الرواية الجديدة لكاتب (رحلة إلى المريخ) الرواية التي قرئت في جميع قارات العالم
رواية غموض وجريمة! بل لعلّ الرواية هذه تكون منحى جديداً في الأدب ... منحى لم تقرأ مثله من قبل! وكما قال القاضي بطل الرواية: كن أنت المفترق ... فلا يكونن ما بعدك كما كان ما قبلك!
هذه رواية بلا اسماء لشخصياتها ... ربّما لأن الأسماء هنا لا تهمّ ... لكنّها لو وجدت لحدّت أبطال القصة في مكان أو زمان أو جنسية ...وهم في الواقع بشرٌ موجودون في كلّ مكان ... قد يكونون من جيرانك أو معارفك أو حتى قد تجد نفسك - أيّها القارئ - أحد أبطال الرواية!
في هذه الرواية كتابان بين دفتي كتاب، إن أردت فاقرأ أولاً النصّ الأزرق المكتوب بخطّ اليد وحاول أن تكتشف بنفسك القاتل، فإذا فرغت فاقرأ الرواية ثانية بالترتيب الذي طُبعت به واستعن بذكاء المحقق والطبيب الشرعي وعندما تصدمك الحقيقة أعد قراءتها ثالثة واستمتع!
Prof. Dr. Nabil Kochaji Oral Pathologist DDS.MSc.PhD Dental Faculty, Damascus University Founding Dean, Faculty of Dentistry ASPU Senior Robert Frank Award Holder, IADR, 2005, The Netherlands Member of the Belgian Royal Society of Pathologists Member of the International Academy of Pathology, western Europe Division Dar Al-Kochaji (Publishing House) founder Personal website: www.oralpathology.tk Dar Al-Kochaji website:www.kochaji.tk
أعتذر إن بدت مراجعتي لهذه الرواية مراجعةً فظّة أو خارجةً عن حدود اللباقة ( وليس الأدب )، لكنّني أملك كلّ الحق كقارئة هاوية؛ لم تُرض هذه الرواية ذائقتي الأدبية كما فعلت سابقتها . وإنّني لأعتب شديد العتب على الدكتور نبيل قوشجي؛ غروره بنجاح روايته السابقة، وقد اطمأن لرواج أدبه، ورنا إلى قدرته الأدبية، وملكته الروائية، دون أن يتنازل ليعرض روايته على "محرّرٍ أدبيّ"؛ يتابع ما تخطّه يمينه، فيصحح له ما فاته وسقط منه سهواً.
بدأ الخذلان في الصّفحة الثانية؛ في خطأ نحويٍّ بسيط لم تستسغه أذني لدى ترديدي للجملة، وهكذا تبدأ الأخطاء! الكثير الكثير من نقاط الانقطاع، ولو استخدم الفواصل لكانت أجمل في النص الروائي، فنحن لا نقرأ خاطرة في هذه الصفحات! وبالالتفات للأسلوب الإنشائي الذي كُتبت به الرواية، أستطيع وصف الأسلوب الروائي بالتقريري. لا مجال لمقارنة هذه الرواية بسابقتها! براعة الفكرة لا تعذر الكاتب أبداً في انتقاصه من حقّ الرواية الأدبي، هذا الأسلوب يوقع الرواية حقاً في مأزق تصنيفها كأدب.. كرواية!! ولو كان الخيار لي، لاعتبرتها على الأكثر حلقةً تلفزيونية لسلسلة تشبه ما قدمته يوماً ما أچاثا كريستي. إنّها نص لا يقبل الخضوع لأكثر من التمثيل، سيناريو ربما، أو حلقة من كرتون للمراهقين.
أما عن محاولته لاستمالة القارىء في إعادة قراءة رواياته مرة أو اثنتين أو ثلاث، فإنّ هذا الأسلوب لا تستهويه نفسي المفعمة بالقراءة التائقة للجديد.. التحدي بين الكاتب والقارىء، يُفقد متعة القراءة ويُعكر صفاء الفسحة التي تمنحها الصفحات لقارئها! وهذا ما سبق للكاتب أن فعله في رحلة إلى المريخ ! القراءة متعة؛ وليست فرضاً. أما إن أردنا أن نقدّم وجبةً ثقافيةً للقارىء، فيجب أن تكون وجبةً سلسةً غير معقدة.
تصنيف الرواية " غموض و جريمة" لا يشرعن لها حق استنزاف المتعة في محاولة حل اللغز وفكّ شيفرات الجريمة. لا أريد الوقوع في فخّ المقارنة، لكنني قرأت العديد من روايات الجريمة ولم أحظ بقسطٍ من الانهاك كما في هذه الرواية؛ خصوصاً حين لازمني شعورٌ غريبٌ بعدم وجود قتلٍ مباشرٍ منذ البداية. والنهاية المتوقعة من أكثر ما يضايق قارئاً توّاقاً للجديد. إن أشدّ ما يعذبني هو حصولي على هذه النسخة كهدية ممهورة بتوقيع كاتبها، وإن كنت من الغش بمكان، لأثنيت على الأسلوب والحبكة والإبداع في الشكل، واستثنيت المضمون، لكنّ البراعة في تصميم الغلاف، وخط اليد، وتقسيم الرواية لاثنتين أو ثلاث، لا تعفي كاتبها من تلقي النقد، الذي يقوده حتماً لمجدٍ قريب. قد تكتب مئة رواية ولا تنجح إلا واحدة على الأقل، إنها لعبة الكيف ... لا الكم! ألم يورد الكاتب جملةً شبيهةً بهذا الرأي في روايته حين قال: ( نجاح التطور مرهون بالكيفيّة المثلى وليس بالكمّ )؟؟
" كن أنت المفترق ..... فلا يكونن ما بعدك كما كان ماقبلك!" جملة قالها القاضي ..اختصرت جملاً كثيرة مما وصل إلى مسامعك ... في رواية عَرَف بطلها من قتَلَه ...... أَ يخطر هذا لك ..... إن كنت تعتقد أنها مجرد رواية جريمة و غموض ففي البداية قد يكون هذا من حقك .. فما إن تبدأ بفصولها و أبوابها و مغلفاتها ..... فبلا شك ستغيّر رأيك ... و كما تكون "سعادة الأستاذ الجامعي و هو يرسم علمه بالكلمات " ... تأكد ستكون سعادتك. ستقرأ فيها عن القبّة السماويّة .... و قد يتغيّر بهذا برجك .. أما هيبارخوس فأعتقد أنه سيكون .... موجهك.. و إن تجاوزت بعضاً من معلوماتها فمؤكد أن الساعة الجداريّة ستؤَرّقك ... "فهذا الجيل عديم الصبر" فلا تسارع إلى النهاية .... فهي ستخيّب ظنك ... تمهل و استمتع بما فيها من فلسفة و أدب و جغرافيا و تاريخ ... و هذا ماقد يُدهشك ... ستغوص في بحر الطب كأنك طبيب ......عالٍ قدرك... و ستدخل مجال التحقيق بأفكار .... لم تخطر قبل ذلك في ذهنك ... حكاياها متنوعة فلن تمرّ حكاية إلّا و قد أتى بها الكاتب على ذِكرك ... و كأنك بطلها أو على الأقل عبّر فيها الكاتب عما يجول في فكرك ... ستضطر لاستعمال YouTube لتسمع موسيقى بيتهوفن و اندريه ريو ...و تُطرِب بها أذنك... و أنت تبحر في التفاصيل و في أكثر لحظات تركيزك ... ستقرأ كلمات محالٌ ألّا تُضحِكك ... تنوعت رسائلها و هذه بعضٌ منها لك : " إنّ من لايتطوّر ذاتياً سيندثر! ... و نجاح التطوّر مرهون بالكيّفيّة المثلى و ليس بالكمّ !" ... و ليكن هذا مسار تطورك ... " ضريبة النجاح أحياناً تكون مؤلمة كحسّ الحرق للحم العاري ..." و آمل ألّا تحرقك ... "ألم الجسد يزول ...الألم الحقيقي هو الذي نحيا معه...أما أسوء الجروح فهي التي تترك ندبات في الروح!" ...و ليخفف الله ألمك و يداوي جرحك . ستقرأها ثلاثاً كما قال الكاتب ... فأول قراءة كن أنت القاضي و لنعرف من قتلك ... و بقراءة ثانية ستحضر ورقة و قلم و توّن كلّ التفاصيل التي تَهمك... و ثالثها كن مع القاضي و المحقق و الطبيب الشرعيّ و سترى كلّ ما يمتعك ... ربح فيها الكاتب التحدي و بكلماته يكون قد مَلَكك... و في نهايتها تأبى دموعك إلّا أن تغادرك و تستلّ معها روحك ... و في النهاية و كما قال الكاتب"انظر إلى من حولك...و عش أيّامك بصدق مع نفسك! فما مضى لن يعود..." و هذا هو قدرك....... أستاذي كلماتي لاتوفيك حقك ....... و ادعو الله العليّ العظيم أن يزيد من نجاحك
كنت أظنها رواية طبية بوليسية .. شهرتها التي أقترنت بخط معلمي دفعتني كل الدفع لأطلع على تلك الرواية التي تناقلتها الكثير من الأفواه .. مدحاً وإعلاءً .. بدأت بتناولها وأنا في طريقي العودة إلى المنزل .. لشدة إعجابي بها وبمعلمي .. ولربما أخطأت!!
