عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار - سوري الجنسية، من مواليد محافظة حمص عام 1951م = 1370هـ.
الدراسة والشهادات العلمية:
1- إجازة في اللغة العربية (درجة البكالوريوس)، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1973م = 1393هـ 2- درجة الماجستير، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1975م = 1395هـ 3- درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1979م = 1399هـ
كتاب قيّم ومهم جداً لمن أراد أن يسلك في طريق الدعوة، تناول فيه قضايا ملموسة وواقعية يغفل عنها الغالب. ولطالما أعجبني قلم البكّار التحليلي الفذّ الشمولي وتفكيكيه وتفسيره لكثير من الظواهر العصيّة عن الفِهم .. جزاه الله عنّا خيراً
تحليل لموضوع الدعوة من نواحي لم تطرح مسبقا و ابتعد عن الابتذال في الطرح الفكري،،،،،، و ثقافة الدكتور الموسوعوية ساعدت في ذلك،، -فشرح موضع الفكر للدعاية و الآلية الصحيحة في تطابقه :- ١-للفكر العالمي المعاصر ٢-الفكر العربي الاسلامي المشوه في عقول الأفراد ،،، ليس من ناحية التقليد لكن من ناحية التقارب ،،
-ثم تحدث عن ثقافة الدعاية الفردية المترسخة قرآنيا و نبويا مع النفحات التراثية السلفية و الموشحة بالفكر العالمي المخترقة لفقه الواقع الذي نعيشه من تخلف و استبداد و ابتعاد عن الدين،،،و المقارنة بين ثقافتنا و ثقافة العصر التي تتوجه لاستهلاك نفسه و دور الصفوة المثقفة و الفرق بينها و بين الثقافة الشعوبية اللاإرادية،،،
-و التحدث بعدها عن سمت الداعية الأساسي و التكميلي،، -و طرائق التبليغ الدعوي الحديث من حيث استخدام الواقع و آلية التواصل اللاشعورية و اللامباشرة و تحدث بكل اسف عن دور خطبة الجمعة،، -و علاقات الداعية و طريقته في دعوة الأفراد و الجماعات و قواعده و توسع بعدها في المفاهيم و الأهداف لحركات الإصلاح،، -ثم حاول ان يقدم شرح في سبب تكون التيار الاسلامي العنيف الذي تمخض بالأصل من واقعه العنيف و لكن ارى انه لم يقدم تصور شامل لهذه المشكلة ،،
ككل أ.د.بكار قدم تصور جيد و شمولي من ناحية جديدة و بالنسبة لي هو المفكر الاسلامي الاول حاليا،،
نُخبة ما جاء في كتاب( مقدمات للنهوض بالعمل الدعويّ) للدكتور عبد الكريم بكار: وإذا كنا نملك قوة الحق فإنهم يمتلكون حق القوة! من المؤسف حقًا أن بعض الإسلاميين ينعتُ الحديث عن الفكر بالحديث البارد، حتى إذا طُرِحَت مشكلة وطلبت حلًّا لها لم تجد إلا الوجوم و الهروب! التكرار كان البديل الصالح عن التفكير.. ليس في هذه الدنيا نصرٌ نهائي..