استجابة لمشاعر الضّعف الإنساني أمام متطلّبات الحياة المعاصرة، وأمام انعدام اليقين في مآل المستقبل، صدرت في السنوات القليلة الماضيّة عشرات الكتب التي تحمل عناوين: "كن قويّا"، "كوني قويّة"، "كيف تكون إنسانًا قويًّا؟"، "كيف تبني شخصيّة قويّة؟"، "كن قويًّا بالإيمان"، إلخ... لكن...
بصرف النظر عن تلك الكتب، وعمّا يقوله الأطباء والمحلّلون النفسانيون، وخبراء التنمية البشرية، والواعظون... فإنّ الفلسفة، بمعناها العميق والأصيل، تقول شيئًا آخر:
لا تحاول أن تكون قويًا، لا تحاول أن تظهر بمظهر القوّة، لا تحاول أن تتحكّم في كل الأمور المحيطة بك... فالحياة لا تقوم على القوة بل على الأسلوب، وعلى التكيّف، وعلى المرونة.
القوّة منزع ذكوريّ، وإيديولوجيّ، إنه وهمٌ بدائيٌّ، لا يزال كامنًا في لا وعي الإنسان من حياته البدائية، يظهر جليًا في معارك السلطة والحظوة والشهرة والدين، إلّا أنه وهمٌ يُضيّع متعة الأسلوب والتفاصيل، ويُدمّر جودة الحياة. إنه ينهك روحك، يستنزف جسدك ويُسبب الشقاء للكثيرين.
هذا الكتاب الذي يحمل رسائل إلى الذين يعتبرون أنفسهم المعذبين في الأرض... وغير المحظوظين... والضعفاء... هو محاولة لبرهنة أن ليس في الضعف أي مشكلة؛ بل المشكلة في اعتبار أن الضعف هو المشكلة. وهو أيضًا دليلك لأجل أن تتصالح مع ضعفك، وأن تستثمر الطاقة الكامنة والهائلة في كل نقاط ضعفك إذا كنت لا تريد أن تخسر معارك حياتك.
كتاب عجيب ونقطة نهاية السطر! ماوقفت عن الاندهاش بكل صفحة، كتاب فلسفي لتطوير للذات يعيد صياغة افكار ومعتقدات خربت علينا الحياة كثيرا ومرارا، كتاب يعلمك أن طاقة الضعف هي غاية النجاح، بالاستدلال من الفلسفات الاسلامية الصوفية واليابانية واليونانية. لكل مرتبك وتائه هالكتاب منارة لك، كتاب مرة حلو وممتع ومفيد، من زمان ماقريت شي هز افكاري كمافعل سعيد ناشيد !!!
عندما يكون الضعف مرآة تكشف حقيقتنا، وعندما يصبح الفشل لحظة تأمل لا لحظة انكسار... سعيد ناشيد في نقد القوة يعيد تعريف القوة بعيدا عن الصورة النمطية، ليجعلها فعل وعي لا فعل هيمنة. كتاب يلامس الروح، خاصة لمن يمرون بفترات تساؤل وضعف. ربما القوة الحقيقية ليست في الصمود، بل في إعادة بناء الذات كل مرة بطريقة مختلفة
لفتني موضوع الكتاب وهو الأول من نوعه على حد علمي. استقاه سعيد ناشيد من خلال مسيرته الرياضية في فنون القتال الآسيوية التي تحمل مفهومًا فريدًا عن الضعف والقوة. توسع الكتاب في توضيح أهمية المرونة وإدارة الجهد في مواجهة معارك الحياة، ودور الضعف كمحفز لنمو الفرد والحضارات.
أعجبني الفصل الأول "رسائل في طاقة الضعف" لأنه يطرح الأفكار الأساسية للكتاب، كما أعجبتني بعض الفصول الأخيرة "رسائل في فن المقاومة" و "رسائل في تدبير الملل اليومي" لأني وجدت فيها أفكار مثيرة للاهتمام. أما عن بقية الفصول فقد شعرت أحيانًا بأنها سلكت أسلوب كتب تطوير الذات وتناولت بديهيات عن تحسين الحياة مبتعدة عن الفكرة الأساسية للكتاب.