الرواية ليست كما تظنون .. بل ليست كما تتوقعون أبداً .. ليست بوليسية ولو كانت موضوعة ضمن قالب بوليسي فذ فإنها رواية إنسانية علمية استطاعت وبشدة أن تستبيح مشاعري .. تارةً أخذتها موضع الفرح والذكاء والحنكة .. وتارةً نحو الحزن والألم الذي تحكم بدمعي ..
وإن تجرأت بوضع عنوان بديل لها .. فلربما كان #الغربة .. غربة الروح وحضور الجسد .. غربة السند وحضور الونس ..
أظن وبلا أي مجال للشك .. أنها قد نالت مني ومن الكثيرين .. وحركت بجمالها أحاسيس ذاكرتي .. حركت أوراقي وخياراتي .. وجددت أفكاري ومعلوماتي ..
لن أوضح أكثر كي لا تنهال الشتائم عليّ من القراء الذين لم يقرؤوا تلك الرائعة حتى الآن ..
أخطأت وعندما انتهيت منها أيقنت كم أنني مخطئ عندما بدأت بها في طريقي للعودة .. يبدو أنني كنت مخطئ حقاً :( كان عليّ أن أبدأ بها عند صدور أول نسخة منها :( عسى أن أحظى بذاك الشرف في الرائعة الجديدة ..
أهنئك معلمي .. لطالما كنتُ أقرأ روايات بوليسية لأغاثا كرستي ولأرثر كونان .. والله إن الرائعة لا تنقص إبداعاً وعلماً ودقةً أبداً عن كتاباتهم .. والله وتزيد .. تزيد قيماً غير موجودة سوى عند أمثالك :)
وأخيراً .. عرفت من قتلني #أنا حقاً .. عسى أن تعرفوا أنتم أيضاً ..
إن هذا الاعتناء الزائد منهك للنفس البشرية هذه المرة كان التعريف الذي كتب عن مؤلف الروايه بأنه الطبيب الأديب فماذا عساها تصف الكلمات ... هو الطبيب الأديب والمحقق الماهر .. وعالم النفس اللماح .. ربما كان تصنيف الرواية العامة انها رواية جريمة وغموض ولكن خلال القراءات الثلاثة المتواصلة للرواية وفي جلسة واحدة تكتشف انها بالأضافة رواية علم نفس تارة ... وفلسفة تارة أخرى .. اما بالنسبة للمعلومات العامة التي وردت في سياقها ( متل معلومة الابراج يلي بجد كتير فاجئتني :( ) فهي كانت سلسلة منخرطة بسياق الرواية حققت غاية ما في نفس الطبيب الأديب سواء فيما يتعلق بالأبراج ، خريطة جوجل والاحجام الحقيقة للدول ، هيبارخوس الاغريقي ... حتى المعلومات الطبية مفهومة لشريحة كبيرة على ما اعتقد من القراء البعيدين عن المجال الطبي ... أحلى وألذ ما في الأمر انك تنسى في سياق الرواية انها رواية بلا اسماء وبهذا ايضا تحدي باطن اعتقد ... هذا التحدي هو الآخر قد كسبه الطبيب الأديب بدون منازع فالفضول الانساني لمعرفة الاشياء بمسمياتها تلاشى لصالح فضول اخر وهو من قتل القاضي بغض النظر عن اسمه واسماء كل الشخصيات في الرواية في كل صفحة تحبس الانفاس للصفحة التي تليها فلربما هناك نفس عميق فيفاجأ القارىء بشهيق سريع يليه حبس آخر للأنفاس .. بالنسبة لنهاية الرواية والعبرة المتوارية في كل صفحة من صفحاتها وتحت كل عبارة سواء كانت باللون الأزرق أو الاسود خطر لي في أول قرائتها أن يكون القاضي قد مات بشكل طبيعي او نتيجة مرض ما .. لكن لم يخطر في بالي كل ذلك الذي كشفه موت القاضي !! الخط الأزرق، صفحة الانترنت للمرة الثانية المواكبة للرواية منذ ان كانت فكرة، الشخصيات التي بلا اسماء، الثلاث خطوط التي كتبت بها صفحات هذه الرواية والتي تعبر عن خصوبة وثراء فكر الكاتب هي أسلوب جديد لم اراه في اي من الروايات التي قرأتها ... حتى التحدي المطبوع على الغلاف الخارجي هو شيء جديد وحصري بالطبيب الأديب وكأننا أمام مدرسة جديدة ومتنوعة ثرية بالمفاجأت بالكتابة الادبية ... دمت أيها الطبيب الأديب ( وعم تربح التحدي كل مرة بهنيك من قلبي وانشالله بعد كل هالنجاح ما تضطر تلبس ولا قناع ) لأن ارتداء القناع هو ضريبة النجاح ....
كن أنت المفترق، فلا يكونن ما بعدك كما كان ما قبلك . منذ بدأت بقرائتها -أول مرة- و أنا أجلس مكان المحقق .. أبحث و أمحص التفاصيل الدقيقة محاولة معرفة هوية القاتل، لأجد نفسي في النهاية موضوعة في غرفة التشريح أعرف من قتلني جيدا ! رواية غموض رائعة، تستحق أكثر من قراءة - وهذا ما فعلته فعلا- فروايات كهذه تكون قد أنقصت من قيمتها إذا اكتفيت بها مرة واحدة. تعيش دور المحقق، الرسام، المعماري، المبرمج، الموسيقي، و الطبيب الشرعي .. و الكثير من الأدوار لتنتهي بك الرواية فتجد بنفسك كل ما سبق .. كما قد تضاف إلى تلك المهن كلها بأن تكون القاضي في بعض الصفحات . عندما أنهيتها شعرت بالحزن الشديد لمفارقة شخصيات لا أعرف أسمائها حتى، فالكتاب الجيد هو الذي تحس بأنك فقدت صديقة عزيزا عند الإنتهاء منه .
