سيد مُسافر رواية اجتماعية من مشاهد واقعية فازت فى مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2013 ان سيد هنا ليس سيدا لشئ للأسف .. سكنه القلق منذ البداية ، و استمر بداخله هاجس الرحيل ، و شكل نفسه أمام عينيه على أنه الحلم و الخلاص هناك فى البلاد البعيدة ، حيث يضطرم باطن الأرض بالنفط و تنعكس الشمس على الرمال الملتهبة فهل سينجح فى تحقيق حلمه أم يظل حائرا ؟ أما صوت الراوى صديق سيد ، فيمثل المرآة التى تعكس صورة الصديق ، صحيحة لكنها غير متطابقة تماما . عبر هذا التوتر الدرامى تبزغ متعة السرد ، و تصبح الرحلة فى تلافيفها وسيلة و غاية و الجميع يسال أى سفر وطأة سفرى هذا أم عودتى لأصبح مسافرا جديدا .. أحمل الغربة بين خطاى كمن يحمل عطرا خلابا لا يتحمل رائحته .. يراه الجميع وطنا و أراه أنا العذاب .. أى غربة تستحق كل هذا الألم ؟!
قاص و روائى مصرى صدر له مجموعة قصصية " انسان فى زمن النسيان " عام 2005 رواية " الضائع بين يدىً " درا ليلى عام 2011 مجموعة قصصية " سبحة و كاس " دار ليلى عام 2012 فازت روايته " سيد مٌسافر " فى المسابقة المركزية للهيئة العامة لقصور الثقافة بالمركز الثالث على مستوى الجمهورية بعد حجب جائزتى المركز الأول و الثانى 2013 و التى صدرت لاحقا عن الدار المصرية اللبنانية عام 2015 رواية " سلوى " 2013 و هى رواية رومانسية المجموعة القصصية " بسمة على شفاه الموت " 2014 و التى سبق و ان فازت فى مسابقة المجلس الأعلى للثقافة و التى صدرت عم دار ابداع للنشر و التوزيع و صدر له فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2017 رواية " نصف إله " عن دار لمحة للنشر و التوزيع يركز القاص محمد صلاح على القصص الواقعية و الاجتماعية و البعد النفسى لشخصياته .. كما أنه يختار أحداث قصصه من الواقع المعاصر للانسان و همومه و مشاكله و الضغوط الحيايتة . يعتز بأستاذه الذى لازمه لفترة ليست بالقصيرة الأديب الكبير الراحل رستم كيلانى الذى تعلم منه الكثير و نهل من خبراته و نصائحه و كذلك الأديب و الكاتب فخرى فايد و الشاعر الأب العبقرى خيرات عبد المنعم . مغرم بالأديب و الروائى الراحل محمد عبد الحليم عبد الله صاحب الابداعات التى أثرت المكتبة العربية بأهم القصص و الروايات
هى حكاية مصرية خالصة..من منا نحن الشباب لم يمر بها ؟ كاتب هذه السطور عاش هذه التجربة وخاضها بكثير من التشابه مما ورد فى الرواية وهذا هو سر جاذبية الرواية وقيمتها فالاشخصاص نعرفهم جيدا بلاشك قد قابلناهم ذاكرتنا تحتوى على ملامحهم واسمائهم وقد ذكرتنا بهم الرواية واستدعتهم ربما من غياهب النسيان والانشغال الاجواء المحيطة اجواء جميعا قد عشناها ونعايشها وتلك المشاعر المتملكة من بطل الرواية واصدقائه مشاعر صادقة نعرفها ومررنا بجلها ان لم يكن كلها ..الرواية هى خط واحد خط سيد واصدقائه وظروف البلد واحداثها فى فترة ما بعد الثورة وحكم المجلس العسكرى لا تنفصل الاحداث ولكنها نتائج واثار نعيشها جميعا الى الان رواية جميلة للروائى والقاص محمد زكريا وفى انتظار الاعمال القادمة او بمعنى ادق الابداعات القادمة ..