الإجمال في موضع التفصيل مضلل، فإذا قيل عندنا بطالة، وإذا قيل عندنا فقر، قيل في ضواحي نيويورك فقراء! يجبُ أن نعلم أن هذه المقارنة لا معنى لها إذ لا يخلو مجتمع من فقراء أو فوضويين لكن الأهم هو التعاريف والنسب، فالعاطل عن العمل في عالمنا الإسلامي يستدين أو يتسول أو يسرق وفي أمريكا يتقاضى قرابة 2000 دولار في الشهر! والفقير الذي لا يستطيع شراء سيارة للنزهات وعندنا الفقير هو الذي لا يجد حذاءً ينتعله أو رغيفًا يسدُّ رمقه! النابهون من فقهائنا يقولون: (مذهبنا صواب يحتمل الخطأ، ومذهب غيرنا خطأ يحتمل الصواب) إدراكًا منهم لطبيعة المنهجيَّة الاجتهاديَّة.. نوعية ثقافة الداعية وقدرتها على استيعاب مشكلات العصر وتطلعاتأبنائه هي الفصل الرئيس في حجم تأثير الداعية في المدعوين.. في حالات الخطر يَسهل تكوين الرأي العام.. الإحباط التي تعاني منه الأمَّة ينصبُ أولًّا على نخبها وقادة الرأي ولا سيما المثاليين منهم، فإن الحاجة الماسة اليوم إلى أقوام لا يبئسون من إمكان تحسن الأحوال مهما ساءت الظروف. علينا أن نؤسس عقلية (شيء خيرٌ من لا شيء)، بدلًا من عقلية ( كل شيء أو لا شيء) كان سفيان الثوري يحث طالب العلم على العمل الحر حتى لا ينتظر أجرة من أي جهة، وكان يقول: (العالم إذا لم يكن له معيشة صار وكيلًا للظلمة ، والعابد إذا لم يكن له معيشه أكل بدينه، و الجاهل إذا لم تكن له معيشة صار سفيرًا للفساق) أحسن طريقة لضمان استمرار المدعو في طريق الخير هو أن نحوله نفسه إلى داعية يقول عمر رضي الله عنه: (أعقل الناس أعذرهم للناس) إنَّ ما نطلق ا\عليه اليوم اسم (الرأي)، كان الناس منذ خمسة قرون يسمونه (حقيقة)المخاطب إذا كان يشعر أن لديه ما ينبغي أن يعبر عنه فلن يصغي! الخطيب الجيد هو ف\قارئ جيد.. الأحزاب والجماعات تفقد كثيرًأ من تواترها وتلاحمها عندما تنتقل من المعارضة إلى السلطة، لأن التهديد الخارجي يضعف أو ينعدم! التستر على الأخطاء يشجع على تكريرها! بطالة شبابنا أخطر من المؤامرة علينا! لا معنى للرخاء الاجتماعي إذا لم ينعم به أكثر الناس، ولا معنى لوجود الثقافة الجيدة في مجتمع إذا لم يتثقف بها أكثر الناس!
تناول الكاتب موضوع الدعوه ... و التي تعد من القضايا المركزيه في مجتمعاتنا ... فتطرق للفكر الداعي و كيفيه تطبيقها ... نظره الافراد المعقده للفكر الاسلامي .. اذ اضحينا في حاجه ماسه للارتقاء بخطاباتنا لمستوي يتناسب مع العصر لتجمع مختلف الميادين لتتصف بالشموليه ... كما ابرز كيف يكون فكر الداعيه و سماته .. ثم طريقه تواصله والاليات التي يستخدمها للاقناع .. اذ وضح ان كل مسلم يستطيع أن يكون ( داعية ) في ظرف ما وعلى مستوى من المستويات....فيوجب تنويع الوان الخطاب بما ينمي الإحساس لدى جميع المسلمين بأهمية الدعوة .. و بما يساعدهم على القيام بها بحسب أحوالهم وإمكاناتهم
كان هذا الجزء بالنسبة لي هو الأكثر توسعا و توغلا في الجزئيات من سابقيه و لا انكر أنني أحسست ببعض الملل من كثرت التفاصيل ولكنه في المقابل من الكتب المهمة حيت تسلط الضوء على العمل الدعوي بشكل شامل.
من أفضل الكتب التي تبنت منهج تأسيس عمل دعوي كامل شامل محاولًا الجمع بين صنوف الثقافة التي يحتاجها الدعاة ومشاكل الدعوة وحلولها، ومن أكثر ما شدد عليه الدكتور هنا هو العمل المشترك رغم مساحات الخلاف، وأعتبره مرجعًا لكل من يريد سلوك طريق الدعوة حتى يعود له ويصحح طريقه كل فترة وأخرى.