اللعب وفق قواعد اللعبة التي وضعها القاضي والقاضي وحده لا يهم اصطلاحات البشر الخاطئين الخاطئة في اتجاه الدوران ورسم خرائط الأرض وبروج الكواكب لا يهم ما كان يبدو قبل موته فالضرب على بواطن الأمور وظواهرها ليست سوى قشور تخفي المصائب تحتها لا يهم إن حصلت على طرف الخيط من كومبيوتر أو من مذكرات شخصية أو حتى من امبراطور روماني لا يهم أبداً لأنك ستكتشف أن طرف الخيط الذي حصلت عليه سيلتف ذهاباً وأياباً لينسج حبكة الرواية بأكملها في توافق زماني ومكاني عجيب وعندها ستنتهي دهشتك بدهشة أكبر
الروايات التي تتميز بأحداثٍ حدثت في ظرف يومٍ أو يومين لا أستطيع تركها حتى انتهي منها و هذا ما حدث! كانت الحقائق التاريخية و العلمية و -الموسيقية أيضاً- متناغمة و متناسقة بشكلٍ جميل و ذكيّ
بدون مقدمات، ومن الصفحة الأولى، يزج بنا القوشجي في أجواء الرواية.... جريمة قتل غامضة. الضحية قاضٍ مشهور، يموت في أجواء غريبة... وبطل الرواية المحوري، محقق، وهو صديق مقرب للقاضي... يبحث هذه المحقق، خلال الرواية، عن حل لهذه الجريمة المعقدة....
تسير الرواية في مسارين متوازيين، متقاطعين. المسار الأول، كتاب القاضي ومغلفاته الست، التي كتبها بخط يديه وباللون الأزرق، وعلى صدر كتاب القاضي هذا، عنون غريب "أنا أعرف من قتلني" وجاءت هذه الرسائل -الموجهة من القاضي الضحية إلى المحقق كي تساعده على كشف القاتل- جاءت في الرواية مطبوعة بخط اليد أيضاً وباللون الأزرق، في تقنية طباعية جديدة،غير مسبوقة في الفن الروائي، تحسب للقوشجي. والمسار الثاني، هي ما يقصه علينا الرواي من الخارج.
في بداية الرواية يقدم لنا الدكتور وصفة طبية لقراءة الرواية، فيدعونا في البداية لفراءتها عبر المسار الأول، ويتحدانا كي نكتشف القاتل بأنفسنا... ومن ثم يدعونا لقراءتها عبر المسار الثاني، وإكمال القطع المفقودة في اللوحة.. وهذا ما فعلته بالتحديد...لأن القارئ -من وجهة نظري- يجب أن يلتزم بالشروط التي يضعها الراواي لروايته، كي لا تضيع علينا أي متعة، حتى ولو طلب منا أن نقرأها بالمقلوب.
القاضي الضحية، شخصية غامضة، صمم غرفة نومه بشكل مذهل، كل شيء فيها غريب، قبة سماوية، وساعة حائط تدور في الاتجاه المعاكس، طابعة ثلاثية الابعاد، عمود رخامي منحوت على الطريقة الاغريقية، ولوحة رومانية يقف فيها هيبارخوس وهو ينظر إلى السماء، وخريطة كرة أرضية ذات مسقط بظهر البلدان بحجمها الحقيقي. داخل هذه العناصر يوجد مفتاح حل لغز الجريمة...
الصور والمشاهد على صفحات الرواية تحتاج إلى جهد ذهني لإعادة تجميعها لأنها تخرج عن طبيعة القراءة التقليدية وتدخل في دائرة التركيب، وهي مهمة شاقة، لكنها ممتعة...حيث ومن خلال القراءة تكمتل بالتدريج القطع الناقصة من البازل، لتظهر الرواية في النهاية بشكل متكامل أمام القارئ الذي سيذهل من هول المشهد.
رواية تستحق أن تقرأ أكثر من مرة، كثير من التقنيات الجديدة تجدها في هذه الرواية، الحبكة المتقنة، السرد المتوازي المتقاطع، طريقة عرض الشخصيات،حتى الطباعة الفاخرة. والكثيرأيضاً من المعلومات والموسيقا، والتاريخ، والجغرافية، والطب، التي عرضت بشكل ذكي في الرواية، بدون استعراض ثقافي، حيث يدفعنا القوشجي باللاشعور للبحث عن الاسماء والأشياء التي ذكرها بشكل مختصر في روايته للتعرف علهيا أكثر.
أكثر ما لفتني في هذه الرواية هو عنصر التشويق الطاغي بشكل خطير، فأنا ومنذ أن وقعت الرواية في يدي لم أنتظر أن اعود للبيت حتى أباشر القراءة، فبدأت بها من باص النقل الداخلي، ونجح القوشجي في جذبي، فما أن رفعت رأسي لاول مرة عن الرواية حتى أدركت متأخراً أن باص النقل الداخلي، كان قد تجاوز مكان بيتي بكثير...
رواية جيدة لا تخلو من التشويق.. بالنسبة لي كان مستواها أقل من المتوقع، ربما لكثرة ما سمعت عنها ولتوقعاتي العالية عندما بدأت بها.. اتبعت نصيحة الكاتب فبدأت بكتاب القاضي ومغلفاته، ولم أصل لشيء.. ثم بدأت بترتيب الرواية الأصلي، وتوقعت نهاية مشابهة عندما كنت في منتصفها تقريبا (فلم تكن النهاية مفاجئة -بالنسبة لي على الأقل-). أحببت المعلومات الثقافية المتنوعة التي دفعني الكاتب بشكل غير مباشر -أو حتى مباشر أحياناً- للبحث عنها مثل هيبارخوس، وبيتر هنلاين وغيرها.. وأحببت أيضا الشخصية الطبية للراوي البارزة بوضوح.. أعجبتني فكرة الرواية العامة، و الرسائل الضمنية التي أراد لها الكاتب أن تصل لكل قارئ.. بعض الاقتباسات: "كدت أفتقد الصلابة الظاهرية.. هل علي أن أكون صخرة؟! حتى الصخور يعتريها التعب.. قد تتصدع.. وقد يكون الصدع غير مرئي.. لكن الصدع في الصخرة لا يُجبر.. قد تنمو فيه وردة.. أو طحالب.. أو حتى الأشواك.. قد يملأه التراب.. لكنّ تعاقب الفصول سيعمق الصدع ثم سيحيل الصخرة ذاتها إلى تراب .. وكنت أتصدع بالفعل! " "من لا يتطور ذاتياً سيندثر! نجاح التطور مرهون بالكيفية المثلى وليس بالكم!" "التجربة أثبتت أن السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية والحل الوحيد لمواجهتها قانونياً هي أن نرغم الجلاد على الاعتراف أمام سلطة أقوى!" "الخصوصية في عصر العولمة كالاستحمام عارياً في ساحة عامة مكتظة بالمارة في ساعة الذروة ضمن حوض من الزجاج الشفاف تماماً.. لا يسترك عن المتلصصين إلا طبقة من فقاعات من صابون!"
لن أبتدئ ولن أنهي بمديح للكاتب فهو يعلم مدى احترامه وتقديره في قلبي كأستاذ وطبيب وأديب هذه الرواية كانت مرقاة أخرى للكاتب إلى الأدب، بل نقل طريقاً جديداً شقه بنفسه بعيداً عما راج في السوق اليوم! كالعادة ، بل كالكاتب كانت مليئة بالمعلومات الموسوعية والعبارات الأدبية، وكان نفس الكاتب يخرج مع كل زفرة من المحقق ومع كل عبارة من القاضي ميزتها أنها لم تحمل اسماً قط، وهذا من قوة الرواية أعتقد، ولكن برأيي كان يمكن لها أن تكون أطول ليستلذ القارئ بها أكثر. ذكرتني الرواية بطريقة دان براون في عرض الأحداث، وإن كانت روايات براون أكثر غموضاً وأصعب توقعاً للنهاية ولكنها كانت تحمل ما يكفي من الرموز لتكون في صف "شيفرة دافنشي" :D بالنسبة للمعزوفات التي اختارها الكاتب، فأكثر ما أعجبني كانت مقطوعة النصر، فيها نشوة عجيبة! أما مقطوعتا O Fortuna أو الخامسة لبيتهوفين فكانتا رخيمتان نوعاً ما، وإن كنت لم أفهم كيف تطرق معزوفة آذان أصم كبيتهوفن :\ بالنسبة للقاضي فأقسم أنه كان مخلصاً ووفياً لعائلته، كما أعرف عن الكاتب أيضاً، أكثر من غالب أهل الأرض، فكيف نسي وجود عازفة من فرقة بوند أمامه ولو في حلم؟! كما كان قلبه معلقاً بزوجته وأولاده عندما رمى بها :P ولكن أشد ما آلمني في النهاية، هي كلمة الناشر عن الكاتب، أو بالأحرى كلمة الدكتور نبيل عن نفسه بأنه يتمنى ألا تكون الأخيرة! أرجو أن تكون دعابة من دعاباته ولا يدل على شيء آخر :\ فالكاتب قد سكب شخصيته سكباً في تفاصيل الرواية جميعها! بالنهاية أرجو من الله أن يخلصه من حب التبغ ويبعد عنه كل أذى، عله يكتب لنا رواية أخرى ربما عن "كيف تفاديت قتلي" !
