تمضي السنون وعمري واقفًا صنمًا يطوف حوله ويبتهل . اجس وجهك كالاعمى فابصرني . لا زائر دق باب فؤادك غير الخواء . لربما ما كان ظلك في الستاره انما اضغاث أحلامي تجلت في صور .
* عادَ الشتاءُ وحزنُ الغيبِ ينهملُ كلُّ الدروبِ بكاءٌ ..والمدى: مُقَلُ تنازعتْني رياحٌ ما استطعتُ لها ، أنا الشريدُ.. ستذرو عمريَ السُبُلُ
أعودُ للأمسِ ..أقفو ظلَّ بسمتِها حتى يُقطِّرَ من لألائها العسلُ وأكسرُ الكأسَ بعد الكأسِ،أسكَرَني شوقي إليكِ، وأعمى عينيَ الثمَلُ
كأنني باخِعٌ نفسي على طللٍ أنا المريضُ بيأسٍ.. هدَّهُ الأملُ فكيف ينشقُّ صوتي في المدى عطشاً؟ وكيف تمطرُ من همْساتِها القُبلُ؟! وكيف يصطادُني –في صدرِها- حجلٌ «ويلي عليكَ وويلي منكَ يا حجلُ »
تمضي السُنون.. وعمري واقفٌ صنماً يطوفُ من حولهِ حزني ويبتهِلُ عاد الشتاءُ فأطلِقْ دمعةً حُبسَتْ يُخفي دموعَكَ أنَّ الغيثَ ينهملُ
***
* من ألفِ شوقٍ وهذا البحرُ يسحبُني إلى لآلئَ أخفى سِرَّها الصَدَفُ من ألفِ عشقٍ وهذا النورُ يجذبُني روحي فَراشٌ إلى عينيكِ ينخطِفُ يكفي غروبيَ حين الأفْقُ يحجبُني أني عرفتُكِ حين الكلُّ ما عرفوا...
***
هو لم يقبّلْها تماماً كان يشبهُني جراحاً لم يقبّلْ غيرَ ذكراكِ البعيدةْ وكعادةِ الشعراءِ راحَ يلفّقُ الذكرى ليخترعَ القصيدةْ
" محتويات الديوان هي قصائد معنونة بدقة فائقة، لدرجة أن القارئ يغوص في القصيدة بمجرد قراءته لعنوانها، نلمح ذلك في كل القصائد التي لا يمتلك القارئ القدرة على اجتزاء قصيدة اختلفت في العنوان وكلمة البدء."
" لنكتشف من خلال القصيدة أنّ بدرخان يجيد المديح، وأيّ مديح هو ذاك الذي يسبر أغوار ذاته التائهة، والتي نهشها الانتظار، كيف لنا أن نفهم مديحا للانتظار بجمالية الاستحضار، استحضار الحالة بكل تفاصيلها الجزئية والصغيرة حتى يشكل انتظار كل تلك التفاصيل حالة في غاية من الانبهار، لم يتعب بدرخان في تحريك مشاعر المتلقي فيها، لأن كل كلمة وكل تركيب واستعارة كانت في حدّ ذاتها عاملا للإيصال."