالصيغة العامية، وهناك مصطلحات عامية لا أعرف معناها تظهر بالرواية، وبعضها لغرابة الكلمة وعجزي عن معرفة معناها وجدت نفسي أشكك هل هي عامية أم فصحى؟ وهناك أحداث وفصول لا أرى لها معنى سوى شَغل الفراغ بالرواية، وخلال قربي للنهاية تحولت الرواية شبهًا للعامية وبدأت أقتنع أن الحال كان ذاته في بداية الرواية وأنني أخطأت حين ظننت أنني أقرأ فصحى وليس عامية!
للأسف، هناك مشكلة تكمن في أن الكثير من المصريين كتّابًا أو عامةً لديهم الخلط الكثير بين لهجتهم والفصحى، وبالمرادفات/المصطلحات، أثناء الكتابة أو التأليف أو الترجمة. القليل جدا من يخرج من هذه المشكلة سليمًا ومعافى من هذه المشكلة
بعد قراءتي لربع الرواية، قرأت تعليقات مدح لهذه الرواية ولجماليتها وهذا ما رفع من معنوياتي لاستكمالها إلى لحظة سقوطي في حفراتها. وعندما أنهيتها، لم أجد ذلك المدح الذي استحقه على الإطلاق، قد تبدو البداية جميلة ولكن مجملا لا أشعر أن الرواية تحمل ما يستحق لقراءتها
رواية العجوزان رواية قصيرة تقع في 104صفحةللروائي المصري جار النبي الحلو من سلسلة روايات الهلال ، لغتها سلسة التناول وقد تستخدم فيها العامية احيانا بالسرد ولكني لم اجدها مقبولة إلا بالحوارات .
🌿هناك اهتمام واحتفاء بالتفاصيل وتقديم المشاهد في توليفة منكهة بروح مصرية محلاوية_ نسبة إلى مدينة المحلةالكبري _ 🌿الكاتب يقدم لنا قصة شخصين ربطتهما علاقة صداقة متينة عبرا فيها مراحل متعاقبة على مر العمرجعلت من فايز ورفيق صديقين رغم اختلافهما 🌿الشخصيات متنوعة من فئات متعددة يركز الراوي على هذا التباين بها فكل شخصية نموذج بشري يتماس مع شخصية قد نعرفها. 🌿الراوي مشارك بالاحداث يراقبها وهو ساكن قبالةشرفة ا. فايز يتتبع الأحداث ويشهد على تلك الصداقة بين فايز رفيق 🌿الرواية مسليةيمكن الانتهاء منها في جلسة واحدة... مراجعتى الرواية كاملة على المدونة قراءة ممتعة نهى رجب ✏
الشيء الوحيد الذي كان ينقصني خلال قراءة هذا الكتاب، هو التواجد على سطح منزلنا القديم. هذه مجموعة قصص قصيرة معجونة بمعدن مصر الاصيل، بكل ما مضى، وبكل ما اندثر ورحل!
ذروتها الثروة، وفرحتنا بها، وقلقنا على مصر بعدها. ونهايتها عجوزة جدًا وموغلة في الحزن. ربما الحزن هو ما كان يؤطر القصص القصيرة من البداية. لم أقرأ لجار النبي الحلو إلا كتاب واحد، القبيح والوردة، ولكنه كان في باكورة أعماله، ولأنني لحقت الباكورة بآخر ما أصدره الكاتب، لاحظت تغيير كبير في اللغة. التي أصابتها العصرية هي الآخرى، وتغيير آخر في القصص، فالقصص التي كان يغلب عليها الشباب والحب والاقدام، أصبح يغلفها المرض والوحدة والعجز!
خفة السرد مدهشة، وقصة خطفت نفسي، وجعلتني مندهشا من تناول الاستاذ جار النبي الحلو لقصة عجوزان تجمعهم صداقة طويلة. دفء ينبعث من الصفحات. شخصيات حقيقة جلست معها، ومشاهد ستظل عالقة في رأسي من جمالها. مثلا في فصل من فصول الرواية تحدث عن الثورة وسقوط مبارك، فصل صادق وحزين. مشهد العزاء ورفيق بيحاول يستحضر ذاكرته للتعرف على وجوه الاصدقاء القدامى واقاربه. وفيه مشهد لزيارة حدثت فجأة لرفيق، زيارة من حبيبته الأولى، وجلس يستعيد معها ذكريات الشباب، ويتبادلان الصور. قرأتها في ساعة ونصف متواصلة، السرد بديع، وصفحات خالية من الملل، فصول مبكية ومضحكة.
وكأن للذكريات مذاق عذب حلو لدي كل الناس. مهما كانت الذكرى حلوة او مرة ولكن ما تنتهي من التذكر والسرد حتى تخرج آه بملأ الأنفاس. ولكن ما أصعب الذكرى عندما يغيب احد أفرادها لتترك ألما ووجع. استطاع جار النبي ان يسرد ربما ذكرياته او ذكريات الشخصيه سواء ذكريات خاصة او عامة تشعر معه وكأنه يسرد ما تملك من ذكريات وكأنك انت هو او هو انت استطاع الوصف حتى كأنك ترى كل شئ او ربما لانه يسرد ما مررت به من ذكريات مشابه.
كتاب بيدور في فلك الوحدة، مش مهم مين اللي بيحكي رفيق ولا فايز ولا مين كان، الحكايات كلها حكايات رجل عجوز وحيد.. الكتاب مش بيتكلم بشكل مباشر عن الوحدة لكن بتقدر تحسها أوي في كل كلمة.
مؤكد لوكنت قريت الكتاب ده زمان مكنتش هاحس كده ولا هاتألم كده ولا هافكر كده.
الكتاب مش كئيب على فكرة، هو فخ من الكاتب للناس اللي بتحس الكلمة وبتصدق الصورة ..
كتاب بيدور في فلك الوحدة، مش مهم ��ين اللي بيحكي رفيق ولا فايز ولا مين كان، الحكايات كلها حكايات رجل عجوز وحيد.. الكتاب مش بيتكلم بشكل مباشر عن الوحدة لكن بتقدر تحسها أوي في كل كلمة.
مؤكد لوكنت قريت الكتاب ده زمان مكنتش هاحس كده ولا هاتألم كده ولا هافكر كده.
الكتاب مش كئيب على فكرة، هو فخ من الكاتب للناس اللي بتحس الكلمة وبتصدق الصورة ..
كتاب من الكتب اللي تحس وانت بتقراها إنك كبرت فعلا.