تقع الرواية في نحو 200 صفحة، وكما يوحي الاسم، فهي تتمحور حول قضية قتل. أو هكذا يَبدو لنا ولشخصيات القصة. ودون حرقٍ كبير للرواية، يموت قاضِ ويشرف على قضية موته صديقاه، المحقق والطبيب الشرعي. ويلبس قوشجي شخصية المحقق في محاولته لحل لغز موت صديقه.
يحاول الكاتب جاهدًا إظهار معلوماته التاريخيّة والجغرافيّة في قالبٍ غير متحركٍ. لا يوجد أسماء ولا أرقام، فالقصة هي المهمة حسب رأي قوشجي، وقد يكون صحيحًا، ولكنها تبدو لي كتقريرٍ طبيٍ أو جنائي أكتبه لمرضايي.
الحبكة شبه غير موجودة، بل تتضاءل في الحجم شيئًا فشيء. وفي نهاية الرواية كان انطباعي الأول بالعاميّة السوريّة" تخنتها يا شيخ."
لماذا يجب أن تقرأ الكتاب؟
لا أعتقد أنك يجب أن تقرأه أبدًا، إلا إن كان لديك فائض من الوقت، أو أنّك من محبي كتابات قوشجي. لم أقرأ له من قبل.
العيوب
الأخطاء اللغوية، الأخطاء النحويّة، الحبكة الضائعة، الكتابة كتقرير طبيّ، الشخصيات المزعجة التي لا تتعلق بها ولا بنسبة 1%.
"لكنني لم أكن لأترك أفكاري تُشرح حية على طاولة عقله" "من لا يتطور ذاتياً سيندثر" "يداً واحدة لا تصفق،ولكنّها تستطيع أن تمسك قلماً وتبدع" رواية غموض تخاطب عقل القارئ بمستوى رفيع وبرقي عالٍ ، قصة ذات حبكة ذكية منظمة بجمال وسرد الأحداث فيها حفز عقلي ليحل محل المحقق و يربط جميع الخيوط قدر المستطاع . تتابع الأفكار وتتاليها أخذ للرواية مكاناً في مخيلتي ووضعني في دور جميع الشخصيات رسالة الكاتب للقراء كان توقيتها رائعاً مدروساً فقد أجابتني عن تساؤلي عن الطبيب الشرعي والمشرحة الذي خطر لي ق��ل بضع صفحات من توجيه الرسالة كمية المعلومات الثقافية التي تحتويها الرواية ... غير أنها مبهرة ورائعة جداً فهي كافيةٌ جداً لتدرك أن الكاتب يمتلك أبواباً من الثقافة بلا حدود وهي أحد الأسباب التي تدفعك لقراءة الرواية مرة أخرى من الممتع جداً أن تشعر وكأنك تحمل عقلاً بين يديك عند قراءتك لها فالكاتب أديب عبقري مبدع ...
أسمع في أذني صوت رنين الهاتف، تحت الظلام، صعبةٌ هي حياة الطبيب الشرعي، فهي ليس ملكه، عطلته حافلةٌ بالمفاجآت، وليلته الدافئة تجتاحها رياح باردةٌ قادمةٌ من نافذة السيارة المسرعة إلى موقع الجريمة ... أشعر بحنان زوجة الطبيب، وهي تساعده في التأنق، وأكاد أرى يدها تربت على معطفه الأسود وهو يخرج، وقلبها معلق بين الأزرار على صدره، تكتم بداخلها شوقاً وحباً، تقفل على قلبها الحزن جيداً، وتبتسم لتعطيه الثقة التي يحتاجها طاقةً في عمله المتعب المرتقب ... يحتاج العمل أحياناً موهبةً فريدةً في التحكم بالمشاعر وإعمال العقل في أشد اللحظات تأثراً ... لأن موقفاً ما قد يضعك أمام أعز أصدقائك، محققاً في جريمة قتله، وطبيباً لجثته التي لن تشاركك الضحك في سهرة هذه الليلة الموحشة ...
دخلت منزل القاضي، وكأنني أسمع صدى صوتي ووقع أقدامي في بهوه الفسيح .. وكأن زوايا المنزل الضخم تحدثني بما لا يمكن إلا الشعور به !
في المطبخ الكبير، كانت غصة التفاصيل الموجعة، أحدٌ ما نحبه، قبل دقائق مر من هنا، كان يود تناول البيض المقلي بالزبدة على العشاء ... الشاي الذي هم بتحضيره، لم يعد أنيسه في السهرة، بل أحد الأدلة في مسرح جريمة قتله ... كان القاضي يعيش حياةً فخمةً ضخمة في مثل هذا المنزل، لكن النور الحقيقي في حياته يكاد يكون كأعقاب السجائر التي يلتهمها، تتوهج لثوانٍ قليلة، ثم يكون الرماد مصيرها .. الكتاب الذهبي على طاولة مكتبه، كان أمراً ملفتاً للنظر، لوهلةٍ أثناء مروري بقربه، خيل إلي أنه نفسه مذكرات القاضي التي أقرؤها، في كتاب ضمن كتاب، كحلمٍ داخل حلم ... لم أعرِ الأمر اهتماماً، لكن حدسي القديم بدا صائباً بعد ذلك ! "أنا أعرف من قتلني" .. لماذا تطبع بخط يد؟ ... فكرت كثيراً، ولاهتمامي بمجال الخط أكاد أتلمس بين حروفها شيئاً مخبئاً، سراً وروحاً ورسائل لا يمكن لخط Arial الشهير ولا أشباهه الجامدة أن يوصلوها ... تسجيلٌ ورسالةٌ من صديقٍ قتيل، تضعك بشكل مباشر أمام مسؤولية تحقيق العدالة، التي طالما كانت هاجسكما في مسيرتكما المهنية المتكاملة ... في تلك الكلمات القليلة التي سجلها القاضي، تشعر بأن حدقتي عينيه كالثقب الأسود عمقاً، بأن نظرته الثاقبة وخبرته في البشر، أعمق من أن يتصورها أحد، حتى أصدقاؤه المقربون ... ! تفكر كم هو خطير ذاك الشيء المسمى بالحاسة السادسة، أو الحدس، وخصوصاً حينما يتعلق بالحوادث المأساوية، كالقتل مثلاً !
كم يبدو هذا العالم غامضاً كغموض ذلك القاضي، الذي ترك ألغازه خلفه، كبصمةٍ تدين عالم الجريمة، الجريمة التي بدأها أحد أولاد آدم يوماً، ولم تنتهِ اليوم ! ولن تنتهي في الغد بالطبع ...
في مذكرات القاضي، عشت الحزن المزمن الذي رافقه، عشت مرضَه الخطير، والأسرار التي خبأها بين خلايا رئتيه المتورمتين ... تجرعتها كتلك السموم التي ينفثها بدخانه، نافخاً بعض هموم الحياة خارجاً، ومستنشقاً للمزيد منها !
