وكانني أحد سواي أو أن أضحك ثم أبكي أو أموت لعلني أحيا وأصرخ ثم أخبو مثلما يخبو شهيق الحزن في وتر الرباب . أحس أن وجودي لا وجود له كأنني الظل عند الليل يختبيء . كأنني الوقت يمضي قبل أن ندركه او كالصدى بصراخ الأمس يمتليء . هذا المساء لا درب يوصلني إلى نفسي ولا أحلام تبقيني على أمل البقاء . فنعود نحاول لابد سننجب طفلًا ليعيش كما نن نموت سُدى . أنا أنت لا تطلق النار صوبي كيلا تموت . ما بين الثلاث والأربع نجوم جيد وبه مقاطع جيدة جدًا وقريبة للقلب
وكان لنا بيت تركنا على جدرانه ملح دمعنا وفوق مراياه وجوهاً تبعثرت شظايا كما الذكرى.. رماداً كما الوقت وكان لنا بيت هو الوطن المجبول من طين حبنا هو الذكريات الضائعات كعمرنا هو الأرض إذ يطفو على وجهها الموت وكان لنا بيت .................................... أبكي عليك الآن يا أبتي و أنت تنام في القبر البعيد أرى عيونك... مثل لؤلؤتين في جوف المحار وصوتك الفضي يغسل وحشتي و أراك.. ترجف تحت أكوام الحجارة بارد هذا الشتاء فضمني كفراشة في راحتيك أبكي عليك ...............
أبكي عليك الآن يا أبتي و أنت تنام في القبر البعيد أرى عيونك... مثل لؤلؤتين في جوف المحار وصوتك الفضي يغسل وحشتي و أراك.. ترجف تحت أكوام الحجارة بارد هذا الشتاء فضمني كفراشة في راحتيك أبكي عليك
" أمسك بدرخان بمعجم الخراب وانغمس في انشغاله الوجداني (سوريته)، والشعري قوامه وعي ثقافي ومعرفة بأدوات اللعبة الشعرية، ثم وعي باختيار لذاته في المراوحة بين التصريح والغموض هكذا يتدفق الوجع -وجع المدن التي تسكننا أكثر مما نسكنها- رطبا على الرغم من مراراته."
" هكذا يرسم عبد الكريم بدرخان حياة السوري داخل الحرب وهو ينتقل من موت إلى موت، يشهد رحيل أهله وحطام مدنه التي كانت، السوري الذي لا ينسى أن يداعب الحياة حتى وأصوات الرصاص تخترق ليله ونهاره؛ ما إن يشيع جنازة حتى تتعالى في الجانب الآخر من الحياة زغاريد النساء لقدوم مولود جديد، كما يرسم شاعرنا صور الأطفال الكبار الذين ينتقمون من الحرب بلعب الكرة، ليركلوا قبحها بقهقهاتهم العذبة."