من الواضح أن الكاتب على قدر عال من الثقافة وله أسلوب سلس في الكتابة وفي ربط الأفكار ونثر المفاهيم المثرية من خلال الرسائل. يحتوى الكتاب على الكثير من الاقتباسات الجميلة والمحفزة لمن يحب الاقتباسات. قصر الرسائل كذلك يسهل قراءة الكتاب، ولكن كنت أتمنى لو دمجت بعض الرسائل ببعضها (حتى لو طالت) وأن يقتصر الكتاب على رسائل محدودة تركز في صلب الموضوع فقط. مثلًا، الفصل الثالث "رسائل في شجاعة العيش" كان امتدادًا غير ضروري للفصل الثاني "رسائل في شجاعة الوجود". وكأن الكاتب يسعى أن يصل للفصل رقم ١٠ أو الصفحة رقم ٣٠٠ بعض النظر إن كانت هذه الإضافات ذات قيمة حقيقية للكتاب.
بشكل عام كتاب جيد وسلس ومثير للاهتمام، ولكن من وجهة نظري كثرة الرسائل المكررة أو التي لا ترتبط بشكل مباشر بنقد القوة أدت إلى تشتيت الرسالة الأساسية للكتاب.
ملاحظة أخيرة للكاتب: تكرار عبارة "فهل تسمعني؟" في نهاية كل رسالة من الرسائل المائة والسبع لن تقنعني أن أستمع إليك. لقد قررت بالفعل أن أستمع إليك و لأفكارك حين اقتنيت الكتاب، لذا توقف عن استفزازي، هل تسمعني؟
مقبول، في أوقات كثيرة أثناء قراءتي له شعرت بأني أضيع وقتي فهو من نوع الكتب الّتي تعطيك نصائح تنظيرية مجرّدة بأسلوب إفعل/ لا تفعل.
وهو من نوع الكتب الّتي تنحّي الدين وتجعل الأمر يتعلق بك وحدك وبذاتك وقدراتك، وهذا أسلوب مُضلِّل غير مفيد على أرض الواقع للنفس المجبولة على الاحتياج والافتقار لخالقها الذي يمدها بالمدد والعون، مثل؛ "إذا تعرّضت لاعتداء أو عدوان فأمامك خياران، إما أن تبكي وتستصرخ الأقارب والأباعد، أو الذات الإلهية، لعل النجدة تأتيك، وإما أن تقاوم بكل تركيز"
كيف تكون المقاومة بكل تركيز خيارًا على الافتقار للإله؟ جلّ وعلا سبحانه.
ويقول الكاتب أيضًا؛ "وحده الحب الخالص والأصيل يمنحك شجاعة العيش مهما ضعفت قدراتك. وحده الحب الصادق والعميق يمنحك القدرة على الحياة مهما ساءت أقدارك."
وهذا ممّا لا أتفق معه جملةً وتفصيلا، صحيح أن الحب شعور جميل يمنحك الثقة والقوة واللحظات الجميلة الدافئة، ولكن "وحده" ؟ هذا ما أعترض عليه. إن كنّا سنقول على أمر "وحده" الذي يمنحك شجاعة العيش، والقدرة على الحياة مهما ساءت أقدارك، فهذا هو التعبّد لله والقرب منه سبحانه وليس الحب.
هل يمكن للضعفاء أن يحققوا الانتصار في معارك الحياة؟ في مواجهة متطلبات الحياة العصرية وضبابية المستقبل، شهدت السنوات الأخيرة صدور العديد من الكتب التي تحمل عناوين مثل: "كن قوياً"، "كوني قوية"، "كيف تبني شخصية قوية؟"، وغيرها، وكلها تدعو إلى التمسك بالقوة كوسيلة للنجاح.