بكيت في تلك الليلة الفاجعة، حيث فقد زوجته وأولاده ... وشحبتِ الحياةُ من حولي، فليس من السهل أن تخسر عائلتك، وتبقى وحيداً، سترمى كاليتيم المشرد في الحياة، مهما بلغتَ من العمر والشيب ! ...
في مذكرات القاضي، شخصيةٌ صلبةٌ، تصدِّعها مآسي الحياة، ينهش بجسدها المرض، ويحترق بداخلها العجز عن تحقيق العدالة التي طالما عمل ليقضي بها في قاعة المحكمة ...
العمود الرخامي، واللوحات الجدارية، والقبة السماوية .. فخامة معمارية، من خلفها أسرارٌ بقيت طي الكتمان، تبحث عن السلطة الأقوى التي تجبر المجرم على الاعتراف بحكم العدالة ...
يعيث الفساد في غرف القصر، كما يعيث بالكرة الأرضية المتمثلة فيه، حيث تختفي العدالة وتسود نظرة الأقوى نحونا، رشوة وسرقة وعيشة بلا شرف، تنخر بجدران ذلك القصر المتهالك مع الزمن، تستوطن زواياه حتى تنصهر معها، فيهلك بهلاكها ... فالبشر يتحايلون بطرقٍ غير متوقعة حينما يحاصرون، وهنا قد يؤذون ! حقاً ... وذلك ما وجد القاضي نفسه في مواجهته ... وعلى طريق كشفه، كانت روحه هي الثمن ...
جميعهم ولدوا في الشهر نفسه، قد يكونون القتلة، شركاء هذه الجريمة، أو شركاء جرائم كثيرةٍ غيرها، ستدفعهم هذه الجريمة إلى الاعتراف بها ...
كم كانت حياتك صاخبة بالحقيقة أيها القاضي، وكم كانت وفاتك صاخبةً أكثر ... كم كنت تعاني من مرضك ووحدتك وفساد من حولك، وكم كنت تحاول أن تجد لنفسك فسحةً من الأمل في قبتك السماوية ! .... أتساءل كم من الوقت قضيت وأنت تفكر بها، وتهندسها، أتساءل وأجيب نفسي بأنك لذلك طردت ذاك المهندس، لعلك لم ترد لأحد أن يقترب من فهمك، أو ربما لا تريد أن تفسد اللغز بكشف خيوطه أمام عيونٍ لن تبصر حقيقتها ...
جسدك الممدد أمام الطبيب الشرعي، ورحلة الغموض الأخرى التي احتفظت بها في كرياتك الدموية ... لعلك كنت واثقاً بأن الحقيقة ستظهر في تحاليلك ..... في رئتين الجوفاوتين ... ستظهر الحقيقة في قلبك الذي احتمل ما لا تطيقه الجبال، حتى ضاقت به شرايينه، فآثر الرحيل ... تاركاً خلفه رسائل الحقيقة، مفترقاً، لا يكون بعده كما كان قبله، بجسدٍ ممددٍ كشموخ الصقر، يقول:
٢٥ - ٣ - ٢٠١٧ تاريخ اهدائك لي هذه الرواية العظيمة عدت مساء من عملي متعبة وأمسكت روايتك العظيمة لابدأ بقرائتها ولكن صداعاً أصابني منذ بداية اليوم منعني من أن أفعل آخذة بنصيحة الدكتور عمر ( ان لم يكن لديك وقت لا تبدأ بقراءة روايته ) ٢٦- ٣ - ٢٠١٧ استيقظت والحماس يملأ عقلي لأبدأ قراءة روايتك وفعلاً بدأت قبل أن أبدأ بتحضير قهوتي ثلاث ساعات كانت كافية لأقرأ رسائل القاضي ثم اعاود قراءة الرواية كاملة .. لا أصنف نفسي كقارئة جيدة ولم يكن الغلاف ملوناً بطريقة تغريني .. أما اختيارك للعنوان بعناية كان كفيلاً بذلك .. بدأت القراءة وكانت الصفحات الستون الاولى كفيلة بجعلي أشعر أن الكاتب يخاطبني بل إن رسائل القاضي وعقل المحقق وكافة شخصيات الرواية هي من يخاطبني وبطريقة مستفزة أحياناً أبدعت بتجميع الاحداث وحبكتها .. سحبتني و جعلتني أسيرة قضبان روايتك حتى النهاية ربطت الاحداث بطريقة تجعل القارئ يبحر بين ما أسميتهم فصولاً حتى يرسو على نهاية ضفة الفصل الثامن والثلاثين متمنياً أن لا يكون الشاطئ الهدف شعرت بعد قرائتي الثانية أنها رواية لما تكتمل وأتوق لأبحر مجدداً ولكن قبل بدء رحلتي هذه المرة عليَّ أن أعد العدة جيداً .. يجب ان اقرأ جيداً عن التماثيل الرومانية وتلك الاغريقية .. ان اجمع معلومات عن هيبارخوس وأقرأ اكثر عن الجغرافية وعلم الخرائط كذلك يجب علي أن أتفقه قليلاً في موضوع الفلك والقبة السماوية وأن أزيد معرفتي في علم التشريح المرضي الخاص بالخلايا السرطانية وينقصني كذلك الكثير من الثقافة بمواضيع التاريخ وتاريخ القانون .. ربما أفعل كل هذا وانا أستمع لإحدى سيمفونيات بتهوفن (الخامسة ربما) أو مقطوعة ( النصر) لاندريه ريو عدة ليست بقليلة ولا أعلم متى سيكون موعد قرائتي الثالثة للرواية إلا أنني آمل أن يكون قريباً
بشرى صوان
This entire review has been hidden because of spoilers.
لم يكن لقارئ أن يتوقع من كاتب رواية "رحلة إلى المريخ " إلا مزيداً من الإبداع والتميز في روايته الجديدة " أنا أعرف من قتلني " فمع لحظة قراءة العنوان أنا أعرف من قتلني تبدأ رحلة الانفصال عن الواقع لترى نفسك تقرأ فصلاً تلو الآخر دونما توقف لتصل إلى نهاية الرواية .... قد يشدك العنوان بدايةً ويهيئك نفسياً لقراءة قصة بوليسية فيها قاتل ومقتول وتحقيق ووقائع وتتتابع الأحداث وفق هذا المجرى مع تفنن الكاتب في شد أعصاب القارئ ورسم الكثير من إشارات الاستفهام في عقله حول حقيقة الجريمة .... لترى نفسك في النهاية أمام مشهد إنساني عميق لا تستطيع إلا أن تتوقف عنده مذهولاً مشدوهاً محاولاً استيعابه متعاطفاً مع آلام النفس البشرية الضعيفة في كثير من الأحيان .... وكما عودنا الكاتب على أسلوبه التعليمي الهادف في كل كتاباته فلم يكد يخلو فصل من الإشارة لمعلومة أو فكرة علمية أو ثقافية أوجغرافية أو تاريخية تشكل حافزاً للبحث لمن يقرأ فطالما حرص الكاتب أن يهب جزءاً من مخزونه الفكري والثقافي لقارئيه سواءً في المجال الطبي أو غيره فليس من المستغرب أن تقرأ تعريفاً واضحاً لالتهاب الوريد الخثري وأسبابه ونتائجه يكاد يكون مرجعاً يستعان به في الطب، ويعود بي الزمن حينما أقرأ عن سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة الذي أصاب القاضي واجتاح كبده وسائر أحشائه لكلمات حفرها أستاذي الأديب الطبيب في أذهان طلابه في محاضرة لمادة التشريح المرضي عن الأورام الخبيثة وآلية إحداثها للنقائل السرطانية في الجسم فألمس في الكلمات المكتوبة ذات الأسلوب الشيق والفريد لعلم مميز من أعلام هذا الاختصاص ..... مزيج رائع من الفكر والأسلوب والتصوير نتج عنه إبداع روائي أروع.......