عندما تقرأ رواية فسوف تتوقع أن تقرأ حكاية ببداية ونهاية وبشخصيات ثابتة وأحداث معقدة وحبكة درامية تتفكك خيوطها في نهاية الرواية... بحيث تكون المقولة التي يريد الكاتب أن يصل إليها غير مباشرة وقد لا يدركها أيّ قارئ... لكن بعض الروايات في العصر الحديث تميزت باعتمادها على وصف الحالة أكثر من الحدث ... بحيث يكون الحدث هو المطيّة التي تحمل مقولة الكاتب إلى القارئ وتقدّمها له دون عناء... يعتمد هذا الأسلوب في الرواية كتّابٌ أخذوا على عاتقهم نقل الحالة الإنسانية التي تفرزها الأحداث السياسية في المناطق التي دارت فيها أحداث الرواية..
من هذه الروايات التي كانت سبّاقة في التوثيق الأدبي لما أفرزته "ثورات الربيع العربي" إنسانياً واجتماعياً رواية "سيد مسافر" للكاتب المصري محمد صلاح زكريا تحكي الرواية قصة "سيّد" ذلك الفتى البسيط الذي رضي بالتعلّم نصيباً بينما رضي شقيقة بالأرض والفلاحة والجهد... سيّد الذي بدأ حياته الجامعية متذمراً رافقه هذا التذمر في كل مراحل حياته التي تركها الكاتب مفتوحة أمام جميع الاحتمالات التي يمكن لخيال القارئ أن يصل إليها... سيّد الذي لم يجد حلماً يدغدغ خياله سوى السفر.... هذا الحلم الذي أطلق العنان لآمال تفرش له الغد بأزاهير الرجاء وتضيئه بفوانيس الرّخاء... ليغدو هذا الغد هو حياته التي يعيشها بأوهامه ويبني عليه قرارات مصيرية أصابت حياته العائلية في العمق.... سيّد هو النموذج الأكثر حضوراً في الرواية رغم وجود العديد من نماذج الشبّان الذين اختلفت ظروفهم وتفاوتت معاناتهم وتراوحت أحلامهم مابين متحمّس لاستكمال طريق الثورة للوصول إلى أهدافها المعلنة في العدالة الاجتماعية، ومابين محبَط يرى في الثورة مطيّة استغلها الفاسدون فزاد انتشار الفساد في ظلّ الفوضى التي لا تترك مجالاً للمحاسبة ... فانتشر استغلال ذوي النفوذ سواء بسوء معاملتهم لمن يعمل لديهم من العمال كما هي حال سيّد، أو بتأمين عقود عمل بخسة في وزارة التربية مقابل مبالغ مالية ترهق من يحتاج للعمل ولكن يضطر للدفع ... إلى غيرها من صور المعاناة التي أحاطت بها الرواية من خلال الشخصيات الثانوية فيها ومن خلال "الكومبرس" الذين لادور لهم إلا المشاركة في حوارات على طريق أو في مدرسة أو في قنصلية مع شخصيات الرواية ... لتكون هذه الحوارات هي الأهم فيما ينقله الكاتب من اختلافات فكرية وسياسية واجتماعية أفرزتها ثورة يناير في الشارع المصري...
النهاية المفتوحة والقطار الذي يسير بسيّد الذي مازال يصرخ ويشتكي ويتحدث عن حلمه رغم ضياع صوته أمام صوت صفارة القطار وابتعاده عن المكان الذي يجد فيه من يسمعه... تلك النهاية هي التي توصل الجزء الأهم من المقولة التي تبنّتها الرواية : "المعاناة مستمرة ولايدري أحد متى ستنتهي"....