لكن بعيدًا عن توصيات الأطباء النفسيين وخبراء التنمية البشرية والوعّاظ، تنظرالفلسفة إلى الأمر من زاوية مختلفة تمامًا: لا تسعَ إلى إثبات قوتك، ولا تحاول السيطرة على كل ما يحيط بك، فالحياة لا تقوم على القوة بقدر ما تعتمد على الأسلوب، التكيف، والمرونة. القوة مفهوم ذكوري وإيديولوجي متجذر في اللاوعي الإنساني منذ العصور البدائية، ويتجلى في سباق السلطة والشهرة والدين، لكنه وهم يستنزف الروح والجسد، ويؤدي إلى الشقاء.
هذا الكتاب موجه إلى أولئك الذين يشعرون بأنهم مهمشون أو غير محظوظين، ليعيد تعريف مفهوم الضعف، ويبرهن أنه ليس مشكلة، بل قوة يمكن استثمارها بذكاء لتحقيق النجاح دون أن نخسر أنفسنا في صراع القوة الوهمي.
هالكتاب حيّرني أمره؛ أحيانا يطرح أفكار منطقية وجديدة، وأحيان أخرى يحمل مثاليات مالها مكان على أرض الواقع، وبرضو عندي تحفظات على أطروحاته الدينية
ما أعرف ما كان أفضل ولا أسوء كتاب لكن اللي متأكدة منه أن الفصل الأول كان الأسوء وطويييييل حرفيًا فكرته: لا تصير قوي، خليك مرن… وبس خلاص هذي الفكرة الأساسية، الكتاب عمومًا يحتاج يتقصر والرسائل تتكرر أفكارها كثير دون تسلسل يعني فجأة يروح ويجي على نفس الموضوع، أعتقد لو طول الرسائل ولخّص الأفكار المتعلقة بها كان بيكون أفضل وأوضح
مئة وسبع رسائل أدبية -لا فلسفية- قصيرة في تقبّل قصور الحياة تتفاوت تفاوتًا عظيمًا في عمقها ولغتها وعلمانيّتها وتتناقض أحيانًا .
وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (سورة النساء، الآية 28) . وقد قال الشيطان للرب اترك لي الأقوياء فإني كفيل بهم أما الضعفاء فلا أقدر عليهم (القديس يوحنا ذهبي الفم) . إن الله يضع سره في أضعف خلقه (كلام الناس)
إن الله يضع سره في أضعف خلقه. لا تحاول أن تكون قويا لئلا تستنزف طاقتك وقدرتك على الحياة و لئلا تدمر جسدك وتنهك روحك. ما يقدر عليه الضعفاء هو أكثر مما يقدر عليه الأقوياء، طالما الضعف طاقة هائلة حيت يتم استثمار على أحسن وجه ممكن. علينا أن نتحرر من وهم إثبات الذات. لن تنتصر بسبب قدرتك على استثمار أفعالك، بل بسبب قدرتك على استثمار أفعال عدوك. النصر حليف من يركز بهدوء ويتصيد الأخطاء بالكيفية المناسبة، بالسرعة المناسبة وفي التوقيت المناسب. الخبرة تنتصر على القوة. في معارك الحياة لا ينتصر من يمتلك العضلات أو السلطة أو المال، بل ينتصر من يمتلك الأسلوب. من التفاصيل الصغيرة جدا، والدقيقة جدا، والبسيطة جدا قد يتغير كل شيء ولو بعد حين. أجمل الحب أ٫ تكون ضعيفا تجاه من تحب. إن عواصف التاريخ بدورها تقتلع الأفكار الأكثر صلابة وتشددا. لا تفكر بأن عليك أن تفوز، بل فكر في أنك ينبغي ألا تخسر. كل ما عليك في هذه الحياة هو أن تجد أسلوبك الذي يناسبك. حياتك هي أسلوبك في تدبير طاقتك الحيوية. في مواجهة الهزات العاطفية لا تصمد القلوب الأكثر صلابة، بل الأكثر مرونة، وأمام عنف الطبيعة لا تصمد القوة