لعلّ مابين دفتي هذا الكتاب أبعد مما هو في جليٌّ في السطور التي مررنا بها في هذه الرواية ..
تحمل الرواية معلومات ثقافية متنوعة و جميلة رحلة ممتعة بين التاريخ و القانون و الموسيقى و الطب و النفس و الفلك و الجغرافية و التكنولوجيا ..
ما استطعت أن أتلمسه كقارئة للنص بأننا في هذا الوقت الحاضر ننتحر اجتماعياً نبني جدراناً كبيرة بين بعضنا بعض رغم كل العريّ الذي نحن فيه في حضرة الحداثة و في عصر التكنولوجيا الذي أغشى أبصارنا عن بعضنا البعض بفاقاعات صابون أصابتنا بالحرق و أحرقت احساسنا بمن حولنا و لربما احساسنا بذاتنا و فيما يجري حولنا و مدى الجهل الذي يتكاثر فينا كبؤر سرطانية لا تنتهي وتموت إلا بالقضاء علينا .
جميل هو النص الذي يحملنا لربما حسب اعتقادي لرسائل الكاتب المُضمنة تحرك بنا سؤال لماذا علينا أن نحيا و كل ثانية نرتكب جريمة بحق انسانيتنا و ذواتنا و محيطنا ؟! فكلنا قاتلٌ لنفسه و لكن قلة من يدرك من هو " قاتله " :) و يتدارك جريمته بحق نفسه
مغرمةٌ أنا بهذه الرواية ... لكل تفصيل فيها معزةٌ خاصة ..😍 من أين يبدأ المرء يا دكتور نبيل ! بالحبر أم بالغلاف .. بحروفها أم بالعلوم الطبية فيها أو الجغرافية . رواية وصلت اليوم للطبعة الثالثة وأنا لليوم قرأتها ثلاث مبتدأة بالرابعة ! 😅 أيعقل تعلقي بحروفها واقتباساتها .. بالمواقف التي كتبت فيها ، تلك التي رسمتها في مخيلتي حتى أصبحت وكأنها في ناظري مع القراءة حقيّقيّة أهو سحر إبداعك الأدبي أم سحر الحبكة التي وضعتها ! لعل أنك جئتنا بعد رحلة المريخ بسحر جديد ابتدعته في سطور هذه الرواية لتعلقُنا بشخصية القاضي الذكي ! والمحقق الوفي وذاك الطبيب المسكين لعلنا اكتشفنا بك جانبك الحقوقي المجهول الذي تفاجئت بأرضيته القوية لكن لاشيء مستحيل كونك الطبيب الأديب 🌹 ، حقا تمتعني روايتك مع أنها بلا أسماء! تمتعني روايتك بسمفونياتها الموجودة فيها بربط التكنولوجيا مع الكتابة 😍 لعلك الفريد الذي كتب رواية تفاعلية لهذا الحد ! لعلك الفريد بابتكاراتك حقا" من القلب أنتظر رواياتك وأعمالك مع خالص حبي للرواية وخالص التقدير لأديب مثلك جعلنا نستمتع بأعماله 🌹🌹
أكثر من رائعة استمتعت بكل كلمة وبكل جملة قرأت ما كتب بالخط الأزرق بداية وعشت معه في عالم ومن ثم قرأتها كاملة لأعيش في عالم آخر بل عشت اللحظات كاملة لدرجة أني فتحت موقع الفيسبوك واطلعت على الطابعة ثلاثية الأبعاد ورأيت الخريطة واستمعت للسمفونية أدركت أن الحياة تستحق أن تعيش اللحظة بكل ما تحمله من مشاعر ومعاني والأهم من كل ذلك جملة كن أنت المفترق فلا يكون ما بعدك كما كان قبلك شكرا للإهداء الرائع والأسلوب الشيق بانتظار تحفة أدبية جديدة أنا مستعدة حاليا لقراءتها مرة ثالثة لاستمتع فيها من جديد
إن كنت تبحث عن رواية مشوقة تأخذك بعيدا عن رتابة الأحداث فقد وصلت لمبتغاك . أسلوب مبدع يجعلك متلهف لمعرفة النهاية لأنك كلما اعتقدت أنك شارفت على حل اللغز ستعيد الكرة مرة ثانية و ثالثة و رابعة.... ستواجه أسلوبا جديدا يجعلك تشعر و كأنك شخصية من الشخصيات التي تتفاعل في الرواية فتكون فيها فاعﻻ ﻻ مجرد متلق للأحداث. أنصح به لمحبي الإثارة و التشويق.
رواية متكاملة شاملة لكل الاسس الفنية التي تثير التفكير والخيال, تحث القارئ على الاستمرار لقراءة كلمات حملت بين ثناياها معان كثيرة . الجزء الشيق فيها هو وجود عنصر المفاجأة والحدث الجديد المبتكر لينشئ عناوين جديدة في عالم الأدب بأسلوب مبدع مميز أستاذي انت كما قال القاضي المفترق فما هو بعد ليس كما كان قبلك.
الرواية أكثر من رائعة أعجبت بتفاصيل الرواية الجميلة سلمت أناملك يا دكتور نبيل وانشالله من نجاح لنجاح ونشوفك دايماً متألق مرت خلال الغمامتين تحدرا...........وتقطرت كالدمعة الحمراء .......
مع كامل الاحترام .. إلى أن حديثي الروحي هذا لم يستطع أن يصمد في داخلي فما هو إلا نتيجة لعبقرية تلهمني ..وعصف ذهني لا أدري كم سيستهلك سطوراً و أعتذر بشدة على الإطالة به ..لكني لطالما كنت مغرمة "بالسكيتشات" , لا أدري إن كانت مقدمة رأيي المتواضع هذا متوقعة .. لكنني بدءاً من أغلفة الكتاب الذي بين يديّ وددت السؤال عن راسمه ..دون معرفة مسبقة بوضعية السكيتش - و حتى آخر حرف من الرواية وقعت في استفزاز أدبي يدفعني لكتابة هذه السطور ..فمنذ الصفحة السابعة عشرة و الصداع يلازمني حتى أني لا أذكر فترة مكوثي مرهقة الأفكار ..كان ولا بد لي أن أتذكر أياماً قضيتها في قراءة رواية دويستوفسكي "الجريمة و العقاب" تارة و بين رواية "لجبران" تارة أخرى بحديثه عن العمل المشروع و الغير مشروع و ربطها بالجمل الزرقاء التي تجعلني أنكب على الورق الآن لألتقط رؤوس الأقلام التي تتناثر في ذهني حول الطابعات الذهنية و هيبارخوس و أحفاده و بيتر هانلاين المجنون برأيي و انقطاع التيار الكهربائي و نظرات الدهشة التي تعلو وجوه إخوتي في هذه الغرفة المقفرة حيال فترة ساعات جلوسي و الإعياء يرسم ملامحي ..