جلست في مكتبها الزجاجي تتأمل البحر، تتذكر والدها مضرجًا بدمائه ثم تتخيله واقفًا أمام فوهات البنادق وهو يحسب في رأسه عدد الأيام التي لن يراها فيها تكبر. فاته الكثير بلا شك: ابتسامة أولى بأسنان جديدة، أول مرة وضعت فيها المكياج، سؤال محرج عن الحب، دمعة أولى من كسر القلب، فرحة أولى بالنجاح، يوم عرسها وهي تبكي لأن ديكور العرس لم يكن كما يجب. لكن الوقت لم يعد يعنيه الآن. الوقت توقف عند هذه اللحظة، هذا الفجر البارد حيث تختلط رائحة البارود بعطر الياسمين الهندي في حديقة المنزل. في جيبه، ملفوفة في قطعة حرير أزرق، رسالة لم يكتبها بعد لابنته. رسالة كتبها بعقله فقط، كلمة كلمة، خلال الأيام الثلاثة الماضية في الزنزانة. كان يعرف أنه لن يكتبها أبدًا على الورق، لكنه أراد أن تكون كاملة في رأسه قبل أن يموت، كما لو أن الأفكار يمكن أن تسافر عبر الزمن وتصل إليها عندما تصبح كبيرة بما يكفي لتفهمها. "بنتي الحبيبة،" بدأت الرسالة في رأسه، "حين تقرئين هذا ستكونين امرأة، ولن تتذكريني كثيرًا ربما. لكنني أريدك أن تعرفي أن كل ما فعلته في حياتي كان يمر عبر سؤال واحد: ماذا سأقول لها لو سألتني يومًا عن هذا؟"
لقد علمت للتو أن الكاتب هو الدكتور محمد جمال، أحد المبحرين العرب المسلمين ضمن أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة… وهذا يزيد شغفي، بإذن الله سأحرص على قراءة إحدى كتبه
يحكي الكاتب حكاية فتىً طموح يحاول الطيران خلف طموحه متسلحاً بجده واجتهاده وأفكاره لكنه يطير فس سماوات مغلقة من عبد حكايات ملفقة وطبقات اجتماعية انتمي إليها دون اختياره لغة الكاتب جميلة ،مفرداته منتقاه تميل للغة الشعرية، تن،وع في الكتابة أحيانًا بلسان أبطالها وأخري بلسان الراوي