بل المرونة. جروحك التي ربما لا تزال تؤلمك هي الدليل على أنك قاتلت فعلا وأنك نجوت فعلا. من لم يمتلك شجاعة الوجود لن يجرؤ ��لى استعمال عقله. شكرا لك يا خساراتي، لقد كنت أنا العابر وكنت أنت الطريق. خسارتك هي سلم ارتقائك. من السهل على الإنسان معرفة الخسائر التي قد تمضي، لكن من الصعب توقع المكاسب التي قد تأتي. الشجاعة ليست في نوعية القرار، بل في هدوء الروح وانتظام نبضات القلب أثناء لحظة اتخاذ القرار. لا تكترث بنظرات الناس، ولا تعش وفق انتظاراتهم. ولا تتقيد بتوقعاتهم، طالما أن مشاعرك وآراؤك وأذواقك لا تعنيهم. لا تنس أن الخوف يشتت تركيزك، ويضعف قدرتك على اتخاذ القرار المناسب. لا توجد مدرسة لتعلم الحياة، فإما أن تكون عصاميا أو لن تتعلم شيئا. اللقاء الجيد يصنع فكرة جيدة. الحياة لقاءات بعضها نافع حيث يساعدك على مزيد من النمو والانفتاح على الحياة، وبعضها ضار بحيث يجهض أمكانيات النمو لديك. من لايتقبل المخاطرة يمضي عمره مختبئا في حصن اليقين الجامد والأمان الكاذب. الصمت صلاة العقل. ليس ضروريا أن نمشي على الشوك حين نجد بساطا ناعما أمامنا.
لا شيء يمكنه أن يستمر في تخويفك سوى فكرتك. الشجاعة تبنى ولا تؤتى. هناك الكثير من الشجاعة في أن تتحمل مسؤولية قرارتك، اختياراتك، التزاماتك، رغم كل الطوارئ الغير متوقعة. مرونتك هي قوتك في مواجهة كل مشاكل الحياة. حين تعبر مرحلة صعبة من حياتك، أكمل الحياة كناج وليس كضحية. أن في الأسلوب قوة، والجمال في الأسلوب، والذكاء يظهره الأسلوب، بل الحياة برمتها رهينة بالأسلوب. ضع في ذهنك أن المشكلة لها عمر قصير، فقدر الحياة أن مشاكلها تتغير ولا تعمر طويلا، لكن وحدها الآثار الصحية قد تدوم، وأحيانا قد تدوم طويلا. الفشل ليس في الذات، بل في المهارات، والمهارات تكتسب في كل الأوقات. الذات لا تعطى، بل تبنى، وهي في كل أحوالها تبنى لبنة لبنة. يمتلك الجسد قدرة رهيبة على الاستشعار الحسي بصلاحية القرارات المصيرية في الحياة، وبإمكانه أن يملي علينا أفضل الخيارات حين نحسن الإنصات إليه. لا تنسى أن جسدك هو أفضل مستشار لك. أن جسدك هو أكثر شيء يتأثر بكيفية رؤيتك له. أن تمتلك شجاعة العيش، معناه أن تمتلك شجاعة البدء بتحطيم الأوهام التي تحملها في رأسك وقلبك، وتستنزف قدرتك على الحياة. طهر قلبك قبل أن تستعمل عقلك. العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص. ليس دور الله أن يحرس محفظتك. عليك أن تنسج حلمك بنفسك. الرغبة تنبع من داخلك، وبالتالي تحرك وتدفعك، أما الأمل فيأتي من خارجك لكي يتركك معلقا على حافة الانتظار. لا تحاول أن تتحكم في الأشياء من حولك بالقوة.
مجموعة من النصائح الخفيفة اللطيفة. ينفع كمحطة استراحة للقارئ القديم او دليل توجيهي للقارئ الجديد. لا يخلو من الطرح التوجيهي احياناً والنصائح البديهية احياناً اخرى. ولكن احياناً نحتاج ان نسمع هذا الكلام رغم بساطته لنكمل الطريق.
يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب لتمجيد القوة والسيطرة والتطرف من الصعب ملاحظة تأثيرها النفسي والفكري والإجتماعي على الفرد، لكنها بالفعل تغذي الميل للقوة والإعجاب بمن هو أقوى وبمن يهيمن على الناس ويتسبب في أذاهم حتى ولو كان الفرد هو الطرف الأضعف ، يشير ناشيد للأسباب الأكثر خصوصية بالنسبة للثقافة الإسلامية العربية التي تُشكّل مفهوم القوة مثل التسلط السياسي ، الخطاب الديني المتشدد الذي يدعو لنبذ التنوع والاختلاف ، النظام الإجتماعي القمعي ، ومفاهيم الذكورة ، وعلى الصعيد العام هناك أيضًا كتب ومحتويات رائجة تعنى بتطوير الذات والدعوة للقوة والصلابة النفسية.
ناشيد يوجهنا إلى أنه قد حان الوقت لرفض تمجيد القوة و التطرف والإبتعاد عنه ، لكي نستطيع أن نكون أكثر عقلانية ومرونة وحرية وشجاعة وتقبل للاختلاف والتعامل ببصيرة وعمق مع المشاكل التي قد نواجهها بدلاً من دائرة العنف اللانهائية، يوجهنا إلى أن نخلق بيئة أوسع لأن القوة لا تكفي لحل المشاكل بل أنها تخلق مشاكل أكبر .
يحثنا على التعرف على أنفسنا بواقعية بعيداً عن هذه المبالغات وأن ننصت لجوانبنا الأخرى الطبيعية وأن ننميها لأن ما من شيء فينا معيب أو محدود ، يرى أن لنا في اليابان قدوة في قدرتها العالية على التكيف ومواجهة الشدائد وأنه على الرغم من أن اليابانيين القدماء كانوا ضعاف البنية وقصار القامة، أسسوا فنونًا قتالية تقوم على المرونة الجسدية والقيم النبيلة التي تحث على الصبر وثبات النفس ومع مرور الوقت وتحولت هذه القدرة التاريخية على التكيف إلى حكمة لا واعية وساهمت في نجاة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمكنوا بسهولة من تحويل ميزان القوة إلى ميزان اقتصادي.
يتميز الكتاب بنقل الأفكار الفلسفية "حول القوة" بأسلوب أدبي هادئ وبسيط، دون تعقيد فلسفي، مع انه يعتمد اعتماد واضح على التوجيه والإرشاد، ونبذ مظاهر القوة والتطرف، والدعوة إلى الاعتدال، وهذا النوع من التفكير يفتح المجال للعقلانية والمرونة في التعامل مع الواقع.
في الحقيقة أعجبتني الرسائل لأننا في حاجة ماسة لمناقشة واقعنا العربي بطريقة معتدلة كما يكتب سعيد ناشيد
هذا الكتاب الذي صدر حديثاً (2024) لسعيد ناشيد يأتي تتويجاً حكيماً يمكن أن أسميه للسلسلة الفلسفية و الفكرية الرائعة التي قدمها (من التداوي بالفلسفة و الطمأنينة الفلسفية و غيرها من نتاجاته)، و ذلك لأنه عصارة فهم لطبيعة الحياة ونتيجة واقعية لمن خاض دروب الفلسفة نظرياً بشتى مدارسها و من ناحية أخرى خاض أيضاً دروب و متاهات الحياة بشكل عملي و خبر دهاليزها و مشاكلها، إذ لو انه أتى من شخص عاش في برج الفلسفة العاجي و اكتفى بالقاء التنظيرات لما وجدت ُ فيه نفس الأثر ، و يمكن للقارىء ان يتوصل لتلك النتيجة بسهولة خلال رحلته مع هذا الكتاب.