كل هذا يجعلني أقع في حالة جسدية مرعبة و مخيفة تقول لي بأنه من الواجب وضع تنبيه كالذي يوضع في بداية الأفلام التي تحذر بأنها غير مناسبة لأصحاب النفوس الضعيفة .. و لربما كان من الواجب عليّ التوقف منذ قراءتي للإهداء الذي أوجسته موجهاً لي أن التي لا تملك جرأة المتابعة فكيف و أني من أصحاب " الكارسينوفوبيا" من كل الحالات التي واجهتها على صعيد عملي .. في الصفحة الرابعة و السبعين وجدت بغيتي .. استعدت جمالية مطالعاتي حول قوانين حمورابي و تاريخ إدخال التبغ و المرأة .. و لربما كان من المدهش أن أستهلك قرابة الخمس دقائق لأعيد و أزيد بقراءة ذاك الحديث الحميمي بين ثلاثة أصدقاء يتمنى فضولي تعرفهم فأسأل نفسي كم يلزم للمرء من سنوات عمرية ليكون بهذا القدر من الثقافة و ألا يستهين بكل الأحاديث العابرة بين الأصدقاء ... كم من الذهول و الابتسام اعتراني في هذه السطور !!! لربما كان من الأفضل لقارئة متواضعة لها أن أتوقف قليلاً لأبحث مطولاً عن تجرع المجتمعات لقوانين لا تدري ماهيتها كالقانون الروماني و اندثار أصحاب تلك القوانين و بقاء روحها ... لنعاود ربط هذا الحديث المطول بجملة خطيرة نسمعها على الدوام ألا وهي " روح القانون " لندور في حلقة مبهمة لا تنتهي .. التحليل النقدي في هذه الجمل يكاد يرهق أعصابي و الحر الذي يلبس جلدي يزعجني و كذا تفكيري بردة فعل الأديب حيالها.. لكني لم أعتد إخفاء ما يجول خاطري خاصة حيال الارتباط الجسدي بين الشخصيات الذي لمس روحي .. حالة الألم التي تربط المتحابين و الرؤى التي تراودنا تستدعي ولربما في يوم ما أن تدرس و تكشف سر هذه الرابطة الغريبة من نوعها .. بيد أن انقطاع الحبل الشوكي أو حرقة أسفل الظهر له معانيه في الديانات الهندوسية القديمة .. كل هذا يجعلني أشعر بأني على تحاور مع ذات متبحرة في كل تلك الأمور لأقع فريسة ليلة مجهدة لعقل و جسد ينحل يوماً بعد يوم .. و من الأمور التي أثارت إعجابي وتوقفت عندها بإجلال لاستشعاري الروح الحساسة و الثقافة المتكاملة هو مقارنة عيون الأباطرة الرومانيين بعيون الإغريق .. الأمر بالنسبة لي مشهد حقيقة لنعاود محاكاة كل اللوحات و التماثيل بذاتيتنا .. كيف لا و الإغريق أصحاب الأحاسيس المرهفة على خلاف أهل أثينا .. فما هي هي إلا مشكاة لمعاودة البحث عن أحفاد هيبارخوس و حديث الزوجة الفطنة .. و برأيي المتواضع لم يكن هذا إلا اعترافا كاملاً بأن إعلام العقل وحده لا يكفي دون الحس .. "نجاح التطور مرهون بالكيفية المثلى و ليس بالكم " .. رغم أني من ذوي أصحاب الفكر المتعصب عربياً و رغم اختلاط جذوري إلا أنها جملة تذكرني بفصاحة الأصمعي و الفرزدق بنادي الهجاء الذي يستفزني لأول مرة بسعادة بأنها على حق .. للأسف فما السيوف المنحنية تلك إلا انعكاساً لواقع مشؤوم عشناه و لا زلنا تحت نيره .. كثيراً ما نمنع أنفسنا عن شيء رغبة منّا بالبقاء غير مرتقين .. خوفاً من الارتقاء ّّو هرم ماسلو بنظرنا ما هو إلا ارتباطنا بالحاسب و التلفاز و التكنولوجيا التي دفعتنا لهذا الكم من الشرّ و الترويج له مع تحجيم لفكر الإنسان .. اتخاذ القرارات و القوانين في حالة البؤس لجسد مستسلم لمريض السرطان يجعلنا لا شعورياً ندرك بأن ارتباطاتنا الحياتية بالتكنولوجيا مماثلة للسرطان بعينه !! .. اضطراب الخلايا الصغيرة تلك هي ما يقتلنا في حقيقة الأمر ... و التوازن الذي نبتغيه ما هو إلا من روح اللوحات التي نرسمها في مخيلاتنا و العمود الرخامي الذي نتكئ على جنباته لنخفي به أسرارنا .. السمفونية الخامسة : حانت الساعة .. بدون تأخير لعزف الأوتار حيث القدر سيضرب عازف الأوتار و لتبكوا معي جميعاً !! و لتبكوا معي جميعاً ..
صفوة القول .. أني لطالما لم أكن من هواة أدب أجاثا كريستي و دان براون و كل ما يربط التكنولوجيا بالأدب .. إلا أن روح الثقافة الطاغية في سطور هذه الرواية يجعلني باستفزاز أتعشقه أن أترقب الآتي لأديب قد أكون أصغر من أن أقيم أو أسرد رأيي بمعين فنه الذي لن ينضب ..و أن أفخر بالإهداء الموجه لي من أنامل طبيب مفكر و أديب مبدع ..
ساعتان و نصف كانتا كفيلتين بأن تبصرَ عيناي كلمة " تمّت " الكبيرة و العريضة في نهاية الكتاب ..
بينَ يديَّ سقطَ الكتاب الثّاني لأستاذي في الجامعة و - صديقي إن كانَ يسمحُ أن أضيفَ له هذا اللقب - الدكتور نبيل نادر قوشجي بعد أن قرأتُ عملهُ الأوّل ( رحلة إلى المريخ ) في العام الماضي.
و هنا أنا أكتب من باب القارِئ المحترف إن صدقَ القول لا من باب النّاقد المُتقنِ لعمله، و ساعتمدُ على الفكرة ما بعدَ الحداثويّة القائلة أنَّ نشرَ العمل الفني يلغي أي دفاع من الكاتب و النّاشر تجاه عمله و ينتهي دوره عندَ النّشر و هنا يبدأ دور القارئ في تحديد مصير الكتاب.
بعكسِ ما ادعاه قوشجي في توطئةِ كتابه عرفت النّهاية في الصّفحاتِ الأولى للكتاب .. و لكنّني أتممتها باحثاً عن جرعة معرفيّة أجهل معظَمها من معلومات و حقائق و تفاصيل كانت جرعة جيّدة لتوسيع مداركي تجاه أمور تفصيليّة بحاجة لها .. و هذا ما أعطاه النجمة الأولى.
الأسلوب اللغوي للكاتب بسيط و غير متكلّف و ه�� يعتمد الحوار الصّريح بين الشّخصيات باعتماد نمطيه " الديالوج و المونولوج " على طول الرّواية و تقديم المعلومات للقارئ بإسلوب خطابي سلس و سهل دونَ التّكلف ببهرجة الجملة و تزيين الفكرة و زخرفة الألفاظ ، و هذا منحه النجمة الثانية
حبكة قصصيّة متقنة شبيهة بقصص الغموض البوليسيّة و هنا لا استبعد اسماً صارخاً في هذا المجال القصصي " دان براون " .. لهذا السّبب و بسبب تشابه شكل القصة مع شكل مجموعة قصص و روايات قرأتها سابقا. كان لي القدرة على توقع ما سيحصل .. ثمَّ أنَّ أسلوب الكاتب قريب لسيناريوهات الأفلام أكثر منه لعمل سردي روائي .. و هذا حرمه من نجمة.
الفكرة في الرّواية عميقة و هي تلامس الجميع تقريباً بشكل شخصي و تتحدث عن مشكلة مجتمعيّة مستشريّة في المجتمعات التي تحكمها البيروقراطيّة و ثغرات القانون .. هذا ما حاول قوشجي أن يلفت أنظارنا له خلال الرّواية.
القصة و الحوار هو حوار يومي معاش في الواقع الحالي لأي شخص منا ، عدا الجزء المخصّص للمعلومات الثقافيّة الكثيفة ، و إن وجدَ أشخاص بهذا التّوسع الثّقافي .. لكن الجزئيات التي تخص العمل و الحياة الزوجية و علاقات الصداقة هي من الأمور التي تعبرُ البالَ دونَ أن تشغله.
رواية جيّدة و جرعة ثقافيّة ممتازة و قصّة مذهلة.