أدبياً: اعتمد الكاتب في بعض فقرات الرواية على طريقة "الخطف الخلفي" أو ما يسمى "فلاش باك" التي تتداخل فيها الأحداث الحاضرة بأحداث ماضية وربط بينها بطريقة تخدم الفكرة الأساسية للرواية وتزيد من عنصر التشويق الأساسي في كلّ عمل روائيّ... إضافة إلى ما يميّز الكاتب في كل ما قرأته له من بساطة في التراكيب وسهولة في الألفاظ بعيداً عن الإسفاف، وانسيابية في السرد وتوظيف إيجابي للحوار بعيداً عن التطويل والاسترسال الذي لايخدم الفكرة...
باختصار: الرواية من نمط الروايات التي تشدّك لمتابعة القراءة دون أن تنتظر نهاية، وتمتعك بالحوارات الجانبية دون أن تنسيك القصّة الرئيسيّة ولو للحظة... وتوصلك إلى لانهاية تنتشي لها إذ أنها تعبّر أشدّ التعبير عن واقع الحال دون أن تشعر بانقطاع الحدث ونقص في الحبكة....
كلّ التمنّيات للكاتب بمزيد من التألق وجزيل الشكر لإهدائي نسخة من الرّواية ...
بالإضافة إلي صوت الروايه المفضل لدى وروحها العبقرية عبر الكاتب بلغه بسيطه ومتمكنه ونقل واقع في مرحله معينه كلنا عاصرناه ولكن القضيه التى يعيشها بطل الروايه وبقية الشخوص لا يعرفها سوى المتعرضين لها
صدر من المجتمع نماذج لعدة شخصيات بأراء وأفكار وقناعات مختلفه
لكن ما زاد من اعجابى
عدم سدول نظرة سوداويه أو تشاؤميه من قبل سيد بطل الرواية
رغم معاناته في مطاردة حلم السفر
لازال لديه الأمل
بالفعل هو شخص سلبي يعول على حلمه
ولا يبادر بالسعى الحقيقي
شخصيته الناقمه تقيد حركته وتكبل سواعده عن اللحاق بعمل من الوارد ان يغنيه عن السفر
وحاله حال الكثيرين
حتى محمود الذى بدا راضيا
في داخله ترسو رغبة في الحلم والسفر من اجل الارتقاء
يعزيه شعوره بالرضا وخشيته البعد عن الأهل
ولكن رغم ذلك يظل يتسائل : ماذا لو ؟
السؤال الذى يدفع أى انسان لمتابعه حياته أيا كانت تفاصيلها او تعقيدها
انتظاره لشئ ما
معجزة ربما
تمنحه السعاده الفائقه وراحه البال المبتغاه والسكينه التى تجعله يتوقف عن انتظار شئ أخر
شئنا أم أبينا سنكمل الرحلة
كل منا في حالة انتظار
الروايه رائعه وأضافت لي معلومات جديدة
والأهم
انها وضعتنى في مواجهة جانب من الواقع لم أعرفه من قبل وتناولها لأحداث ما بعد الثورة والشتات الوجدانى والفكرى والاجتماعى الذى أصاب الجميع وعرض حال الثوار وفورتهم وربما تطرف عقيدتهم بها لا شك أنه ينبع من تطرف عشقهم للوطن حتى وان ادعى البعض عكس ذلك
استمتعت بالقراءة على مدار عدد صفحات الرواية تهنئة على الرواية وهى بالتأكيد تستحق الجائزة وجوائز أخرى في انتظار ابداعات جديدة يصدرها الكاتب المتميز محمد صلاح زكريا