القوة هل يمكن أن تكون هي سبب معاناة الانسان الشاملة ؟ هذا ما يجيب عليه الكتاب في ١٠٧ رسائل قصيرة أطولها تأتي في صفحتين و تخاطب ذات الانسان الفرد في محاولة لتخليصه من فكرة تسيطر عليه دائماً و هي ان القوة هي ما سينتشله للضفة الاخرى او العالم الاعلى من عالمه.
بل ان سعيد ناشيد يقدم الضعف كبديل واقعي للقوة في معالجة مشاكل الانسان الفرد في هذا العالم ، و التي أغلبها منشأها عقله و افكاره: المرونة، التخلي، تقبل الخسارة ، الاكتفاء بغياب الالم ، العيش من اجل الرغبة و الحب كدافعان اساسيان للاستمرارية في الحياة. و لا ينسى أن يشير الى خطورة الملل كعنصر مهدد للسلامة النفسية و الامن العام للمجتمع لأنه أقرب حالة يمكن ان تُشعر الانسان بعبثية الوجود و من ثم عدميته و تقود الى ما لا يحمد عقباه.
الكتاب بسيط في اسلوبه لكنه عميق في معالجة مشاكل فلسفية و نفسية شتى يجد الفرد نفسه واقعاً فيها نتيجة لمسيرته في هذا العالم، لا محالة سيحمل تلك الأوبئة الفكرية و التي لا خلاص منها الا بعملية تفكيك دقيق و شائكة يحتاج فيها الى ادوات و رسائل خاصة و عميقة كتلك التي يرسلها سعيد ناشيد.
الكتاب مدهش يتحدث عن الضعف من منصور جميل ترك الجميع يركزون على القوت وركز هو على الضعف كيف ابني نفسي من نقاط ضعفي كيف أطور نفسي من الضعف لا القوة رائع بحق كل صفحة تحمل دهشة غريبة
إقتباس من الكتاب المدهش ( نقد القوة )
وجود الشر في العالم حسب سيمون فايل ناجم عن الانسحاب الجزئي للذات الإلهية على سبيل المحبة والرحمة، يشبه الأمر ذلك الأب الذي بدل أن يفرض سيطرته الكلية على أبنائه، فإنه يقلصها لكي يترك لهم مساحة للشغب، مع تحمُّل بعض الخسائر.
أعلى درجات السلطة هي القدرة على عدم ممارسة السلطة كما يدرك حكماء السياسة، أعلى درجات القوة هي القدرة على عدم استعمال القوة كما يدرك حكماء فنون القتال، أعلى درجات إثبات الذات هي القدرة على عدم إثبات الذات كما يدرك حكماء العشق الإنساني والعشق الإلهي، تماما كما أن العفو لا يكون حقيقيًّا إلّا عند المقدرة، ما يعني أن العفو هو الدرجة القصوى من المقدرة، وهو المقصود ب«الصفح الجميل» في الحكمة القرآنية.
This entire review has been hidden because of spoilers.
معظم فلسفات القتال الآسيوية، سواء العسكرية، أو الرياضية، تتمحور حول الرهان التالي: لا يحتاج المرء إلى جسد قوي، بل كل مايحتاجه جسد أكثر مرونة وليونة وقدرة على التكيف. قاعدة صينية: تنتصر بسببك، وينهزم عدوك بسببه. هي رسائل فلسفية بالدرجة الأولى مليئة بالأفكار المنطقية والطموحة في ذات الوقت. كتاب راااائع📚
من الضعف القوة ! كيف يمكن للضعفاء الانتصار في الحياة وكيف الاباء المؤسسين للفنون القتالية المقتبسة من الساموراي حاولوا عبرها الانتصار على ضعفهم و هشاشتهم الذاتية
سن اتزو كتب: تنتصر بسببك و ينهزم عدوك بسببه كتاب لطيف
رسائل رائعة وأسلوب سلس. الكتاب يناسب جميع الأعمار ليست من الكتب التي تقرأ دفعة واحدة بل يبقى مفتوحًا على المكتب تقرأ منه صفحات كل فترة لأن بعض الأفكار متكررة.