قصّة حققت شروطها الفنيّة
ثلاث نجمات للفكرة و المعلومات و الأسلوب في طرحها تحذف نجمتان لتقطّع النسق المستمر في بعض الأحيان و تشابهها مع نصوص أخرى شكليّاً
راودني الشك وترددت كثيراً قبل أن أخط هذه المراجعة المقتضبة لرواية "أنا أعرف من قتلني" .. هل حقاً آتت تلك الرواية أكلها؟! .. هل حقاً استطاعت أن تحقق مبتغاها؟! .. هل حقاً تمكنت الخاتمة من سد رمق القارئ؟!.. ما إن فرغت من قراءتها حتى تدافعت الأسئلة إلى عقلي .. ما الذي حدث؟! .. اتبعت وصفة الطبيب فقرأت ما خطه بلون أزرق يقرب من نفس القارئ ويجعله يحاكي ما قام به المحقق .. إلا أني - وللأسف - لم أستطع اكتشاف القاتل أو حل أي عقدةٍ من الألغاز التي لربما تبجح الكاتب بصنعها فلم أتردد لحظة في عزو ذلك إلى فقر خزينتي المعرفية ورجاحة عقلي واستشعرت بتحدٍّ عقلي ممتع أو كنت أخال ذلك! .. ثم أعدت قراءة الرواية بصورة كاملة .. وحينما وصلت نهاية الطريق آلمتني الخاتمة .. لا أدعي لنفسي صلةً بالنقد الأدبي لكن انطلاقاً من غيرتي على "رحلتي إلى المريخ" ومخافتي أن تخفق سليلتها في نهج طريقها كان هذا الألم .. رأيتني شاخصاً أمام خيارين لا ثالث لهما .. أما الأول فكان أن أصارح نفسي بأن الرواية لم تكن على قدرٍ منيت النفس به ففجأة لم يعد لتلك الألغاز التي خطها ذلك القاضي - الذي أكاد أجزم بأنه يعاني من مرض نفسي - أي فائدة مباشرة في اكتشاف القاتل .. بل كانت مجرد استعراض للعضلات الفكرية التي تمتع بها القاضي في حياته .. وأما الخيار الثاني فكان في التماس تفسير سيريالي أشغل به نفسي وأرمم به ما افتقدت إليه في الرواية فكنت أبحث عن أمراض نفسية لأشخّص - ولست بالطبيب - حالة القاضي .. أكان شيئاً من الفصام أم تعدد الشخصيات! .. لا أدري .. لكن الأمر كان ليبدو ماتعاً لو انحرفت الخاتمة وعادت للخيوط التي رسمتها الحبكة الروائية في اللحظة الأخيرة.. ولأن كلمة الحق تقال .. لا بد لي من شكر الروائي الأستاذ الدكتور نبيل قوشجي على المعلومات القيمة التي خرجت بها شخصياً من تلك الرواية ولا أعتقد أني كنت سأتحصل عليها لولاه .. ولولا حرصي على منتوجه الأدبي واقتفاء أثره العلمي لما كان هذا النقد من طالبٍ صاغرٍ لمعلِّمٍ عظيم .. وسأقولها "كن أنت المفترق ... فلا يكونن ما بعدك كما كان ما قبلك"
"أنا أعرف من قتلني " رواية الغموض و الجريمة ... يأسرك العنوان ، يلهب حماستك و يشعل خيالك حتى تبدأ بالقراءة فتأخذك الأحداث المتسارعة و تفتنك القصة الممتعة . رواية تحكي قصة قتل قاض معروف ، رجل مميز بعلمه و ثقافته و حنكته . يلعب فيها المحقق دور الرجل المفكر و الباحث عن الحقيقة التي تختبئ خلف ألغاز و أحجيات أدرجها القاضي في دفتر مذكراته . كتبت الرواية بأسلوب قصصي ناجح بعد فيه الكاتب عن الشطط و الحشو فجاءت القصة متكاملة الأفكار و متسلسة الأحداث ، فكان السرد ممتعا و غنيا بمعلومات واسعة غطت مختلف المجالات من تاريخ و جغرافية و طب و فن و موسيقا ، أوردها الكاتب بسلاسة بين السطور فأعطت زخما للرواية المكتوبة بلغة سليمة راقية . رواية مميزة و جاء تميزها من استخدام الكاتب ثلاثة خطوط في طباعتها و لونين هما الأزرق (لوني المفضل ) و الأسود ،كما تعمد الكاتب عدم ذكر أسماء لشخصياته فأكسبهم بذلك صفة العالمية ، و أكتفى بذكر عملهم كالمحقق و الطبيب الشرعي و السائق . و لم ينسى الكاتب غلاف روايته فأولاه حقه ليكون مناسبا بالشكل و اللون لما تحويه الرواية فكان مكملا لها . أكثر ما شدني في الرواية هو قدرة الكاتب على بناء شخصياته فجعلها واقعية و ممتلئة بالحياة قد ترى نفسك فيها و قد تغيرك أو تعلمك شيئا جديدا و مثيرا . أدام الله قلمك دكتور نبيل و بانتظار المزيد من ابداعاتك .
أنا أعرف من قتلني . عنوان مذكرات القاضي التي تركها قبل قتله لتساعد صديقه المحقق في معرفة قاتله .و لكن هذه المذكرات لم تكن من الوضوح بأن تشير للقاتل بل اعتمدت على اختبار ذكاء المحقق .. هذا القاضي لم يكن عادياً بل كان موسوعة معرفية وبيته كان أحجية بكل تفصيل فيه . وبعد أن ماتت عائلة القاضي وعاد وحيداً لم يعد موته شيء يخيفه بل على العكس استطاع استخدام موته ليدفع مجرمين حقيقين للاعتراف بجرائمهم اتقاء تهمة القتل فيما لو كان حياً لكان تحايلهم على القانون أسهل مايمكن فهذا ملعبهم .. لا أقرأ كثيراً بوليسي لكنني أحببت فكرت المذكرات المطبوعة بخط اليد بالقلم الأزرق وأحببت فكرة الأحجيات ربما كنت أرغب بوجود الطبيب الشرعي في ساحة الأحداث أكثر مماظهر ، كما أنني توقعت النهاية مع أنها غير متوقعة !بشكل عام كتاب جيد جداً ممتع وشيق ويعطيك معلومات ببساطة ويستحق القراءة
هناك فرق كبير عندما يكتب الرواية كاتب طبيب ، أو أن يكتبها كاتب أديب .. المعلومات التي احتوتها الرواية إن دلت على شيء دلت على بحر علم الكاتب .. أدهشني كل ما جاء بها من معلومات سواء الطبية، التقنية، الموسيقية، أو حتى التاريخية و الأخلاقية . أحسست و أني في بستان فيه من كل أنواع المعرفة و ما علي إلا أن أقطف و أستفيد .. حضرة الكاتب سأستعير منك التعبير .. و سأكون إن شاء الله المفترق فلا يكونن ما بعي كما كان ما قبلي .
قرأتُ أبيات شعرية تصف حزن شاعر مثلاً....أو رأيت لوحةً تصف شعور فنان..... لكنها المرة الأولى التي أقرأ فيها هذه الطريقة غير الاعتيادية لكي يحكي لنا أحدهم عن شعوره وحزنه بما يحدث حوله....إنه ذاك القاضي الذي استطاع بطريقة ذكية ومبهرة أن يصل بصديقه المحقق وبنا إلى تلك الحالة التي تجعلنا نشعر أن الرواية فعلا مفترق طرق في وصف الشعور ... في تلك الخلطة السحرية بين الأدب والعلم...والكثير من أسرار الفن
"كن أنت المفترق فلا يكونن ما بعدك كما كان ما قبلك" كنت متشوقة جداً لأبدأ بها وخاصة مع الهالة الكبيرة التي رافقتها على مواقع التواصل الاجتماعي علاقتي مع الروايات البوليسية وقصص الجريمة ليست قوية ولكن هذه الرواية بشكل عام كانت جيدة إلى حد ما وأقل مما توقعت ...