رواية اجتماعية متميزة يسحرنا الكاتب بأسلوبه الشيق مع متعة السرد و تشويقه الرائع فى عرض الأحداث حتى انك لا تترك الرواية دون ان تنهيها كى تعرف مصير سيد بطل الرواية الذى يسكنه هاجس حلم السفر و يسعى اليه بكل السبل الرواية تحكى عنا و عن همومنا و الواقع الذى نعيشه خاصة و أن احداثها تدور بعد ثورة 25 يناير فتعرض لنا ايجابيات و سلبيات الثورة فى قالب درامى أكثر من رائع اضافة الى ذلك أن الكاتب لديه تمكن كبير من لغته التى تجعلنا مبهورين بقدرته على ذلك و هذا يتجلى فى كل أعماله السابقة فضلا عن حرصه على ان يكون الحوار بالفصحى ليؤكد لنا قيمة ان نتمسك بلغتنا و لا أقصد فى الحوار الفصصحى المعقدة بل برشاقة يتميز بها الكاتب يستخدم لغة بسيطة فى الحوار تجعلنا لا نشعر بذلك سيد مسافر رواية رائعةبل عبقرية تؤكد اننا امام كاتب موهوب يستحق كل تقدير على اعماله الانسانية الرائعة التى تحافظ على هويتنا و قيمنا الجميل فى كتابات محمد صلاح زكريا أنه كاتب متدين له صبغة انسانية اخلاقية فى اعماله فلا تجد لفظ خادش أو مشهد فج فى اعماله و اتمنى له كل توفيق
رواية "سيد مسافر" للكاتب محمد صلاح زكريا استمتعت بالقراءة جداً فلم أشعر إلا و قد انتهت الرواية فكرة السفر هنا مسيطرة كبطل رئيسي للرواية و ليست الأفراد ، فالسارد للأحداث لم نعلم عنه الكثير كعادة الروايات الأخري ، و لكن السفر المستمر داخل مصر عن طريق القطار للوصول لمكاتب السفريات لتحقيق حلم الثراء و جواز المرور من صعاب الحياة بعد الثورة ، حلم يحيط به التردد و التوهان و كثير من الألم مع الفشل المتكرر إسلوب سردي سلس و رائع و مازلت مصرة علي رأيي بأنك تذكرني بكاتبي المفضل يوسف إدريس
دايمًا محمد صلاح زكريا عنده رسالة بيوصلها في اعماله المرة دي كان بيتكلم عن فكرة السفر وعقود العمل بالخارج بيوصل رسالته وفكرته بطريقة راقية وبسيطة ومفرداته بتتناسب مع نفس الرقي والبساطة الفكرة بسيطة لكنها بتوصل شيء محدد بوضوح استغربت بس شخصية محمود حسيته سلبي ومسير وراء اراء اصدقائه في بعض الأوقات، رغم لإنه مبيفكرش في السفر للخارج لكن مشي وراء اصدقاءه وبيسافر من محافظة لأخرى في سبيل محاولات السفر اللي هو مش مقتنع بيه اصلًا فمبقتش فاهمة موقفة النهاية المفتوحة دليل على أن اللي بيحلم بالسفر هيفضل يحلم مها الظروف عاندته.. وسيد كان مثال لناس كتير جدًا
قرأت رواية "سيد مسافر" للكاتب محمد صلاح زكريا، وكانت هذه انطباعاتي كقاريء:
- صيغ السرد بتقنية الرواي المشارك "محمود".
- عنوان الرواية يعبر بجلاء عن مضمونها، بلا أي نوع من الغموض أو التورية.
- الرواية كاملة بالفصحى (نوعي المفضل).
- صاغ الكاتب سطور روايته بأكثر الطرق سهولة لعين القاريء، وهذا يُحسب له.
- تناقش الرواية فكرة خطورة التعلق بسراب، وتبعات التعلق الأعمى به وعليه.
- سجلت الرواية بعض الأحداث المعاصرة، كأحداث موازية دون تضافر وثيق مع الخط الرئيس للأحداث.
- في أوقات متقاربة انتابني شعور بأن الكاتب يكتب عن نفسه كـ "محمود"، تشابه التخصص الوظيفي في الواقع مع القصة، وطبيعة شخصية الكاتب ومحمود، لعلهما من الأسباب.
- استمتعت بتوثيق أحداث مظاهرات المعلمين، عبر المشاركة الفاعلة لبطل الرواية فيها.
- الرواية جميلة ،وتشي بوضوح بتصاعد الخط البياني للكاتب.